Back
مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #10108
    admin
    مدير عام

    “ضع بصمتك”
    النجاح في ثوبه الجديد
    اختلف معنى النجاح عن ذي قبل، فلم يعد مجرد الطموح إلى النفوذ والسلطات أو الطمع في جني الثروات، بل تحول إلى رغبة جامحة للإسهام في تغيير العالم والعيش والعمل وفقًا للقوانين التي يضعها الإنسان لنفسه. تقدم هذه الخلاصة مجموعة من المبادئ التي أحالت شركة ”تومز“ من مجرد فكرة على الأوراق إلى مؤسسة ضخمة استطاعت في غضون خمس سنوات أن تتبرع بملايين الأحذية للأطفال المحتاجين. كما تمنحك الخلاصة – من خلال ست خطوات – القوة والقدرة على التأثير في العالم
    وترك بصمتك الخاصة سواء كان ذلك من خلال مؤسسة غير ربحية، أو شركتك الخاصة، أو مشروع جديد تشرع فيه بجانب مهنتك الأساسية، أو حتى قسم جديد في شركتك الحالية.
    تومز : بع حذاءك وتبرع بالآخر
    تقوم علامة ”تومز“ التجارية على قصة غاية في البساطة؛ نُصنِّع أفضل الأحذية، ونتبرع نظير كل حذاء نبيعه بحذاء آخر للفقراء من الأطفال. وقد بدأنا مؤخرًا في تبني منهج ”اشتر منتجًا وساعد محتاجًا“ في حملتنا الدعائية للنظارات والعدسات التي تحافظ وتعمل على استعادة النظر من جديد. فكلما اشترى أحدهم نظارة طبية أو شمسية، تتولى شركة ”تومز“ مسؤولية علاج ضعاف النظر من خلال تقديم المساعدات العلاجية، أو النظارات الطبية، أو حتى إجراء العمليات في بعض الحالات بالتعاون مع مؤسسة ”سيفا“ غير الربحية.
    الخطوة الأولي : اختر قصتك
    في كثير من الأحيان تتملكنا بعض الرغبات والطموحات ولكن تعجز ألسنتنا عن الإفصاح بمكنون صدورنا. لذلك أصبح من السهل أن نفقد شغفنا في خضم صراعنا مع مشكلات الحياة أو لافتقارنا إلى من يدعم أحلامنا ويساند شغفنا. من هنا تنبع أهمية أن نعبر عن شغفنا بأعلى صوتنا، وبذلك نكون قد وجدنا قصتنا ووضعنا قدمنا على مقتبل الطريق.
    إن واجهتك صعوبة في تحديد مواطن شغفك، واجه نفسك بهذه الأسئلة: إن وضعت الرغبة في توفير مصدر للعيش والرزق جانبًا، كيف ستستثمر وقتك؟ أي الأعمال ترغب في أدائها؟ وأي القضايا ستدعمها وتناشد بها؟
    بمجرد أن تجيب عن هذه الأسئلة ستكتمل الصورة وتتضح رؤيتك حول مواطن شغفك وقوتك. استغرق ما شئت من الوقت – فربما تحتاج إلى بضع دقائق فقط لتبث الروح في أحلامك من جديد. فإن حدث ذلك، فقد وضعت يديك على جوهر قصتك وأرسيت قدميك على بداية رحلتك.
    وكلما ازداد ارتباطك وتعمق إيمانك برؤيتك، تأكد إصرارك على إحالتها إلى واقع ملموس ونجاح محسوس. فإذا ارتقيت بمواطن شغفك لتشكل النقطة التي ترتكز إليها حياتك بأكملها، ستصبح حياتك هي القصة التي لطالما بحثت عنها والتي من خلالها ستترك بصمتك الخاصة على العالم أجمع.
    تسلح بالقصص
    تشكل القصص أبسط وأقوى صور التواصل والتفاعل. فمن خلالها تعيش الحضارات وتورث القيم والثقافات جيلاً بعد جيل. وربما يرجع إصرارنا على تحويل أفضل الأفكار والعظات إلى صورة قصصية إلى تمتعنا بقراءتها، والاستفادة من عبراتها، وحرصنا على تناقلها مع أصدقائنا.
    وقد تناول هذه الفكرة الروائي والمؤلف الكبير ”كيندال هيفن“ – صاحب كتاب ”فن الرواية المؤثرة“ – حيث قال: ”يعتمد العقل البشري على البنية القصصية كالوسيلة المثالية للإدراك، والاستيعاب، والتذكر، والتخطيط لحياتنا بأكملها – ولكل ما يصادفنا من قصص وخبرات طوال رحلتنا مع الحياة.“ وقد اغتنمت بعض المؤسسات البارعة ومتقدة البصيرة هذه الفكرة البدائية لتكون بمثابة الوقود الذي يدفع بها نحو آفاق المستقبل، وذلك من خلال طرح القصص والأفكار التي يسهل مشاهدتها عبر ”يوتيوب“
    ومشاركتها عبر ”فيسبوك“.
    تتضاءل أهمية سنوات الخبرة والشهادات العلمية والمعارف والوساطات الشخصية في وجه إدراكك لقصتك ومواطن شغفك الاستثنائية. فالقصص المثمرة تتخطى كل الحدود، وتتجاوز الصعوبات، وتمهد الطرقات. فهي لا تشكل فقط نقطة البداية لحياتك المهنية، وإنما تحدد خياراتك، وتتحكم في قراراتك، وتمثل هويتك الذاتية.
    أهم ما يميز القصص هو قدرتها على تحفيز المشاعر التي بدورها تعمق الصلات وتوطد العلاقات. يفسر ذلك التغيير الذي ألم بالإعلانات التجارية في الآونة الأخيرة؛ فلم تعد الحملات الدعائية السطحية والمباشرة تؤتي ثمارها. ونظرًا إلى ما وفرته المواقع الاجتماعية من سهولة تتبع الآراء والانتقادات حول المنتجات، فقد أصبح من الصعب المفاضلة بين الخيارات بالاعتماد فقط على
    هذه المعلومات، ليس لكثرتها وإنما لتضاربها.
    فأيهما أكثر تفتيحًا وتنظيفًا للأسنان: ”كريست“ أم ”كولجيت؟“ فإن استعنت بإحدى المقالات على شبكة الإنترنت، ستدرك كم التضارب بين ما يعكسه المقال وما يتبعه من آراء وانتقادات المستهلكين!
    ومن ثم فإن لم يشكل تحفيز المشاعر جوهر المعلومات المطروحة، سرعان ما تتناساها الأذهان ويعفي عليها الزمان.
    فإذا أردت أن تنتشر قصتك على أوسع نطاق ويتفشى صداها في الأرجاء عليك بالتالي:
    ❂ شاركها مع جميع من حولك.
    ❂ ابحث عمن يشاركك الهدف والشغف ولا بأس أن تدمجا قصتيكما إذا ما ارتكزتا حول فكرة واحدة.
    ❂ تعامل بحذر مع التداول الشبكي لمحتواك القصصي.وتذكر أن هذا التداول يعكس إلى حد كبير شخصك وهويتك وفحوى قصتك ورسالتك لذا لا تصطنع وتتظاهر بما لست عليه.
    ❂ ابحث عن المهتمين بروايتك ممن سيدفعهم شغفهم إلى تناقلها مع من حولهم.
    ❂ كن محددًا، واحرص على أن تنبع قصتك من مواطن شغفك وقوتك وأن تصل وتنال إعجاب مدعميك وعملائك المحتملين.
    الخطوة الثانية : واجه مخاوفك
    يشكل التخوف أكثر المشاعر شيوعًا بين الكثير من الناس إلا أننا قلما ندرك ذلك نظرًا إلى ما تفرضه مجتمعاتنا من تجاهل وتحقير لمشاعر الخوف وتفاخر بالشجاعة والبسالة. إلا أن هذا التجاهل لا ينفي وجود المخاوف – وأهميتها – لجميع الناس لا سيما المقبلين على تأسيس مشروعات جديدة، أو المتأهبين لإجراء مقابلة شخصية لوظيفة الأحلام، أو الناشدين لحشد الناس حول قضية ما.
    يلازمنا التخوف طوال حياتنا وحتى مماتنا. فحين يفقد الإنسان وظيفته، يتخوف من عدم إيجاد وظيفة أخرى ملائمة، وبمجرد أن يجد واحدة، يبدأ في التخوف من إمكانية فقدها! كذلك حين نستثمر أموالنا ينتابنا التخوف من خسارتها، وحين نبدأ مشروعًا جديدًا باذلين ما نملك من وقت وجهد ومال، نتخوف من الفشل المحتمل والذي سيعود بنا إلى نقطة البداية!
    وانطلاقًا من ملازمة هذا الوسواس لنا طوال حياتنا، فلا مفر من التعايش الذي يتم في هذه الحالة من خلال المواجهة. ولكن لا بد أن يتفهم الإنسان طبيعة هذه المشاعر أولاً حتى يتسنى له التصدي لها على أكمل وجه. ينبع التخوف من الاضطراب والقلق تجاه مواقف محتملة الوقوع – وأحيانًا بعيدة الاحتمال. باختصار هو بمثابة وسيلة تعبيرية يحذرنا من خلالها المخ عن المخاطر المتوقعة.
    كذلك يكسبنا التخوف سمة تعرف بالتجاوب السريع التي تمكننا من التعامل مع المواقف الحرجة والملحة. ولكن عوضًا عن استخدام هذه السمة الضرورية في اتخاذ خطوات فورية، يصاب الكثير من الناس بالجمود الحركي بمجرد تعرضهم لمشاعر التخوف. حيث يجبرهم الاضطراب على التراجع وأخيرًا رفع رايات الاستسلام، بل ويتخذون من هذا الفشل ذريعة لعدم تكرار المحاولة ومن ثم التخلي عن الأحلام.
    تشكل نسبة التخوف في مجال العمل أعلى معدلاتها، ولكن أهم ما في الأمر أن يدرك الإنسان أنها ليست نهاية المطاف. فوحدهم المتميزون يدركون كيف يواجهون مخاوفهم ويتغلبون عليها من خلال خطط محكمة. من منا لم يتعرض لكثير من المحن والشدائد ولو لمرة واحدة على أدنى تقدير؟ وكلما تعمقت في تأمل السير الذاتية، وتحاورت مع المتميزين، واستمعت للقادة الاستثنائيين، أدركت كم الأخطاء، والإخفاقات، والمخاوف، والانهزامات التي تعرضوا لها. ولكنك في نفس الوقت سترى كيف استطاع هؤلاء أن يعيدوا اكتشاف أنفسهم ليحيلوا نقاط الضعف إلى مواطن قوة. قد يكون التخوف من أقوى المشاعر الإنسانية التي كلما أعرناها اهتمامنا قويت شوكتها وعرقلت مسارنا. ولكن ثمة مخرج من هذا المأزق: فبدلاً من التركيز على التخوف ذاته – والذي يصعب السيطرة عليه – وجه تركيزك إلى ما يمكنك التحكم به وهو: ردود أفعالك تجاهه.
    ومن ثم يمكنك التحكم في زمام الأمور من خلال التحكم في التصرفات وردود الأفعال عند التعرض لشحنة من المشاعر السلبية.
    الخطوة الثالثة : اصنع أدواتك وابتكر مواردك 
    اشتمل الكثير من قصص الكفاح في العصر الحديث على انطلاقات ”بدائية“ وموارد محدودة – عادة ما شقت طريقها بداية من الجراج، أو الغرف الصغيرة ، أو القبو، أو سطح المنزل، أو حتى العربة. قد تكون البدايات البسيطة ممتعة ولكنها في نفس الوقت مجدية لا سيما للمبتدئين. فهي من ناحية تحطم حواجز الروتين والتقليدية وتخفض سقف التوقعات والمتطلبات؛ فبالتأكيد لن يتوقع صاحبها إحراز مكاسب مالية طائلة من هذا المشروع المبتدئ لا سيما إن كان مكتبه الرئيسي يقتسم الجراج مع سيارة العائلة!
    من ناحية أخرى، فالعمل ”الجراجي“ – على نقيض العمل المكتبي – يرسي مبادئ المساواة بين العاملين. فليس هناك مكاتب ومناصب استثنائية يتصارع الجميع لتقلدها ومن ثم تتلاشى عقلية السلم الوظيفي. من هنا يتأكد الجميع أنهم جزء متأصل من فريق العمل المتوازن، الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على بيئة وثقافة العمل فيما بعد.
    الخيال قبل المال
    قلما تشكل الموارد المحدودة – أو المعدومة – عائقًا في وجه المشروعات والأعمال الجديدة. وعلى الرغم من أن فكرة واحدة من شأنها أن تشعل فتيل الإبداع والابتكار، فإن الكثيرين ممن يتمتعون بأفكار استثنائية لا يمضون قدمًا أو يحركون ساكنًا فقط لعدم توفر الموارد اللازمة. ولكن حين تتأمل كيف كان لقلة الموارد لدى انطلاق مؤسسة ”تومز“ أكبر الأثر في نجاحها وتفوقها، تتوارد على ذهنك الكثير من الاستفسارات وعلامات التعجب!
    من أكبر المخاطر التي قد تهدد الأعمال والمشروعات في بدايتها هو المبالغة في الاطمئنان. فهو من أهم العوامل الهدامة لروح الإبداع والابتكار المهني. فإن كان لديك القليل من المال واضطررت إلى التدبير والتوفير والرضا بالقليل كي تسير الأمور، سيتأصل ذلك في سياسة شركتك إلى الأبد. وبالطبع مهما ارتفع شأنك لن تتناسى تلك التدابير التي أرست قواعد شركتك منذ البداية.

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)

يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع. Login here