- This topic has 0 ردود, مشارك واحد, and was last updated قبل 7 سنوات، 6 أشهر by admin.
-
الكاتبالمشاركات
-
2 أبريل، 2017 الساعة 5:02 م #9751adminمدير عام
كل الأمور عند حدها الأدنى تكون قليلة التكاليف ويصل الناس إليها أحيانا من غير قصد ولا تخطيط، وهكذا إذا أردنا لأبنائنا أن يحيوا أي حياة كانت، وأن يعملوا في المستقبل أي عمل، وأن يكون موقعهم الاجتماعي في أي مرتبة كانت، فإن المطلوب منا ليس كثيرا، يكفي لذلك توفير الطعام والشراب والملبس والسكن وإلحاقهم بمدرسة الحي، ولهم بعد الابتدائية أن يتجهوا إلى حيث أحبوا مع قليل من التوجيه والعناية التربوية، وبالمناسبة فإن الحيوان يستطيع بما أودع الله تعالى فيه من غريزة أن يقدم لصغاره هذا المستوى المتدني من الرعاية والحماية إلى أن يكبروا ويتمكنوا من حماية أنفسهم وكسب رزقهم، أما إذا كنا نريد لأبنائنا أن يعيشوا وفق مرادات الله تعالى صلاحا واستقامة وأن يكون لهم نوع من الريادة والسبق بين الأقران، ونريد لهم أن يؤسسوا أُسَرًا ناجحة وأن يشاركوا في إصلاح مجتمعاتهم فإن المطلوب منا سيكون كثيرا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ولا ينبغي أن نضجر من هذا لأن كثيرا من الآباء بذلوا جهودا مضنية من أجلنا، وسوف يفعل ذلك أبناؤنا مع أبنائهم هذه سنة الله تعالى في التربية… فعلينا إشباع حاجات أطفالنا لكي ينموا نموا سويا.
فبعض علماء النفس المحدثين يرون أن خبرات الطفولة المبكرة تترك آثارا دائمة في شخصية الفرد، وقد عنوا عناية خاصة بخبرات الرضاعة والجنس وأثرها في شخصية الراشد، وقد اقترحوا مجموعة طرق لتربية الطفل، ويرون أنها تضمن نمو شخصيته نموا سويا.
إنهم مثلا فضلوا الرضاعة من ثدي الأم على الرضاعة من الزجاجة، كما قالوا بعدم فرض جدول قاس بمواقيت إطعام الطفل، غير أن التجريب لم يؤكد صحة هذه النظريات دوما وتتفق الدراسات النفسية الأكثر (إمبرقية) على أن نمو الطفل متكيفا تكيفا حسنا، وكونه راشدا صالحا يتوقف على مدى إشباع الحاجات العضوية والحاجات النفسية.
أهم الحاجات النفسية التي تتيح الأسرة إشباعها للطفل:
• الحاجة إلى الانتساب والانتماء:
إن الطفل بحاجة ماسة إلى الأب والأم لينمو نموا سويا، فإذا كان غياب أحد الوالدين غيابا طويلا يضيع الطفل فماذا يحل به إذا غاب عنه أبواه معا أو تخليا عنه؟
إن الانتساب لوالدين أو لأسرة هو حق أساسي للطفل، فإذا اكتشف الفرد أنه كان لقيطا أو كان أبواه مجهولين فإنه يشعر بذل شديد، واحتقار للنفس قد يؤثران في مجرى حياته وطباعه، ويجعلانه محبا للعزلة والانطواء والبعد عن الأقران والمجتمع.• الحاجة إلى الأمن:
إن الطفل يشعر بخوف غامض يستولي عليه ولا سيما إزاء الغرباء، وفقدان الشعور بالأمان يسبب قلق الطفل وخوفه وعدم استقراره لذلك يشعر بالحاجة لأن يلجأ إلى حضن أمه ولكي يكون قرب والديه حتى يشعر بالأمان ويتقي شر المجهول، ومن خلال رعاية الطفل وتغذيته والاهتمام به ومداعبته يشعر بالحماية والأمن تجاه أي مصدر تهديد ويشعر بالأمان على حاضره ومستقبله.
وما لم تتوافر هذه العوامل في المناخ العائلي يصبح الطفل أكثر عرضة للاضطراب النفسي والسلوكي.• الحاجة إلى الحب والمحبة:
أهم الحاجات الانفعالية التي يسعى الطفل إلى إشباعها أنه في حاجة إلى أن يشعر بحب الآخرين له وأن يحب الآخرين، فالحب المتبادل بين الطفل ووالديه وإخوته وأقرانه وغيرهم من المحيطين به يمثل حاجة أساسية لصحته النفسية، كما أن الطفل يريد أن يشعر أنه مرغوب فيه، وما لم تشبع هذه الحاجة لدى الطفل يصبح عرضة للاضطراب النفسي وسوء التوافق لأنه محروم عاطفيا.• الحاجة إلى الرعاية الوالدية والتوجيه:
فالرعاية والتوجيه تكفل للطفل تحقيق مطالب النمو النفسي والجسمي على النحو السليم، ويكون إشباع هذه الحاجة من خلال تعبير الوالدين عن سرورهما بالطفل وتقبله والفخر بدورهما كوالدين.
إن انشغال الوالدين عن الطفل لا يتيح الفرصة للطفل لتحقيق المستوى الجيد من النمو بأبعاده المختلفة.
• الحاجة إلى الاستقلال واحترام الذات:
إن الطفل يحتاج إلى قدر من الحرية في أداء بعض الأعمال بنفسه دون معونة من الآخرين.. وهنا يأتي دور الأسرة في إتاحة الفرصة للطفل أن يقوم بالأشياء التي تبرز ذاته ويستخدم فيها قدراته استخداما بناء، كما يتعين أن يعبر الوالدان عن احترامهما وتقديرهما لإنجازات الطفل.• الحاجة إلى تعلم المعايير السلوكية:
إن الطفل يحتاج إلى تعلم المعايير السلوكية نحو الأشياء والأشخاص ويحتاج إلى المساعدة في تعلم حقوقه وواجباته وماله وما عليه وما يفعله وما لا يفعله وكذلك يحتاج إلى معرفة ما يصح وما لا يصح وهو في خلوة أو في جماعة.• الحاجة إلى إرضاء الآخرين:
يحتاج الطفل إلى أن يكون الآخرون راضين عنه سواء كانوا الراشدين أو الأقران، فالطفل يرغب في إرضاء الكبار حتى يحصل على الثواب أو العائد، ويقوم الوالدان والإخوة الكبار في الأسرة بإشباع هذه الحاجة لدى الطفل من خلال:
1. إتاحة الفرصة له لأن يقوم بالسلوك الإيجابي.
2. تشجيعه على القيام بهذا السلوك.
3. الإعراب عن الاستحسان.
4. التقبل لأداء الطفل.
5. تصحيح أدائه برفق.• الحاجة إلى الإنجاز والتقدير الاجتماعي:
يحتاج الطفل إلى التحصيل والإنجاز والنجاح، ولذلك نجده يسعى إلى التعرف على البيئة المحيطة عن طريق الاستطلاع والاستكشاف والبحث وراء المعرفة، وعندما يشجع الوالدان طفلهما على ذلك في ضوء:
1. توجيهات تربوية.
2. وتنمية شخصيته.
3. وغرس روح الشجاعة فيه.
فإنهما يشبعان فيه الحاجة إلى الاعتراف والقبول والتقدير وهذا يمكنه من القيام بدوره الاجتماعي السليم الذي يتناسب مع سنه.• الحاجة إلى اللعب والمرح:
إن اللعب ضروري لنمو الطفل جسميا ونفسيا وعقليا، وهو وسيلة هامة ليتعرف الطفل على المحيط الاجتماعي، ويبرز دور الأسرة في إشباع حاجة الطفل إلى اللعب من خلال إتاحة الألعاب التي تناسب عمره وجنسه، وتخصيص وقت لمشاركة الطفل ألعابه، وكما تقوم الأسرة بدور التوجيه الهادف بحيث لا يكون اللعب لمجرد اللعب، وإنما يكون بجانب ذلك للتسلية والإمتاع وتنمية ملكات التفكير.• الحاجة إلى الحرية: وتشمل:
1. حرية اللعب والتسلق والجري.
2. وحرية التعبير والكلام.
3. وحرية التفكير.ويأتي دور الأسرة
فالوالدان مثلا يمكن أن يتركا للطفل حرية اختيار اللعبة التي يفضلها، والطعام الذي يشتهيه، ولون الثوب الذي يجب أن يرتديه. «فدور الأسرة المسلمة تجاه أطفالها أن تشبع حاجاتهم وتؤهلهم للحياة.»
-
الكاتبالمشاركات
يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع. Login here