- This topic has 0 ردود, مشارك واحد, and was last updated قبل 7 سنوات، 6 أشهر by admin.
-
الكاتبالمشاركات
-
1 أبريل، 2017 الساعة 2:56 م #9658adminمدير عام
التنويم الإيحائي:
التنويم الإيحائي “المغناطيسي” علم موجود منذ القدم ويرجع تأريخه إلى عهد معابد النوم أو ما يسمى بالنوم العلاجي لدى القدماء المصريين وكذلك في عهد حضارة وادي الرافدين واليونان. وجاءت كلمة التنويم الإيحائي من هبنوس “رب النوم عند الأغريق” ثم انتشر في الصين والهند، وفي القرن الماضي اعترفت كل من نقابة الأطباء في انجلترا ونقابة الاطباء في امريكا -1958- بالتنويم الإيحائي وأقرت فائدته في العلاج رسميا بوصفه علاجا علميا وأصبح معروفا، وتأسست في العام نفسه الجمعية الأمريكية للتنويم الإيحائي السريري، وهو الآن علم منتشر ويمارس في كافة أنحاء العالم، كما أنه مستخدم على نطاق واسع في العلاج النفسي والجراحة وطب الاسنان وفي مجالات أخرى. التنويم الإيحائي هو حالة يتم فيها تضعيف الوعي لدى الإنسان حتى يسهل النفاذ إلى العقل الباطن “اللاوعي” ليتم عن طريقها تغيير بعض الأفكار و القناعات السلبية، أي تتم بإرباك المخ من التنسيق بين المعلومات لفسح المجال أمام العقل الباطن، وتتميز هذه الحالة بتركيز الإنتباه تركيزاً قوياً مصحوباً بالأسترخاء ودرجة عالية من الإيحاء الإيجابي مع عوامل مساعدة من الإيماء كالموسيقى وحركات الجسم والصوت ، إذن هو حالة من الإرتخاء الذهني والجسدي وتركيز الانتباه على نقطة معينة مما تجعل الفرد أن يكون مستعداً لتلقي الأقتراحات المفيدة الصادرة من المنوم والعمل بها، فمع التركيز الذهني يبقى نوع من الوعي مركز حول نقطة بعيداً عن المحيط الخارجي ومعنى ذلك أن المنوم “النائم” مغناطيسياً يبقى ذهنه وتركيزه متصلاً وواعيا بشكل اتصال دائم ومركز بالشخص المنوم. وقد يكون التنويم الإيحائي ذاتياً أي أن الشخص نفسه يدخل هذه الحالة أو بأرشاد شخص آخر مختص، أن ظاهرة التنويم الإيحائي هي ظاهرة حقيقة فسيولوجية يمكن قياسها كما أن هناك طرق مختلفة لمعرفة قابلية الأشخاص لتقبلهم التنويم الإيحائي والتأثر به ، ومع نوعية كل شخص يتم اختيار الطريقة المناسبة للتنويم. يشاع تسمية علم التنويم الإيحائي خطئاً بأسم التنويم المغناطيسي نسبة إلى فرانس مسمر 1851 – 1734 الذي اعتقد بأن الظاهرة تتضمن انتقال تأثيرات مغناطيسية حيوانية “Animal Magnetism ” فقد بدأ مسمر بعلاج المرضى بتمرير قضيب مغناطيسي على اجسامهم ثم استبداله بتمريرات من يديه على جسم المريض معتقدا بالخطأ، أن المغناطيسية الحيوانية الموجودة في جسمه تنشط السائل أو المائع المغناطيسي في جسم المريض التي يكون المرض قد أضعفها ، فالتسمية الواضحة باللغة العربية هو علم التنويم الإيحائي، اما مصطلح التنويم المغناطيسي هو في الواقع خطأ شائع سببه الترجمة والتلازم التأريخي بين التنويم الإيحائي والمغناطيسية الحيوانية.
التنويم الإيحائي وعلاقته بالنوم العادي:في التنويم الإيحائي يكون الفرد في حالة شبيهة بالنوم وليس النوم نفسه لذلك سمي بالتنويم، والتنويم الإيحائي لا علاقة له اطلاقا بحالة النوم العادي، إذ أن النوم الطبيعي يحتوي على عدة مراحل تشمل حركات بسيطة مع سرعة حركة العين ” RAPID EYE MOVEMENT
REM- ” وتحدث فيها الأحلام وبعض الموجات الذهنية التي تسبق اليقظة، إلا أن التنويم الإيحائي هو حالة بين النوم واليقظة حيث يبقى خلالها المنوم ” النائم ” بين الوعي واللاوعي أي جزء من الوعي على ارتباط بالعالم الخارجي، أن التنويم الإيحائي حالة شبيهة بالنوم لكنه يختلف عنه فسلجياً “فسيولوجيا” حيث يتم التنويم الإيحائي بطريقة فنية صناعية بالإيحاء والإيماء من المنوم المختص، فهو عملية أو أسلوب علاج نفسي لعلاج الإضطرابات النفسية والجسدية ويتأثر عمقاً بزيادة التركيز الذهني والاسترخاء الجسدي، ويعتمد على قابلية الإيحاء وعلى التفاعل الاجتماعي والثقة بين المنوم ” النائم ” وخبير التنويم المختص. وعلى نقيض المعتقدات السائدة فإن الفرد الذي يكون تحت تأثير التنويم الإيحائي هو في سيطرة تامة على نفسه، ولا يقول أو يعمل أي شيء يجده منافياً للأخلاق، حيث تتم عملية التنويم الإيحائي طوعيا وإراديا، كما انه ليس كل شخص قابل للتنويم فهناك اختلافا كبيرا بين الأفراد الذين يمتلكون خاصية تسمى القابلية للتنويم.
إساءة فهم التنويم الإيحائي: أنه علم موضع تقييم وتطور ويعتمد على الثقافة العامة للشعوب، فهناك من يجد فيه الفائدة العلاجية وهناك من يتحفظ عليه، ولأسباب عديدة نجد الفهم الخاطئ للتنويم الإيحائي ، فالمبالغة أن بمقدور الإنسان أن يتعلم كيف يزيل بواسطة التنويم الإيحائي جميع الأمراض والعلل خلال دقائق معدودة، فقد يوجد بعض الأفراد الذين لا يستفيدون من العلاج التنويمي، كما أن الفرد قد يحتاج إلى جلسات علاجية كثيرة وقد يخضع إلى طرق مختلفة من الاساليب التنويمية، فالمنوم الإيحائي لا يملك عصا سحرية بحيث يشفي كل الأمراض، والعلاج بالتنويم الإيحائي ليس بديلا عن الدواء في بعض الحالات ويفضل في حالات اخرى أن يتم العلاج معا كفريق واحد بإستشارة الطبيب المختص والمعالج بالتنويم ، فهناك فرق بين المرض النفسي وبين العارض النفسي، فالمرض النفسي مثل المرض الجسدي يحتاج إلى تشخيص وعلاج من قبل استشاري ومتخصص نفساني، أما العوارض النفسية مثل الضيق والتوتر والتدخين وتخفيف الوزن وتحسين المستوى الرياضي وغيرها فيقدم لهذا الصنف دعم لتوجيه الفكر أي تغيير التفكير السلبي إلى إيجابي، مثل الحزن العادي أو أي حالة سلبية مفأجاة التي تختلف عن الاكتئاب مثلا، لذلك يتطلب من المعالج بالتنويم الإيحائي أن يطور قابلياته ومهاراته العلمية والعملية لأنه لا يمكن لبعض المعالجين بالتنويم الإيحائي وهم يحملون شهادات أخذوها في أسابيع أو أشهر مقارنة بالاطباء وعلماء النفس وبقية العلماء المتخصصين الذين تدربوا ودرسوا لمدة سنوات، فعلى الناس أن يختاروا المعالج الناجح ليجدوا النتيجة الإيجابية.
الاقتران الخاطئ للتنويم الإيحائي لدى بعض الناس بالسحر أو التنويم الترفيهي المسرحي الذي يبين خطئاً فقدان المنوم “النائم” فيه سيطرته على ذاته ووقوعه تحت تأثير المنوم “كما يشاع” على الرغم من أن ذلك ليس حقيقا. كما أن الأفلام السينمائية والعروض المسرحية والتلفزيونية ومن أجل الترويج والهزل قد أفقدت الفائدة العلاجية كثيراً من مصداقيتها العلمية. كما أن هناك بعض المنومين غير المتخصصين محدودي الخبرة والفهم مارسوا التنويم الإيحائي بصورة استغلالية. والترويج الخاطئ من أن المنوم “النائم” يظهر كألعوبة في يد المنوم بحيث يمكن للمنوم أن يأمر المنوم “النائم” بما يريد، أو ياخذ منه اسراره وتفاصيل حياته، أو ان المنوم يمكن أن يستغل المنوم “النائم” في أمور منافية للأخلاق والقانون في أثناء التنويم، وهذا غير صحيح حيث أن المنوم “النائم” لا يفقد وعيه بالكامل ويشعر بما يدور حوله ولن يكشف أسراره دون إرادته وضد رغبته وهذا هو الفرق بين التنويم الإيحائي العلاجي وبين التنويم الترفيهي المسرحي التجاري ، فهو أداء مسرحي لفترة قصيرة جدا حيث أن المنوم “النائم” يتصرف بشكل كوميدي ويبدو المنوم وكانه يستطيع التحكم الكامل في الشخص المنوم “النائم”، اما التنويم الإيحائي له استخداماته الثابتة في الممارسة العلاجية السريرية وقد يتسمر لعدة جلسات منتظمة، ولا يوجد هناك رد فعل عكسي كما أنه لا يعطي الشخص قدرات وقابليات وهمية خاطئة فوق طاقته كالمشي فوق الفحم الملتهب او تحمل وزن ثقيل على ظهره أو عمل شيء ضد القانون. ماذا يحدث في أول جلسة من التنويم الإيحائي؟: مدة الجلسة عادة ما بين 55 – 60 دقيقة ولكن الجلسة تكون أطول قليلا حيث تؤخذ المعلومات الديمرغرافية والصحية عن المريض والتأريخ المرضي ونوعية الدواء إذا كان المريض تحت العناية الطبية ، واستقصاء الهدف من العلاج وما إذا كانت الجلسات العلاجية تتعارض مع الأدوية أو مع حالة المريض مثلا أمراض القلب وفصام الشخصية والاكتئاب الذهاني، وفهم حياته الاجتماعية والنفسية، وهل هو جاء بتحويله من طبيب العائلة أو جاء بنفسه أو مجرد لأرضاء ناس آخرين، بعدها يتم شرح ماذا سيحدث له من استرخاء جسدي وتركيز ذهني وما الفائدة المتوقعة، وقد نتحدث عن عدد الجلسات التقريبية المقترحة وكذلك رسوم كل جلسة، وإذا كان المريض تحت السن القانوني فإننا نطلب منه احضار ولي الأمر، وعادة يطلب من المريض بالتوقيع مع التاريخ تحت أسفل استمارة معلومات العلاج التي تحتوى على اسمه وعمره وعنوانه ورقم هاتفه واسم طبيب العائلة وإلى اخره لإثبات أن العلاج تم بموافقة المريض وبناءا على رغبته، بعدها يتم اعطاء المريض بعض التمارين لكي نعرف أي الطرق المناسبة في التنويم الإيحائي التي يمكن أتباعها مع المريض، حيث توجد طرق وأساليب مختلفة يدخل من خلالها الفرد في حالة التنويم الإيحائي. ومن الأمور المهمة هي بناء الثقة والألفة بين المنوم والمريض، كما أن ديكور غرفة العلاج والموسيقى الهادئة والضوء والرائحة والتهوية ونبرات صوت المنوم وسرعته وشدته وحركات اليدين والعينين وحركات الجسم لها تاثير على عملية التنويم. وطمأنة المريض بأن الجلسة سرية ولن يعرف أحد عن محتوياتها بدون إذنه، فالمحافظة على أسرار الناس مهم جدا في العلاج، وعندما تبدأ الجلسة ويصل المريض إلى حالة الاسترخاء العميق وأغماض العينين يشعر بالأبتعاد التدريجي عن الواقع المحيط به لكنه يستمر في سماع ما يدور حوله ويكون التركيز على نفسه، عندها يكون الشخص أي عقله الباطن مستعداً لتلقي الاقتراحات الإيجابية التي يطرحها المنوم والتي تتعلق بحالة المريض، ففي هذه الاثناء يسترخي عقل الوعي وتدخل اقتراحات المعالج المفيدة إلى عقل اللاوعي مباشرة الذي يكون مستقبلاً لها والعمل بها وفي العادة يكون الشخص صامتاً مسترخيا أو ربما يطلب منه التكلم أو التاشير بأصبعه أو تحريك رأسه وهو تحت تأثير التنويم لأخذ إيجابات علاجية معينة. وعندما يستيقظ المريض أو يخرج من التنويم يشعر بالإنتعاش والتفاؤل وتكون أفكاره إيجابية، وعلى الإنسان أن لا يعتمد على هذا العلاج فقط بل أن يحاول جاهداً بالإرادة والقوية والمثابرة، “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”.
وعلى العموم وبأختصار هذا الذي يحدث في الجلسة الأولى، وقد تختلف من معالج إلى آخر ومن مريض لآخر ومن طريقة تنويم إلى أخرى، مع الأخذ بالأعتبار الحساسية المرهفة وقوة الخيال للمريض، فالقابلية للتنويم تكون عالية في مرحلة الطفولة من عمر السادسة وتزداد إلى المراهقة والشباب وتبدأ بالانحدار مع كبر السن. وقد نجد أن بعض الاشخاص لا يستجيبون بسهولة لعملية التنويم الإيحائي كأفراد القوات المسلحة ورجال الدين. ولا يستجيب الأشخاص الواقعون تحت تأثير الخمر والمخدرات، أو الذين يعانون من الهوس والشيزوفرانيا ، لعدم استطاعتهم التركيز الذهني والاسترخاء، والتأكيد على العقل الباطن يأتي من كونه يمثل مخزن المعلومات والعادات والذكريات والرغبات. إن العقل الباطن ” اللاوعي”، يمثل 90% وهو قادر على تسجيل 50 لقطة في الوقت الواحد وعقل الوعي يدرك لقطتين في الوقت الواحد، لذلك فإن أي خلاف بين الوعي واللاوعي يكون غالبا لصالح العقل الباطن، ومن هنا تأتي أهميته في استقبال الاقتراحات الإيجابية المفيدة في التنويم الإيحائي.
إن التنويم الإيحائي كان معروفا بطريقة أو بأخرى لدى العصور القديمة ، فقد كان يمارسه العبرانيون والإغريق وقدماء المصريين والهنود والصينيون. ويعتبر فرانز ميسمر مكتشف التنويم الإيحائي، وأطلق عليها الميسمرية، وبعد ذلك جاء العالم البريطاني جيمس برايد وأطلق عليها اسم التنويم الإيحائي في عام 1841 للميلاد. واستطاع الدكتور وليم براين مؤسس المعهد الأمريكي للتنويم الإيحائي سنة 1955 والعالمي بالأعتراف بالتنويم الإيحائي، أن يقنع .لقد أثبت البحث العلمي بما لا يدع مجالا للشك أن المنوم الإيحائي يقم بتحرير طاقة موجودة في الكائنات الحية، وذلك يتطلب الإيمان بآلية تحويلية ناقلة مركزية للعقل، أن التنويم الإيحائي لم يعد ذلك الشيء المرتبط بالخرافة والشعوذة والفنون السوداء بل أنه أصبح علما معروفا عند الغالبية العظمى من الناس ذا قدرات شفائية عالية للعلل والأمراض التي يعجز العلم الدوائي أو الجراحي عن معالجتها ولكن يجب أن يستعمل هذا العلم من قبل الاشخاص المختصين وذوي الخبرة الواسعة في هذا المجال، فالمنوم يحتاج لصوت قوي وإرادة حازمة وتدريب طويل والمهارة والاخلاق الرفيعة بالإضافة إلى القدرة على الاقناع تمكنه من كسب ثقة من يريد تنويمه وبالتالي إقناعه بجدوى العلاج المقترح في عملية التنويم. إن التنويم الإيحائي لا يغير من القوى الفعلية الفاعلة للشخص الخاضع للعلاج فالمريض دائما في حالة الإدراك والاستيعاب والسيطرة بشكل طبيعي، هذا ويجب أن يسود الصمت الغرفة التي تجري فيها الجلسة فمن الممكن فشل عملية التنويم إذا ما وجدت ذبابة أو صوت قرقعة أحذية ويجب أن تكون الغرفة معتدلة الحرارة والتهوية، وذات باب محكم الأغلاق، وتعد العطور الهادئة والأنوار الخافتة والتنفس والموسيقى عوامل مساعدة، اما الأنوار القوية فتعد عوامل معيقة، كما يجب تأمين هدوء وراحة تامة للشخص المراد تنويمه ، فعندما تتوافر القناعة عند المريض بجدوى هذا العلاج بالإضافة إلى توافر شروط عملية التنويم الإيحائي الصحيح فإن العملية ستكون ذات آثار علاجية مدهشة تبرز القيمة الشفائية للتنويم الإيحائي من حقيقة أن المرض الذي يجري معالجته لا يمكن أن يحمل آثار جانبية أو لاحقة نتيجة هذا العلاج كما هي الحالة عند المعالجة الفيزيائية.
إذن التنويم هو حالة عادية عضوية متغيرة للوعي تشبه حالة اليقظة لكنها ليست الشيء ذاته، قد تشبه حالة النوم لكنها ليست الشيء ذات أيضا، وتحدث بوجود شرطين هما: أولاً مركز لتوجيه الأنتباه، ثانياً عزل المناطق المحيطة به. إن حالة التنويم تنتج بدورها عن ثلاثة أشياء: زيادة تركيز الذهن ، زيادة استرخاء الجسم زيادة القابلية للإيحاء.
أما أساليب التنويم فإنها لا تتجاوز كونها أكثر اقتراحات يعتمد نجاحها على مهارة المنوم في تنفيذها واستعداد المنوم لتقبلها عن طريق تحريك يد المنوم بشكل معين من بعد معين أو بطريقة أخرى. وفي الآونة الأخيرة رافقت التنويم الإيحائي ظاهرة ” التلباثي” مما جعل علم النفس يتحدث حينها عن الحاسة السادسة ودراسة ما يسمى بالإدراك الحسي الزائد أو الفائق “الباراسيكولوجي” أي ما وراء علم النفس.
إن الجهاز العصبي علي نوعين: الجهاز العصبي الطرفي الإرادي وهو يستولي على الأفعال البشرية ويختص بالحياة الإنسانية، واللاإرادي وتتعلق به الأفعال الغريزية ويختص بالحياة الحيوانية، ومن هنا نستنتج أن العقل مسؤول عن بناء الجسم كما أن حاجز الشعور واللا شعور له صلة بالادرينالين وهي إفرازات غدة متوضعة فوق الكلية والإيحاء هو التأكد من تحريك اللاوعي وحدوث قابلية التأثير، ويعتبر العقل الباطني مركز الجهاز الوجداني العصبي المسمى في الطب بالضفيرة الشمسية مركز عصبي هام وله من الأهمية العظمى مكانة خاصة وبالأخص من جهة مركزة بالنسبة لصحة المريض ووضعه المتشعب المنتشر في أهم أجزاء الجسم ولذا أطلق عليه اسم العقل الباطني ، ونستخلص من هذا ان الافكار – السلبية والإيجابية – لا تؤثر فقط على الحالة النفسية لدى صاحبها بل انها كثيرا ما تورث الصحة أو المرض، وكثيرة هي الأمراض العضوية التي يكون سببها منشئاً نفسياً.
ومن هنا جاءت فكرة دراسة الشخصية التي يستطيع من خلالها المختص أن يفهم أفكار الإنسان وميوله ورغباته من خلال نظرة خارجية خاطفة لملامحه الخارجية وبنيته الجسدية .
ينقسم عقل الإنسان إلى سبعة مستويات ، لكل منها وظيفتها الخاصة في بناء الجسم الإنساني: –
1- مستوى الشعور الوعي: وهي المنطقة التي يعلم فيها العقل ، وهي مقيدة بالحواس الخمس .
2 – مستوى التحكم اللاشعوري: وهي المنطقة التي تختزن الذكاء الذي يتحكم بالوظائف العامة لكافة أنحاء الجسم ويقوم بتوجيهها .
3 – مستوى الذاكرة: وهذه المنطقة من اللاشعور هي المستودع الحقيقي لكل الانطباعات والتجارب المكتسبة من العالم الخارجي، والتي يتم استقبالها عن طريق احدى الحواس الخمس.
4 – مستوى القدرات الخلاقة: ويمكن تسميته بالمنطقة الكهراطيسية التي سرعان ما تنفعل برغبات الإنسان أو مخاوفه التي يشعر بها بقوة.
5 – مستوى الإلهام: وهو المستوى الذي يحوي الحاسة السادسة.
6 – مستوى الشعور الكوني: وهو أعلى مستويات الوعي، ومكانه في أعمق الأعماق لدى الإنسان، وهو أيضا الصلة بين الإنسان واللانهاية.
الدرجات المختلفة لعملية التنويم الإيحائي:
الدرجة الأولى من درجات التنويم الإيحائي هي ( النعاس ) وهي الشعور بخدر في الجسم وشعور خفيف بالذهول في الرأس.
الدرجة الثانية هي النوم الخفيف، فيشعر المنوم بما يدور حوله ولا يكون قد فقد احساسته بعد.
الدرجة الثالثة هي النوم العميق، وهنا يتذكر الشخص بعد إيقاظه ما تعرض له من احداث أثناء نومه.
الدرجة الرابعة هي النوم العميق جدا ، حيث تنفصل ذاتية الشخص الخاصة.
الدرجة الخامسة هي الإغماء التخشبي وهنا يقوم الشخص الخاضع للتجربة بتخشيب عضلة من عضلاته أو قسم من جسمه حسبما يشاء.
الدرجة السادسة هي السرنمة وهذه الدرجة بالإضافة لاحتوائها ظواهر الدرجة السابقة فإنها تحتوي أيضا إمارات مختلفة ، ففيها يصبح الاستبصار ممكنا.
إن الشباب والأطفال يعدون أفضل أناس يمكن أن يتأثروا بالتنويم الإيحائي بالإضافة إلى الشرقيين عموماً ، ويعتبر أفضل سن للفتيات بين 10-18 عام وأما الشبان ففي سن 15-23 عام. أما فيما يخص الجنس الأكثر عرضة للتأثر فقد أثبتت التجربة العملية أن الرجال الأكثر فحولة وقوة يمكن أن يتأثروا، تماما مثلما تتأثر به أرق السيدات وأضعفهن بنية بالنسبة لقابلية الأجناس للتأثر بالتنويم الإيحائي، نستطيع أن نقول أن الجنس الأول هو الجنس الفرنسي وذلك بنسبة 50% و ياتي بعد الجنسي الإنكليزي والاسكندنافي وذلك بنسبة 40%، أما الألمان فيتأثرون بنسبة 25% بينما يتأثر الهولنديون بنسبة 15% فقط. هذا ويلعب نمط الحياة وطبيعة المناخ درجة التحضر دورا هاما في تكوين قابلية التأثر بالتنويم الإيحائي ، ويلاحظ أن سكان البلاد الشرقية وخصوصا الهند الشرقية هم الأكثر تأثرا بالتنويم الإيحائي على وجه الأرض، في الواقع أن طبيعة المناخ ذات أثر بالغ في تكوين قابلية التأثر بالعملية.
فالجنوبيون الذين تعرضوا للحر الاستوائي، يكونوا أكثر عرض للتأثر من أولئك الذين يعيشون في المناطق المتجمدة، أن أكثر الأمراض والحالات القابلة للعلاج عن طريق التنويم الإيحائي هي: ألم الأعصاب، الأرق، ألم الرأس والمرضي والصداع، سوء الهضم والإمساك، إدمان المخدرات والكحول، عرق النسا، الإقلاع عن التدخين وتخفيف الوزن، الخوف والكآبة، الضعف الجنسي وبعض حالات العقم ذات المنشأ النفسي عند الرجل والمرأة، الحالات المرضية العضوية وخاصة ذات المنشأ النفسي ،ولكي يتحقق الإنسان من حقيقة التنويم ويعرف قيمته الاجتماعية والطبية فإن وسيلة الاختبار عن طريق التمارين النفسية هي أفضل دليل على ذلك وستكون المفاجأة ذات فوائد مدهشة حينما يشعر باستيقاظ الذاكرة وقوة الإرادة ودقة النظر وطلاقة اللسان ووضوحه والحزم ورباطة الجأش ووضع حد لسلطة الخجل والقلق.
ما هو المقصود بالتنويم الذاتي وما هي خطواته؟:إن العقل يمكنه شفاء الجسم إذا امتلأ بروح الأمل والتفاؤل، فالشفاء الذاتي يأتي بالتوازن والتسامح مع النفس، والمشاعر الإيجابية تساعد على الشفاء وذلك في المساعدة برفع درجة مقاومة الجسم للأمراض مما يؤدي إلى سرعة الشفاء بإذن الله تعالى، “وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين”، فأحد عوامل الشفاء الذاتي وهو إيصال الفرد لدرجة الاسترخاء أو الألفا بنفسه وذلك بالتخيل الإيجابي وتدريب الحواس على التخليل. ويمكن أن يكون التنويم الإيحائي الذاتي فعالاً أكثر إذا أجرى مختص بالتنويم جلستين أو ثلاثة على الأقل، وذلك ليعرف المريض أو الشخص العادي كيف يضع نفسه تحت تاثير التنويم الذاتي الذي يمكن استخدامه بواسطة أي فرد في أي مكن هادئ وفي أي وقت مناسب. وهنالك عدة طرق مختلفة لإحداث الألفا من الاسترخاء، ومنها إجهاد العين بتركيز النظر على نقطة فوق مستوى النظر أو التركيز على نقطة أو شمعة أو صورة أمامك، أو العد التنازلي من 100 إلى 1 مع إنقاص العدد 3 في كل مرة كالتالي 100 – 97 – 94 ….. أو بواسطة الاسترخاء الجسدي التدريجي والاسترخاء العقلي، وقبل البدأ بالتنويم الذاتي على الفرد أن يرخي كل الملابس الضيقة وتجنب كل ما يمكن أن يشتت التركيز الذهني كجرس التلفون والاسترخاء في مكان هادئ ومريح ويمكن الجلوس أو الاستلقاء مع اختيار موسيقى هادئة وذلك حسب الرغبة ،وعندما يبدأ الفرد بالاسترخاء العميق يمكن للشخص أن يوحي لنفسه أنه يشعر بالراحة والأمل والهدوء وأنه قادر على مواجهة أمور الحياة بطريقة حكيمة وإيجابية ، ويبدأ الكلام مع الذات بالإيحاءات التفاؤلية المراد إدخالها إلى العقل الباطن. وعندما يريد الخروج من التنويم يبدأ الشخص بالعد من 1 إلى 3 وعند العد ثلاثة يفتح العين ويشعر بالانتعاش والطمأنينة. ويمكن تكرار هذا التنويم الإيحائي الذاتي للتخلص من القلق والخوف والتوتر حتى لو كانت مدة الجلسة قصيرة فقد تكون فعالة، ومع تكرار التمرين تكتسب القدرة على التحكم بالتوتر والاسترخاء، وباختصار فإن الإيحاء الذاتي يبدأ بالأعداد ثم أحداث التنويم والاستماع للاقتراحات الإيجابية مع الإيعاز بالخروج من التنويم.
ما هي الحالات التي يمكن علاجها بالتنويم الإيحائي؟: العلاج بالتنويم الإيحائي من أكثر الوسائل سلامة وفاعلية لمعظم حالات الأمراض، فاستخداماته متعددة ومنها يساعد على الاسترخاء واستعادة النشاط، التوقف عن التدخين وتخسيس الوزن الزائد ، علاج التوتر والقلق، زيادة الثقة بالنفس والتغلب على المخاوف، تحسين القدرة على التذكر والتعلم، المساعدة في رفع درجة مقاومة الجسم للأمراض، معالجة الأرق وتخفيف الآلام، صداع الرأس وآلام الشقيقة، تحسين الأداء الرياضي وتحسين أداء رجل المبيعات، تحسين العلاقات العامة والقدرة على التحدث وإزالة الخجل، الضعف الجنسي والأمراض النفسية الجسدية، قطم الأظافر ومص الأصابع وشد الشعر، تهيئة المريض قبل العملية الجراحية وبعدها، الولادة والغضب والإدمان وغيرها. -
الكاتبالمشاركات
يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع. Login here