- This topic has 0 ردود, مشارك واحد, and was last updated قبل 7 سنوات، 6 أشهر by admin.
-
الكاتبالمشاركات
-
9 أبريل، 2017 الساعة 12:00 م #16855adminمدير عام
مواجهة التبريرات
عندما نواجه صراع تعارض القيم في بيئة العمل، يقترن هذا الصراع عادةً بمجموعة من الأسباب لتبرير الدافع وراء انتهاج سلوك لا أخلاقي معين. هذه التبريرات هي الحجج التي نسمعها من زملائنا حين نحاول مناقشة مشكلة أخلاقية مرتبطة بكيفية سير الأمور داخل الشركة. وأحيانًا لا تكون هذه التبريرات منطوقة، لأنها تكون سلوكًا تتوقعه المؤسسة وتنتظره من العاملين. وعليه، فإن مثل هذه التبريرات تهدم جهودنا الرامية لتحقيق غاياتنا وأهدافنا على الصعيدين العملي والشخصي.
تصارع قيم بيئة العمل ليس هو وحده المتوقَع. هناك أيضًا الحجج التي نسمعها من الأطراف الأخرى، مما يسهل تكوين الاستجابات الفعالة لمواجهة مثل هذه التبريرات. أي شخص سبق له العمل في شركة أو مؤسسة، لا بد وأنه قد صادف مثل هذه التبريرات، مثل: ”الجميع يفعلون هذا. إنه شيء شائع في مجالنا“. يمكنك دحض هذا التبرير بقولك: ”لو كان كلامك صحيحًا، فلماذا يوجد قانون يجرم هذا السلوك؟“ أو قد تسمع أحدهم يقول: ”هذه ليست مسؤوليتي“. عندما يستخدم أحدهم هذا التبرير بالذات،
فإنه يعترف ضمنيًا بأن ثمة مشكلة أخلاقية بالفعل. وهنا، يجب أن تحل المشكلة فورًا بدلاً من تضييع الوقت في محاولة إقناع الطرف الآخر بمسؤوليته.
تعزيز السيناريو
الخطوة الأولى نحو تفعيل قيمنا هي رغبتنا في التعبير عنها ”علانية“. عندما تبدأ بصقل السيناريو الذي ستضعه للتعبير عن قيمك أمام الآخرين، تذكر هذه القائمة التي توضح الميول والاتجاهات التي تؤثر على خياراتك الأخلاقية:
-1 طاعة أصحاب السُلطة: يميل البشر إلى طاعة من في السلطة والامتثال لأوامرهم دون مناقشة أو مراجعة. يمكنك التغلب على هذا إذا اعترفت للطرف الآخر بأنك تحترم خبرته، إلا أن المعلومات الكثيرة التي جمعتها تثبت أن القرار الذي اتخذه غير سليم.
-2 المرجعية الاجتماعية: يتأثر تفكيرنا بالبيئة التي نوجد فيها. لكن يمكنك تجنب الضغوط الاجتماعية إذا تحالفت مع الأفراد الذين تتشابه أفكارك مع أفكارهم (سواء داخل المؤسسة أو خارجها) لكي تبدِّل السياق الاجتماعي الذي تستقي منه إحساسك بالمساندة والدعم والثقة.
-3 الاتفاق الجماعي: نميل إلى الاعتقاد بأن الآخرين يفكرون بنفس الطريقة التي نفكر بها ويؤمنون بنفس مبادئنا. إلا أنه من الأفضل أن تقارن بين قيمك وقيم الآخرين لتعرف مدى مساندتهم لك واتفاقهم معك. فلو افترضنا أن الجميع يتمتعون بحس أخلاقي، فقد نصبح عُرضة للتلاعب؛ وإذا افترضنا العكس، قد يصيبنا الإحباط ولا نجد جدوى من التعبير عن قيمنا.
-4 المبالغة في التفاؤل: يقودنا التفاؤل المفرط إلى اتخاذ قرارات لاعقلانية. يجب أن تقنع مستمعك عن طريق ابتكار سيناريو يبين له أن اتخاذ القرارات الأخلاقية يساعد الشركة على النجاح.
-5 الانحياز للأفكار الشخصية: نميل إلى البحث عن المعلومات التي تؤكد أفكارنا المسبقة، وتفسير هذه المعلومات حسب ما يتوافق مع أهوائنا ويساند وجهات نظرنا، وننتقي ما نخزنه في الذاكرة بما يخدم مصالحنا. من الاستراتيجيات التي يمكن اللجوء إليها في هذه الحالة هي البحث عن معلومات أخرى بديلة أكثر موضوعية عن نفس القرار أو وجهة النظر، مما يمهد الطريق كي تقنع مستمعك بالتفكير في تفسيرات ورؤى مختلفة لا تخدم مصلحته الشخصية وحسب.
-6 تشكيل الاستجابات وردود الأفعال: تختلف استجابة كل منا لنفس الخيارات بحسب طريقة تشكيلها. يمكننا تشكيل استجاباتنا ليس فقط من منطلق تجنب النتائج السلبية (كالمشكلات القانونية والنزاعات القضائية مثلاً)، بل ومن منطلق تحقيق نتائج إيجابية (تنمية روح العمل الجماعي، وزيادة الحافز). ومع هذا، ففي نهاية المطاف سيتخذ الأفراد قراراتهم الخاصة بتوجيه
من قيمهم ومبادئهم وأولوياتهم الخاصة. لن يستطيع أحد أن يتلاعب بهم أو يخدعهم ليقبلوا ويقتنعوا بوجهة نظر معينة.
-7 الخطوات التدريجية: يميل الأفراد إلى اتخاذ قرارات كانوا سيرفضونها لولا أن استدرجتهم إليها سلسلة متراكمة من الخيارات الصغيرة. هذه الخيارات هي التي تجعل القرار الأكبر مقبولاً في سياقه الخاص. على الرغم من أن هذا يجعلنا نخشى الشركات التي تصوّر القرارات اللاأخلاقية بأنها عادية بل ومتوقعة، فإنه قد يصبح مفيدًا عند محاولة ترك أثر إيجابي داخل الشركة لأنك ستضطر إلى تقسيم التحديات الأخلاقية التي تتعارض مع قيمك إلى خطوات أصغر وفورية التنفيذ، بدلاً من أن تطلب من الشركة أن تغيّر نظام العمل بأكمله مرة واحدة وفجأة.
-8 التنافر الفكري: مثل الانحياز للأفكار الشخصية، نحن نميل إلى إلغاء أية معلومات أو استنتاجات تشعرنا بالانزعاج نظرًا لتعارضها مع وجهات نظرنا أو الوضع السائد حولنا. ولعل الاستجابة المؤسسية المفيدة في هذه الحالة هي تقبل الآخر والاستماع لشتى وجهات النظر حتى لو كانت مخالفة لما نؤمن به. قد يكون من المفيد أيضًا أن تستعين بمشورة الأشخاص الذين تثق في رأيهم، بمن في ذلك أولئك الذين لا تتفق معهم، ولكنك تحترم ذكاءهم وخبرتهم ونزاهتهم.
-9 تفادي الخسائر: نميل إلى مواصلة العمل بالقرار الخطأ وفي المسار الخطأ لأننا لا نتحلى بالمرونة والشجاعة الكافية لنعترف بفشل قراراتنا السابقة.
عندما تحاول إقناع شخص بالعدول عن قرار يتعارض مع قيمك ومبادئك، ستجده يقاوم لأنه استثمر الكثير من الوقت والجهد والموارد لإنجاح قراره السابق. هذا ما نؤمن به ونفعله جميعًا. كلنا نعتقد أننا مقسّمون إلى ناجحين وفاشلين، وأنك إن لم تكن اليد المتحكمة فأنت ألعوبة. لهذا السبب نبذل جل جهدنا في الدفاع عن أنفسنا من الآراء ووجهات النظر التي قد تهدد وضعنا السابق، ونصبح أكثر انغلاقًا ورفضًا لتقبل وجهات النظر أو المعلومات الجديدة. ولكن، يمكنك أن تجرب طريقة مختلفة للنظر إلى القرار الذي سبق اتخاذه بأن تبين لهذا الشخص أن قراره قد أثمر بالفعل عن بعض النتائج الطيبة، ولكن من الأفضل الآن الانتقال إلى شيء جديد طالما أن القرار القديم لم يعد أخلاقيًا أو قابلاً للتطبيق.
-10 مصيدتا ”المشاعر غير الملموسة“ و”السعادة المؤجلة“: تؤثر العوامل الملموسة والآنية على خياراتنا وقراراتنا أكثر من العوامل ذات النتائج والآثار بعيدة الزمان والمكان. تثبت الأبحاث والدراسات ميل البشر إلى الشعور بالسعادة الفورية أكثر من المؤجلة. التحدي الأصعب هو أن تجعل البعيد قريبًا، وتحوّل الإحصائيات المجردة إلى واقع، والفرضيات النظرية إلى وقائع مادية وملموسة قدر الإمكان. استخدم أمثلة أو تجارب وقصصًا حقيقية من واقع شركتك، فكلما كان التشابه كبيرًا، زاد موقفك قوة وإقناعًا. ويمكنك الاستعانة بالوسائل البصرية المساعدة، مثل المخططات والتحليلات الكمية لتجعل المناقشة ملموسة ومؤثرة أكثر.
يمكن أن يتحول سلوك التعبير عن القيم إلى عادة يومية تمارسها بكل تلقائية، لأنك وطنت نفسك واستعديت لأي تصارع بين قيمك وقيم الآخرين، حتى صار التعامل مع مثل هذه الصراعات جزءًا لا يتجزأ من شخصيتك. من خلال ابتكار سيناريو مسبق والتدرب عليه والاستعانة بالنصائح التي قدمناها، يمكنك تهذيب قدرتك على تفعيل قيمك وتجنب المخاطر المحتملة. إذا كانت مواجهة المخاطر أمرًا حتميًا ولا مفر منه، فسيظل بإمكانك أن تتوقعها وتستعد لها. إدارة المخاطر والأزمات لا تعني تجنب وقوعها فقط، وإنما تعني أن تتنبأ بها وتعد العدة لمواجهتها والصمود أمامها وتقليل تأثير المشكلات المترتبة عليها. -
الكاتبالمشاركات
يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع. Login here