- This topic has 0 ردود, مشارك واحد, and was last updated قبل 7 سنوات، 6 أشهر by admin.
-
الكاتبالمشاركات
-
4 أبريل، 2017 الساعة 1:43 م #16817adminمدير عام
دعوة إلى حقيقة أكبر
في كل شخص منا هناك مكان خال من المرض، خال من الألم، لا يشيخ ولا يحتضر. عندما نذهب إلى ذلك المكان، تختفي كل القيود والحدود، وهذا المكان يدعى الصحة المثلى Perfect Health. قد تكون زياراتنا لذلك المكان قصيرة جدًا وقد تستمر لسنوات. حتى الزيارة القصيرة جدًا، تحمل معها تغيرات كبيرة، فكل الافتراضات والتوقعات الموجودة عادة في الوجود العادي تتغير، وتصبح إمكانية تواجد آخر أعلى وأكثر حقيقة من التواجد العادي، أكثر ازدهارًا.
من الطبيعي أن أسباب المرض معقدة، ولكن هناك شيئًا مؤكدًا: لم يثبت أحد حتى الآن أن المرض ضروري، بل العكس. نحن في كل يوم معرضون لملايين الفيروسات والجراثيم والفطور وغيرها، وفقط جزء ضئيل منها تسبب المرض. إن أهم سبب للوفاة في البلدان الغربية هي أمراض القلب، ومع هذا فإن تطور المرض شخصي بشكل كبير. فقد يصاب شخص بنوبة خناق مستمرة من جراء لويحات صغيرة عصيدية في الشرايين الإكليلية، بينما يعيش آخر حياة شبه طبيعية وهو مصاب بلويحات كبيرة قد تمنع 85% من الأوكسجين الواصل. من الملاحظ أن الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم كثيري الانشغال لدرجة ليس عندهم وقت للمرض، عادة عندهم صحة أفضل من الذين يقلقون باستمرار من المرض، ويجدون أنفسهم دائمًا مصابين بشيء أو آخر.
القلب الجذري للتفكير Breakthrough Thinking هو طريقة فذة لحل المشاكل. إنها تشمل تحسين الحالة من خلال رفع التوقعات إلى مستوى أعلى من أن يتخيلها الشخص، ومن ثم البحث عن طرق تجعل رؤيتك تتحقق. وقد طبق هذا النوع من التفكير في شركات الكمبيوتر الضخمة، فإذا كان تصميم هذا النوع من الحواسب يحتاج إلى سنتين، فالجيل التالي سيحتاج إلى سنة … إلخ؛ وإذا كانت الأخطاء حوالي 5%، ففي المستقبل يجب أن تقترب من 0%. هذا تمامًا ما يحدث في الصحة المثلى. إنها تحدد نسبة خطأ 0%، وتسعى إلى البحث عن وسائل لفعل هذا. قد نحتاج في عالم الكمبيوتر إلى كلفة أكبر بثمانية أو عشرة مرات لإصلاح آلة معطوبة من أن نجعلها بدون عطب من الأساس، وهذا نفسه صحيح في الطب، حيث الوقاية أرخص بكثير من العلاج إنسانيًا واقتصاديًا. حتى الموت لا يعد مخيفًا قدر الديون والتكاليف الباهظة التي تعانيها الأسرة في العلاج، ومن هذا نحتاج إلى توجه طبي جديد يؤمن بالجودة في المصدر.
الأيورفيدا: طب قديم حديث
إن أول سرٍّ علينا معرفته عن الصحة المثلى هو أنه علينا اختيارها. يمكن لك أن تكون صحيحًا فقط بالمقدار الذي تظنه ممكنًا. لا تعني الصحة المثلى تحسنًا 5- 10% عن الصحة الجيدة، بل تعني تغيرًا كاملاً في النظرة نحو الصحة والمرض والتقدم في السن. حتى الآن، لم تثبت أية حمية أو تمارين رياضية أو فيتامين أو عقار أو طريقة حياة بأنها فعلاً تطيل الحياة حسب إحصائيات المعهد القومي الأميركي للشيخوخة.
إن خفض الكولسترول قد يشير إحصائيًا إلى خفض معدلات الأمراض القلبية في زمرة من الناس، ولكن لا يكفل أن يحمي شخصًا معينًا من الإصابة. من أجل جعل الصحة أفضل بعشر مرات، لا بد من معرفة جديدة، معتمدة على مفهوم عميق للحياة، وهذا ما تقدمه علوم الأيورفيدا. تأتي كلمة أيورفيدا من جذرين لغوين من السنسكريتية: Ayus أو حياة، Veda أو معرفة أو علم. لذلك تترجم الأيورفيدا إلى علم الحياة. تكمن الفكرة الجوهرية للأيورفيدا في أن العقل يعطي التأثير الأكبر على الجسد، وأن الحرية من المرض تعتمد على التواصل مع الوعي، وهنا يلعب التأمل الدور الأكبر، لذلك ينصح المرضى أن ينظروا نحو الداخل وأن يجدوا ذلك المصدر من الوعي المتوازن داخل أنفسهم.
الجسم الميكانيكي الكوانتي
تعتبر الأيورفيدا الجسدَ بوابة النفس أو ما يمكن تسميته الجسم الميكانيكي الكوانتي. يشكل هذا الجسم القاعدة الكامنة لكل شيء: الأفكار، المشاعر، البروتينات، الخلايا، الأعضاء، … إلخ. وتعتبر الأيورفيدا أن لكل الأعضاء والفعاليات التي تجري في الجسم والدماغ معادلاً كوانتيًا. طبعًا سيكون الجسم الميكانيكي الكوانتي بدون فائدة إن لم نستطع أن نتحسسه، ولكن، الحمد لله، الوعي الإنساني قادر على تحسس تلك الذبذبات البسيطة بفضل الجهاز العصبي، فعلى سبيل المثال، إن النهايات العصبية في الشبكية قادرة على تحسس فوتون وحيد، وبعث رسالة للدماغ ليتمكن الإنسان من رؤية ذلك الفوتون. من خلال علاج الجسم الميكانيكي الكوانتي يستطيع الأيورفيدا تحقيق تغيرات أكبر بكثير من قدرة الطب التقليدي. وما يعمل هنا هو القوانين الكوانتية التي تنص على أن المستويات الأدق في الطبيعة تحمل معها أكبر إمكانيات الطاقة الممكنة.
لقد قام الدكتور Dean Ornish، طبيب القلبية في سان فرانسيسكو، بإثبات أن تمارين اليوغا، التأمل، وحمية مخفضة الكولسترول قادرة على تقليص حجم العصائد الشحمية المتوضعة في الشرايين الإكليلية لأربعين مريضًا. وقد أخذ هذا ضجة كبيرة في الصحف في عام 1988 لأن الطب التقليدي لم يكن يعترف بتراجع المرض القلبي بعد بدايته. لماذا؟ لأن الطب التقليدي طب صلب قاس يعتمد على الملموسات، ولكن كلنا نعرف أن الذرات والجزيئات تتغير باستمرار في جسدنا، فالخلية ليست نفسها بعد 5 دقائق، وكذلك العصائد الشحمية، فهي حية وتتغير باستمرار. وتستمر الجزيئات الشحمية الجديدة بالدخول والخروج منها. وما يتكون في جسدنا، يمكن له أن لا يتكون. نحن نبني أجسادًا جديدة باستمرار. نحن نفكر باستمرار، وأفكارنا في حركة مستمرة مثل ذبذبات الراديو، وهي مثل أمواج البحر، موجة وراء موجة، ولكن تحت هذه الأمواج ووراء هذه الأفكار، توجد منطقة ساكنة، تبدو فارغة قدر الحقل الكوانتي بين الأجرام السماوية، وهذا السكون يحمل وعودًا كبيرة مثل الحقل الكوانتي. هذا السكون الداخلي هو المفتاح لدخول الجسم الميكانيكي الكوانتي. وسرُّ الحياة عند الوصول إلى هذا المستوى هو أن كل شيء يمكن تغييره بمجرد رغبة بسيطة. من الحالات الطبية المذهلة الأشخاص الذين يعانون من تعدد الشخصيات Multiple Personality disorder، فمن خلال جسد واحد نرى شخصيات متعددة، وكل شخصية لا تتميز فقط بأداء نفسي مختلف، بل بتفاعلات كيميائية واستقلابية داخلية مختلفة، وقد ذكرت بعض الحالات التي تحوي 12 شخصية مختلفة عند طفل عمره 6 سنوات يدعى تيمي Timy. وقد وجد في الأدب الطبي حالات تستطيع تغيير نمط فعالياتها الدماغية على تخطيط الدماغ أو تغيير لون عينيها من الأزرق إلى البني. إحدى النساء كان عندها 3 دورات طمثية مستقلة كل شهر، تبعًا لشخصياتها المختلفة. كانت إحدى شخصيات الطفل Timy تعاني من تحسس جلدي شديد وأكزيما عند شرب عصير البرتقال، وتختفي في ثوان عند ظهور الشخصية الأخرى.
غالبًا ما ننظر إلى أجسادنا على أنها هياكل جامدة صلبة، بينما هي في الحقيقة مثل الأنهار تتغير باستمرار. يقول الفيلسوف اليوناني هيراقليطس: “لا يمكن أن تضع قدمك في النهر نفسه مرتين، لأن الماء فيه قد تغير”.
يتغير النسيج الشحمي في جلدنا كل 3 أسابيع، تتغير بطانة المعدة كل 5 أيام، حتى الهيكل العظمي الذي يبدو قاسيًا جدًا وصلبًا يتغير كل ثلاثة أشهر. من أجل تغيير النسخة التي سيكون عليها الجسد، يجب أن نتعلم إعادة كتابة برامج العقل Software. تعلمنا الأيورفيدا أن كل شخص قد أعطي نسخة مميزة من الطبيعة (قد نقول الصيغة الوراثية) ودعتها الأيورفيدا Prakriti أو النمط الجسمي، فمن المهم جدًا أن تعرف هذا النمط من أجل الوصول إلى حالات أفضل من الصحة، لأن البراكريتي تعلمنا كيف تريدنا الطبيعة أن نحيا، وتعلمنا الأيورفيدا أن الجسم يعرف ضمنًا ما هو صالح أو سيء بالنسبة إليه، فالطبيعة قد خلقت فينا الغرائز الصحيحة منذ الولادة، وعندما نتعرف على هذه الغرائز ونطيعها، نجد أن الفيزيولوجيا قادرة على تحقيق توازن بنفسها، مع أقل جهد من جهتنا.
مبدأ التوازن
تعتمد الصحة المثلى على التوازن الأمثل، فكل ما نأكله، نقوله، نفكر به، نفعله، نراه ونشعر به، يؤثر على حالة التوازن عندنا. يبدو من المستحيل أن نتحكم بكل هذه المتغيرات، لكن من خلال الاعتماد على حمية غذائية مناسبة للنمط، تمارين معينة، بعض الروتين اليومي والعضلي، يمكن لنا أن نصلح أغلب الاضطرابات الموجودة حاليًا في فيزيولوجيتنا وشخصيتنا، ونتقي الاضطرابات المستقبلية.
تقول عالمة الكيمياء Ilya Prigogine، الفائزة بجائزة نوبل عام 1977، إن الطبيعة ليست بآلة، بل هي محيط عجيب، حيث الإمكانات الخبيئة فيه لم يعرف منها إلا القليل القليل. فالطبيعة مثل موجة الراديو مع محطات مختلفة. ما تختبره اليوم هو محطة راديو واحدة، وهي مقنعة جدًا طالما أنك منسجم معها، ولكن تخفي وراءها كل الاحتمالات الأخرى.
يقول عالم النفس المشهور William James: “إن أهم اكتشافات هذا الجيل، هو أن الكائنات البشرية قادرة على تغيير حياتها بتغيير منهج تفكيرها”.
بتغير توازن القوى، تتغير الحياة، وعند الإنسان يمكن التحكم بالمحيط حوله، وهذا ما يعطيه مرونة كبيرة لحياته. لم يعش طبعًا إنسان للأبد، ولكن يمكن إضافة 50 سنة للمعدل وهو 70 سنة، لتصبح 120 سنة (121 هو أعلى عمر مسجل وصله إنسان، وهو ياباني على جزيرة). كان معدل الحياة في الإمبراطورية الرومانية 28 سنة، بينما وصل لـ70 الآن، ولـ90 للإنسان الأمريكي الصحيح، وهذا يحمل مقدارًا كبيرًا من المرونة.
من خلال التجارب المجراة على الفئران، تمت إطالة عمر الفئران ضعفين إلى ثلاثة أضعاف من خلال إعطائهم حمية قليلة السعرات الحرارية (الكالوري) مع إعطاء كميات كافية من الفيتامينات والمعادن والبروتينات، بينما نقص عمر الفئران التي تعرضت لتوتر نفسي كبير، من خلال إمرارها اليومي أمام قطة.
تتكاثر الأميبا أو المتحولات بالانشطار محتفظة بالصيغة الوراثية نفسها، وعليه فالأميبا التي تراها اليوم في المستنقع، قديمة جدًا بعمر الأميبا التي عاشت قبل ربما مليار سنة. بينما الذرات والجزيئات داخل الأميبا تتغير باستمرار. لا يختلف الإنسان كثيرًا عن هذا، فالـDNA بقيت بشرية لمدة 2 مليون سنة على الأقل، والـDNA البدئية التي أتت منها قديمة ربما بعمر الحياة نفسها 2 مليار سنة، فنحن أبديون على المستوى الجيني، رغم أن تكوين جسدنا يتغير باستمرار.
إذا كانت الحياة ديناميكية ومرنة إلى هذه الدرجة الكبيرة، يصبح الغريب في الموضوع ألا نعيش فترة أطول من الزمن؟ تعتبر الأيورفيدا التوازن هو المعيار الأساسي للحياة، فطالما التوازن موجود، تبقى الحياة. وتقول الأيورفيدا إن هناك دافعًا معينًا في كل واحد فينا للنمو والتطور، وهذا الدافع يحكم التوازن الموجود فينا، في كل خلية فينا. ونرى هذا الدافع والتوازن خاصة في الدماغ الذي يتحكم بتوازن الحرارة والاستقلاب، النمو، الجوع والعطش، النوم، التنفس والكيمياء الداخلية. وإن المنطقة المعروفة بتحت المهاد أو Hypothalamus، والتي لا يتجاوز حجمها نهاية الأصبع، تتحكم بمعظم هذه التوازنات والفعاليات الداخلية، ولهذا أطلق عليها دماغ الدماغ The Brain’s Brain. النمو أوتوماتيكي، هو جزء من خطة الطبيعة، مبني داخل خلايانا. الغريب في الموضوع أن كل الأمراض التي تدعى مستعصية، قد يحصل فيها نادرًا شفاء عفوي غير مفسر أكثر من الأمراض الأخرى، فورم الميلاتوما الجلدي وهو ورم خطير قد يتراجع عفويًا، أكثر من الأورام الأكثر سلامة. من خلال تقنيات ذهنية معينة تُعلَّم في الأيورفيدا، يتمكن المريض من قبول واقع جديد مختلف عن الواقع الذي كان يفكر فيه، وهنا قد تحصل مفاجآت وشفاء عفوي.
الخطوة الأولى: معرفة طبيعة الشخص
إن السؤال الأول الذي يطرحه الطبيب الأيورفيدي ليس: ما هو التشخيص؟ بل: من هو مريضي؟ والذي يعني ما تكوين مريضي؟ والذي يسمى بالسنسكريتية Prakriti وتعني طبيعة. وهي معرفة الطبيعة الأساسية للمريض قبل التوجه للأعراض والشكاوى. فكأس من الحليب كامل الدسم تحوي 120 حريرة أو كالوري، ولكن هذا يعتمد على الشخص الذي يشربها. فبعض الأشخاص يستعملونها بشكل كامل لتخزين الدسم في أبدانهم وآخرين يحولونها إلى طاقة. يقوم الطفل بأخذ معظم الكالسيوم منها ليبني عظامه، بينما يقوم رجل مسن بإمرارها عبر كليتيه وقد يحولها إلى حصيات كلسية مؤلمة. من خلال معرفة هذه الطبيعة الخاصة بالشخص، يحدد الطبيب الحمية، الرياضة، العلاجات الدوائية التي تساعد هذا الشخص. قد تسبب وجبة بيتزا جلطة قلبية واسعة لشخص مصاب بالتصلب الشرياني وداء القلب الإكليلي، بينما تكون عديمة الضرر تقريبًا لمعظمنا.
هناك 3 أسباب رئيسية لمعرفة طبيعة الشخص ونمطه، وهي:- إن بذور المرض غالبًا ما تبدأ باكرة قبل حدوث المرض بفترة طويلة.
- إن تحديد نمط الشخص يجعل الوقاية أكثر دقة: لا يوجد شخص معرض لكل أنواع الأمراض، ولكننا نحاول تجنب أمراض عديدة قدر الإمكان، من السرطان إلى مرض القلب إلى ترقق العظام إلى ألزهايمر… إلخ. وإذا تمت محاولة تجنب كل الأمراض، فأنت كالشخص الذي يستعمل مديته في الظلام.
- إن معرفة طبيعة الشخص تجعل العلاج أكثر دقة وفاعلية طالما أن المرض قد بدأ. إن إعطاء حبة فاليوم لكل شخص عصبي أو متوتر وإعطاء رانيتيدين لكل شخص مصاب بالقرحة هي ضربة حظ قد تصيب أو تخطئ إذا عاملنا كل الأشخاص بالطريقة نفسها.
وأخيرًا،
إن معرفة طبيعتك هام جدًا لمعرفة نفسك. إذا عرفت ما يجري داخلك، فلن تعود محكومًا بما يجب أن تكون حسب مجتمعك وما يجب أن تفكر أو تشعر أو تقول. حسب قيم التلفزيون الأمريكي، يجب على كل شخص أن يشرب كأسًا من عصير البرتقال صباحًا، ولكن بعض الناس يصابون بحرقة معدية من هذا، وهذا ليس غير طبيعي، لكنه يعني أن طبيعة جسمهم لا تتلاءم مع عصير البرتقال.
إن عبارة طبيعة أو نمط الجسم هي فقط جزء يسير مما تعنيه Prakriti؛ فهي تعني عالمك، الواقع الذي تنسجه حول نفسك، وبالأحرى هي النمط التكويني النفسي الفيزيولوجي.
من أين تأتي الأنماط أو الطبائع الجسمية هذه؟ فكل شخص عنده الخلايا والأعضاء نفسها – وإن كانت الوراثة طبعًا تحدد لون العينين أو شكل الأنف أو احتمال الإصابة بمرض معين أو الارتكاسات النفسية عند الشخص. ولكن، كي نجد المصدر العميق للأنماط الجسمية، تنظر الأيورفيدا إلى نقطة الالتقاء بين العقل والجسم. من الطبيعي أن العقل والجسم كثيرًا ما يلتقيا، فوجود طفل في الظلام يعني ارتكاسات جسدية تحدث نتيجة الإفراز المفرط للأدرينالين، وتقول الأيورفيدا إن نقطة اللقاء تحدث في مكان ما بين هذين الاثنين، حيث الفكرة تتحول إلى مادة. وهذا المكان تحكمه ثلاثة مبادئ أساسية نسميها الدوشا Doshas، وهي هامة جدًا لأنها تسمح للعقل بالحوار مع الجسد، فكل آمال الشخص ومخاوفه وأحلامه لها تأثيرات على فيزيولوجيته. المشكلة أنه لأغلبنا تكون هذه الإيعازات غير مفيدة، بل ضارة، فتظهر علامات التوتر والتقدم بالعمر مكان إيعازات النمو والتطور. إن اضطراب التوازن في الدوشا هو العلامة الأولى على أن الجسد والعقل ليسا منسجمين، وقد يفسر هذا لماذا يموت شاعر عبقري مثل Keats في عمر 26 من السل، أو موسيقي فذ مثل موتسارت في عمر 35 من المرض الكلوي.
هذه الدوشا الثلاثة تدعى Vata, Pitta, Kapha، ومع أنها تنظم آلاف الفعاليات المختلفة في الجسم، إلا أن لديها ثلاثة أعمال أساسية، فالفاتا دوشا تحكم الحركة، والبيتا دوشا تحكم الاستقلاب، والكافا دوشا تحكم التشكيل والبناء والتكوين الجسدي Structure.
على كل خلية في الجسم طبعًا أن تحوي الدوشا الثلاثة؛ فمن أجل أن تحيا، لا بد من وجود حركة الفاتا وهي التي تسمح بالتنفس ودوران الدم والسيالات العصبية، ولا بد من وجود استقلاب البيتا من أجل تحويل الغذاء والهواء والماء إلى أشياء أخرى في الجسم، ولا بد من وجود تكوين الكافا لجمع الخلايا بعضها على بعض من أجل تكوين الكبد أو العضلة أو العظم. نحن جميعنا نحتوي الثلاثة، لكن قد تتغلب طبيعة على أخرى، فيميل جسمنا لأن يكون ذا نمط جسدي نفسي معين، فنقول هذا الشخص من نمط فاتا أو بيتا أو كافا، والمقصود أن الطبيعة الغالبة هي فاتا أو بيتا أو كافا، وهذا هام من أجل التركيز على أنماط غذائية معينة وتمارين معينة وروتين معين.
من خلال أسئلة معينة واختبارات معينة، يتم تحديد الطبيعة الجسدية والنفسية للمريض. ومن خلال فحص المريض، يستطيع الطبيب الأيورفيدي أن يحدد النمط الجسمي النفسي للشخص. هناك من الأشخاص من تغلب عندهم طبيعة معينة، فنسميهم فاتا أو كافا أو بيتا، ومنهم من تتداخل فيهم أكثر من طبيعة، فنسميهم مثلاً Vata- Pitta إذا كان النمط الغالب هو فاتا، والثاني بيتا، أو بالعكس Pitta- Vata … إلخ إذا كان البيتا هو الغالب. معظم الناس هم من نمطين، ويوجد بعض الناس قد يحصلون في الاختبار مثلاً على 69 فاتا، 86 بيتا، و69 كافا – أي البيتا رقم واحد، ولكن الفاتا والكافا متعادلتان. في هذه الحالة، غالبًا ما يكون الشخص ذا طبيعتين. لكن، إذا لم يكن الاختبار حساسًا بشكل كاف، نركِّز على النمط الغالب، ومع العلاج يظهر النمط الثاني الغالب بشكل أوضح.
في حال كون النتائج متقاربة جدًا، مثلاً فاتا 88، بيتا 75، كافا 82، فقد يكون الشخص ثلاثي الدوشا أو النمط، وهذا نادر بشكل عام. أحيانًا لا يستطيع الشخص إعطاء إجابات واضحة تمامًا، وهذا قد يعود لعدم توازن الفاتا؛ فالفاتا هي القائد للدوشا، وقد تقلد البيتا أو الكافا بسبب طبيعتها الحركية. على سبيل المثال، قد تكون طبيعتك نحيلة، لكن تصبح مع الوقت زائد الوزن أو قلقًا أو شديد الغضب أو معرضًا للأرق لفترات طويلة، ثم كثير النوم. هنا يكون عدم توازن الفاتا هو الذي يحدث مثل هذه التغيرات. لقد عرفت الأيورفيدا مبادئ الوراثة قبل الطب الغربي وتكلمت عن وراثة النمط الجسدي.
صفات الأنماط الجسدية
إن نمطك الجسدي هو ما ولدت به، ولكن هذا لا يعني أنه قدرك، فقد تكون قصيرًا أو طويلاً، صاحب قرار أو مترددًا، قلقًا أو هادئًا، لكن معرفتك لطبيعتك، وتحكمك بمشاعرك، وأفكارك، وذكرياتك، ومواهبك، ونمط حياتك الغذائي والرياضي، وعاداتك، تجعلك تطوِّر كثيرًا من صحتك. وعلى عكس الطب الغربي الذي يسعى فقط إلى تحسين الصحة الجسدية والعقلية، فإن الأيورفيدا تسعى لتحسين كل مظاهر حياتك: علاقاتك الاجتماعية، النضوج الروحي، الانسجام الاجتماعي، القناعة بعملك وحياتك الزوجية.
صفات الفاتا
الفاتا هي مبدأ الحركة والتغيير. أشخاص الفاتا متغيرون باستمرار، متقلبون، ليسو نمطيين، عادة ما يكونون نحيلين بأكتاف وحوض ضيق، سريعو الأداء، يتعلمون الأمور بسرعة وينسوها بسرعة، يسعون دائمًا إلى الإثارة والتغيير، ينامون بأوقات مختلفة، عرضة للأرق، يأكلون بأوقات مختلفة، ومن السهل عليهم نسيان وجبة طعامية، وفي الوقت نفسه قد يجوعون في أوقات مختلفة، قد يهضمون الطعام بسهولة فائقة في أحد الأيام، وبصعوبة في اليوم التالي، يمشون بسرعة ويتعبون بسرعة. على الصعيد النفسي هم متقلبون، وقد يظهرون فورة غضب فجأة ولفترة قصيرة، ثم ينسوها، متعاطفون بشكل عام، حيويون وعندهم خيال خصب.
الفاتا هم النمط الوحيد الذين قد يأكلون كل شيء دون أن يزيد وزنهم (لكن مع هذا، هناك بعض الأشخاص من نمط فاتا قد يزيد وزنهم مع تقدم العمر). الافتراقات الجسدية تأتي من نمط الفاتا، فعدم تناسب حجم الأيدي والقدمين مع الجسم، أو صغر أو كبر حجم الفك، وعدم تطابق الأسنان، الجنف والحدب، انحراف الوتيرة في الأنف، تقارب العينين أو تباعدهما بالنسبة للوجه، فرقعة المفاصل هي كلها من صفات فرط الفاتا. على الصعيد النفسي العصبي، فإن فرط الفاتا وعدم توازنها يؤدي إلى القلق والاكتئاب البسيط (أما الاكتئاب العميق الثقيل أو المالنخوليا Melancholy فهو من صفات الكافا)، والرجفان والاختلاجات والتشنجات. الفاتا مسؤولة عن بداية الأشياء وعدم إنهائها، فقد يقوم أصحابنا بالتبضع المسرف دون هدف (النساء)، التكلم دون الوصول إلى نتيجة، ويصبحون عرضة لعدم الرضى مهما فعلوا، عرضة للأرق المزمن (الفاتا هم أقل الأنماط حاجة للنوم، فقد تكفيهم 6 ساعات أو أقل).
عندما تكون الفاتا متوازنة، يكون أصحابنا سعيدين بشكل غريب، متحمسين لكل شيء، ذوي طاقة خلاقة، عقل نافذ وحيٌّ، ويكرهون الأصوات العالية ويعتمدون كثيرًا على حاسة السمع واللمس ويتأثرون بها. كما ذكرت سابقًا، فإن الفاتا هي قائدة الدوشا، وهي عادة ما تضطرب في البدء، وقد تقلِّد الدوشا الأخريات، فتجعلنا نظنُّ أنه اضطراب في البيتا أو الكافا (في الحقيقة، فإن نصف الأمراض سببها البدئي اضطراب في الفاتا. إن إعادة توازن الفاتا مع النمط الأساسي الآخر هو في الحقيقة هام لكل الأشخاص).
صفات البيتا
تحكم البيتا الاستقلاب والطاقة. وكل ما هو عنفواني هو بيتا. فالشخص ذو الشعر الأحمر والوجه المتورد يحوي الكثير من البيتا، كذلك الشخص الطموح، المنطلق، الصريح المعبر، الميال للنقاش والنزاع، الغيور. عادة ما يكون أصحابنا معتدلي الوزن، معتدلي القوة والتحمُّل (الفاتا على العكس نحيلون ويتعبون بسرعة، الكافا يميلون لكسب الوزن ويتحملون كثيرًا). البيتا ذوي ذكاء حاد، هضم ممتاز، وسريعو الجوع والعطش، لا يستطيعون عادة فقدان وجبة واحدة من وجبات طعامهم، دقيقو الكلام، يميلون إلى الغضب والتوتر، ويكرهون الطقس الحارَّ والشمس الحادة.
عندما نرى إحدى تلك الأعراض، فهي غالبا بيتا:- الشعور بجوع شديد إذا تأخروا عن الطعام نصف ساعة.
- يعيشون حسب ساعاتهم، ويكرهون فقدان أي دقيقة (لذلك يميلون لامتلاك ساعات قيمة).
- يستيقظون خلال الليل بسبب شعور بالحرِّ والعطش.
- أخذ المبادرة ودور القيادة.
- المشي بثقة شديدة وحزم.
- عادة ما يكون الشعر أملس وناعمًا، أحمر أو أشقر أو ترابي، يميل للابيضاض باكرًا أو للصلع، ويكون الجلد ناعمًا ويميل للابيضاض ولا يسمر بالشمس بسرعة بل يحترق. غالبًا ما يحتوي جلدهم على الوحمات الصباغية والنمش ويتعرضون بسهولة لالتهابات الجلد والطفح والعد الشبابي.
بما أن البيتا تحكم الاستقلاب، فهي تحكم نار الهضم، وعادة ما يكون أصحابنا ذوي شهية مفتوحة للطعام والشراب، وهم أقل الأشخاص قدرة على الاستغناء عن وجبة طعامية.
ينام أصحابنا عادة ثماني ساعات بعمق. ولكن عندما يحدث الخلل وعدم التوازن، فقد يستيقظون بسبب شعور بالحرارة والعطش أو يتعرضون للأرق، وهم أكثر الشخاص عرضة لنقص القدرة البصرية. أهم ما يجب أن يتعلمه شخص البيتا هو أن يعيش حياة متوازنة معتدلة. كل خلية في الجسم تعتمد على دوشا البيتا لتنظيم أخذها للطعام والماء والهواء. تتظاهر كل السموم على شكل عدم توازن البيتا، لذلك يتأثر أصحاب البيتا بسرعة بالطعام الفاسد، الجو الملوث، الماء غير النقية، التدخين، الكحول، وأيضًا المشاعر السامة من كره وعنف وغيرة وعدم تحمل.
صفات الكافا
تحكم دوشا الكافا التركيب والبناء والهيكل، لذلك تعطي أصحابها القوة الفيزيائية والتكوين المتين والقاسي. أهم ما يميزهم الاسترخاء ووجود طاقة مستمرة بطيئة وتحمل كبير. هم ذوو شخصية هادئة مسترخية، نادرًا ما يغضبون أو ينفعلون، بطيئو الاستيعاب لأفكار جديدة، ولكن ذوي ذاكرة طويلة، يميلون للبدانة، عاطفيون متحملون متسامحون، قد يميلون للامتلاك، بطيئو الهضم، وقد يجوعون بشكل بسيط فقط. يميلون لكون جلدهم شاحب سميك وزيتي الملمس. يعتبر أصحاب الكافا محظوظين في الأيورفيدا، لأنهم يتمتعون بصحة جيدة ويعيشون بنظرة هادئة متفائلة.
عندما نرى إحدى تلك الأعراض فهي مميزة للكافا:- صعوبة أخذ القرارات.
- الاستيقاظ ببطء، الاسترخاء في السرير قبل النهوض، الحاجة الشديدة للقهوة عند الاستيقاظ.
- السعادة بالحالة الراهنة وعدم الرغبة بتغييرها.
- البحث عن السعادة العاطفية من خلال الطعام.
- عينين غازلتين، مشية بطيئة هادئة.
يكفي أن ينظر شخص الكافا إلى الطعام حتى يزداد وزنه، وعادة ما يخزِّن كل شيء: المال، الأملاك، الطاقة، الكلمات، الطعام والشحوم، خاصة في المناطق السفلية من الجسم في الفخذين والإليتين. أصحاب الكافا هادئون متسامحون، نادرًا ما نراهم يذكرون الأحداث القديمة ويجعلوها تسيطر عليهم. على العكس، تكون المشاعر المسيطرة – في حال عدم التوازن – الجشع وحب الاحتفاظ بأشيائهم القديمة، وعدم القدرة على الانفصال.
الكافا ذات طبيعة باردة كالفاتا (أما البيتا فحارة)، لكن الفاتا جافة والكافا لزجة زيتية. أهم ما يجب الانتباه له هو البلادة وأن لا يتحول الهدوء إلى بلادة. أصحاب الكافا هم الأبطأ تعلمًا، ولكن الأكثر احتفاظًا بالمعلومات، ومع الوقت يصبحون ذوي معرفة كبيرة بموضوع معين.
إن القلة من يطغى عليهم دوشا واحدة، أما الأغلبية فعندهم 2 دوشا، وفي النهاية لا بد من توازن الثلاثة حسب النسبة التي ولدت بها أو أقربها إليها.
الغونا الخمسة والعشرون
تعمل الدوشا الثلاثة معًا دائمًا، وحتى عندما نحاول إصلاح واحدة، تتأثر الأخريات، فإذا أكلت طعامًا ساخنًا فيه الكثير من التوابل الحارة، سترتفع البيتا، بينما تنخفص الدوشا الباردة أي الفاتا والكافا، وإن شربت كأس ماء مثلَّج سيخفض البيتا من جديد، ويرفع الأخريات، التي يمكن خفضها بتناول كمية من بذور الشمرة، ولكن هذا يرفع البيتا من جديد. الفاتا هي المتقدمة دائمًا، لأنها غالبًا ما تكون الأولى في التغيُّر، وتجر معها الأنماط الأخرى. وهذا يعني أن إعادة التوازن للدوشا ليس مثل إعادة توازن ميزان العدالة، بل هو أكثر مثل تعديل الصور على جهاز التلفزيون حتى نصل إلى الإشارة المطلوبة، أي أن الدوشا في حالة توازن ديناميكي وليس ميكانيكي.
للمساعدة في إعادة هذا التوازن، تصف الأيورفيدا 25 وصفة مختلفة تساعدنا في كشف أين يكمن الاضطراب، فالفاتا تتميز بالجفاف، الحركة، البرودة، الخفة، التغيُّر، التسلل، خشونة الملمس والسرعة؛ بينما تتميز البيتا بالسخونة، الحدَّة، الخفة أيضًا، الرطوبة، الملمس الزيتي قليلاً، الإماهة، حموضة الرائحة؛ وأخير تتميز الكافا بالثقل، البرودة، اللزوجة الزيتية، الحلاوة، الاستمرار، البطء، الطراوة، الالتصاق، البلادة والنعومة. نلاحظ أن بعض الصفات موجودة في أكثر من واحدة، فالبرودة موجودة في الفاتا والكافا، أما البيتا فساخنة، لكن، في المقابل، اللزوجة والزيتية موجودة في البيتا والكافا، بينما الفاتا جافة. للسهولة نركِّز على صفات موجودة تتميز بها الواحدة دون الأخريات، فإذا وجدنا جفافًا، فهي حتمًا فاتا؛ سخونة، فهي حتمًا بيتا؛ وثقلاً، فهي حتمًا كافا. عندما نتعرض لجفاف، سواء أكان طقسًا جافًا أو ريحًا خريفية جافة أو تناولنا طعامًا جافًا كالبسكويت والخبز الجاف والفواكه المجففة، ترتفع الفاتا، وإذا رأينا علامات مثل جفاف الجلد والجيوب الأنفية، فهذا معناه أن الفاتا قد خرجت من مكانها الطبيعي.
وفي المقابل، فإن أي شيء حار يرفع البيتا، فيوم حار من تموز، حمام ساخن، طعام ساخن ومليء بالتوابل الحارة، والمشاعر الحادة كالغضب، ترفع البيتا. وإذا أحسسنا بحرقة في المعدة، الأمعاء أو المستقيم، أو شاهدنا اندفاعات جلدية، فهذا معناه أن البيتا قد خرجت من توازنها. البيتا ليست رقيقة متسللة للأعماق كالفاتا، بل هي حادة عنفوانية. وأخيرًا، فإن كل شيء ثقيل يرفع الكافا، فزيادة الوزن والأطعمة الفاسدة والجو المتلبد بالغيوم الثقيلة كلها ترفع الكافا. إذا أصبح نومك ثقيلاً عن العادة، وصرت تشعر صباحًا بالتبلُّد بدل الارتياح بعد النوم، فالغالب أن الكافا قد خرجت عن توازنها. الكافا هي الأكثر استمرارًا والأقرب للطبيعة المادية. حسب الأيورفيدا، فإن الجسد يسعى دائمًا إلى إعادة التوازن بين الصفات الـ25 أو الغونا، فكل منا عليه المرور بتجارب مختلفة والعيش في عالم يسعى فيه إلى التوازن بين الحار والبارد، الثقيل والخفيف، الخشن والناعم. كل واحد منا هو بيئة ايكولوجية كاملة متوازنة بحدِّ ذاتها. فقد تميل إلى جهة معينة أحيانًا، لتعود إلى جهة أخرى وتعيد التوازن من جديد. بهذه الطريقة، تقوم الطبيعة بصقل فرديتنا ورفع مستوى حواسنا. على سبيل المثال، البيتا حارة ورطبة، لذلك يكون الصيف الممطر أكثر تحديًا لأشخاص البيتا من الصيف الجاف، وهم يتحملون الصحراء أكثر من الطقس المداري.
منذ أكثر من عشرين ألف سنة، قام إنسان ما قبل التاريخ بعبور الجسر الذي يصل شمال آسيا بألاسكا، وهاجر إلى كل المنطقة الأميركية من القطب الشمالي إلى Tierra del Fuego ملامسًا تقريبًا القارة القطبية الجنوبية. إن المورثات نفسها أوجدت في النهاية الأسكيمو الذين يتغذون بشكل كامل على الأسماك وشحم الحيتان وفقمات البحر، والهنود المكسيكيون الذين يتغذون على الذرة والبقوليات، وهنود الأمازون الذين يتغذون على الحيوانات ونباتات الغابة. الخلايا والأعضاء والأنزيمات والهرمونات نفسها تقريبًا موجودة لديهم، لكن البيئة الداخلية لكل فريق تأقلمت مع البيئة الخارجية حولهم. والأغرب في الموضوع هو أن كل هذه المجموعات لم تفكر بما هو مفيد لها صحيًا، أو أن هذه الأسماك ستحوي على الـ Omega- 3 كما نفعل ونتحاذق اليوم، بل أكلوا ما هو متوفر لديهم واعتمدوا على حدسهم وأجسامهم لتصل إلى التوازن المطلوب.
العناصر الخمسة
حسب العلوم الغربية الحديثة، نقول بوجود مستويين من التجريد: المادة والطاقة، فالطاقة هي أكثر تجريدًا ويمكنها أن تنتقل من مكان إلى آخر، أن تزيد وتنقص، أن تخزَّن كالكهرباء في البطارية. في العلوم الأيورفيدية، يقال بوجود مستويين تجريديين، الأول يحتوي على الدوشا الثلاثة، والثاني على العناصر الخمسة، فالعناصر الخمسة تحوي مادة وطاقة في داخلها، وإذا أردنا ترتيبها من الأكثر رقة إلى الأكثر صلابة فهي: الفراغ، الهواء، النار، الماء، الأرض، فهي تشير إلى مادية هذه العناصر ولكن أيضًا إلى الفكرة التجريدية عنها، فهي تكوينات من الذكاء تشكل عقل الإنسان والكون الذي يدركه من خلال هذا العقل. من خلال الارتفاع بزوج من هذه العناصر نصل إلى الدوشا الثلاث المختلفة، فالفاتا هي أرقها وألطفها وهي الفراغ والهواء، والبيتا هي النار والماء، أما الكافا وأكثرها مادية فهي الماء أيضًا لكن مع الأرض. من هنا نرى العلاقة بين عدم توازن الفاتا والطقس البارد العاصف، فالفاتا هي الدوشا الهوائية، والهواء الكثير يسبب فاتا، لذلك يشكو أصحاب الفاتا من الغازات. شخص البيتا يشعر بالحرارة من خلال عنصر النار، ويتعرق كثيرًا من خلال عنصر الماء، يميل للعنفوان والهجوم والحركة مثل النار والماء. أما شخص الكافا فأرضي ويميل لاحتقانات الصدر والتهاب الجيوب والمخاط الكثير من خلال تجمع عنصر الماء والأرض.
الدوشا الصغرى Sulodoshas
لكل دوشا خمسة أنماط أصغر منها تدعى ما تحت الدوشا. لكل واحدة من هذه الدوشا الصغيرة مكان خاص بها، مما يسبب أمراضًا عضوية حسب الاضطراب الذي حدث. أهم دوشا صغيرة للفاتا هي البرانافاتا التي تتوضع في القسم العلوي من الصدر والرأس، وهي التي تتحكم بحركة التنفس والسيالات العصبية، ولذلك فلها الأهمية الكبرى في الجسم. كما أنه لكل دوشا يوجد دوشا صغيرة تتوضع في القلب لأن القلب هو ملتقى هام جدًا لكل الفعاليات الجسدية والنفسية في الجسم.
لن أسهب بالكلام عن الدوشا الصغرى، بل سأذكر فقط مواضعها الرئيسية:
الفاتا:
– برانا فاتا في الدماغ والرأس وأعلى الصدر.
– اودانا فاتا في الحنجرة والرئتين.
– سامانا فاتا في المعدة والأمعاء الدقيقة.
– ابانا فاتا في القولون وأسفل البطن.
– فيانا فاتا في كل الجسم من خلال الأعصاب والجلد والأوعية الدموية.
البيتا:
– الباتشاكا بيتا في المعدة والأمعاء الدقيقة.
– الرانجاكا بيتا في الكريات الحمر والكبد والطحال.
– السادهاكا بيتا في القلب.
– الألوتشاكا بيتا في العينين.
– البراجاكا بيتا في الجلد.
الكافا:
– الكليداكا كافا في المعدة.
– الاثالامباكا كافا في القلب، الصدر، وأسفل الظهر.
– البهوداكا كافا في اللسان.
– التارباكا كافا في الجيوب والرأس والسائل الدماغي الشوكي.
– الشليشاكا كافا في المفاصل.
لماذا يحدث عدم التوازن
إن أكثر الأسباب شيوعًا لاضطراب الفاتا هي التالية:- وجود الكثير من التوتر النفسي وعدم قدرة ذلك الشخص على الاسترخاء، بل الارتكاس له بالقلق والغضب… إلخ.
- وجود الكثير من التعب الجسدي والعمل المنهك.
- الإفراط في التدخين وشرب الكحول والمنبهات والمخدرات.
- تغير حار في الحياة أو تغير حار في الطقس.
- الاعتماد على الطعام الجاف والبارد والمر والقلوي المتواجد خاصة في السلطات والبقوليات والأوراق الخضراء وشرب المثلجات.
- الحمية الشديدة وعدم الانتظام في الطعام.
- الأرق وعدم الانتظام بالنوم.
- السفر.
- المعاناة النفسية من حزن وخوف أو صدمة مفاجئة.
أما الأعراض الأساسية فهي: قلق، نزق، عدم تركيز، اكتئاب، أرق، تعب، عدم القدرة على الاسترخاء، ضعف شهية، إمساك، جفاف الجلد، تعب عام، ارتفاع الضغط، ألم أسفل الظهر، تشنجات طمثية، تشنج القولون، ألم المفاصل، فقدان الوزن، تشنجات عضلية… إلخ.
أما شخص البيتا فيحدث عنده عدم التوازن بسبب:- توتر نفسي شديد أيضًا وارتكس له بغضب وإحباط وحنق.
- توتر مهني دائم، والحياة المستمرة تحت عبء إنهاء العمل في وقت معين.
- تناول الكثير من الطعام الحار، الحاد، الزيتي، المقلي، المالح أو احتواء الحمية على الكثير من الأطعمة المخمرة الحامضة: الجبن، الخل، الكحول.
- تناول أطعمة فاسدة.
- الجو الحار الرطب.
- التعرض لتدفئة شديدة أو حروق شمسية.
الأعراض الرئيسية: الغضب، العدائية، الانتقاد الذاتي للآخرين، نزق، امتعاض، عدم تحمل التأخير، الدخول في نقاشات مستمرة، الطفح والاندفاعات الجلدية، العطش والجوع الشديد، رائحة الفم النتنة الحمضية، القرحة، البواسير، ضربة الشمس، اصفرار البول والغائط الشديد، الوجه المحمر.
أما اضطراب الكافا فيحدث خاصة بسبب:- مرض عائلي كالسكري والتحسس والبدانة.
- كسب وزن شديد والشعور بالاكتئاب.
- احتواء الحمية على الكثير من السكر والملح والمواد الدسمة والمقلية ومشتقات الحليب.
- التعرض للتوتر النفسي والارتكاس له بالابتعاد والانسحاب.
- التركيز على الامتلاك والتخزين والتخبئة.
- التعامل مع الآخرين بشكل اعتمادي أو شديد الحرص.
- النوم بشكل متأخر لعدة أيام.
- الطقس بليد وبارد وثلجي.
الأعراض الرئيسية: الإنهاك والكسل، الاكتئاب، التعلق المفرط، اجترار الأفكار والأشياء، الجشع، التملك المفرط، فرط النوم، الوزن الزائد، التهابات الجيوب، احتقان الصدر، شحوب الجلد، الرشح والكريب المتكرر، التحسسات، السكري، الربو، ثقل الأطراف.
المراحل الست للمرض
غالبًا ما نلجأ في الطب الغربي إلى معالجة الأمراض بعد ظهورها وحدوثها، أما الطب الأيورفيدي فيركز على الوقاية وينتبه لأعراض بسيطة دقيقة قبل حدوث المرض الرئيسي، وقد وضع هذا الطب ست مراحل للمرض، المراحل الثلاثة الأولى لا ترى بالعين المجردة، بينما تحوي المراحل الثلاث الثانية الأعراض الصريحة للمرض.- التجمع accumulation: ازدياد إحدى الدوشا عن حدها الطبيعي.
- الإفراط Aggravation: تزداد الدوشا لدرجة بدأت تخرج عن أمكنتها الطبيعية.
- الانتشار Dissemination: تتحرك الدوشا في كل الجسم.
- التوضع Localization: تتوضع الدوشا في مكان معين غير مكانها الطبيعي.
- التظاهر Manifestation: تظهر أعراض جديدة في مكان توضع هذه الدوشا.
- التخرب والتهدم Disruption: يظهر المرض بأعراضه الكاملة الجلية.
فالبيتا مثلاً تحت ظروف حارة وقلق مستمر وتوتر شديد، تترك مكانها الطبيعي وتتوضع في أمكنة أخرى حيث تجمعت ما يدعى Ama أو الفضلات السامة وتسبب القرحة مثلاً.
كيفية إعادة التوازن
بإعادة التوازن لا أقصد هنا خلق إنسان جديد، بل إظهار ما هو كامن داخلك، إنه اكتشاف لذاتك. تتم إعادة التوازن من خلال:- الحمية.
- التمارين.
- الروتين اليومي.
- الروتين الفصلي.
أولاً: الروتين اليومي DINACHARYA:
تقسم الأيورفيدا ساعات اليوم إلى ستة أقسام، كل قسم يتألف من أربعة ساعات ويغلب عليه دوشا معينة، فبين الثانية والسادسة صباحًا هي فاتا، 6- 10 كافا، 10-2 بعد الظهر بيتا، وتعود من جديد 2-6 مساءً فاتا، 6- 10 كافا، 10-2 صباحًا بيتا. وعليه، فالوجبة الكبرى لليوم يجب أن تكون حوالي الساعة 12- 2 بعد الظهر خلال البيتا أو طاقة الاستقلاب الكبرى، كما تنصح بالاستيقاظ الباكر حوالي السادسة حتى نستفيد من حيوية الفاتا ونشاطها، وإلا إذا دخلنا في عمق الكافا يومًا بعد يوم، ستتحول حياتنا إلى تعب وإنهاك وكسل وبلادة وشعور دائم بالنعاس، كذلك ينصح بأخذ كأس أو كؤوس من الماء الدافئة قبل كل شيء صباحًا لتهيئة المعدة للعمل، ولتشجيع حركات القولون، كما تنصح بالغرغرة الصباحية بزيت السمسم والمساج الصباحي بزيت السمسم ABHYANGA قبل الحمام، وطبعًا تمارين التنفس PRANAYAMA وتمارين تحية الشمس SURYA- NAMASKARA أو Sun- salute، واليوغا، والتأمل، والفطور غير الدسم، كما تنصح بالعشاء الخفيف الباكر والذهاب للنوم على الأقل 3 ساعات بعد العشاء. يمكن إحداث تعديلات بسيطة حسب طبيعة الإنسان والدوشا الغالبة.
ثانيًا: الروتين الفصلي RITUCHARYA:
كما قسمت الأيورفيدا ساعات اليوم إلى أقسام حسب الدوشا الغالبة، فعلت الشيء نفسه مع السنة، فاعتبرت الربيع وأول الصيف فترة كافا، واعتبرت منتصف وآخر الصيف وأول الحريف فترة بيتا، واعتبرت آخر الخريف والشتاء فترة فاتا، وعليه نصحت بأنواع معينة من الأطعمة تناسب كل دوشا، فكون منتصف وآخر الصيف فترة بيتا، فمن الطبيعي أن تشعر بقلة شهية وأن تفضل الأطعمة والأشربة الباردة … إلخ.
ثالثًا: الحمية:
لا تقوم الحمية المتوازنة في الأيورفيدا على كمية الدسم والكابوهيدرات والبروتينات أو على الحريرات والفيتامينات والمعادن الموجودة، بل تأتي مباشرة من الطبيعة دون الحاجة لهذه الدراسة العلمية الدقيقة. عندما نتكلم عن الطعام مع الدوشا، نقول عدة أمور بسبب الـ25 غونا المختلفة: ثقيل أم خفيف، جاف أم زيتي، ساخن أم بارد، … إلخ. والأهم من هذا كله الطعم، فبالإضافة للأنواع الأربعة للطعم المعروفة لدينا من حامض وحلو ومر ومالح، تضع الأيورفيدا نوعين إضافيين هما الحاد أو الحار، والقابض القلوي. الحاد أو الحار هو الذي يحتوي على الكثير من التوابل الحارة كالفلفل والشطة والزنجبيل وكبش القرنفل والثوم والبصل والفجل، أما القابض القلوي فهو الذي يكمش اللسان مثل أوراق الشاي والبقوليات مثل العدس وحتى الكثير من طعم الخضراوات البيئية يعتبر قابضًا خاصة الملفوف وبعض أنواع الخس والقرنبيط والبروكولي والبطاطا والتفاح والأجاص. وعليه فمن الأفضل للشخص ذي طبيعة الفاتا تناول الأطعمة الساخنة، الزيتية (وليس الجافة بسبب طبيعته الجافة)، والأطعمة المالحة والحامضة والحلوة والابتعاد عن المرة والحادة والقابضة والباردة والجافة. فالفواكه المجففة مثلاً لا ينصح بها عند شخص الفاتا، بينما ينصح بها عند غيره. التفاح والرمان رغم الفوائد العديدة لها، لا ينصح بها هنا بسبب الطعم القابض والبارد. أما شخص البيتا فعليه تفضيل الطعام البارد أو الدافئ قليلاً وليس الحار، والطعم المر، الحلو والقابض، وأن يكون الطعام أقل زيتية ودسمًا من الفاتا والابتعاد عن الطعام المالح والحامض والحاد. أما الكافا فعليه تفضيل الطعام الدافئ والجاف هنا (بسبب طبيعته اللزجة الزيتية) والطعم الحاد والمر والقابض (بسبب آليتها المحرضة والمنبهة لطبيعته الخاملة) ويجب الابتعاد هنا عن الطعام الثقيل الصعب الهضم، مثل مشتقات الحليب، اللحم الأحمر، الزيوت والدسم.
رابعًا: التمارين:
بسبب الطبيعة النشيطة الحركية للفاتا، فإن شخص الفاتا يحتاج إلى مقدار بسيط من التمارين، الخفيفة منها كاليوغا والمشي وركوب الدراجات البسيط، والإيروبيك البسيطة الراقصة. أما البيتا فيحتاج إلى مقدار متوسط من تمارين أشد قليلاً كالسباحة والركض وصعود الجبال والتزلج. وفي المقابل على شخص الكافا أن يقوم بكمية أكبر من التمارين الأعنف كالركض والإيروبيك الشديد والرقص وحمل الأثقال. من المهم إجراء نوع من التمارين الصباحية تحية الشمس Sun salute أو Surya- Namaskara وتمارين التنفس PRANA YAMA ووضعيات اليوغا المختلفة Yoga Asanas (Postures).
الطرق المتقدمة في العلاج
بالإضافة إلى الحمية والتمارين والروتين اليومي والفصلي، تلجأ الأيورفيدا إلى طرق أخرى هي:- البانتشاكارما PANCHAKARMA.
- التأمل.
- الأصوات البدنية.
- التشخيص بالنبض.
- علاج المارما Marma therapy.
- تكنيك الغبطة Bliss Technique.
- العلاج بالروائح Aroma Therapy.
- العلاج بموسيقى الـ Gandharva.
أولاً: المقصود بالطريقة الأولى PANCHAKARMA تنقية الجسم، وهي تقوم على استعمال مواد مختلفة من أجل تخليص الجسم من الترسبات والفضلات الممرضة كتناول مواد زيتية معينة عن طريق الفمSheehan، ووصف مواد وأبخرة عن طريق الأنف Nasya، واستعمال أبخرة معينة للجلد Swedana، وحقن شرجية نباتية دوائية معينة Basti، والمساج الزيتي Abhyanga.
ثانيًا: يعتبر التأمل ضروريًا جدًا للأنماط الثلاثة من الأشخاص، فهو ضروري جدًا لأصحاب الفاتا، بسبب حركة أفكارهم الدائمة وعرضتهم للتشتت وتسارع الأفكار والخوف والقلق، فمن خلال تسكين العقل وإيقاف الحوار الداخلي المستمر، والتعلق المستمر بالماضي والمستقبل، نصل إلى المحيط الكبير من السكون مولد السعادة والإلهام. التأمل هام لشخص البيتا بسبب الطاقة الكبيرة عنده من أجل منع تبعثرها وتشتتها والقدرة على توجيهها بشكل جيد. أما لشخص الكافا، فيفيد التأمل في إعطاء حيوية ونشاط فكري يعاكس الميل للخمول والتبلد. وفي النهاية يستفيد الثلاثة من المراحل المتقدمة للتأمل، من الوصول إلى مستويات أعلى من الوعي وتجاوز بعد الزمن، بالإضافة للفوائد الصحية العديدة له.
ثالثًا: يأتي اسم الأصوات البدنية Primordial sounds من الاهتزازات التي يمكن الوصول إليها عندما يسكن العقل، وبالنسبة للأيورفيدا فهذه الاهتزازات ليست عبثًا، بل إن الكون بأكمله يأتي منها. خلال الهدوء الكامل للكون الميكانيكي الكوانتي، تنشأ الأصوات البدنية. تأخذ شكلاً ومع الوقت تنبع المادة والطاقة وكل ما يتكون منها. يقول أحدهم: أشعر بحدود العقل قد دفعت للخارج مثل الكرة أو الدائرة التي تكبر باستمرار، إلى أن تختفي الدائرة ويبقى اللامحدود. إنه شعور من الحرية العظمى ومن الطبيعية جدًا، وأكثر طبيعية من أن نكون ضمن مساحة محدودة.
حسب حكماء الأيورفيدا، هذه الأصوات تعمل كلاصق للكون، وإنهم، من خلال سماعهم لها، يستطيعون إعادة تكرارها، فيستعمل هذا الصوت كنشيد أو يردد بصمت، ويقولون إن المرض معناه أن هذه الأصوات قد خرجت عن انسجامها الطبيعي. يقول بعض الفيزيائيين بوجود همسة أساسية في الكون تشبه نغمة السي بيمول، ولكن طبعًا بتواتر أخفض بملايين المرات من قدرة الأذن البشرية على السماع.
رابعًا: لن أدخل في تفاصيل التشخيص بالنبض فهو علم بسيط ومعقد في نفس الوقت، ويشابه تقريبًا ما هو موجود في الطب الصيني.
خامسًا: علاج المارما Marma Therapy يعتمد على فكرة وجود نقاط معينة في الجسم حيوية جدًا عددها 107 (تشبه تقريبًا فكرة النقاط الصينية) لها دور كبير في توازن الجسم، وإن تنشيطها من خلال مساجات معينة له أهميته في إعادة التوازن والشفاء.
سادسًا: يعتمد تكنيك الغبطة Bliss Technique، أو ما سمي سابقًا التكامل النفسي الفيزيولوجي، على إعطاء نبض صوتي معين هدفه إرجاع العقل للتماس مع اهتزازات السعادة والغبطة والتي تشمل كل خلية من خلايا الجسم.
سابعًا: يعتمد العلاج بالروائح Aromatherapy على استعمال زيوت وأبخرة معينة حسب الهدف العلاجي وطبيعة الشخص، فالفاتا يتوازن من خلال روائح دافئة وحلوة وحامضة كالحبق والبرتقال والقرنفل والجيرانيوم الزهري، أما البيتا فبروائح على العكس باردة لكن حلوة كالصندل والورد والنعنع والقرفة والياسمين، أما الكافا فيحتاج لأروما دافئة لكن حادة مثل العرعر والكينا والكافور والمردقوش.
ثامنًا: وفي النهاية فإن العلاج بموسيقى الـ Gandharva يقوم على استعمال موسيقى تختلف سرعتها وإيقاعها وآلاتها حسب طبيعة الشخص والروتين اليومي والفصلي. -
الكاتبالمشاركات
يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع. Login here