Back
مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #10119
    admin
    مدير عام

    هكذا يصنع المدير فرقاً
    يكتسب منصب المدير قيمة وأهمية إضافية لأن معظم الموظفين إما أن يكونوا مديرين، أو يعملوا لدى مديرين. وعلى الرغم من الأهمية البالغة التي يشكلها المدير لدى كل من يخضعون لإشرافه، فإن تلك الأهمية تتضاعف لدى أتباعه ومرؤوسيه المباشرين، هؤلاء الذين يتبعونه مباشرة ويخضعون لسلطته وتقييمه الدوري، بالإضافة إلى الذين يتعامل المدير مع نقاط ضعفهم ومواطن قوتهم وأخطائهم يومًا بعد يوم. إذ يتوقف نجاح أو فشل المدير على قدرته على إدارة تلك العلاقات الرسمية والإنسانية في المقام الأول.
    يحتل الفارق بين المدير الصالح وما يمكن أن نطلق عليه الطالح، مكانة كبرى لدى الكثيرين، حيث يقلل المدير الصالح من فرص
    تعرض الموظفين المبتدئين لأزمات ومشكلات خطيرة! وقد اكتشف الباحثون أن الدراسات – سواء التي أُجريت عام 1948 أو 1958 أو 1968 أو 1998 ، وسواء تمت في ”لندن“ أو ”كاليفورنيا“ أو ”البرازيل“ أو ”الهند“، وسواء طبقت على عمال البريد أو المدرسين أو سائقي الشاحنات – فهي متماثلة ومتشابهة إلى حد كبير. إذ أجمع ما لا يقل عن ٪75 من القوى العاملة أن المدير المباشر إما أنه يمثل العبء الأكبر أو الميزة الأولى للموظفين.
    المباديء الخمسة للمدير الرائع
    يتبنى المدير الرائع خمسة مبادئ تمثل حجر الأساس في طريق الفعالية والنجاح:
    -1 رفقًا بالعصافير: عمل ”تومي لازوردا“ في فريق البيسبول ”دودجرز“ في ”لوس أنجلوس“ لاعبًا بالفريق، ومدربًا ومديرًا تنفيذيًا بالإضافة إلى عمله مديرًا للفريق الرياضي لمدة عشرين عامًا. جاء على لسان ”لازوردا“: ”أعتقد أن فن الإدارة يشبه الإمساك بحمامة في قبضة اليد، فإذا أحكمت قبضتك قتلتها، وإذا أرخيتها فقدتها!“ هذا هو قانون ”لازوردا“ الذي يسلط الضوء على المعادلة
    الحساسة التي يسعى كل مدير رائع إلى تبنيها والتي توازن بين كفتي الإدارة المتسلِّطة والإدارة المنفلتة.
    -2 العزم مفتاح النجاح: يتعامل المدير الناجح مع النجاح باعتباره سباق ماراثون وليس سباقًا عاديًا. يستخدم الباحثون لفظة ”العزم“ لوصف تلك العقلية أو هذا النهج من التفكير والذي تعرفه الأستاذة الجامعية ”آنجيلا داكويرث“ على أنه ”مزيج من المثابرة والشغف تجاه الأهداف طويلة الأجل“. وتضيف: ”العزم يعني المواجهة المضنية للتحديات الصعبة، والمحافظة على الاجتهاد والشغف في لحظات الفشل، والاستقرار في لحظات النجاح.“
    -3 ابدأ صغيرًا: تمهد المكاسب الصغيرة الطريق نحو النجاح الدائم. فحتى المكاسب والانتصارات التي قد تبدو في أوج ازدهارها ومجدها تبنى أساسًا على خطوات وإمكانات متواضعة ولكنها فعالة ومؤثرة. تساعدك تجزئة ما تفعله أنت ومرؤوسوك إلى مجموعة
    من الخطوات والمهمات المبسطة على اتخاذ قرارات أفضل، وتدعيم عامل التحفيز، وتقليل الجهد والتوتر.
    -4 احذر القمم الرخوة: توصلت عالمة النفس ”سوزان فيسك“ إلى أن الاهتمام والمعرفة يقومان على التسلسل الهرمي، فالسكرتيرة – على سبيل المثال – تعرف عن مديرها أكثر مما يعرف هو عنها، وكذلك الحال بين طلاب الدراسات العليا ومستشاريهم. فالناس يميلون إلى إبداء مزيد من الاهتمام تجاه من يسبقونهم في التسلسل الهرمي ممن لهم سلطة في مراقبة وتقييم جهودهم. أي يسعى الأفراد إلى جمع أكبر قدر من المعلومات عمن يفوقهم سلطة وقوة في محاولة منهم للتوقع أو التأثير في مصيرهم.
    من ناحية أخرى يتسم ذوو السلطة بالأنانية وتجاهل ما يحتاجه، أو يقوله، أو يفعله مرؤوسوهم! على الرغم من أن تلك الصفات تشكل عقبة في حد ذاتها، فإن المشكلة تزداد تعقيدًا لأن كلمات وأفعال المدير تكون محل دراسة وتمحيص أتباعه. هذه هي القمة الرخوة التي يتجنب المدير الناجح الوقوف عليها. النصيحة التي قدمها ”ديفيد باكارد“ مؤسس شركة ”إتش بي“ للمديرين عام 1958 ، والتي تصلح لكل زمان هي: ”راقب ابتسامتك، ونبرة صوتك، ونظرتك إلى الآخرين، وترحيبك بهم، واستخدامك للألقاب،
    وذاكرتك المرئية، والأسماء والتواريخ. هذه كلها أشياء مهمة في تأثيرك على الآخرين.“
    -5 احم أتباعك: حماية المدير لأتباعه من أهم السمات التي تميزه عن غيره. على المدير دائمًا أن يحمي مرؤوسيه.
    ماهي إستراتيجيات المدير الرائع ؟
    الاستراتيجية الأولي : تحكم في زمام الامور
    إذا كان أحد أهدافك أن تصبح مديرًا صالحًا، عليك أن تقنع كل من حولك بقوة وتأثير أقوالك وأفعالك. فإن لم تستطع أن تؤكد هيبتك كمسؤول، فسوف تفشل في تحقيق مهمتك. أثبتت الأبحاث التي أُجريت حول ”رومانسية القيادة“ أن القادة عادة ما ينالون مدحًا وقدحًا من المرؤوسين والمديرين وحتى الدخلاء أكثر مما يستحقون في الواقع نتيجة لمبالغة من حولهم في الثناء عليهم أو منحهم صفات خارقة لا تمت للواقع بصلة! يحدث هذا ”الخطأ الإدراكي“ المتأصل لأن إرجاع الفضل في تحقيق أعلى مستوى من
    الأداء والإنجاز للقائد وحده يريح الأتباع ويرضيهم أكثر من نسبه إلى عوامل متعددة ومعقدة.
    يدرك المدير الناجح صعوبة التخلص من ”رومانسية القيادة“، ولكن يمكن أن يستغلها لصالحه! فهو يعمد إلى تضخيم هذا الوهم وهذه الهالة لتصبح جزءًا من حسه بالسلطة والتحكم الفعلي. ومع ذلك لا يمكن القول بأن المديرين الصالحين هم رجال – أو نساء – مخادعون يستمدون قوتهم من الانعكاسات النفسية المكتسبة من المحيطين بهم فقط! على النقيض، يكمن سر تعزيز تلك
    الهالة الوهمية في زيادة تحكمهم وسلطتهم الفعلية فيما يفعله مرؤوسوهم، وإضفاء مزيد من الشعور بالثقة وبقيمة العمل الذي أنجزوه ومدى تقدير الآخرين له.
    بعض أساسيات التحكم في زمام الأمور
    ❂اتخذ قرارًا حاسمًا بنعم أو لا: يدرك المدير الجيد أن  أفضل ما يعكس قدرته على الإدارة والتحكم في الأمور هو القرارات الحاسمة. القرارات الحاسمة تسهل على الآخرين معرفة الخطوات التالية. تعد الإجابة عن أسئلة واستفسارات الآخرين بشكل حاسم سواء بالسلب أو الإيجاب وسرعة الاستجابة إليها من الأساليب البناءة. فإذا كانت الإجابة عن طلب أو اقتراح بالإيجاب، يبدأ
    المرؤوسون التنفيذ في الحال. أما إذا كانت الإجابة بالسلب، فيوجهون جهودهم إلى أمر آخر.
    ❂امتدح الآخرين وتقبل مدحهم: يتحقق الرضا للجميع  إذا ما منحتهم أكبر قدر ممكن من المدح والثناء واستقبلت أنت أقل قدر منه. فأنت تنال قسطًا هائلاً من الإطراءات طوال اليوم لأنك المدير، ومن ثم فإن حرصك على مدح الآخرين يعكس انطباعًا بالصدق ويجعلك محل إعجاب الجميع، خاصة الغرباء.
    ❂لا تتنصل من المسؤولية: يعكس المديرون الذين يلقون باللوم على الظروف والعوامل الخارجية ليس انطباعًا بالتهرب من المسؤولية فقط، بل انطباعًا بالضعف وعدم الهيبة أيضًا. عدم تحمل المسؤولية يفرض سؤالاً ملحًا في أذهان المرؤوسين والموظفين، وهو: ”إن لم تكن تملك القدرة الكافية للاعتراف بهذا الخطأ، فكيف نتوقع منك إصلاحه؟!“، المدير الذي يتحمل المسؤولية ويعترف بأخطائه يبدو أكثر قوة وشجاعة، بل وشعبية لدى الآخرين ممن يتجنبها.
    الاستراتيجية الثانية : كن حكيماً
    الراحة والصحة النفسية من أهم مقومات بيئة العمل الناضجة التي يتمتع فيها الموظفون بقدر من الثقة التي تخول لهم حرية التصرف دون أدنى خوف من التعرض للاستهزاء، أو العقاب. تشير الأبحاث إلى أن الراحة النفسية تتوفر حين يقوم أصحاب السلطة بمكافأة أو ترقية هؤلاء الذين يمتلكون الشجاعة الكافية للتصرف، والتحدث عن مخاوفهم، ونجاحاتهم، وفشلهم، والعمل دون كلل
    لتحقيق ما هو أفضل في المرة القادمة. يستعرض ”جيف فايفر“ ثلاثة أنواع من ردود الأفعال تجاه الفشل هي:
    -1 التذكر، واللوم، والإهانة، وأخيرًا طرد المذنب. هذه العقلية تقوم على فكرة ”من لم ينجح في محاولته الأولى، لن ينجح أبدًا.“
    -2 الصفح والتغاضي، وهذا ما يفعله المدير المتسامح عادة، مع أنه غير فعال وغير جدير.
    -3 الصفح دون التغاضي، وهذا ما يفعله المدير الذي يسعى لزرع الراحة النفسية والثقة في نفوس الآخرين.
    وفي هذه الحالة يتحول الفشل إلى وسيلة للتعلم من الأخطاء بدلاً من كونه وسيلة لتوجيه أصابع الاتهام. يسعى المدير الناجح إلى تعزيز الخيال الجماعي وخلق بيئة آمنة يفصح فيها الأفراد عن أفكارهم المعقدة وغير المكتملة، دون أن يختبروها، كما أنهم يفشلون دون التعرض للعقاب أو التوبيخ. يقوم الإبداع على خلق مزيج متنوع من الأفكار! وهو يتطلب حكمًا صادقًا على كافة الأفكار، واستبعاد السيئ منها. أما المدير الطالح، فيحول دون تحقيق هذه العملية ويحرج ويكبت الموظفين الذين لا تحقق أفكارهم النجاح المرجو، بل ويحط من قدر الأفكار المنتقاة والمطورة لتطرح في الأسواق.
    كن مقاتلاً شرساً
    المدير الصالح مقاتل البارع. أثبتت الدراسات أن الأفراد يصبحون أكثر إنتاجًا وإبداعًا حين تجمعهم منافسة حول الأفكار خصوصًا حين تقوم على التحدي والاحترام المتبادل. في الفرق السلبية تتحول المنافسة إلى صراعات شخصية تشمل الإهانات وإحباط الآخرين. يعبر ”كارل ويك“ عن جوهر المنافسة البناءة فيقول: ”حارب كما لو كنت مصيبًا، واستمع كما لو كنت مخطئًا!“، حيث تنتج
    أروع الأفكار من خلال تقديم أفكارك، وسحق أفكار الآخرين، والسماح للآخرين بسحق أفكارك أيضًا. أما الذين لا يستطيعون التصرف دون أن يطفو غباؤهم إلى السطح، فمن الأفضل ألا يحاربوا في المقام الأول. المدير الفعال فقط يستطيع إدارة معارك الأفكار البناءة.
    الاستراتيجية الثالثة : لا تضع كل التفاح في سلة واحدة
    تقول ”ساندرا دي أوكونور“ وهي قاض سابق للمحكمة الأمريكية العليا: ”ليس هناك شيء في هذا العالم ينجزه الإنسان بمفرده. كل الأشياء حصيلة مزيج يجمع بين حياة الإنسان وغيرها من الخيوط التي تجمع بينه وبين من حوله.“ المدير الصالح لا يعتمد على توظيف ذوي القدرات الخلاقة فقط، بل يعتمد أيضًا على هؤلاء الذين يمزجون قدراتهم ومواهبهم بقدرات الآخرين.
    يثق المديرون الفاشلون – للأسف – في ذوي القدرات الخارقة والمنافسة الجامحة لدرجة تحدوهم إلى توظيف من يعانون من عقدة الأنانية، بل ويضعون أنظمة للرواتب والترقيات تهدف إلى مكافأة متسلقي السلطة الأنانيين في المقام الأول. الأسوأ من ذلك أنهم يغدقون الأموال على المنافقين الذين يصعدون على حساب إسقاط الآخرين ويتخذونهم سلمًا للصعود إلى القمة. عندما يحدث ذلك يبدأ ”التفاح الفاسد“ في التفشي ويزيد عدد ضحاياه. وبمجرد أن تشيع الفردية، تتلاشى روح التعاون والمشاركة وتأخذ
    معها روح الابتكار الجماعي. وحده المدير الصالح يعمل على إبراز الأفراد الذين يتمتعون بطاقة عالية وشحنات إيجابية ويدعم هذه الطاقات وينشرها، ويستبعد الطاقات السلبية. فهو يدرك أن قليلاً من التفاح الفاسد أو الأعمال الهدامة كفيلة بأن تقوِّض المتميزين وتهدم إنجازاتهم الإيجابية.

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)

يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع. Login here