Back
مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #10275
    admin
    مدير عام

    فكر بالموجود لا المفقود
    يُقصد بالتفكير بالموجود لا بالمفقود، التفكير بمواطن قوتك لاستثمارها وتفعيلها، بدلاً من التفكير بنقاط ضعفك. أي أن تركز على أصولك لا على خصومك، وعلى إبداعاتك لا على مشكلاتك، بأن تنظر إلى نفسك وإلى العالم من حولك من خلال مكامن الإبداع ومواطن القوة، وأن تتجنب المشكلات والهنات والمشتتات والمثبطات التي تحيد بك عن هدفك. وهذا يعني أن تركز جل اهتمامك على المميزات والإيجابيات وحسب.
    التفكير بما هو لديك، لا بما هو عليك، يبقيك متحفزًا ومتحمسًا، فتستثمر قدراتك ومواهبك وتحقق النتائج التي تريد؛ فتفيد وتستفيد.
    وبما أن ”التمتين“ هو أن تدرس ما تريد، وتعمل ما تجيد، فتبدع وتفيد .. وتستفيد، فإن التفكير بالموجود وتجاهل المفقود هو أحد أدوات وركائز التمتين.
    التمتع بميزة المبادرة
    المبادرة تعني أن تكون تصرفاتك استباقية وأن تستعد لمواجهة أية مشكلة أو أزمة مفاجئة قبل وقوعها. لكن السلوك الاستباقي لا يكون بهذه السهولة عندما يكون عليك مواجهة سيل المتطلبات والضغوط اليومية الذي لا يتوقف. فإن كنتَ مثل غالبية الناس وتصرفاتك كلها عبارة عن ردود أفعال بسبب تراكم الضغوط (مثل: ضيق الوقت في عملك أو التزاماتك العائلية أو واجباتك المنزلية أو الأزمات المفاجئة)، فسوف تستيقظ كل يوم وأنت تظن بأنك تحمل فوق ظهرك أطنانًا من الأعباء والمهمات العاجلة، وأن انشغالك الكامل والمتواصل يحرمك من إنجاز أي شيء أو الاستمتاع بأي شيء، وأن الأيام والشهور وحتى السنين تتبخر ولا تعود، فتسأل
    نفسك: ”كيف مر الوقت بهذه السرعة؟ وماذا حققت؟ وإلى أين أتجه؟“.
    أما إذا فكرت من منطلق الموجود لا المفقود، واستثمرت ما لديك لا ما عليك، فلن ترى الحياة مزدحمة وكئيبة بهذه الصورة، فعندما تغيِّر الطريقة التي تنظر بها إلى نفسك، فسوف تتعامل مع أولويات حياتك الشخصية بنفس القدر من الاهتمام الذي توليه للمتطلبات التي تفرضها عليك الظروف وتوقعات الآخرين. ستركز على ما يمكنك أن تساهم به، وما تريد أن تحققه، وما تستطيع أن تفعله كي تقود الآخرين وتحفزهم.
    يساعدك التفكير بالموجود على الإبحار في بحر الحياة متلاطم الأمواج، فيكون بمثابة الفنار الذي يهديك ويرشدك في أحلك الأوقات، وتتحول حياتك إلى مغامرة شيقة ورحلة ممتعة تتحكم أنت فيها وتحدد بنفسك محطاتك ووجهتك النهائية. ستستغل مفاجآت الحياة وصُدفها السارة وتستفيد من أصعب عقباتها كي تجعل رحلتك أكثر إمتاعًا وقيمة. وستزداد ثقتك بنفسك وبوجهتك وبالطرق التي تسلكها للوصول إلى غايتك.
    ابرز بصمة وجودك !
    الخطوة الأولى التي يجب أن تتبعها كي تكون مبادرًا هي أن تستثمر رصيدك من مواطن القوة التي تظهر وتتجلى بفضل تفعيل السمات المميزة في شخصيتك والتي تشكِّل كيانك ووجودك. فمثلما يحمل كل شخص في هذه الدنيا بصمة يد فريدة لا تتكرر، فإننا جميعًا نحمل مجموعة من المهارات الفريدة التي تلهم وتحفز الآخرين وتجعل أداءنا فعالاً في جميع الظروف والمواقف. فإذا أردت إطلاق العنان لإمكاناتك ومواطن قوتك وطاقاتك الحبيسة، فعليك أن تعرف أيها يترك أثرًا وانطباعًا دائمًا وإيجابيًا عليك وعلى كل من حولك.
    تجتمع مجموعة المهارات الفريدة التي تجعلك بارزًا بين الحشود لتكوِّن ما يسمى ب”بصمة الوجود“. بهذه البصمة ستكون أكثر ثقة بنفسك ومصداقية أمام الآخرين، وستنعكس مبادئك وقيمك في أقوالك وأفعالك، وستجعل حماسك وشغفك يلمعان كأشعة الشمس فيما تقوله أو تفعله. بصمة وجودك هي التي تمنحك القدرة على قيادة الآخرين والحصول على النتائج المتميزة. ومهما كانت الصعوبات والتحديات التي تفترش طريقك، فستضمن لك هذه البصمة أن تواجه جميع الصعوبات بثبات وثقة.
    وسع دائرة علاقاتك
    لا تعني السيطرة الكاملة أن تنطلق في رحلتك وحدك. فطالما أنك تعرف وجهتك التي تبتغيها، فسوف يحب آخرون ممن يشاركونك وجهات نظرك ومبادئك أن ينضموا إليك. سيكون منهم أشخاص عرفتهم منذ سنوات طوال، وآخرون ستصادفهم خلال رحلتك.
    اعرف رفاق دربك جيدًا مثلما تعرف نفسك. اعرف ما يحفزهم وما يحبطهم وما يحلمون به وما يتحلون به من صفات ومزايا، وسوف تستطيع تأسيس علاقات وطيدة وعميقة ومثمرة معهم. اسألهم دائمًا: ”من غيري يريد أن يقود الطريق لبعض الوقت؟ وما هي الرحلات الجانبية التي يمكن أن ننطلق فيها؟“ كلما شجعت الآخرين على الإبحار معك، ازدادت الرحلة إمتاعًا وجاذبية لأنك ما
    عدت وحدك، بل أصبحت جزءًا من مجموعة كبيرة من الأفراد متشابهي الاهتمامات والميول والأفكار. لقد استطعت أن تجذب آخرين ليؤمنوا بقضيتك، ووسعت شبكة علاقاتك وعمَّقتها، فارتقيت بإمكاناتك إلى مستوى أعلى.
    السفر إلي الداخل
    بدلاً من الالتهاء والانشغال بظروف العالم الخارجي والبحث فيه عما يحتاج إلى التعديل والإصلاح والإتقان، ألقِ نظرة طويلة ومتمعنة على عالمك الداخلي. استكشف ما هو أبعد من أدوارك الحياتية ومسؤولياتك والتزاماتك اليومية. ركِّز على الأهداف التي تريد أن
    تحققها. أمعن النظر في آمالك ورغباتك؛ ما يحفزك، وما يثير شغفك؛ ما تخاف منه، وما تطمح إليه. حدد الأثر الذي تريد بإمكاناتك ومواهبك المتفردة أن تُحدِثه في العالم من حولك؛ فتفيد وتستفيد. انظر إلى هذه الأهداف باعتبارها البصمة التي لن يستطيع أحد غيرك أن يتركها. ستمدك مبادئك وقيمك بالقدرة على الدفاع عن ”قضيتك“. قضيتك هي الهدف الذي وُلدت من أجل تحقيقه والنبع الذي تستقي منه حماسك وفرصتك المثلى لتُعظِّم أثرك في الحياة.
    غير نظرتك لمعني النفوذ والتأثير
    يتوهم معظم الناس أن النفوذ يعني الثروة والمكانة الاجتماعية والقوة والسلطة والمعرفة والخبرة. هذه ليست أكثر من مجرد مصادر نفوذ خارجية تمنحك السيطرة على عدد متنوع من الموارد، مثل المال والأرض والحصص السوقية والملكية الفكرية. ولكن
    على الرغم من أهمية رصيد النفوذ الخارجي، فإنه لا يكفي لبلوغ النتائج التي تطمح إليها؛ إذ إن هناك مصدرًا آخر للنفوذ لا يقل أهمية، بل وقد يكون شرطًا ضروريًا وحيويًا لنجاحك وإتقان دورك القيادي. بدلاً من أن تعتمد بصفة كلية وأساسية على مصادر
    النفوذ الخارجية، نقِّب في داخلك وابحث عما يحفزك ويشجعك على بلوغ النجاح. فكل منا يحمل في داخله مخزون طاقة ونفوذ هائلين في انتظار أن نستغلهما. مصادر نفوذك الداخلية مستمدة من كينونتك؛ أي ”من تكون من الداخل“ لا ”ما تملك من الخارج“. وما يسيطر على هذا النفوذ الداخلي هو بصمة وجودك وما تملك من صفات ومهارات وقدرات وميول وقيم ومبادئ. تجعلك هذه البصمة على استعداد لفعل كل ما يتطلبه الأمر لبلوغ النتائج التي تنشدها عندما تعجز مصادر النفوذ الخارجية عن ذلك.
    الدفاع عن القيم الشخصية
    حين تعيش حياتك ملتزمًا ومدافعًا عن معتقداتك وقيمك، ستكون مرفوع الرأس وواثق النفس وستشعل وطيس المنافسة بينك وبين الآخرين الذين من ناحيتهم سيصفونك بأنك ”قوة من قوى الطبيعة التي لا تعرف سكونًا أو خمودًا“. ولكن يجب أن تتذكر أن:
    الناس يحبون الوضوح: يصبح صوتك قويًا  وواضحًا عندما تدافع عن قضية ما.
    ❂الناس يريدون الحكمة: ستشحذ قدراتك العقلية عندما تدافع عن قضية ما.
    ❂الناس يتطلعون نحو الأمل: ستقنعهم وتستميلهم بأفكارك ووعودك عندما تدافع عن قضية ما.
    حدد إطارك الأخلاقي لتتمكن من الدفاع عن قضاياك وأهدافك بقوة وثقة، بشرط أن يعكس هذا الإطار القيم والميول التي تدعِّم معتقداتك، ويعبر عن وجهة نظرك، ويكشف الأشياء التي تهمك حقًا. كل هذا كفيل باستقطاب الآخرين لاتباعك ومساندتك. لذا، يجب أن تكتب وتتخيل وتتحدث عن أهدافك الشخصية بالشكل الذي يعكس بجرأة وثقة قيمك ومبادئك.
    كن مطلوباً ومرغوباً
    في محادثاتنا اليومية، عادةً ما ترتبط كلمة ”الطلب“ بالقوة والنفوذ والإجبار. إلا أن لهذه الكلمة دلالات أخرى في لغة الدراما والمسرح، فعندما تقول إن فلانًا ”مطلوب“ فهذا يعني أنه يتمتع بالقبول والقدرة على سلب عقول الجماهير وقلوبهم. فالممثل ”المطلوب“ يتحلى بالجاذبية الشخصية التي تجعل الجماهير لا تستطيع مقاومة نظراته أو صوته أو حركاته، ورسالته تثير اهتمامهم إلى حد أنهم يتوقفون عن متابعة أدائه التمثيلي ويندمجون مع الواقع الذي يخلقه. يمكنك أن تغرس هذه العادة المسرحية في نفسك بأن ”تجسِّد“ رسالتك؛ أي أن تعبر عنها عبر حركات جسدك. ضع في اعتبارك أن الكتابة والتحدث يعتبران من الحركات الجسدية. اعثر في داخلك على الوقود الذي يغذي حماسك نحو ما تقول، فهذا من شأنه أن يدعِّم ويقوِّي رسالتك ويضاعف تأثيرك.
    تذكر مرة انجذبت فيها إلى حديث شخص ما عن رسالته، أو توافقت رسالته هذه مع ما تؤمن به. ما الصفات والمهارات الصوتية التي حرَّكت ولمست دواخلك؟ ما الذي جعل رسالته مؤثرة بشكل لا يقاوم؟ كيف يمكنك أن تدمج هذه العناصر الجاذبة مع ما تقوله؟ كيف تجعل صوتك أكثر تأثيرًا وقدرة على التعبير عما تؤمن به؟ تحدث من القلب. ذق طعم الصوت واستنشق أريجه.
    دع كل كلمة ترن وتحلق في الهواء دون أن تحط أبدًا.
    غير نظرتك لمعنى التأثير والإقناع
    نقصد بالتأثير والإقناع أن تستطيع السيطرة على عقول الآخرين وقلوبهم ومشاعرهم. عادةً ما تتمحور نظرتنا التقليدية حول تنمية مهاراتنا الشخصية في الإقناع والتأثير، فنهتم أكثر ما نهتم بحثّ الآخرين على تأييدنا والوقوف إلى صفنا. على الرغم من فعالية هذا الأسلوب في التأثير على الناس، فإنه ليس الوحيد وغالبًا ما لا يكون الأجدى.
    لن يتحقق التأثير والإقناع إلا بتكوين شبكة علاقات قوية تقوم على الالتزام والاحترام بين جميع الأطراف، فيصبح التأثير متبادلاً وتستطيع أن توازن بين آرائك ورغباتك واهتماماتك وميولك؛ وبين آراء الآخرين ورغباتهم واهتماماتهم وميولهم؛ فمن المهم أن تتأثر
    مثلما تؤثر.
    الكيف وليس الكم
    ليست العبرة بعدد الأشخاص الذين تعرفهم، بل إن معرفة الأشخاص المناسبين – حتى لو كانوا قلة بسيطة – هي التي من شأنها أن تحدث أثرًا إيجابيًا عندما تريد الانضمام إلى كلية أو نادٍ أو الحصول على وظيفة أو ترقية أو حتى الفوز بمنضدة مميزة في مطعم راق. قد تساعدك صِلاتك الطيبة مع الآخرين في توسيع نطاق تأثيرك، إلا أنها تلعب في ذلك دورًا محدودًا. يمكنك التفكير من منطلق مواطن القوة من أجل التواصل مع الأشخاص المناسبين بشكل وثيق وعميق ودقيق لأنك صادق وصديق، فتصبح عملية التأثير طريقًا ثنائي الاتجاه بفضل مواطن القوة التي تشارك بها وتلك التي تستقبلها في كل تفاعل بينك وبين الآخرين، مما
    يضاعف مستوى تأثيرك ويجعله أكثر تعقيدًا.
    غير نظرتك لمعني التأثير والإنطباع
    حين نفكر في كلمتي ”التأثير“ و”الانطباع“، فإننا عادةً ما نربط بينهما وبين ممارسة الأشياء التي ترضي احتياجات ومتطلبات وتوقعات الأشخاص الذين يحيطون بنا في مكان عملنا أو سكننا. فنحن نسعى إلى خلق الانطباعات والتأثيرات التي من شأنها أن تحل المشكلات أو تقضي على تهديد ما أو تنمي معارفنا. يتخذ التفكير من مواطن القوة هذه النظرة التقليدية موطئًا له، فيبين لك كيف تحقق التوازن بين ما تريد أن تحققه وبين ما يريده العالم منك أن تحققه.
    تبدأ هذه العملية بأن تضع النتائج التي تنشدها وتجد منها الإلهام والتحفيز نصب عينيك، مما يساعدك في ترتيب المتطلبات الخارجية حسب أولويتها والتعامل مع كل منها على حدة. كما ستربط بين أهدافك الخاصة وبين القضية التي تشعر أنك خُلقت من أجلها، مما يحقق لك زخمًا ومنفعة مزدوجة ونتائج مبهرة لم تكن تتوقعها.
    إذا هبت رياحك فإغتنمها وإذا لاحت فرصتك فإقتنصها !
    يعتبر الأثر الإيجابي جزءًا لا يتجزأ من القضية التي خُلقت لتحققها، وهو يتجلى عندما تتقاطع أفعالك الحالية مع المستقبل الذي تريد أن تخط سطوره. ويكون هذا الأثر بمختلف الأحجام والصور؛ فقد يكون في صورة مشروع جديد، أو تغيير قانون، أو تربية الأطفال، أو تقليل نسبة الجريمة أو الأمية. كما أن معظمنا يملك أهدافًا عديدة؛ إذ إننا ننجذب نحو تحقيق أكثر من هدف واحد على مدار حياتنا.
    بصرف النظر عن عدد أهدافك أو حجمها، يظل أسلوب ”التفكير من مواطن القوة“ واحدًا لا يتغير. فالأثر الذي تسعى إلى إحداثه في العالم الخارجي يجب أن يكون وقوده شغفك وإصرارك الداخلي. وحين تتداخل التزامات عالمك الخارجي مع التزامات عالمك الداخلي، ستعلم أن فرصتك قد حانت، وأنك على استعداد لانتهازها واستثمارها والاستفادة منها.
    بصمة التأثير
    ثمة عنصران عليك أن تراعيهما كي تبلغ المستقبل الذي تستحقه وتترك البصمة التي تحقق بفضلها تغييرًا إيجابيًا في العالم:
    ❂الناس يهتمون بما هو محدد: تتطلب البصمة  التأثيرية منك أن تعرف كيفية الانتقال من الواقع الحالي إلى الواقع المستقبلي الذي تتمناه. ولكن من الضروري أن تكون واضحًا ودقيقًا ومحددًا بشأن المستقبل الذي تريده وكيف تجعله أفضل من حاضرك. عندما ترغب في ترك أثر، فاجعله تغييرًا إيجابيًا يفيدك ويفيد الآخرين. حدد التغيير في المعتقدات والأفكار والسلوكيات المطلوب منك وممن تنوي أن تؤثر في حياتهم. تقوم هذه المقارنة العقلية بين الحاضر والمستقبل بدفعك والآخرين إلى الأمام، فتصلون إلى وجهتكم في وقت أسرع وبمجهود أقل.
    ❂حماسك يحفز الآخرين: كلما زاد مدى التأثير الذي  تريد إحداثه، زاد المجهود الذي يجب بذله من جميع الأطراف. سيسير هذا الأثر بالتوازي مع حماسك وشغفك بقضيتك. الحماس يجعلك والآخرين تواصلون السير أيًا كانت الظروف، فهو الوقود الذي يغذي إصرارك وإبداعك ويشعل جذوة الأمل ويسهِّل التكيف مع كل المواقف. الأهم من هذا وذاك أنه قادر على الانتشار كما النار في الهشيم. لا تحتفظ به لنفسك، بل كوِّن فريقًا إيجابيًا متحمسًا ومتحفزًا منذ البداية.

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)

يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع. Login here