Back
مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #10309
    admin
    مدير عام

    ماهي الكاريزما ؟
    كثيرًا ما نسمع كلمة ”كاريزما“، دون أن ندرك أبعاد هذا المفهوم بدقة. فالمصطلح غامض لأنه لا يعني الجرأة أو القوة، كما لا يعني الشخصية المحبوبة فقط، على الرغم من أن كل هذه الصفات تبدو جزءًا من الشخصية الكاريزمية المركبة، التي لا تعرفها إلا عندما تقابلها، دون أن تستطيع تحديد مجمل صفاتها أو وصفها. ولكن من السهل اكتشاف الكاريزماتيين الذين يتألقون أو يبرزون في المواقف الحرجة ووسط الحشود. ولكن من الصعب أحيانًا تحديد ما الذي يجعل الشخص كاريزماتيًا، مع أننا نشعر ونتأثر بقوة الكاريزما التي يتحلى بها. عندما يمتلك أحدهم هذ الصفة المسماة بالكاريزما، فإننا نشعر بالفخرعندما نفترب منه. فالكاريزما
    ليست مجرد سحر أو إعجاب، بل هي شعور بالثقة التي لا تطغى على الآخرين، لكنها تشعرهم بالارتياح مع الحفاظ على المصداقية والألفة.
    مكونات الكاريزما 
    أولاً : الحضور
    عندما يكون حضورك متكلفًا ومصطنعًا، فإنك تقوم بتزييف ماهيتك وترتدي قناعًا مغايرًا لشخصيتك الحقيقية مهما كان حضورك الظاهري طاغيًا. فعندما تصطنع التفاني وتتظاهر بثقتك في نفسك، فلن ينخدع بك أحد. سيحكم الناس عليك من خلال مظهرك وحضورك وسلوكك وتصرفاتك معًا، وليس من خلال مظهرك فحسب. فهل تحاول أن تتجمل فتبدو وكأنك تملك خصالاً معينة، رغم أنك تفتقر إليها تمامًا؟ لا تحاول ذلك لأن الناس يستشعرون الحضور الوهمي الزائف أو المصطنع. بينما الحضور الحقيقي والمنسجم هو ما يصنع القوة. فحضورك الجوهري والتلقائي القوي هو المفتاح لكاريزما قوية وفورية.
    1- الشغف والحماسة
    الذين يعرفون إلى أين هم ذاهبون يأسرون الآخرين بحماسهم فتبدو عليهم سيماء الكاريزما. نستشعر ذلك عندما نلتقيهم وحين يدخلون مكانًا ما. نراهم يجذبون الناس، لأنهم في أعماقهم، يحبون المتحمسين. عندما يرى الآخرون الشغف والحماس في عينيك، فإنهم يستشعرون سحر شخصيتك. إذ يشعرون أن باستطاعتك مساعدتهم وتحسين حياتهم، وهذا يعني أنهم سيحبونك لما تتحلى به من ألق وقدرة على الإقناع. الشغف مهم للتأثير على الآخرين ونقل الكاريزما. فالشخصية الكاريزمية تشع عاطفةً وصدقًا. عندما يشعر من حولك بشغفك وإيمانك بقضيتك، فإنهم يتبعونك عاطفيًا. فنحن نحب المتحمسين والمخلصين وذوي العاطفة الصادقة تجاه قضاياهم. عندما تتعلق بفكرة ما، فإنك تخبر الجميع بذلك. سترغب في إقناع كل الناس بقضيتك. حتى عندما لا يتفق معك بعضهم، فإنك ستستمع لآرائهم وتراقب ردود أفعالهم وتتفاعل معهم، لكنك ستحافظ على موقفك وقناعتك الخاصة.
    2- الثقة
    الثقة سمة تزيد شخصيتك سحرًا وتجذب الناس إليك. يحب الناس اتباع الأشخاص الواثقين من أنفسهم ومن قدراتهم ويتأثرون بهم بقوة. معظم الناس يعانون من عدم الثقة بالنفس، ولذا فإن ثقتك العالية تعوض ذلك النقص لديهم، لأن الثقة تُولد الثقة. ويزيد إظهار الثقة في مجال اختصاصك وفي عملك وفي حياتك من ثقة الآخرين بك. وعادة ما يحوز على إعجابنا وتقديرنا الكبير أولئك الأشخاص الذين يعرفون ما يريدون ويسعون للحصول عليه.
    3- الانسجام
    يعتبر التوافق بين ما تقوله وما تفعله أمرًا ذا أهمية قصوى لغرس الثقة وتوليد الكاريزما. فكلما كنت أكثر اتساقًا وثباتًا في رسالتك، بدوت أكثر صدقًا في نظر الآخرين. إذا كنت لا تؤمن برسالتك، فلن يؤمن بها الآخرون. عندما تطبق ما تعظ، فإنهم سيفعلون مثلك. عندما تحقق الانسجام بين ما تقوله وما تفعله، تصبح أكثر موثوقيةً ومصداقيةً. تساعدك هذه الموثوقية على تعظيم الكاريزما وجذب الناس إليك. عندما يتطابق قولك وفعلك، لن تحتاج إلى الكذب، أو التلاعب، أو إخفاء الحقائق، أو تمويه سلوكك و تغطية
    رسالتك.
    4- التفاؤل
    يعزي غالبية الناجحين من رجال الأعمال نجاحهم إلى تحليهم بالتفاؤل وتبنيهم مواقف إيجابية أكثر من أي عامل آخر، فكيف يمكنك أن تلهم الناس وتنقل إليهم سحرك إن لم تتحل بالتوجه الصحيح والنظرة المتفائلة؟ فموقفك إزاء هطول الأمطار في أثناء قضاء إجازتك السنوية إما أن يفسد عطلتك، أو يحولها إلى ذكريات لا تُنسى. يقنعك التفاؤل بأن مشاكلك مؤقتة، بينما يخبرك التشاؤم بأنها دائمة ولا سبيل للخروج منها. بوصفك شخصًا متفائلاً، ستجذب الناس إليك وتنشر تأثيرك بينهم. أظهرت الدراسات أن المتفائلين يؤدون بشكل أفضل في المدرسة وفي حياتهم المهنية، ويعيشون عمرًا أطول من المتشائمين. بينما يستسلم المتشائمون بسهولة بسبب الاكتئاب.
    5- الطاقة الإيجابية
    تأتي القوة بأشكال كثيرة، فهناك أشكال بعينها تزيد من تصورنا للكاريزما وقدرتنا على التأثير. عندما نملك أشكالاً شرعية من القوة، يكون الناس أكثر استعدادًا ورغبةً في اتخاذ الإجراءات اللازمة لأداء ما نريد. وعندما نستخدم القوة بطريقة خاطئة، فإنها تأتي علينا بنتائج عكسية على المدى الطويل.
    6- الطاقة والتوازن
    لا بد أنك رأيت شخصية كاريزمية وشعرت بها. عندما تكون موجودًا بالقرب من شخصية كاريزمية، فلن تشعر بالطاقة تتفجر منها فقط، بل إن هذه الطاقة تنتقل إليك أيضًا. يُبدي بعض الناس طاقة ضعيفة فيصدون بها من يحاولون فرض تأثيرهم عليهم. فربما تكون قد جلست إلى جوار شخص من هذا النوع، ولم تستطع أن تتحدث إليه، وعندما تتحدث تجده يستنفد طاقتك الداخلية. اهتم بتوازن حياتك لتعيش حياة منضبطة وصحية. فالناس يحكمون عليك من مظهرك الخارجي والانطباع الذي يكونونه عنك مبدئيًا. فأنت بحاجة للاهتمام بوزنك وممارسة الرياضة والاهتمام بالغذاء والنوم جيدًا. نحن جميعًا مشغولون، ولكن الحياة المتوازنة ضرورية لكي يشع بريق شخصيتك ويفوح سحرها بين من حولك.
    7- حس الدعابة والسعادة
    هناك علاقة تبادلية بين حس الدعابة وبين سحر التأثير. فالدعابة تحرر الناس وتجعلهم منفتحين، فيصبحون أكثر استعدادًا للتواصل معك ويلمسون سحر الكاريزما في حديثك. نحن ننجذب إلى من يجعلنا نبتسم ويساعدنا على أن نشعر بأنفسنا وبالظروف القائمة حولنا. هذا النوع من الدعابة يجعل الجماهير أكثر تقُبلاً لك، وسوف يتذكرونك وينظرون إليك دائمًا من منظور إيجابي بعد اللقاء الأول. عندما توظف الفكاهة، فإن رسالتك تلقى مزيدًا من الوجاهة والاعتبار.
    ثانيا : الصفات الأساسية
    إذا لم نأخذ الوقت الكافي لتطوير وصقل صفاتنا الأساسية، فإننا سنخسر في نهاية المطاف. قد لا نشهد تحقيق المكاسب اللحظية قصيرة الأجل الناتجة عن العمل على تطوير صفاتنا الأساسية، ولكن الفوائد على المدى الطويل هائلة. نحن نعلم أننا يجب أن نعمل على تطوير وصقل هذه المهارات، ولكن من الذي لديه الوقت أو الطاقة أو الرغبة أو التركيز في عمل ذلك؟ إذا لم تصقل هذه المهارات، فإنها ستصبح مملة. عندما نطور الصفات الأساسية، ترتقي مهاراتنا، وتتطور معها شخصياتنا الكاريزمية بمعدل أسرع.
    1- ضبط النفس
    عندما نسمع كلمات مثل ضبط النفس أو قوة الإرادة، فإننا نُصاب بقليل من التوتر. قد نتذكر لحظتها بعض عاداتنا السيئة، أو السلوكيات التي لا نريدها، أو كل مرة حاولنا فيها ممارسة قوة الإرادة وفشلنا. ضبط النفس مهارة حياتية مهمة نحتاج إلى تطويرها لنكون كاريزميين ومؤثرين على المدى الطويل. بالتأكيد يمكنك امتلاك بعض الكاريزما دون انضباط كامل، لكن الافتقار التام لضبط النفس يحجم قدرتك في التأثير على الآخرين، لا سيما عندما تنكشف نقاط ضعفك.
    2- الكفاءة
    هناك عنصر حاسم لنشر الكاريزما، وهو امتلاك الكفاءة والمعرفة والخبرة في المجال الذي يتوقع الآخرون أن يكون لديك فيه باع طويل. من الصعب أن تكون نموذجًا يُحتذى به إذا شك جمهورك في قدراتك ومهاراتك وحسبوك جاهلاً. إذا لم يروك أو يسمعوك وأنت تؤدي ما تطلبه منهم، فلن يسمحوا لك بأخذ زمام المبادرة وتولي القيادة. يحدث الاستياء عندما تطلب من الآخرين أن
    يأتوا أفعالاً لا تستطيعها أنت. تقدم الشخصية الكاريزمية نموذجًا للطريقة الصحيحة للقيام بما يطلبونه من الآخرين. وعليك أن تكون مثالاً للكفاءة قبل أن تصبح مؤثرًا بحق.
    3- الحدس وسرعة البديهة
    سواء كنت تسميه إحساسًا باطنيًّا أو رد فعل غريزيًا أو مجرد شعور، فالحدس حقيقة، ويمكن تسخيره لزيادة قدرتك على التأثير. يساعدك الحدس على قراءة وفهم الناس. حدسك مزيج من مشاعرك وحكمتك وخبرتك. الأشخاص القادرون على التمييز بين الأفكار العشوائية والحدس يكونون أكثر نجاحًا في الحياة والعمل. يستطيع كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الكبيرة، على سبيل المثال، الحصول على كل المعلومات التي يحتاجونها لاتخاذ قرارات سليمة وبارعة. ومع ذلك فإن الناجحين منهم يعترفون بأنهم في نهاية المطاف يضطرون لاتباع قلوبهم باستخدام حدسهم الشخصي.
    4- الهدف
    يخلط الناس بين العاطفة والهدف. عواطفك تتغير باستمرار، وعندما يكون لديك هدف حقيقي، ستجذب المزيد من الأتباع وستؤثر فيهم. ليس ذلك فحسب، بل إن هدفك يصبح قوة دافعة لك ولهم. الهدف يعزز الكاريزما. من الصعب قيادة الآخرين والتأثير فيهم عندما لا يكون لديك اتجاه. كلنا نملك شيئًا من العظمة في نفوسنا، وأيضًا القدرة على تصميم حياتنا. أعتقد أن في داخل كل منا كتبًا غير مكتوبة، وأعمالاً لم تبدأ بعد، وتطلعات رائعة، واختراعات عظيمة، وأفكارًا خيرية وقضايا كبرى بحاجة إلى البلورة والتنفيذ. ومع ذلك فإننا نجد صعوبة في تحديد أهدافنا التي نصبوا إليها. فما هدفك الأسمى والأعلى والأقوى الذي تتمنى لو تستطيع تحقيقه؟
    5- النزاهه
    لكي تؤثر على الآخرين، يجب أن تكون نزيهًا. يجب أن يشعر الناس بأنك تؤمن بما تقول وأنك ستنفذ. نحن نحب أن نقترب ممن نعرف عنهم الأمانة والصراحة. لكي تستثمر نزاهتك عليك أن تعرف نفسك وقيمك، وموقفك الذي تدافع عنه. ما الذي تؤمن به حقًا، وما هي الغاية التي ستناصرها وتؤيدها؟ هل هناك قناعة شخصية قوية تملي عليك قراراتك؟ عندما تبدو كصفحة بيضاء وتعش نزيهًا، سيعيش الناس قيمك ومعتقداتك، وسيدافعون عنها. كلنا نواجه صراعًا بين معتقداتنا ورغباتنا، ثم تملي علينا نزاهتنا أيهما أحق بأن يتبع! تساعدنا النزاهة الخالصة على اتباع القواعد والأصول قبل أن تتعقد الأمور وتصعب الحلول. النزاهة تحدد من تكون وكيف تستجيب للمواقف قبل أن تحدث.
    6- الشجاعة
    عندما تحدد هدفك، يجب أن تكون شجاعًا وتسعى إليه حتى تحققه. الشجاعة هي أن تتبع قلبك لا هواك، حتى تدرك أنك على الطريق الصحيح، حتى وإن انحرفت قليلاً واصطدمت بشجرة أو بالواقع. ولسوف تعرف أنك تسير في الاتجاه الصحيح بغض النظر عن الانتكاسات. يقول ”أرسطو“: ”الشجاعة هي الفضيلة البشرية الأولى لأنها تجعل كل الفضائل الأخرى ممكنة“. نحن نفكر في الشجاعة عندما تكون هناك تهديدات أو احتمال التعرض للأذى. قد تستجمع شجاعتك عندما تواجه تهديدًا ما، ولكن الشجاعة
    سمة يومية ضرورية للتأثير والتغيير. يجب أن يعرف الناس أنك تملك الشجاعة لتفعل كل ما تريد مهما كانت الظروف صعبة. الشجاعة هي الكاريزما لأنها من أكثر القيم تعبيرًا عن نفسها.
    7- الابداع
    لا أحد يحقق نجاحًا عظيمًا دون إبداع داخلي. يستخف بعض الناس بطاقاتهم الخلاقة. ولكن بوصفك شخصًا كاريزميًا، يجب أن تربط وتوحد القوى الخلاقة لمواجهة كل التحديات. فما هو الإبداع؟ ربما هو أن تكون واسع الخيال. هو القدرة على توليد أفكار جديدة لحل المشكلات القديمة والجديدة. عندما تستثمر إبداعك، ستجد طرقًا وممارسات جديدة لتحسين النُظم القائمة. عندما تستفيد من إبداع من حولك، يمكنك توليد اهتمام جديد بأهدافك ومزيد من الاهتمام بالمستقبل.
    8- التركيز
    هناك مصدر كبير للنجاح هو سيطرة الإنسان على النزوات، ومقاومة الإلهاء، ومواصلة التركيز على المهمة التي في اليد. يهدر الناس وقتهم لأنهم غير قادرين على التركيز. ومن الصعب التأثير في الآخرين إذا لم تواصلالتركيز أو لم تنجز المهمة الحالية. إذا لم تستطع التركيز، فسوف تبدو غير منظم، وستظهر اتصالاتك مفككة. لا يبدأ الناجحون يومهم حتى يكونوا قد خططوا له على الورق:
    ما الذي سيفعلونه؟ ما الذي يريدون تحقيقه؟ وأين تكمن الأولويات؟

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)

يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع. Login here