- This topic has 0 ردود, مشارك واحد, and was last updated قبل 7 سنوات، 9 أشهر by admin.
-
الكاتبالمشاركات
-
2 أبريل، 2017 الساعة 2:19 م #9698adminمدير عام
الحياة الزوجية شركة رأس مالها الحب، منه الإنفاق، وهو مادة التعامل… وهو حب في الله وفي مرضاته.. وما كان له دام واتصل، وما كان لغيره انقطع وانفصل.
فبدافع الحب في الله يكدح الرجل ويرضي زوجته، يعمل ليلا ونهارا، فبعضهم لا يكاد يرى عياله، يذهب باكرا ويعود متأخرا، وهم نائمون، وبعضهم يجد صعوبة بالغة لتوفير ضروريات الحياة من طعام وكساء وتوفير كافة الحاجيات الضرورية للعيش، فهو بطبيعته مسئول كما قال عليه السلام: ) كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته (، فالأب راع وهو مسئول عن رعيته، والزوجة راعية ومسئولة عن رعيتها.. ولا رعية للزوجة إلا أبناؤها وبيتها وما في البيت من مال.
إن الزوجة العاقلة الحكيمة هي من تبني حياتها على احترام الزوج وتقدير ظروفه، وعدم إحراجه بكثرة الطلبات، فكثيرا ما نسمع عن مسلسل الطلبات الذي لا ينتهي، مبينة أن بعض النساء يتفنن في استنزاف الرجل لعدة أسباب:
عندما تكون حالة الزوج المادية ميسورة، تشعر المرأة براحة وحرية تساعدها على شراء كل ما ترغب به سواء ضروريات أو كماليات، فتغير المرأة هاتفها كل فترة، وتشتري أكثر من حاجتها من الملابس والعطور والماكياج، تقيم عدة ولائم تدعو بها أهلها وصديقاتها للتفاخر والمجاملات، تواكب التغيرات في تغيير ديكور المنزل وأثاثه، إلى جانب إهدائها لصديقاتها وأخواتها في كل مناسبة.
استنزاف ما لدى الزوج من أموال حتى لا يفكر بالزواج من أخرى، فهذه طريقة يتبعها بعض النساء بإعطاء أزواجهن دروسا بصعوبة الحياة حتى لا يفكر أبدا بالزواج من أخرى يكلفه أيضا مما يلزمه بدفع الكثير من النفقة.
إذا كان الزوج ذا دخل محدود، فإن بعض النساء يشعرن بالنقص فيحاولن تقليد غيرهن من القريبات والصديقات فتثقل كاهل زوجها بطلبات غير مبررة، وقد تضعه أحيانا أمام الأمر الواقع فتدعو أهلها إلى زيارة منزلهم وما يتبع الزيارة من وليمة فيشعر الزوج بضائقة مالية ويضطر إلى الاستلاف من غيره حتى لا يشعر بالإحراج من أهلها.
المنافسة الشديدة بين الأخوات وبين زوجات الإخوة، فكل واحدة تظهر أفضل ما شرته من الماركات العالمية للملابس والعطور وملابس الأطفال وإقامة الدعوات………. وغيرها.
قد يصل الإسراف إلى حالة من الإدمان فتفقد ربة البيت القدرة على السيطرة على إرادتها، تبدأ المشكلة بشراء القليل من البضائع التي تشعر المرأة بشيء من الراحة في شرائها ثم تتطور الحالة إلى زيادة المشتريات لتشعر براحة أكبر.
وصل الإسراف والتبذير في مجتمعنا إلى حد فقدت الأشياء قيمتها وأهميتها، وتداخلت الأشياء الكمالية مع الحاجات الضرورية، فكثرت المشاكل المالية بين الزوجين، وتربى الأبناء على التبذير والإسراف، وتعودوا على الشراء المفرط.
فكل إنفاق بغير اعتدال فهو داخل في الإسراف، والله – سبحانه وتعالى – حذرنا من الإسراف فقال – سبحانه -: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ﴾ (سورة الأعراف، آية 31).
بعض الأزواج لا يعلم ما هي مصروفات البيت، ولا يعلم تكلفة ملابس أبنائه أو مستلزماتهم فهمه الوحيد هو توفير المال والاعتماد على زوجته، فإما توفر معه أو تضطره إلى الدين من غيره.
إن الحياة الزوجية تقوم وتبنى على التفاهم والتعاون والرفق بين الزوجين، وعدم تكليف الآخر فوق طاقته، من خلال الرضا بما هو موجود، وعدم النظر لما عند الغير، فالأرزاق مقسومة ومكتوبة فلم التعب؟ ) فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط (.
قال أبو حنيفة: «لا خير فيمن لا يحفظ ماله ليصون به عرضه ويصل به رحمه، ويستغني عن لئام الناس»، وربة المنزل هي المكلفة بتدبير شئونه، ولا يغني الرجل كسبه شيئا إذا لم تقتصد زوجته، فإن معظم المال يذهب في إسراف النساء وخيلائهن، وإذا لم تكن الزوجة مقتصدة فقد عرضت حياتها وحياة أسرتها للشقاء والبلاء.
فاقتصاد المرأة في بيتها معناه حسن التدبير ووضع الشيء في موضعه فهو روح المعاملة كما ذكرنا ودعامة الحياة الزوجية، وهو الوسط بين الإفراط والتفريط وقد أمر الله به ونهى عن الإسراف والتقتير قال تعالى: ﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ﴾ (سورة الإسراء، آية (29).
عزيزتي الزوجة:
ليس احترام الزوجة متوقفا على غلاء ملابسها وكثرة حليها بل على جميل خصالها وحسن سمعتها واقتصادها.
وإن ارتقاء شأن الأسرة وسعادة الرجل ومستقبل الأبناء متوقف على حسن تدبيرها وصلاحها، فلا تكلفي زوجك إلا ما يقدر عليه وفقا لأحواله، فحمل الصخور أخف من ثقل الديون.
-
الكاتبالمشاركات
يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع. Login here