- This topic has 0 ردود, مشارك واحد, and was last updated قبل 8 سنوات by
admin.
-
الكاتبالمشاركات
-
4 أبريل، 2017 الساعة 1:13 م #10157
admin
مدير عامالتغيير سنة الحياة
هذه حقيقة تضرب وترًا حساسًا لدى من يعتقدون أن العصر الحالي هو أبهى العصور وأسوأها في نفس الوقت. فقد شهدت العقود الأخيرة طفرة مفاجئة في جميع جوانب الحياة، يشمل ذلك نشر الديمقراطية، وغلبة الحريات الشخصية مع ظهور مزيد من الأمراض العقلية والضغوط النفسية، وارتفاع معدلات الرخاء ولكن أيضًا مع تفشي الجريمة، وارتفاع نسبة العمالة مع زيادة غير مسبوقة في معدلات تسريح الموظفين، وتحسُّن سبل الرعاية الصحية مع زيادة انتشار أمراض القلب والضغط والآفات المعدية، مع
مزيد من التغييرات التي يصاحبها الشك وعدم يقين.
بعض التغييرات تكون للأفضل، وبعضها للأسوأ، بعضها يأتي من باب التغيير دون هدف، على اعتبار أن التغيير متواصل ولا يتوقف عند حد. وهو يحدث في كل مكان وفي أي وقت.
قوة الفشل
لكي تكون ناجحًا، يجب أن تحدد لنفسك سياسة للتعامل مع الفشل تتسم بالنزاهة والفعالية. لا تختلف هذه السياسة كثيرًا عن ميثاق النجاح، فكلاهما موجود في اللاوعي وكامن وراء أكداس من الأفكار.
ومثلما يعبِّر ميثاق النجاح عن فلسفتك ومفهومك عن النجاح، تعبر سياسة الفشل عن سلوكك تجاه الفشل وكيفية تعاطيك معه.
لكلٌ منا سياسة للتعامل مع الفشل تعتمد على خبراته الشخصية ويمكن إعادة صياغتها في أي وقت. تبدأ معظم سياسات التعامل مع الفشل بعنوان رئيس كبير مكتوب بخط عريض: ”حاول ألا تفشل“ أو ”لا تفشل“ أو ”إياك أن تفشل“. ورغم أن شيئًا كهذا
لو تحقق فعلاً لكان واقعًا ممتازًا ومثاليًا، فإننا نمر بتجارب الفشل لا محالة. فكيف ستخدمك سياستك في التعامل مع الفشل؟ السياسة السلبية تحضك على الهروب والإنكار وعدم تحمل المسؤولية ولوم الآخرين، أو دفن الرأس في الرمال وترْك مشاعر الخجل تسيطر عليك بقية حياتك وكأنها حكم مؤبد. بإمكان سياسة التعامل مع الفشل – إن لم تتسم بالحكمة – أن تفرش طريقك بالألغام وتستدعي مزيدًا من الفشل. فالذين يعجزون عن التعامل مع الفشل، لا ينجحون أبدًا. أما الذين يواجهون الفشل
بشجاعة وإقدام فيستغلون كل فرصة سانحة للنجاح. تستطيع السياسة السليمة في التعامل مع الفشل أن تحقق النتائج المرغوبة وتستغل الجوانب الإيجابية والمشرقة في أسوأ المواقف. الفكرة هنا هي أنك عندما تحسن وضع سياستك في التعامل مع الفشل، تصبح حياتك أفضل وتحقق أهم ما تريد.
نموذج إستقصاء الذات
إذا أردت أن تجد حلولاً لمشكلة تواجهها، عليك أن تحدد الأسئلة المناسبة التي تحفزك على التفكير بأفق أوسع وأعمق مما اعتدت أن تفعل. يعتبر كل سؤال بمثابة تحدٍ لك لتتجاوز قيود خبراتك المحدودة لتصل إلى فهم أفضل.
صُمم هذا النموذج الاستبياني للمساعدة في استخدام مبدأ الذكاء الذي ينص على أن كل شخص يملك حلولاً لكل تحدٍ يواجهه. يعتمد كل سؤال على أحد مبادئ ”الكيمياء الداخلية“ مثل مبدأ الرؤية أو مبدأ القيمة أو غيرها. تذكر مشكلة واجهتها يومًا ما، ثم اطرح الأسئلة التالية واستمع إلى الإرشاد النابع من داخلك والذي يوجهك لاختيار إجابات معينة:
-1 مبدأ الرؤية: ما مصدر الخوف؟ قال الطبيب النفسي ”كارل مينينجر“: التحدي المؤدي إلى التعاسة والمعاناة هو أن ”جعجعة الخوف تغلب تغريد الذكاء“. فمن ناحية، تمثل كل مشكلة مواجهةً مع الخوف. وتعتبر إدارة الخوف أمرًا حيويًا يفسح الطريق أمام رؤيتك الداخلية وإلهامك للخروج إلى السطح وتوجيهك. كلما أجدت في إدارة خوفك، استطعت إدارة الموقف بكفاءة. تذكر أن الخوف هو وسيلة لطلب مساعدة وعون أكبر.
حدد مصدر خوفك ومبرره، وستكتشف التحدي الذي يواجهك. اسأل نفسك: ما هو الخوف الذي يكبّل عقلي ويمنعني من حل هذه المشكلة؟ هل هو الخوف من الرفض؟ هل هو الخوف من المصارحة والمواجهة؟ هل هو الخوف من الفشل؟ من الضروري أن تنصت إلى مخاوفك لأن بعضها ينطوي على حكمة، لكن معظمها مجرد مخاوف عادية لا تحمل أي معنى.
-2 مبدأ الحكمة: ما الحقيقة؟ كل مشكلة تواجهك تتطلب منك أن تتذكر غايتك الأصلية وأن تكون أكثر صدقًا مع نفسك. هناك
ثلاثة مستويات يتسم بها مبدأ الحكمة، هي:
❂تحديد جذور المشكلة: الأشياء التي نحسبها سبب إحباطنا ليست كذلك في الحقيقة. فالضغوط النفسية التي نواجهها ليست مشكلة، بل هي ناتجة عن سبب آخر لم نبحث عنه ونحدده. الصراعات التي تتسم بها بعض العلاقات الاجتماعية الناتجة عن عدم التوازن بين الحياة العملية والشخصية؛ ما هو سببها الحقيقي؟ ما هو أصل المشكلة الذي لا يتجلى لنا بوضوح؟ عندما تعرف الداء، يسهل وصف الدواء.
❂تحمُّل المسؤولية: لا تقدم مبررات أو أعذارًا أو شكاوى، ولا تلم الآخرين، بل تحمل المسؤولية وتقبَّل المساءلة.
❂الصدق مع الذات ومع الآخرين: لن يحقق لك إنكار الحقيقة سوى تأجيل النتيجة، لكنه لن يحل المشكلة. كل مشكلة أو صعوبة نصادفها تدفعنا إلى تذكُّر قيمنا وأهدافنا الحقيقية.
-3 مبدأ الذكاء: ما المنظور الأعم والأوسع؟ تعتبر بعض أفكار الإنسان وآرائه الشخصية من أهم عوائق النجاح والسعادة. كل منا أسير الأفكار التي يعتنقها. فإن تعلمنا تغيير هذه الأفكار، يكون بإمكاننا تغيير حياتنا كذلك، فتصبح مشكلاتنا سبيلاً للتطلع إلى الحياة من منظور أعلى وأوسع وأكثر شمولاً. وفي هذا، نقتبس قول ”ألبرت آينشتاين“: ”لا يمكننا أن نحل المشكلات الكبيرة عند نفس مستوى التفكير الذي أنتج هذه المشكلات من الأساس“. من المفيد أن تسأل نفسك في كل موقف: ”ما المنظور الأشمل هنا؟“ هذا السؤال يستثير فيك الحكمة والبصيرة. أتح المجال لأفضل الأفكار أن تحط على رأسك. دع حكمتك الداخلية تقودك.
-4 مبدأ الاختيار: ما الخيارات المتاحة؟ من السهل أن نعجز عن رؤية أو اكتشاف الخيارات المتاحة أمامنا في خضم الأزمات. كتب الطبيب النفسي ”فيكتور فرانكي“ يقول: ”بإمكانك أن تسلُب الإنسان أي شيء، ما عدا حريته الأخيرة؛ حرية الاختيار؛ حرية انتهاج أي سلوك يريده في أي موقف من المواقف التي يتعرض لها؛ حرية اختيار الدرب الذي فيه يسير، والأفكار التي معها يحلق ويطير“.
من شأن اختيار أفكار أو مبادئ أو مفاهيم جديدة أن يخلق فرصًا وإمكانات لم تكن في الحسبان. هناك ممثل فشل في 50 تجربة أداء متتالية، فتزعزعت ثقته بنفسه وطفت كل مخاوفه وشكوكه على السطح ولم يبق أمامه سوى خيار واحد، وهو أن يتعامل مع هذا الموقف إما بسلبية أو بإيجابية. انطوت اختياراته السلبية على تخليه عن مهنة التمثيل، أو التحول إلى شخصية ساخرة، أو اغتيال المسؤولين عن اختيار طاقم التمثيل! كان يحاول أن ينفِّس عن استيائه وسخطه وإحباطه. ثم درس الاختيارات الإيجابية، فلاح له اختيار واحد: ”ربما الأفضل أن أجرب أداء الأدوار التي أجد نفسي مهتمًا بها حقًا“. وهنا بدأ يستمع إلى حكمته الداخلية.
-5 مبدأ التعلم: ما الدرس المستفاد؟ قال ”هنري كيسينجر“: ”ليس لدي وقت لمشكلات جديدة الأسبوع القادم، فجدولي مزدحم تمامًا“. المحن والأزمات لا تأتي مع سابق إنذار. في البداية، نرى أن المشكلة الجديدة تتداخل مع ترتيباتنا وجداول أعمالنا الحافلة وتعرقلها، ثم ندرك لاحقًا أنها في الواقع هي جدول أعمالنا الحقيقي. كل مشكلة تحمل في طياتها درسًا من الحياة علينا أن نتعلمه، وخبرة جديدة يجب أن نكتسبها. كل شيء – مهما كان صغيرًا – يمكن أن يساعدنا على النمو والتقدم إذا أحسنا استغلاله بحكمة.
-6 مبدأ تحويل التراب إلى ذهب: ما الفائدة التي سأجنيها؟ جميعنا تقريبًا يصدق هذه المقولة: ”الحياة مليئة بالمنح والفرص“. هذا حقيقي، لأنه من السهل في خضم الأزمات والمحن أن ننسى عطايا الحياة. لو طرحنا على أنفسنا هذا السؤال خلال المواقف العصيبة: ”ما الفائدة التي سأجنيها؟“ فسنجد أنفسنا في البداية عاجزين عن إيجاد الحل. ولكن إذا واصلنا البحث عن إجابة، فمن الممكن أن يساعدنا التفكير الإيجابي في التعامل مع الأزمة بدلاً من التهرب منها. الإنسان الناجح يبحث بإصرار عن الفرص تحت الصخور.
-7 مبدأ التبادلية: ما التزاماتي؟ في الأوقات العصيبة، نركز على كل ما لا نحصل عليه (مثل الدعم الكافي، أو التفهم، أو الفرص المناسبة). لكن من الضروري أيضًا أن نركز على ما لا نعطيه. الصراعات والمشكلات تنتج – في معظم الأحيان – بسبب عدم الالتزام. وهذه إشارة تدل على أننا يجب أن نعطي المزيد؛ المزيد من الطاقة والحيوية، ومن الاهتمام والانتباه، ومن الصدق والصراحة، ومن الثقة. عندما تعطي كل ما تستطيع للموقف، فستلهم نفسك نحو المزيد من الإبداع وتحقق النجاح.
من السهل والمغري أن تتراجع منسحبًا حين تواجهك بعض المشكلات أو العقبات. ومن المغري أيضًا أن تتخذ سلوكًا دفاعيًا وتلقي باللوم على الآخرين. لكن الشجاعة تتضمن:
❂الالتزام بالكينونة: ماذا يمكنني أن ”أكون“؟ أكثر صبرًا؟ أكثر صدقًا؟ أكثر تفتحًا؟ إلخ.
❂الالتزام بالفعل: ماذا يمكنني أن ”أفعل“ أكثر وماذا يمكنني أن ”أفعل“ أقل؟ أكثر إنصاتًاوأقل كلامًا؟ أكثر استرخاءً وأقل انشغالاً؟ إلخ.
❂الالتزام بالعطاء: ماذا يمكنني أن أعطي؟ المزيد من التقدير ومن الوقت ومن الحب؟ إلخ.
-8 مبدأ التعاون: من يستطيع مساعدتي؟ بعض الناس يفضلون الموت على طلب المساعدة من غيرهم. هؤلاء مهووسون بالاستقلالية إلى الحد الذي يعيقهم عن طلب المساعدة وقتما يحتاجون إليها؟ هم يظنون أن طلب المساعدة دليل على الفشل ويعتمدون بدلاً من ذلك على أفكارهم وتجاربهم الخاصة للتوصل إلى حلول جديدة. لكن هذا اللافعل يشبه قراءة كتاب واحد بحثًا عن جميع الإجابات في الحياة.
هناك حكمة تقول: ”إذا واصلت ممارسة نفس الفعل، بنفس الطريقة، فستحصل على نفس النتيجة“. لا تحتاج إلى أن تكون ذكيًا كي تعرف كيف تطلب المساعدة ممن حولك، إلا أن ذلك سيختبر شجاعتك وكبرياءك. أكثر أسباب الخوف شيوعًا هي الخوف من طلب المساعدة خشية عدم الحصول عليها. ولكن، إذا لم تطلب المساعدة عندما تحتاج إليها، فالنتيجة المحققة ستكون الفشل المحقق. ضع في اعتبارك أنك في كل مرة تطلب المساعدة، تتيح لنفسك فرصًا ومخارج جديدة من المآزق، ومداخل جديدة للنجاح.
9 مبدأ الثقة: بماذا أثق؟ الثقة هي العامل الذي يحدد فشلك أو نجاحك في أي موقف. ما تضع فيه ثقتك هو ما يمكنك أن تصب فيه قوتك. من الضروري أن تسأل نفسك في الأزمات: ”فيمَ أثق؟“ يفشل الناس عندما يثقون في خوفهم ويتجاهلون قوتهم. فهم لا يثقون في قدرتهم على النجاح، ولا في الآخرين، ولا يثقون في لله ورحمته وقدرته على مساعدتهم في الخروج من المحن.
تستطيع الثقة أن تغيّر أي موقف سلبي إلى إيجابي، وأن تحوِّل الفشل إلى فرصة إذا وثقت أن ثمة درسًا مفيدًا مخبوءًا لك في كل موقف تصادفه. الثقة تحوّل كل نهاية إلى بداية جديدة، بشرط أن تثق بأن حكمتك وفطرتك قادرة على إخراجك من أزمتك. الثقة تحوِّل العدو إلى صديق إذا وضعت ثقتك في الحكمة العُليا لكليكما.
-10 مبدأ الغاية: ما هدفي الحقيقي؟ في خضم عراك أو نقاش محتدم، من الصعب أن تتذكر الهدف الحقيقي لعلاقتك بالآخرين. وفي بيئة العمل نقضي معظم الوقت في مكافحة النيران فننسى غايتنا الحقيقية. وفي الأزمات يجعلنا التشتت والارتباك نفقد
الرؤية، فتصبح مشوهة ويضيع الهدف. وفي كل موقف صعب، يكون من الأفضل أن تسأل نفسك: ”ما هدفي هنا؟“. -
الكاتبالمشاركات
يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع. Login here