ما واجبنا نحو الأم؟
الأم
الأم كلمة صغيرة وحروفها قليلة لكنّها تحتوي على أكبر معاني الحبّ والعطاء والحنان والتّضحية، وهي أنهار لا تنضب ولا تجفّ ولا تتعب، متدفّقة دائماً بالكثير من العطف الذي لا ينتهي، وهي الصّدر الحنون الذي تُلقي عليه رأسك وتشكو إليه همومك ومتاعبك. الأم هي التي تعطي ولا تنتظر أن تأخذ مقابل العطاء، وهي التي مهما حاولتَ أن تفعل وتقدّم لها فلن تستطيع أن تردّ جميلها عليك ولو بقدر ذرة صغيرة؛ فهي سبب وجودك على هذه الحياة، وسبب نجاحك، تُعطيك من دمها وصحّتها لتكبر وتنشأ صحيحاً سليماً، هي عونك في الدّنيا، وهي التي تُدخلك الجنّة، فقد أتى رجلٌ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: إني أشتَهي الجهادَ ولا أقدِرُ عليه، قال: هل بقِي مِن والدَيكَ أحَدٌ؟ قال: أُمِّي، قال: فأبلِ اللهَ في بِرِّها، فإذا فعَلتَ ذلك فأنتَ حاجٌّ ومعتمرٌ ومجاهدٌ، فإذا رَضِيَتْ عنكَ أمُّكَ فاتقِ اللهَ وبِرَّها. الأحاديث المختارة، 1689.
واجب الأبناء تجاه أمهم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أحقُّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: “أمُّـك”، قال: ثم من؟ قال: “أمُّك”، قال: ثمّ من؟ قال “أمُّـك”، قال ثم من؟ قال: “أبوك”.
إنّ هذا تأكيد صريح من سيد الخلق أجمعين على أهمية الأم ومنزلتها ووجوب برها وأهمية ذلك في ديننا الحنيف، ومن واجبات الأبناء تجاه أمهاتهم: البر واطاعتها والاستماع الى حديثها بكلّ احترام وإنصات وعدم الاستهزاء بأيّ شيء تقوله وعدم تركها لوحدها في البيت من دون ونيس.
احترام النصيحة التي قد تقدّمها بل يجب اشعارها بأهمّيّتها وبأنّها ستنفذ بكلّ حبّ، والعمل على إدخال السعادة إلى قلبها والفرح والسرور والابتعاد عن إزعاجها أو التسبّب في غضبها أو حزنها. الحديث أمامها عن تميّزها وأمجادها وفضلها وطلب الرضا منها بشكل دائم.
العمل على خدمتها وتقديم الطعام اليها والعمل على إراحتها من العمل والمحافظة على نظافة بيتها.
احترام صديقاتها وأقاربها وصلتهم وخاصة بعد وفاتها.
إذا كانت لا تستطيع القراءة يجب قراءة القرآن أمامها وتعليمها أمور الدين وما هو مفروض عليها.
تقديم الهدايا لها بين الحين والآخر وتخصيص مبلغ ماليّ شهري يقدم إليها لتشتري ما تحتاجه وترغبه.
إخراجها من المنزل لتغيير الجو وإعلامها بأيّ تطوّرات جديدة في العالم حتى لو كانت لا تستوعب كثير من الحديث إلا أنّ هذا الحديث يزيد من ثقتها بنفسها؛ لأنهّ لابد من التذكّر دائماً أنّها هي من علمتك قبل أن تستطيع القراءة وفهم ما يدور حولك.
الدعاء لها بالغفران والهداية والرحمة وطلب أعلى منازل الجنة لها سواء كانت على قيد الحياة أو متوفاة، بل يجب التصدّق عنها بأي شكل كان بعد وفاتها.