Back
مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #10317
    admin
    مدير عام

    ثالثا ً : الإلقاء والتوصيل
    نحن لا ندرك حاجتنا لتعلم أي شيء إلا بعد فوات أوان التعلم. يجب أن نتعلم المهارات العملية والسلوكية الضرورية قبل أن نحتاجها. وهؤلاء الذين يهملون المهارات التي اكتسبوها، ظنا منهم أنهم قد أتقنوها ولم يعودوا في حاجة إلى التدريب عليها، سيواجهون مواقف حرجة إذا ما دعتهم الحاجة إلى استخدام هذه المهارات فيما بعد. ومن المهارات الضرورية التي كثيرًا ما نهملها، القدرة على الوقوف أمام الجماهير وإلقاء الخطابات والتحدث إلى الجماهير في ظروف استثنائية.
    1- مهارات العرض والتقديم
    ذوو الشخصيات المؤثرة ماهرون في شد المستمعين وجذب انتباههم. لكن هذا لا يعني أن تبالغ في أدائك أو أن تكون ممثلاً كوميديًا لكي تضحك الجمهور منك أو عليك. كل ما عليك فعله هو التأكد من أن المستمعين يتابعونك ويهتمون برسالتك، وأن لكلماتك صدى ووقعًا لديهم. عندما تفقد اهتمام جمهورك، لن تؤثر فيهم. قد تكون صاحب قضية أو ترتدي ملابس أنيقة، أو تروج لكتاب رائع، أو تحمل أرفع الشهادات العالمية؛ إلا أن ذلك لا يكفي لجذب مستمعيك. أداة الإقناع الحقيقية هي: ”أنت“، والأسلوب الذي تقدم به نفسك والكاريزما التي تحدد قدرتك على التفاعل.
    2- مهارات التعامل والتفاعل
    القدرة على التواصل مع الناس حاسمة بالنسبة إلى الكاريزما. قد يُنظر إلى محاولة التآلف بتوظيف مهارات التعامل مع الآخرين كنوع من الحماسة المفرطة والمبالغ فيها، وقد تعتبر ضربًا من النفاق أو المحاباة. في الماضي وعندما كنت تقابل شخصًا لأول مرة؛ كانت النصيحة أن تبحث عن شيء في المكان يمكنك التحدث عنه بما يسمى بافتتاحيات ”كسر الجليد“، ولكن تبين أن هذه الطريقة تأتي بنتائج سلبية لسببين: أولاً لأن هذا الأسلوب صار مبتذلاً ومبالغًا فيه. وثانيًا، لأن الناس بالغوا كثيرًا في استخدام
    هذه الطريقة حتى صارت مكشوفة وممجوجة. فالمهم والجوهري هو القدرة على قراءة الناس عند مقابلتهم، ومعرفة الطريقة التي تعاملهم بها. هذا فضلاً عن أن مهارات التعامل مع الشخصية ”أ“ قد لا تصلح للتعامل مع الشخصية ”ب“. من هنا عليك أن تتعلم كيف تضبط إيقاعك وتختار نهجك الخاص في التعامل.
    3- التأثير
    معظم الناس لا يتقنون فن التأثير. يظن الكثيرون أنهم يتمتعون به، لكنهم يستخدمون أساليب شفافة تتبع المدرسة القديمة. الجماهير صعبة وقاسية. وهناك مقاومة للنمط القديم من الإقناع والتأثير يبدو على شكل جدران وحواجز يرفعها المستقبلون في وجه مرسل الرسالة. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا تفعل لتنجح في التفاعل؟ يجب أن تكون محاولاتك في التأثير طبيعية وبعيدة عن لهجة التهديد. تجنب التصريحات البراقة والصوت العالي الذي يغلق مزيدًا من الأبواب أمام الجمهور. عندما يشعر الناس
    أنهم يتعرضون للضغط أو التخويف أو الإكراه، فإنهم يعزفون عن الاستماع ويحتجون وينفصلون عنك وعن رسالتك وفكرتك، ويلقون بالحالة وراء ظهورهم.
    4- سرد القصص والحكايات
    القصص والحكايات أدوات قوية لتطوير الكاريزما. تجذب القصص انتباه المستمعين وتساعدهم في فهم وتقدير رسالتك. عندما نستمع لقصة تروى جيدًا، فإننا نتناغم معها تلقائيًا ونشتاق إلى مزيد من التفاصيل. فكر في لحظة كنت فيها بين المستمعين ولم تكن تولي اهتمامًا للمتكلم. كنت في عالمك الخاص، تهوم بخيالك في مكان آخر؛ وفجأة انتبهت وبدأت تنصت بعناية لأن المتكلم بدأ يروي قصة. فدائمًا تجد الحقائق والأرقام آذانًا صاغيةً عندما تقترن بالقصص القوية ذات الصلة بالموضوع.
    5- الإتصال بالعين
    تملك الشخصيات الكاريزمية قدرة على إشراك الآخرين في الاتصال بالعين وإطالة حالة التواصل. كلما طالت فترة تبادل النظرات مع شخص ما، زاد المتلقون اقتناعًا بأنك تتمتع بدرجة عالية من الثقة بالنفس. ومع ذلك فمن الأهمية ألا تحدق في نفس شخص طوال الوقت بنسبة ٪100 . عليك أن تقدر المدى المؤثر للاتصال بالعين الذي يمكنك من إبهار شخص ما. لأن النظر إلى شخص
    واحد طوال الوقت يعني أحد أمرين: الإعجاب العاطفي أو التهديد الشخصي.
    6- الاستماع
    الإيماء بالرأس والتظاهر بالاهتمام لا يعني أنك تنصت بعناية وتركيز إلى متحدثك. الاستماع الجيد لا يعني فقط النظر في أعين محدثيك وأنت تحضر في ذهنك ما سترد به عليهم. عليك أولاً أن تقدر ما يُقال وأن تدع الشخص الآخر يعرف أنك تتفهم ما يقول. استمع بعينيك، واقرأ السلوك الشفهي للمتحدث.
    استمع بأذنيك إلى الكلمات وإلى معدل تسارع الكلام ونبرة الصوت. استمع بقلبك لمعرفة ما يحاول الشخص أن يقوله بالفعل، فذروة الاستماع تكمن في مساعدة الناس أن يشعروا بالرضا عن أنفسهم وعنك. هذا النوع من الاستماع يعني أيضًا أنك مهتم حقًا بما يقال.
    7- الألفة
    الألفة تصنع الثقة، وتضعنا في نفس الإيقاع وعلى نفس أطوال موجة الإرسال التي يستقبل بها مستمعونا ترددات الكلمات. لا بد أنك عايشت حالات من الألفة في العمل في أوقات كثيرة. تذكر مرة قابلت فيها شخصًا غريبًا عنك تمامًا، وسرعان ما أصبحتما صديقين حميمين. فبمجرد اكتشاف الكثير للحديث عنه، شعرت كما لو أنكما تقابلتما من قبل. بدا الاتصال وكأنه بين الشخصين المناسبين وفي التوقيت المناسب تمامًا للقاء والحديث والإصغاء، فمر الوقت سريعًا دون أن تشعرا به. لقد أسست وبنيت واستكملت علاقة وطيدة مع هذا الشخص حتى أنك كنت تعرف ما تقول وما يقول. لقد شعرت بأن أفكاركما متزامنة ومتقاربة ومفيدة للطرفين. هذه هي الألفة .
    رابعاً : تمكين الآخرين
    يمكن لكل شخص تقابله وكل من تعرفه أن يساعدك على تحقيق النجاح والإحساس بالسعادة. عليك بتمكين الآخرين ومعاملتهم باحترام، وسيأتي وقت يرد لك الآخرون هذا الجميل أضعافًا مضاعفةً. تَعَلَّم كيف تلهم الآخرين، وكيف يمكنك تعزيز وبناء رؤية موحدة، وحينئذ سيلتف الناس من حولك ويساعدونك عندما تكون في أشد الحاجة إلى المساعدة.
    1- الالهام
    إذا كنت تشعر بأنك غير مُلهَم، فلن تكون شخصًا مُلهِمًا. الشخصيات الكاريزمية تلهم الآخرين، وترفع حالتهم المزاجية من سلبي إلى إيجابي على الفور، وذلك لتوجيه انفعالاتهم نحو الإيجابي وزيادة الطاقة أينما وُجِدوا. عندما تقابل من يتمتع بشخصية
    كاريزمية فإنه سينقلك إلى آفاق جديدة، وسيبدو ذلك سهلاً للوهلة الأولى، لكنه ليس كذلك، فالإلهام على الدوام يحتاج لروح قوية ومبدعة وواعية وإلى دوام كامل. عندما تلهم الناس فإنهم يرتقون إلى مستوى توقعاتك. فهم يريدون أن ينموا ويُبدعوا ويزدهروا مستقلين جدرانك العالية التي بنيتها أمامهم على سبيل التحدي المشترك، لا في سبيل التقدم. هم يتوقعون أن ترفع معنوياتهم. فمن المنعش بالنسبة لك ولهم أن يشعر الجميع بالأمل ويهبوا إلى العمل.
    2- احترام الذات
    حاجة الإنسان إلى الاحترام هي من أعلى الحاجات الإنسانية الأساسية. عندما يشعر الناس بأنهم مهمون يصبح من السهل التأثير فيهم. في كثير من الأحيان، ودون تفكير منا، نجد أنفسنا نجرح مشاعر الناس لأننا نحرمهم من الثناء ومن التعبير عن الامتنان. نحن جميعًا بحاجة لأن نشعر بأننا مقبولون ومقدرون وأننا جزء من مجموعة أو فريق. نريد جميعًا أن نكون محل اهتمام وتقدير وأن نشعر بأن مساهماتنا تخدم الآخرين. ليس من الضروري أن يلقى كل منا تقديرًا بنفس الطريقة، ولكننا جميعا بحاجة إلى التقدير. عندما يحصل الناس على هذا القبول دون قيد أو شروط، ستجد شكوكهم ومخاوفهم تتبدد وسيرتفع تأثيرك إلى مستوى هائل.
    3- المصداقية
    عندما تملك المصداقية، سيعتبرك الناس شخصًا صادقًا، وستملك القدرة والخبرة على جعل الأمور تتحقق و تذلل العقبات التي تواجههم. هذا وتقوم المصداقية على ثلاثة أركان: معرفتك وخبرتك، وسجلك الحافل بالإنجازات، ومظهرك الخارجي. تأمل ما بدر منك من تصرفات وما حدث في الماضي؟ هل وفيت بكل وعودك؟ هل كنت تقدم للناس أنصاف الحقائق، كأن كنت تخفي ما يدور وتخاف مما يمور؟ هل تلتزم بتعهداتك والتزاماتك؟ هل تعترف بأخطائك؟ هل تواجه الواقع بكل ثقة؟ تشكل إجاباتك عن هذه الأسئلة عوامل تعزز أو تؤذي تصورك الخاص للمصداقية.
    4- الدافعية والتحفيز
    كيف تحول رغبات واحتياجات الناس الأساسية إلى دوافع؟ كيف تجعلهم يفعلون ما يتعين عليهم القيام به على الرغم من أنهم لا يشعرون برغبة في فعل هذا أو لا يريدون أن يفعلوه من الأساس؟ الكاريزماتيون يجعلون الآخرين يحفزون أنفسهم على المدى الطويل. فهم قادرون على مساعدة الآخرين في تصور الأهداف وجعلهم يشعرون أنه يمكنهم تحقيق تلك الأهداف، فتسمح لهم هذه الدافعية بوضع أهدافهم والتغلب على تحدياتهم الخاصة، واتخاذ قراراتهم الخاصة وهم لا يزالون يشعرون أنهم أعضاء في الفريق.
    يمكن أن تكون رحلة تحقيق الأهداف طويلة وشاقة ومتعبة ومحبطة. لكن الكاريزما تحملهم وتحفزهم وترفع معنوياتهم عندما يشعرون بالإحباط. ماذا لو أن معنوياتهم انخفضت؟ لا بد أن يحدث هذا عاجلاً أم آجلاً، فالشعور بالإحباط أحيانًا، أمر لا مفر منه. إخبار الآخرين بأنهم لن يشعروا بالإحباط أو انعدام الدافعية سيأتي عليك بنتائج عكسية. عليك بإعدادهم للتغلب على أوقات تصبح فيها الأمور صعبة، عندما يبدو النجاح مستحيلاً.
    5- النوايا الحسنة
    يمكنك الإعراب عن حسن النية بالتركيز على الإيجابيات والحرص من السلبيات. لا تكن قاسيًا أو قاهرًا عند التعامل مع الناس. تذكر أنه يمكن أن يكون الناس حساسين للغاية وقد يشعرون بالضعف بشكل مفرط. راقب تصريحاتك وأفعالك، واظهر دائمًا وأنت تضع مصالح الناس في الاعتبار. لا تنتقد شخصًا ما إلا إذا كنت فعلاً بحاجة إلى ذلك، وعليك القيام بذلك بالطريقة الصحيحة. الانتقاد يضر بعلاقتك ويدمر الاتصال مع ذلك الشخص، وقد يسيء إلى الكاريزما الخاصة بك. عندما تجعل شخصًا ما يشعر بأنه غبي، سيُنظَر إليك وكأنك لا تراعي شعور الآخرين، فتقل قدرتك على التأثير. عليك أن تجد شيئًا إيجابيًا وتظهر حسن النية، فيزيد قبولك لدى الناس وتزيد ثقتك بنفسك.
    6- الرؤية
    لا تخلط بين الشخص الخيالي وبين من يملك رؤية قيادية وواقعية. يميل الشخص الخيالي إلى الحديث دون أن يفعل الكثير. أما من يملك رؤية عملية فيبادر إلى توظيف الآخرين لمساعدته في تحقيقها. مثل هذا الشخص لا يشك في رؤيته، فهو يتحرك دائمًا نحوها، ويمتلك القوة الداخلية التي تحركه إلى ما وراء التحديات الحتمية التي لا مفر منها. يستطيع القائد الكاريزماتي نقل وتوصيل رؤيته، ويحصل على تعهدات والتزامات من الآخرين، ويجعل الرؤى شبه المستحيلة تبدو واقعية وعملية.
    7- التعاطف
    التعاطف هو أن ترى بعيون الآخرين، وهو يطور كاريزما طويلة المدى. عندما يعرف الناس أنك ترى ما يرون، وتشعر بما يشعرون، وتتألم كما يتألمون، سيكونون على استعداد للسماح لك بالتأثير عليهم. التعاطف لا يتوقف عند إدراك عواطف الآخرين وكنه مشاعرهم, بل أن تعي الحالة الداخلية للناس وتفهم ما تعنيه سعادتهم ورفاهيتهم. يمكنك أن تجرب ما يشعرون به، وأن تعرف
    الانفعالات التي يمرون بها، وأن تدرك مدى شعورك تجاه تلك الانفعالات أو العواطف. يتيح لك هذا تفهم اتجاهاتهم ومعتقداتهم ومخاوفهم؛ لأنك تكون قد دخلت عالمهم الذي يعيشونه. التعاطف يبني الثقة والاحترام، لأن الكاريزما الحقيقية هي كاريزما تعاطفية.
    8- إحترام الأخر
    يتمثل جوهر الكاريزما طويلة المدى في تقدير وتثمين الناس، فالأمر يتعلق بالاحترام الذي تمنحه للآخرين، مما يُوَلِّد المزيد
    من الكاريزما والتأثير. للاحترام خاصية فيروسية من حيث الانتشار والانتقال إلى الآخرين. فهو ينتشر بين الجميع قبل أن تعرف ذلك. عندما يكون الاحترام متبادلاً بين شخصين أو داخل مجموعة، تجد بين الناس مزيدًا من الثقة، ويكونون أكثر انفتاحًا بشأن مشاعرهم، وأقدر على مواصلة التركيز على الهدف. تعلم غرس الاحترام في نفوس الآخرين. كلما أبديت المزيد من الاحترام، أصبحت أكثر تأثيرًا. لكن الاحترام لا يكون وليد اللحظة، بل يحتاج وقتًا طويلاً لتأسيسه وتدعيمه ونشره. المهم هنا هو أن الطريقة التي يشعر بها الناس تجاهك تتأثر وتؤثر مباشرة بالطريقة التي تجعلهم ينظرون بها إلى أنفسهم.
    عندما تعي دور الكاريزما وتعمل على توظيفها، ستدرك أن تأثيرك يعمل على مستوى أقل من الفكر الواعي. عندما تسأل الآخرين لماذا يعتقدون أن شخصًا ما يتمتع بشخصية كاريزمية، ستحصل على العديد من الردود المتباينة، ولكن الحقيقة هي أنهم شعروا بتلك الكاريزما. تمكنك هذه المعرفة من التأثير فقط بوضع الآخرين في الحالة الذهنية السليمة. ستكون لديك علاقات أفضل، وستصبح أكثر سحرًا وتأثيرًا وقدرةً على التأثير في الناس، وتحسين مستوى سعادتهم، ومن ثم سعادتك.

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)

يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع. Login here