- This topic has 0 ردود, مشارك واحد, and was last updated قبل 7 سنوات، 9 أشهر by admin.
-
الكاتبالمشاركات
-
9 أبريل، 2017 الساعة 1:38 م #10851adminمدير عام
تطوير العلاقة
تجذبنا الأشياء السهلة في الحياة لأنها آمنة وواضحة وسبق لنا تجربتها. إلا أننا متهمون بالثبات والرضا بروتين هذه الأشياء الواضحة. ولهذا السبب تفوتنا الكثير من فرص الحياة. علاقات المستوى الأول تكون روتينية، وعندما نصعد إلى المستويين الثاني
والثالث يقل الروتين وتظهر مخاطر قليلة تجعل حجم الفوائد محدودًا. إذا توقفت علاقاتنا عند المستوى الثالث أو الرابع فإننا نضيع أفضل الفرص التي تقدمها الحياة، وهي فرصة إحداث التغيير الإيجابي، ليس في حياتنا العملية وحسب، بل وفي مؤسساتنا ومجتمعاتنا.
هذا هو المستوى الخامس الذي يجب أن نسعى إليه. تدور علاقات المستوى الخامس حول الكيف وليس الكم، أي جودة العلاقات وعمقها وليس عددها. هنا لا نهتم باللون أو العرق أو الجنس أو المنصب أو البلد أو الوضع الاجتماعي أو الاقتصادي، فهذا كله متاح للجميع.
أفدح الأخطاء التي يمكن أن نرتكبها هي أن نغلق قلوبنا وعقولنا على إمكانية بناء علاقة لمجرد أن التقاليد أو القوالب النمطية التي عشنا في إطارها تشير إلى أننا لن نحقق فائدة تُرجى منها. المشكلة هنا أننا نسلك أيسر الطرق وأسرعها، لنقطف الثمار
الدانية والتي في متناول أيدينا، ونضحي أو نتخلى عن أية علاقة إذا كانت تحتاج إلى ”نار هادئة“، ونتذرع بضيق الوقت والشعور بالملل أو نفاد الصبر وقلة الحيلة ولكن ما لا نعرفه هو أن أعلى الثمار على الشجرة هي دائمًا أطيبها.
لا شك في أن المستويات الخمسة يمكن أن تطرح ثمارًا شهية، لكن العلاقات الدائمة والقائمة على الوفاء الكامل والمتبادل لا توجد إلا في المستوى الخامس.
نحن نستفيد من علاقات المستوى الأول دون أن تتطور. لذا، على الرغم من أننا لا نستطيع دائمًا التحكم في مسار كل علاقة، فبإمكاننا الاستفادة منها أقصى استفادة ممكنة. يبدأ هذا بأن نعامل كل شخص وكأنه زميل أو صديق أو عميل من المحتمل أن تتطور علاقتنا به حتى تصل إلى المستوى الخامس. حينما نفعل ذلك في حياتنا الشخصية فإننا نكون صداقات حقيقية، وحينما نفعله في حياتنا العملية فإننا نبني علاقات مؤثرة ومؤسسات قوية وننشر ثقافة التميز.
قانونان لتطوير العلاقات
لا يستطيع معظم الناس اعتناق أو الاقتناع بواقعين مهمين على الرغم من تناقضهما وتأثيرهما في علاقات المستوى الخامس وفي قدرتنا على تطوير علاقاتنا والانتقال بها من المستوى الأول إلى الخامس:
-1 قانون ”الأخذ والعطاء“: أهم ما يمكننا عمله لإنجاح حياتنا الشخصية والعملية ومؤسساتنا ومجتمعاتنا هو الاستثمار دون أنانية في حياة الآخرين.
-2 قانون ”التغيير من الخارج للداخل“: نستطيع أن نغيِّر أنفسنا من الداخل بالإيثار والخروج من دائرة احتياجاتنا الخاصة في سبيل خدمة الآخرين.
قد يبدو قانون ”التغيير من الخارج للداخل“ غير مقنع لأننا تعلمنا منذ الصغر أن التغيير الدائم والحقيقي يبدأ دائمًا من داخلنا. هذا صحيح؛ إلا أن الاكتفاء بذلك يجعل العملية غير مكتملة لأنها لم تحل معضلة خطيرة كثيرًا ما نواجهها، وهي أن الطبيعة الإنسانية تقف أحيانًا في طريق نوايانا. أحيانًا تغلبنا مشاعر الأنانية أو الكسل أو الفتور أو الخوف، أو نعجز عن تصور كيف نحدث تغييرًا جوهريًا وإيجابيًا يدوم إلى الأبد. هذا يعني أن ثمة سببًا يمنعنا من مساعدة المعوزين والمحتاجين والفقراء أو خدمة المحيطين بنا في عملنا، وهو نفس السبب الذي يجعلنا عاجزين عن أن نحب أعداءنا، حيث نعتبر الأمر ”صعبًا“ أو ”مستحيلاً“ أو ”فوق طاقتنا“. لهذا علينا أن نتبنى سلوكيات معينة حتى لو لم تكن قلوبنا متحمسة لها وأن نثق أنها ستثمر عن نتائج إيجابية ومفيدة للآخرين ثم لنا. يجب أن نخلع رداء الأنانية ونكسر شرنقة الفتور ونتوقف عن احتكار الحاجة إلى الحب. يجب أن ”نخرج“، أن نغادر مكاتبنا وأماكن عملنا كي نرى تصرفاتنا وأفعالنا وأعمالنا من زاوية جديدة وعدسة مختلفة. سيكون هذا أقرب إلى رحلة داخل ذاتك، تبحر فيها مبتعدًا عن منطقة الراحة التي اعتدت عليها كي تستطيع أن تحدث التغيير الداخلي الذي تنشده.
قانون الرفع
ينص هذا القانون على أننا نحقق أقصى استفادة ممكنة من أية علاقة عندما نتعمد ”رفع“ الآخرين إلى أماكن لن يتمكنوا من بلوغها وحدهم. في المستويات الأولى، يعني قانون الرفع أن تدل شخصًا ما على الاتجاه الصحيح أو تساعده وتقدمه إلى الأشخاص المناسبين ثم تنسحب. لكن هذا لا يكفي، فما يقوي العلاقة ويجعلها إيجابية وناجحة هو أن تفعل ما هو أكثر من المساعدة، كأن تحفز شخصًا ما على بلوغ أقصى إمكاناته. إذا أردنا مساعدة الآخرين، فعلينا أن نصبح حلقة الوصل التي تربط بينهم فتتحقق الاستفادة للجميع.
هناك عنصر ثالث يلعب دورًا حيويًا في تنمية الآخرين وفي تنمية علاقاتنا بهم، وهو التكريم. فنحن نرفع من شأن الآخرين حين نكرمهم، سواء بصورة علنية أو غير علنية، وذلك حسب الموقف، مع بعض المدح والتقدير والاعتراف بالجميل. التكريم لا يعرف حدودًا، ومن أساليبه أن نتغنى أمام شخص ما بإنجازات شخص آخر. فإذا ما أخبرتك بأن عملك متقن، فهذا مؤثر؛ ولكنه يكون أكثر تأثيرًا إذا أخبرت خمسة أشخاص آخرين بذلك.
خدمة المنتفعين
المجتمع كيان حي يجمع بين ذوي المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة في مختلف مجالات الحياة، تعليم أو حكومة أو أعمال تجارية أو أعمال خيرية. لكن معرفة المنتفعين لا تكفي. يجب تكوين علاقات تثمر عن فوائد أكبر لأنفسهم ولكل من حولهم. من هنا تنبع قوة وأهمية علاقات المستوى الخامس التي تعتبر أكثر مستويات العلاقات إشباعًا للنفس.
علاقات + رؤية = تأثير إيجابي
ربما يبدو لك شعار ”تغيير العالم“ مخيفًا. ولكن هذا ما نفعله كل يوم. نحن نغيِّر العالم بكل علاقة ننشئها أو ننميها؛ نغيِّره عندما نكوِّن علاقات تؤثر في عائلاتنا وأصدقائنا وعملنا. وما دامت علاقاتنا مؤثرة، فلا شك أنها تؤثر على مجتمعنا ومدينتنا ووطننا والعالم
بأسره.
إذا أردنا أن تكون علاقاتنا بالآخرين مؤثرة، فلا بد أن تنطوي على رؤية مشتركة. الرؤية المشتركة هي صورة مشتركة ومتبادلة بينك وبين الآخرين عن أنفسكم وأهدافكم ونواياكم حيال تطوير ومستقبل العلاقة. فالأمر ليس مرتبطًا بالمؤسسة، بل بالأفراد والناس أولاً. هذه الرؤية المشتركة تعطي لعلاقاتالمستوى الخامس قوة ومعنى. عندما تشرع في بناء علاقة ما مع إنسان ما، فأنت أمام خيارين: إما أن تحافظ على هذه العلاقة وتجني الثمار اليانعة والظلال الوارفة لمشاركتك وانسجامك مع هذا الشخص، أو أن تؤسس لرؤية مشتركة ثم تجلس تراقب شجرة علاقاتك تترعرع وتنمو وتتفرع. وهذا هو ما يغيِّر العالم فعلاً لا قولاً.
كيف تغير العالم؟
على عكس ما قاله ”سارتر“: ”الآخرون هم الجحيم“، فإن ”الآخرين هم النعيم“. هذا هو مضمون الحياة: الناس والتضامن الذي يسود بينهم. العلاقات الدائمة والوطيدة لا تهتم بمن تعرفه أو لحساب من تعمل أو أين، وإنما تهتم بأن تعيش في جو من الحب والعطاء لا يستطيع أحد أن يفسده. تتكون هذه العلاقات في حياة كل فرد لديه الاستعداد لاتخاذ قرار بوضع احتياجات الآخرين قبل احتياجاته الشخصية. فالقائد ليس من يجلس وراء مكتبه ويلقي بالتعليمات، القائد يوجد في كل مكان وعلى استعداد ليتقدم ويفعل ما يفعله القادة العظماء: خدمة الآخرين. هذه هي الكيفية التي يتم بها توطيد وتأصيل علاقات المستوى الخامس عبر المؤسسة، في حلقة متصلة. فكل فرد ينقل معرفته وخبرته إلى فرد آخر، ينقلها بدوره إلى فرد ثالث حتى تعيش المؤسسة بأكملها ثقافة خدمة الآخرين بشكل تلقائي وطبيعي. هذا ما يبعث الروح في الوجود. -
الكاتبالمشاركات
يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع. Login here