تنمية مهارات الإبداع عند الأطفال – د. مها فؤاد

يعرّف الإبداع بأنه مزيج من الخيال العلمي المرن، لتطوير فكرة قديمة، أو لإيجاد فكرة جديدة، مهما كانت الفكرة صغيرة، ينتج عنها إنتاج متميز غير مألوف، يمكن تطبيقه واستعماله، وعادة ما يكون الطفل المبدع لديه حب الاستطلاع ، والرغبة في فحص الأشياء وربطها معاً وطرح الأسئلة باستمرار، واستعمال كل حواسه في استكشاف العالم المحيط من حوله.
وإن عملية التعرف على إبداعات الأطفال من قبل الشعوب المختلفة ومن قبل الآباء والأمهات والمدرسة، يلعب دوراً مصيرياً في تنمية قدرات الطفل الإبداعية على النحو الذي يجعلها نقاط انطلاق لبناء شخصيته القادرة على إبداع الحياة في صورها المتطورة بشكل دائم.
و لكي تنمي الابداع لدي الاطفال فاسمح لطفلك أن يتخذ بعض القرارات البسيطة، مثلاً أين يحب أن يذهب في العطلة. مثل هذه القرارات تشجعه على التفكير بطريقة مستقلة. ايضا اعمل على ألا يسرف طفلك في استخدام وسائل التواصل الاجتماعية الحديثة ومشاهدة وسائل الإعلام، وأن يجد طريقة مسلية أخرى للتواصل واللعب، وبذلك سوف يعمل على إبداع أشياء أكثر تسلية له.
قم بتوفير المواد اللازمة لتحفيز خيال طفلك في بيئته، كأدوات الرسم، الألغاز، قصص الأطفال، أدوات الحرف، مثل أدوات النجار أو الطبيب، أو ما يسدّ مكانها من البيئة المحيطة، مثل ملاقط الغسيل الملونة وأدوات المطبخ الغير خطرة وغيرها. واسأله عن الاستخدامات المختلفة لنفس الأداة مع التحقق من صحة أفكاره ومدحه عليها. و اطرح على طفلك أسئلة مفتوحة لكي يوسع تفكيره وساعده على توليد الأفكار، مثلاً ماذا يحدث لو أن الدلفين عاش على سطح الأرض.
شجعه على القراءة وكافئه عند قراءته لقصة أو كتاب بأشياء محببة له، وناقشه بما قرأ وما رأيه. ايضا دع الطفل يلعب أدوارًا خيالية، كأن يمثل دور حيوان ما (أرنب – سمكة – ثعبان)، أو موضوعًا ما (شجرة في الريح)، أو أن يقلد أدوار الكبار مثل قيادة السيارة.
يوصي التربويون بالابتعاد عن تأنيب الأطفال ولومهم على إبداعاتهم الخاطئة، وبعدم تعرضهم للحماية المبالغ فيها، أو الإسراف في التدليل، والتعامل مع أسئلة وخيال الأطفال باحترام، وإظهار الاهتمام المباشر بما يقدمونه ويطرحونه ويتساءلون حوله، لأجل تنمية إحساسهم بالتذوق الجمالي من خلال توجيه انتباههم إلى كل ما هو رائع ومنسق ومنتظم داخل البيت أو الحضانة والمدرسة والشارع أو في الأماكن العامة.
ويركزون في هذا الصدد على المواد المقدمة في برامج الأطفال وضرورتها لما له من إيجابيات تجعل منه ضرورة لازمة للطفل خاصة في السنوات المبكرة من عمره، فالخيال يوسع من ذهن الطفل، وإذا ما تركناه دون محاولة منا لكي يتفتح فلن يستطيع أن يستوعب الكثير فإذا اتسع عقل الطفل، وكثرت المدركات أصبح من الأمور اليسيرة علينا أن نجد فراغا يملأ بالمعرفة والعلم.