دليل إلى تأسيس مشروعك

[admin]

اختصر الطريق !
من الصعب أن تبدأ مشروعًا من الصفر، إذ حينها ستضطر إلى اكتشاف كل شيء وحدك دون مساعدة، وخلال تلك العملية لا بد أن ترتكب أخطاءً بعضها مكلف وبعضها قد يصيبك بالإحباط. لذلك، فالحصول على امتياز يمنحك الحق أن تمثل شركة ما أو مشروعًا ما أقل مخاطرةً من بدء مشروع خاص بمفردك، لكونه يقدم لك مشروعًا جاهزًا بكل أدواته. ففي الواقع، يقدم الامتياز التجاري للحاصل عليه مجموعة من الإرشادات، من ضمنها التدريب الذي يناسبه والدعم المستمر، فسواء أكان مجالك المحاسبة أم التمويل أم الإعلان أم العلاقات العامة أم إدارة شؤون الموظفين أم المشتريات أم الإشراف على المخازن، ستدعمك الشركة
المانحة لحق الامتياز كي تساعدك على النجاح. وبالتالي، سيصبح لديك مشروع، وفي الوقت نفسه لن تضطر إلى تحمل مسؤوليته كاملة.
ولكن يجب أن تتأكد من أن الامتياز الذي تدرس الحصول عليه يتناسب مع المنطقة المختارة لتأسيس المشروع، فلن تتناسب كل فرصة امتياز مع جميع المناطق الجغرافية.
على سبيل المثال: قد تزور منطقة ما في بلدك وتكتشف بالصدفة مطعمًا حاصلاً على امتياز تجاري تستمتع بتناول طعامك لديه وتتمنى أن تجد مثيلاً له في منطقتك. وقد تعتقد أن هذا المطعم سيحقق نجاحًا كبيرًا في تلك المنطقة، ولكن ربما يرجع ذلك إلى عدم وجود مطعم مماثل له في نطاقها. وهناك اعتبارات عدة كالكثافة السكانية والصفات العرقية والتكوين الاقتصادي والاجتماعي للسكان، بل والمناخ أيضًا، وجميع تلك الاعتبارات ستحدد هل سينجح مشروع ما في منطقة ما أم لا. وبالإضافة إلى أهمية موقع المشروع، تعتبر شعبية المنتج أو الخدمة التي تقدمها الشركة المانحة للامتياز ذات أهمية. فإذا كان نشاط الشركة التي وقع عليها اختيارك موضة عابرة، فسيستمرلفترة مؤقتة. وبالتأكيد أنت لا تريد أن يخفق مشروعك حين يفقد هذا المنتج أو تلك الخدمة شعبيتهما. اكتشف ما الذي يتوقع الآخرون منك أيضًا بخلاف التزامك المالي نحوهم. على سبيل المثال: ما حجم الخبرة التي
يتوقعون منك امتلاكها؟ بعض مانحي الامتيازات التجارية لا يتوقعون أن يكون لديك أي خبرة في المجال، ولكنهم قد يطلبون منك أن تقضي قدرًا كبيرًا من الوقت في التدرب كي تتعلم نظام عملهم، ومن بين هؤلاء ”ماكدونالدز“ وجامعته الشهيرة ”هامبورجر“.
ابدأ بشيء تعرفة أو تدرب على الأمر
يرجع فشل بعض المشروعات بشكل واضح إلى نقص الخبرة الإدارية والمعلومات الضرورية لدى القائمين عليها، ولكن الكثير من الناس يتجهون إلى المشروعات التجارية لأنهم يرغبون في فعل شيء جديد ومثير للاهتمام. لذلك، فإذا كانت فكرة مشروعك في مجال تنقصك فيه الخبرة، يجب أن تقيم هذا المجال قبل بدء المشروع. على سبيل المثال: قد تبدو فكرة امتلاك مطعم ممتعة بالنسبة إلى كثير من هؤلاء الذين يهوون الطهي.
فظاهريًا، تبدو مشروعات المطاعم باهرة، وبخاصة حين ترى صاحب المطعم منخرطًا مع زبائنه يصافحهم ويعمل على ضيافتهم. فضلاً عن ذلك، شجعت شهرة العديد من الطهاة الناس في الفترة الأخيرة على افتتاح مثل تلك المشروعات التي باتت تثير اهتمامهم. ولكن، في الواقع، إدارة المطاعم ليست يسيرة، حيث تتطلب قضاء صاحب المشروع لساعات طويلة في المطعم وسهره ليلاً وعمله خلال عطلات نهاية الأسبوع والإجازات، كما أن هذا المجال يعيبه ارتفاع معدل دوران العمالة وكثرة حوادث
السرقة، بالإضافة إلى المنافسة الشرسة وتقلبات السوق. فقد يزدهر وضع المطعم خلال أسبوع ما ويتدهور خلال الأسبوع الذي يليه. وبالتالي، سيؤدي عدم خبرة صاحب المشروع الجديد في مجالي الضيافة والمطاعم إلى عجزه عن معرفة الصعوبات التي تتعلق بما يدور خلف الكواليس وما يواجهه أصحاب المطاعم على الدوام.
على سبيل المثال: يضطر الكثير من أصحاب المطاعم إلى تصفية مشروعاتهم بعد تأسيسها بوقت قصير لأنهم لم يخططوا للتعامل مع صعوبة توظيف واختيار العمالة المؤهلة. ولكن إذا كان صاحب المشروع لديه خبرة في هذا المجال أو عمل في مجال مشابه من قبل، فسيكون على دراية بمسألة ارتفاع معدل دوران العمالة، كما أنه سيعرف كيف يختار العمالة المؤهلة.
ما قبل الأبحاث السوقية
قد تبدو الأبحاث السوقية مكلفة وأنت لم تزل تتحسس خطواتك الأولى لتأسيس مشروع. لكن هناك طرقًا تستطيع أن تجري من خلالها تلك الأبحاث بمهنية وبتكلفة معقولة دون أن تضطر إلى إنفاق مبالغ كبيرة لتقييم فكرة المشروع، فكل ما سيتطلبه الأمر منك هو وقتك ومجهودك.
منطقيًا، من السهل أن تبدأ بحثك السوقي بالتوجه إلى الأسرة والأصدقاء وطرح الفكرة عليهم لمعرفة آرائهم، ولكنك ستدرك حينها أنهم لن يقيموا فكرة المشروع بأمانة مطلقة. ليس معنى هذا أنهم يرغبون في خداعك، فالمسألة أن تقييمهم لن يكون موضوعيًا. سيرغب العديد منهم في دعمك ولن يرغبوا في تحطيم حلمك، كما أن بعضًا منهم قد تكون لديه خطط خفية تدفعه إلى إحباطك وعدم تقييم مشروعك بإنصاف، فضلاً عن هؤلاء الذين لا يرغبون في رؤية شخص من معارفهم يحقق النجاح، لذلك فإنهم يعبرون بسرعة عن آرائهم السلبية تجاه أي فكرة جديدة. وقد يكون بعض من أصدقائك من النوع السلبي، فينظرون إلى النصف الفارغ من الكوب، ولما كان من الصعب معرفة نوايا الجميع، فستحتاج إلى تجاوز دائرة المقربين كي تحصل على آراء أكثر موضوعية حول فكرة المشروع:
❂حدد السوق الذي تستهدفه وتحدث مع العملاء المحتملين.
❂تعرف على ما يعجبهم في المنتجات والخدمات الشبيهة المتاحة في الأسواق.
❂اسألهم أسئلة تتطلب إجابات مستفيضة كي تعرف ألديهم احتياجات غير مشبعة أم لا.
❂إذا تعرفت على احتياجاتهم غير المشبعة، فلديك الفرصة كي تقدم لهم عرضك وتكتشف لو كان متاحًا لهم هل سيثير إعجابهم أم لا.
الادوات الالكترونية
تقدم مواقع التواصل الاجتماعي فرصًا فريدة لتكوين جماعات تركيز في التو واللحظة والحصول على آرائها. فمن خلال نشر فكرتك على تلك المواقع ستستطيع تعلم الكثير حول احتياجات السوق. فضلاً عن ذلك، تقدم تلك المواقع استطلاعات رأي وأدوات استقصائية تستطيع استخدامها لقياس مدى اهتمام السوق بعروض منتجاتك وخدماتك. ولكن توخ الحذر ولا تفصح عن معلومات
الملكية الخاصة بك كي لا تتعرض لسرقة بياناتك. وهناك بعض الإرشادات العامة التي تساعدك على الاستغلال الأمثل للفرص المذكورة:
❂قلص الوقت الذي تقضيه على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تخصيص قدر ثابت من وقتك لها يوميًا أو أسبوعيًا.
❂استخدم تلك المواقع في التواصل وإتاحة مساحة للآخرين للمشاركة والاستجابة إلى تحديثاتك ولكي تستطيع أنت أيضًا التعليق على تحديثاتهم.
❂لا تنشر أي شيء ترغب في الحفاظ على سريته.
ارسم استراتيجية قوية لمشروعك
يسند بعض أصحاب المشروعات مهمة تطوير خطط مشروعاتهم إلى شركة متخصصة أو أفراد متخصصين في هذا المجال، ولكن إذا كان هدفك هو جمع أسهم تساوي ملايين الجنيهات من المؤسسات الاستثمارية كرأس مال للمشروع، لا تعتمد على أي شخص في رسم خطة المشروع، لأن تلك المؤسسات تتطلب في العادة خططًا أكثر رسمية. لذلك، يجب أن تعتمد على نفسك وتضع في اعتبارك:
أولاً: أن تلك الخدمات ليست رخيصة.
ثانيًا: أن تنفيذ الخطة مسؤوليتك أنت وبالتالي ستحتاج إلى فهمها والمشاركة الوثيقة في تطويرها.
ثالثًا: عندما تحتاج الخطة إلى إضفاء تعديلات في المستقبل، كيف ستستطيع إضافة تلك التعديلات ما لم تكن الخطة من تصميمك؟
عناصر خطة المشروع
❂خلاصة تنفيذية: أي عرض مختصر للخطة مع وصف لشركتك.
❂تحليل سوقي: لتوضيح مدى إلمامك بالمجال.
❂وصف للشركة: يتضمن معلومات حول طبيعة نشاط الشركة والعوامل الرئيسة التي تعتقد أنها ستؤدي إلى نجاحها.
❂الشركة وإدارتها: تقديم وصف للهيكل الوظيفي للشركة، مع تحديد أسماء مُلاكها، وكتابة لمحة مختصرة عن فريقها الإداري، وتحديد مسؤوليات مجلس الإدارة إذا ارتأيت تكوين مجلس إدارة للشركة.
❂استراتيجيات التسويق والمبيعات: تتعلق باكتساب العملاء باعتبارهم شريان الحياة للشركة.
❂خط الخدمة أو خط المنتجات: يصف خدمتك أو منتجك مؤكدًا على فوائدهما بالنسبة إلى العملاء الحاليين والمحتملين.
❂احتياجات التمويل: تتضمن تقديرات لتكاليف تأسيس الشركة والمتطلبات المادية في المستقبل.
❂الماليات: أي توقعاتك المالية المتعلقة بالأداء المالي للشركة في المستقبل.
الهدف والوعد والمبادئ حجر الاساس للشركة
رسالة أي شركة توضح هدفها ووعودها. ولكن لا تستهن بالوعد الذي تمنحه لعملائك، إذ يجب أن يتضمن هذا الوعد القيم الجوهرية لعمليات الشركة ويمثل حجر الأساس لثقافتها.
ولا تخلط بين القيم الجوهرية وشعارات التسويق. فعلى سبيل المثال، الجملة الآتية: ”نحن أفضل شركة خدمة عملاء“ تعتبر شعارًا، أي أنها لا تمثل القيم الجوهرية للشركة. وإذا نظرت إلى القيم الجوهرية لشركة ”والت ديزني“، ستجد أنهم يسهبون في التحدث عن الوعد الذي تنطوي عليه رسالتهم كما يلي:
نستلهم قرارات وإجراءات العمل اليومية من وحي ثلاث قيم جوهرية:
❂العمل والإبداع في إطار أخلاقي والنظر في تبعات قراراتنا؛
❂السعي إلى إسعاد الصغار وآبائهم وعائلاتهم والترفيه عنهم؛
❂إلهام الصغار وآبائهم والموظفين والمجتمع كي نضفي تغييرًا إيجابيًا دائمًا على العالم.
استراتيجية التسويق والمبيعات
لا تنفق إلى حد الإفلاس كي تصل إلى العملاء، وضع في اعتبارك النقاط المهمة الآتية:
-1 افتتاح الشركة واستعدادها للعمل لا يعني أن الأعمال ستنهال عليها؛
-2 يجب التركيز دائمًا على السوق المستهدفة؛
-3 لا تتعهد بما لا تستطيع تقديمه؛
-4 كل ما هو أكبر وأغلى ليس بالضرورة أفضل؛
-5 لا تجعل غرورك منبعًا للقرارات التسويقية؛
-6 كن موجزًا، فلا داعي لإدراج كل التفاصيل المتعلقة بالمواد التسويقية للشركة؛
-7 التزم بالاتساق ولا تربك الآخرين بعدد هائل من الأشياء؛
-8 ركز على العميل؛
-9 نفذ وعودك.
موظفو الشركة
هذه مجموعة إرشادات لمساعدة أرباب العمل على تحديد الوضع الحقيقي للموظفين:
❂علاقات العمل: هل الموظف لديه عملاء آخرون أم يعمل لديك وحدك؟
❂ساعات العمل
❂مكان العمل
❂الأداء
❂المصروفات
❂الضرائب
❂مؤشرات العمل
مرحلة المقابلات الشخصية
وظف أفضل المتقدمين للوظيفة لا أفضل الباحثين عن
وظيفة:
❂طور ما لديك من مهارات المقابلة الشخصية: لا ترتجل الأسئلة ولا تسأل الشخص المتقدم للوظيفة أسئلة تقليدية.
❂استخدم نموذج تقييم.
❂لا تحكم على المتقدم للوظيفة من خلال سيرته الذاتية فحسب.
❂اسأله أسئلة ذات إجابات مفتوحة.
❂قيم شخصيته.
كيف تحمي شركتك وأفكارك ونفسك ؟
تذكر أنك:
❂تحتاج إلى اتفاقية شراكة تحدد الكيفية التي تُتخذ بها القرارات وما الذي يجب أن يحدث حين لا توافق الأطراف الأخرى على أي قرار. يجب أن تشرح الاتفاقية أيضًا الآلية التي يجب أن تُفسخ الشراكة من خلالها: أي كيف تُقسم كل الملكيات والحقوق المشتركة حين لا يستطيع الشركاء الاتفاق أو التفاهم؟
❂فكر جيدًا قبل أن تشارك قريبًا أو صديقًا.
❂الجأ إلى جماعات الناصحين والمستشارين والمدربين.
❂لا تعتمد على محامي العائلة أو محامي أحد الأصدقاء  إلا إذا كنت واثقًا من خبرته فيما يتعلق باستشارتك أو قضيتك.
❂جهز قائمة بجهات الاتصال الخاصة بك (الموردين، العملاء، إلخ).
❂راجع تغطيتك التأمينية.
❂احتفظ بنسخة ثانية من جميع مستندات العمل المهمة. وفي النهاية، دون كل شيء. فالذاكرة قصيرة الأمد، ولا تتعاون مع أي مقدم خدمة أو عميل دون اتفاقية بنودها الأساسية مكتوبة:
❂نظرة عامة على إطار العمل أو المشروع
❂قائمة بالتسليمات من منتجات أو خدمات
❂موعد محدد لبداية العمل ونهايته
❂حقوق الملكية الفكرية
❂التعويضات وشروط الدفع
❂بنود فسخ الاتفاقية (أي ما الذي يجب أن يحدث حين  يرغب أحد طرفي الاتفاقية في الانسحاب)
كلمة أخيرة: قد تنسى حياتك الخاصة بما فيها من طعام وشراب وتواصل اجتماعي وممارسة للرياضة في أثناء نضالك لبناء الشركة، ولكن تذكر أنك يجب أن تهتم بكل تلك الأمور كي تحافظ على صحتك وتوازنك. والخلاصة أنك يجب أن تكتشف ما يناسبك وتتعهد أمام نفسك وأمام شركتك بأن تعتني بنفسك بنفس قدر اهتمامك بالشركة وتطويرها، وبالنجاح والتوفيق في مشروعك الجديد!

[الكاتب]

المشاركات