- This topic has 0 ردود, مشارك واحد, and was last updated قبل 5 سنوات، 4 أشهر by
admin.
-
الكاتبالمشاركات
-
4 أبريل، 2017 الساعة 11:52 ص #10127
admin
مدير عامقيمة التمتع بخيارات
من أهم عوامل تهيئة سيكولوجية الثروة معرفة الإنسان أن لديه خيارات. فعندما نعرف أننا نستطيع اختيار أحد الحلول التي تتناسب مع أولوياتنا واحتياجاتنا وقيمنا، لن نستفيد على المستوى المادي فحسب، بل وعلى المستوى النفسي أيضًا. ولكن عندما نشعر بأن خياراتنا محدودة أو أن الآخرين يقررون نيابةً عنا ما يناسبنا، فسيتقلص تقديرنا لذاتنا وبالتالي ستضمحل قدرتنا على تحقيق الرخاء الحقيقي. ففي الواقع، يعتبر عدم وجود خيارات سببًا رئيسًا في تعاستنا.
ومن ضمن مجموعات الخيارات الأكثر أهمية المتاحة لنا خيار اقتراض المال. واليوم، تناضل أنظمة اقتصادية كاملة للتعامل مع الديون والضغوط المادية الضخمة.
فقد لعب الائتمان والدين أدوارًا رئيسة فيما ألمَّ بالأفراد والمجتمعات من مشكلات مادية. بيد أنه من الممكن اعتبار الائتمان وسيلة فعالة لتحقيق الرخاء.
الدولة البلاستيكية
هناك أحد أشكال الائتمان الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من الحياة العصرية لدرجة أنه اشتهر باسم ”الائتمان البلاستيكي“. وبالنسبة إلى العديد منا، أصبح هذا الشكل المريح للغاية بمثابة ضرورة من ضرورات الحياة. ولكن كما ذكرنا سابقًا من الممكن أن ننخدع بالاعتماد على بطاقات الائتمان التي تمنحنا شعورًا زائفًا بالرخاء، والذي يمنحنا بدوره الفرصة كي ننفق بصورة مبالغ فيها وبلا وعي بسبب تسرعنا في الشراء. قد تتسم الفائدة المقررة على بطاقات الائتمان بالانخفاض النسبي. ولكن عيب هذا النوع من البطاقات التي لا تتطلب السداد خلال فترة محددة أن فوائدها قد تتراكم إلى أجل غير مسمى، كما أن صغر حجم الدفعات المطلوب سدادها يحث المستخدمين على تأجيل سدادها لوقت طويل، مما يؤدي بهم في النهاية إلى سداد مبالغ مالية أكبر كثيرًا من المبالغ الأصلية التي اقترضوها.
دعم سيكلوجية الثروة
تدعم القروض التقليدية التي تُسدد على أقساط سيكولوجية الثروة، حيث إنها تدعم الشعور بالمسؤولية عن سداد الدين لهدف محدد وخلال فترة محددة. وتدعم القروض أيضًا الإحساس بالمسؤولية في صور أخرى؛ لكونها تفرض على المقترضين ما يتطلبه نظامها المالي من انضباط وحكمة عند إنفاق المال ومجهود واع لتوفيره بغرض سداد الدفعات في المواعيد المحددة. يدعم سداد القروض في وقت محدد تقدير الذات الذي ينبع من قدرة الإنسان على مواجهة هذا التحدي وتلك المسؤولية. ومن المثير للاهتمام أن نسب التخلف عن الدفع وتأخير سداد الدين منخفضة للغاية في حالة تلك القروض التقليدية ذات الأقساط، فقد أوضحت الدراسات أن 95,5 ٪ من ديون مستخدمي تلك البطاقات يجري سدادها. قد لا تبدو تلك القروض أكثر أساليب الاقتراض جاذبية وعصرية، إلا أن المسؤولية والنظام المطلوبين للحصول عليها يجعلانها الوسيلة المناسبة لدعم إحساس المقترض بالسيادة على أمواله.
التعرف على الإستدانة اللاواعية والتحكم فيها
هناك خمسة مؤشرات على هذا النوع من الاستدانة:
❂ أن تعثر على أشياء كنت قد نسيت أنك اشتريتها ببطاقة الائتمان ولم يسبق لك أن استخدمتها؛
❂ أن تمتلك العديد من الأجهزة الترفيهية في منزلك بينما تعجز عن دفع فواتيرك؛
❂ أن تشتري سلعًا باستخدام البطاقة دون أن تعرف سعرها؛
❂ أن يتضخم الدين المطلوب منك سداده ولا تستطيع تذكر الأشياء التي اشتريتها؛
❂ أن تستمر في سداد قيمة أشياء كنت قد استغنيت عنها؛ وللتخلص من الاستدانة اللا واعية، هناك ثلاث خطوات يُنصح باتباعها:
❂ اسأل نفسك أترغب حقًا في شراء تلك السلعة أو تحتاجها. فإذا وجدت أنك ترغب في شرائها فحسب، اسأل نفسك هل تناسب ميزانيتك أم لا؛
❂ حارب هوس الشراء. فإذا شعرت برغبتك الشديدة في شراء سلعة ما، ضعها على قائمة الانتظار. فإذا نسيتها، فمعنى ذلك أنك لا تحتاجها؛
❂ خطط للأهداف التي ترغب في تحقيقها وناقشها مع شريك حياتك أو شريكك في العمل أو صديقك؛
حياة مالية جديدة
هناك أربع مراحل للحياة: التعلم والتهيؤ والتميز والتحرر. ولا تقتصر تلك الدورات على مرحلة معينة من مراحل الحياة كمرحلة النمو أو مرحلة الشيخوخة؛ لأنها قد تتسلسل تباعًا مع تسلسل سنوات حياتنا، كما أنها قد تتكرر عدة مرات في دورة حياتية واحدة، بل
إنها قد تتداخل بعضها مع بعض. وتعكس تلك المراحل انسيابية الحياة التي نستطيع من خلالها وقد نجبر أحيانًا على البدء من جديد وإعادة تهيئة أنفسنا وحياتنا المالية مع الانفتاح على الفرص والتحديات.
-1 التعلم
مرحلة التعلم هي المرحلة التي نبدأ فيها القيام بأشياء جديدة كما نستمتع فيها ببراءة مشاعر المبتدئين؛ حيث نتميز بالانفتاح وتقبل كل ما يُعرض علينا. ونكون خلال تلك المرحلة أشبه بقطعة الإسفنج، إذ نتشبع بكل المعلومات التي تؤهلنا للمرحلة التالية. من الناحية العمرية، تبدأ أولى تجاربنا في تلك المرحلة منذ ميلادنا وتنتهي عندما نبلغ الثامنة على التقريب. فتلك هي المرحلة التي نستقبل فيها المعلومات عن العالم من حولنا بسرعة فائقة ولكن دون تمييز لما نتعلمه بسبب استمرارنا في الاعتماد على الآخرين وعدم استعدادنا لاتخاذ قراراتنا الرئيسة بأنفسنا. وبدءًا من سن ثمانية أعوام وحتى ثمانية عشر عامًا، نستمر في التعلم والتشبع بالمعلومات بسرعة، إلا أن قدرتنا على التمييز واتخاذ القرارات تزداد في الوقت الذي نتأهب فيه للمرحلة التالية من حياتنا. وإذا نظرنا إلى الأمر من منظور مالي، فقد تتكرر مرحلة التعلم عدة مرات في حياتنا. وهذا ما يحدث عندما نتولى مسؤوليةً جديدة تتطلب الاستعداد لها مثلما هو الحال عندما نستقبل طفلاً جديدًا.
-2 التهيؤ
تتميز مرحلة التهيؤ باقتحامنا للعالم واضطلاعنا بمسؤوليات جديدة، حيث إننا نشرع في بناء حياة نستطيع تشكيلها بأنفسنا، ولكن قد نفتقر في تلك المرحلة إلى الموارد التي تجعل حياتنا بأكملها تحت تصرفنا. ولكي نستعد للاستقلالية، قد نحتاج إلى تلقي بعض الدعم من آبائنا أو اقتراض المال للوقوف على أقدامنا، وإذا لم تكن لدينا أموال ورثناها، فعلينا في تلك المرحلة أن نعمل لجني المال وتأسيس أنفسنا وبدء الادخار. وخلال تلك المرحلة، يتيح لنا الاقتراض الواعي القيام بما نريد والحصول على الأشياء التي نحتاج إليها كي نمضي قدمًا، كشراء سيارة على سبيل المثال. وبهذه الصورة نكون قد استثمرنا أنفسنا واستثمرنا مستقبلنا.
من الناحية العمرية، تعقب تلك المرحلة مرحلة المدرسة التي نبدأ بعدها تحقيق قدر حقيقي من الاستقلال، كالاستقلال في السكن. قد تستمر تلك المرحلة إلى سن الثلاثينات، أو أننا قد نمر بها مرةً أخرى حين نبدأ مسارًا مهنيًا جديدًا، شأنها في ذلك شأن مرحلة التعلم.
-3 التميز
فترة التميز هي تلك الفترة التي نثبت أقدامنا فيها على مسار ما دون مساعدة الآخرين. وهي الفترة التي تشهد أوج نشاطنا حين نصل إلى مرحلة الإتقان على الصعيد المهني وننتج ونحقق المكاسب بكل ما لدينا من طاقة. ولما كنا قد انتهينا من قبل من تحقيق متطلبات مرحلة التهيؤ، فإننا نزيد في تلك المرحلة من الرخاء الذي نستمتع به من خلال الادخار أو الاستثمار استعدادًا لفترة التقاعد أو للاستفادة مما حصدناه حتى الآن. وخلال تلك المرحلة، نكون قد حققنا الاستقلالية، واضطلعنا بالمسؤولية الكاملة عن تحقيق رفاهيتنا المادية، وأصبحنا نحن من يمد يد العون للآخرين كأبنائنا، على سبيل المثال، والذين نساعدهم على المضي قدمًا في حياتهم. ومن الناحية العمرية، تبدأ تلك المرحلة من سن الأربعينات وقد تمتد إلى ما بعد ذلك.
-4 التحرر
تمثل تلك المرحلة تحرر المرء من الحاجة إلى العمل بدوام كامل. وفيها يحصل على حريته في اختيار الخطوات التالية. قد يعني ذلك تخصيصه لجزء من وقته لرعاية حديقته أو السفر أو تكريس نفسه لقضية مهمة أو استكشافه موهبة جديدة أو مسارًا مهنيًا جديدًا.
قد تعني تلك المرحلة، أيضًا، القدرة على تقسيم أوقاتنا بالصورة التي تحلو لنا، وتأمل إنجازاتنا، والرغبة في تجربة شيء مختلف. تلك هي المرحلة التي قد نقرر فيها التطوع في الأنشطة الخيرية أو توظيف مهاراتنا الحياتية والمهنية في مجال يحتاج إليها أو تكريس المزيد من الوقت لعائلاتنا. يتمثل جوهر تلك المرحلة في امتلاك قدر أكبر من الحرية في صنع خياراتنا. وسواء أكانت مواردنا هائلة أم متواضعة، فإننا نستطيع أن نشق طريقنا وفقًا لرغباتنا.
يتيح لنا فهم تلك المراحل الاستفادة منها وإدراك أن مراحل التطور التي نمر بها لا نهاية لها على الإطلاق، حيث يعتبر البدء من جديد فرصة لنا للتعرف على أنفسنا. وإن لم يكن هناك سبب آخر للقيام بذلك، فمن المهم تلبية حاجتنا إلى إعادة ابتكار أنفسنا وإعادة النظر إليها من حين إلى آخر لكي نزيد من قدراتنا ونتوصل إلى أساليب جديدة تجعلنا نعيش حياة الرخاء. يتسم العالم اليوم بأنه غاية في الحيوية والديناميكية. ولم يعد ”الإنترنت فائق السرعة“ الوسيلة التي يستخدمها العديد منا لتصفح الإنترنت فحسب، ولكنه أصبح يشير أيضًا إلى ما نحتاج إليه لمواكبة متطلباتنا ومتطلبات المناخ الاقتصادي والثقافي المتغير من حولنا، وبالتالي، فقد أصبح الاتصال بالإنترنت فائق السرعة مطلبًا داخليًا أيضًا. فالصدق مع النفس عند تلبية احتياجاتنا ورغباتنا في وسط هذا المناخ المتغير سريع الوتيرة يبقينا على الطريق لتحقيق هدفنا، أي تحقيق الرخاء لأنفسنا.
خلاصة القول إن سيكولوجية الثروة ليست استراتيجية أو منهجيةً مالية محددةً، كما أنها ليست قرارًا يتخذه المرء كي يصبح ثريًا أو يحقق أحلامه المادية أو رغباته. ولا يشتمل تعريف الرخاء على حجم الأموال التي نكنزها أو قلة حجم الديون المطلوب منا سدادها، بل هو نداء واقعي وبسيط لتمتين مواطن قوتنا التي تجعلنا نحيا حياة الرخاء. يشتمل الأمر على كل كبيرة وصغيرة في حياتنا، إذ إننا مطالبون باكتشاف أكثر الأشياء التي تهمنا كأفراد ومعرفة الكيفية التي يدفعنا بها كل قرار من قراراتنا وكل فعل من أفعالنا إما في اتجاه قيمنا أو في الاتجاه المعاكس لها.
يعني امتلاك سيكولوجية الثروة أن نشعر بالامتنان لما لدينا وأن نعترف بما حققناه من إنجازات. نعلم أن الكرم يعني أن لدينا الوفرة وأن العطاء يحقق لنا المزيد من الوفرة على المستوى النفسي. ومن خلال تلك السيكولوجية، نقبل بتحمل مسؤولية ما نقوم به بغض النظر عما تقدمه لنا الحياة أو تأخذه على امتداد الطريق. ويجب أن نتوقع من أنفسنا الأفضل وأن ندرك أن الطريقة المناسبة لتحقيق الرخاء والاستمتاع بحياة سعيدة وتحقيق الإنجازات هي البدء بإثبات وجودنا والمضي قدمًا في طريقنا! -
الكاتبالمشاركات
يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع. Login here