كيف تتعاملين مع الطفل العنيد– د. مها فؤاد
الطفل العنيد والعصبي من أصعب أنواع الأطفال الذين يمكن التعامل معهم، فالكثير من الآباء يشكون من عدم قدرتهم على التفاهم مع هذا النوع من الاطفال وبعدم سماعهم للكلام وكثرة الصراخ وعدم الالتزام بما يطلبه منهم الأهل، فالطفل العنيد هو الذي يصر على رأيه حتى لو كان غير مبرر وغير منطقي وخاطيء فهو يص من أجل الإصرار وعدم الانصياع للرأي الآخر، والطفل العصبي هو الذي يفقد السيطرة على نفسه عند تعرضه للضغط أو للمضايقة بحيث قد يلجأ الى الصراخ أو التكسير وقد يؤذي نفسه ومن حوله، وغالباً الطفل العصبي هو طفل عنيد.
غالباً ما يكون السبب في عصبية الطفل هو حب الاستقلال وعدم تقليد الغير، وقد يكون تعبيراً منه أنه أصبح كبيراً ومحاولةً منه في لفت الانتباه إليه، وقد يكون زيادة دلال الوالدين له هو السبب أو العكس الشعور بالحرمان العاطفي، ولكن قد يكون اضطراباً سلوكياً بحاجة إلى العلاج.
يقول علماء التربية: كثيراً ما يكون الآباء والأمهات هم السبب في تأصيل العناد لدى الأطفال؛ فالطفل يولد ولا يعرف شيئاً عن العناد، فالأم تعامل أطفالها بحب وتتصور أن من التربية عدم تحقيق كل طلبات الطفل، في حين أن الطفل يصر عليها، وهي أيضاً تصر على العكس فيتربى الطفل على العناد وفي هذه الحالة يُفضَّل:
البعد عن إرغام الطفل على الطاعة, واللجوء إلى دفء المعاملة اللينة والمرونة في الموقف, فالعناد اليسير يمكن أن نغض الطرف عنه، ونستجيب لما يريد هذا الطفل، ما دام تحقيق رغبته لن يأتي بضرر، وما دامت هذه الرغبة في حدود المقبول.
ضعي عقاب مناسب لرفض الأوامر ولا يجب أن يكون العقاب أكبر من الموقف، ويجب أن يطبق مباشرة بعد الموقف ليرتبط بذهنه بذلك، فمثلًا إن اتفقت معه أثناء ذهابكما إلى السوبر ماركت أنك ستشترين له نوعًا واحدًا من الحلوى، وحدث أن عاند وطالب بأكثر أو بنوع ضار وشرحت له ذلك ولم يستجيب لا تشتريه له مهما كان ومهما فعل، وإن أساء في المكان العام قد يتطور العقاب إلى حرمانه حتى من شراء نوع الحلوى من الأساس.
محاولة إثنائه عن رأيه بالتدريج وبالأسلوب البسيط الذي يستطيع أن يفهمه، ومحاولة الاستماع لما يقوله حتى لو لم يكن مفهوم وإنّما إعطائه الاهتمام الذي يشعر بأنّه محطّ اهتمام، ومحاولة مناقشته وشرح له سبب تصرفه الخاطىء وما هو الصحيح الذي يجب أن يقوم به.
عدم وصفه بالعناد على مسمع منه, أو مقارنته بأطفال آخرين بقولنا: (إنهم ليسوا عنيدين مثلك). كما يجب عليكي ان تمدحي طفلك عندما يكون جيداً، وعندما يُظهر بادرة حسنة في أي تصرف, وكوني واقعية عند تحديد طلباتك.