Back
مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #10887
    admin
    مدير عام

    المراحل الخمس لتغيير السلوك
    يعتمد مدى استعدادك ورغبتك في التغيير على إدراكك لما سيتطلبه الأمر حتى تحقق هدفك. فعلى الرغم من أن التغيير الخارجي صعب، فإن التغيير الداخلي أكثر صعوبة. وقد حدد الطبيبان النفسيان ”كارلو ديكليمينت“ و“جيمس بروشاسكا“ خمس مراحل يمر بها الشخص خلال محاولته تعديل سلوكياته، وهي:
    ❂مرحلة ما قبل التأمل.
    ❂مرحلة التأمل.
    ❂مرحلة التحضير.
    ❂مرحلة التنفيذ.
    ❂مرحلة التثبيت.
    تعتمد درجة استعدادك لتعديل سلوكياتك على المرحلة التي وصلت إليها، وسترتكب خطأ فادحًا إذا بدأت برنامج التدريب الذاتي دون أن تكون مستعدًا. كما سيكون من الأفضل ألا تشرع في تطبيق هذا البرنامج إذا كنت تمر بتغيير حياتي كبير أو أزمة عاطفية
    عصيبة، لأن هذه التجربة (أي التعديل السلوكي) تتطلب التركيز الكامل وتستهلك مجهودًا ووقتًا وطاقة ذهنية ونفسية، كما أنها تتطلب التحلي بقدر كبير من الشجاعة لأنك ستضطر إلى مواجهة الكثير من الحقائق عن نفسك وشخصيتك، معظمها غير سار، وسيكون عليك الاستماع إلى تقييم الآخرين وانتقاداتهم التي قد تكون بعيدة كل البعد عن المجاملات. وبالتأكيد ستشعر بالإحباط والفشل خلال رحلتك لتغيير سلوكك. كل هذه مخاطر تتضمنها العملية ما لم تكن مستعدًا لها وواقفًا على أرض صلبة لمواجهتها.
    استكشف واختبر قدراتك فى التدريب الذاتي
    عد إلى حالة التأمل والتفكير، واسأل نفسك: ”هل أنا قادر، وجاهز، ومستعد لتغيير سلوكي بصفة نهائية؟“ ركز على العناصر الخمسة التي يتكون منها هذا السؤال، وهي: القدرة والجاهزية والاستعداد والسلوك والديمومة. يمثل كل مفهوم من هذه المفاهيم عنصرًا يجب إمعان التفكير فيه جيدًا خلال محاولتك التوصل إلى إجابة عن سؤالك. ولمساعدتك في الاهتداء إلى إجابة مناسبة، سنستعرض هذه العناصر الخمسة:
    -1 السلوك هو المحك: عندما تقبل عملاً، تكون قد قبلت معه مجموعة القواعد والقوانين المرتبطة به. فإذا كنت عاملاً في مصنع، فأنت مطالب بالحضور والانصراف في مواعيد معينة. وإذا كنت مديرًا تنفيذيًا، فأنت مطالب ببلوغ أداء معين وتحقيق أهداف معينة، وهذا ما يحدد راتبك. لذا فعلاقتك بمؤسستك أشبه باتفاق على ”تأجير“ سلوكيات محددة! فأنت توافق على انتهاج سلوك
    بعينه في مقابل التعويض المادي. وما دمت تفي بالتزاماتك ولا تخرج عن المتفق عليه، فأنت حر في بقية الجوانب الأخرى.
    -2 هل تنوي أن يكون التعديل السلوكي دائمًا؟: استمرار انتهاجك للسلوك الجديد المُعدَّل هو مقياس النجاح الوحيد لأي برنامج تدريبي، سواء في حياتك العملية أو الشخصية. ما لم تقرر تعديل سلوكك بصفة نهائية ودائمة، فأنت تجني على
    نفسك مثلما جنى ”سيزيف“ على نفسه، فتحمل عبئك الثقيل على ظهرك مرارًا وتكرارًا وتحاول الصعود به على تل منحدر، فإذا وصلت به إلى القمة تدحرج منك إلى السفح من جديد، فتعاود الكَرة إلى الأبد.
    -3 هل أنت قادر على تعديل سلوكك؟: كثيرون هم الراغبون في تغيير أنفسهم. فنحن نريد الحصول على وظيفة براتب عالٍ، وتقارير تقييمية بتقدير ممتاز، والانخراط في عادات مفيدة وإيجابية.
    ما من أحد يستيقظ في الصباح ويبدأ يومه بأن يقول لنفسه: ”أريد أن أفشل اليوم!“ فجميعنا وُلدنا راغبين في أن نكون أفضل الزملاء والآباء والشركاء. قد تظن عندما تفشل مرة أن الفشل حليفك دائمًا، ولكن الحقيقة أن كلاً منا يتمتع بالقدرة الفطرية على تعديل نفسه وسلوكياته، بشرط أن يجد الحافز الذي يلهمه والدرب الصحيح المعتمد على اتخاذ الخطوات الصحيحة، بالترتيب
    الصحيح، بالسرعة المناسبة.
    -4 هل أنت مستعد لتعديل سلوكك؟: حسب مراحل التعديل السلوكي، لن يصل المرء إلى حالة الالتزام بإجراء تغييرات حقيقية في حياته ما لم يصل إلى المرحلة الثالثة، وهي التحضير. لماذا؟ لأنه خلال المرحلة الثانية (التأمل) يكون منشغلاً بتقييم الإيجابيات والسلبيات التي ستنجم عن تعديله لسلوكه، فيصبح مترددًا وغير مستقر على رأي. هذا التردد يشتت جهوده، ودون أن يتخذ قرارًا نهائيًا، فلن يستطيع الالتزام بشيء.
    -5 هل لديك الاستعداد لتعديل سلوكك؟: إذا كنت قد بلغت هذه المرحلة، فغالبًا ستكون إجابتك: ”نعم، أنا مستعد لتعديل سلوكي“. بيد أن هناك سؤالاً ثانيًا يعقب هذا السؤال ويعتبر نتيجة طبيعية له، وهو: ”هل أنت مستعد لتنفيذ كل ما يتطلبه الأمر لتعديل سلوكك؟“ هذا سؤال صعب، ويستلزم مزيدًا من التنقيب داخل ذاتك بحثًا عن الإجابة، إذ لا بد أن تعرف تحديدًا كل ما ستكون مطالبًا به خلال عملية التدريب الذاتي. من أمثلة هذه المتطلبات: الاعتراف بأنك وحدك المسؤول عن فشلك في
    تحقيق هدفك ثم التصرف بناءً على ذلك؛ وعدم النظر إلى النقد والتقييم باعتباره تهديدًا، وإنما فرصة عليك اقتناصها كي تنجح عملية التغيير.
    حدد نيتك والتزم بها
    يقول ”أرسطو“: ”النية هي الرغبة المتعمدة في تحقيق إنجازات لدينا القدرة عليها“. فهو كان ينظر إلى النية باعتبارها مفهومًا فريدًا هدفه الوحيد هو التنفيذ. وبالاستلهام من آراء ”أرسطو“، سنجد أن للنية خمس سمات:
    ❂تستلزم النية ترويًا وإمعانًا في التأمل والتفكير.
    ❂يجب أن تكون النية واقعية وقابلة للتنفيذ.
    ❂نيتك هي التي تحدد لك ما تريد عمله، فتكون مصحوبة بالالتزام.
    ❂تساعدك النية في اختيار شكل مستقبلك.
    ❂تكون النية مصحوبة بالتنفيذ، فأنت تحدد نيتك كي تجري تغييرًا في حياتك.
    جد لنفسك مرشداً ودائرة من المؤيدين
    من أهم المقومات التي تحتاجها عند التدريب الذاتي هو وجود مرشد أو موجه لك، بالإضافة إلى دائرة من مؤيديك الذين يقدمون لك النصيحة ويد المساعدة. سيتولى هؤلاء مراقبة أدائك وسيساعدونك على العودة إلى المسار الصحيح إذا حدت عنه. لا شك أن حياتك مليئة بالأشخاص الذين لديهم الاستعداد والقدرة على القيام بهذا الدور، لا سيما أن تدريبك الذاتي لن يوفر لك مستشارًا إداريًا ليوجهك خلال رحلتك، وبالتالي سيلعب هؤلاء الأشخاص دورًا أكثر فعالية. لأن هناك جوانب كثيرة يستطيع مرشدك ومؤيدوك
    معاونتك فيها، يجب أن تختارهم بعناية بحيث يكونون على استعداد لاستثمار وقتهم ومجهودهم لمساعدتك في الوصول إلى هدفك وتحقيق نيتك. كما يجب أن يتحلى مرشدك بنفس الصفات التي يتحلى بها المدرب الشخصي. هذه هي الصفات التي عليك أن تبحث عنها في مرشدك ودائرة مؤيديك:
    ❂شخص تحبه وتحترمه
    ❂شخص لا تشعر بالإحراج إذا حدثته عن أحلامك وآمالك وتطلعاتك، بل وحتى عن مخاوفك
    ❂شخص يحسن الإنصات إلى الآخرين ولا يقاطعك عندما تحاول شرح أمر ما
    ❂شخص إيجابي ومتفائل ومرن
    ❂شخص يهمه نجاحك
    ❂شخص موضوعي وأهل للثقة وقادر على مصارحتك بحقيقة سلوكك ومواقفك وأخطائك
    ❂شخص يقترح عليك الحلول بدلاً من أن يكتفي بتشخيص المشكلة
    ❂شخص يجيد طرح الأسئلة التي تحفزك إلى ابتكار الحلول بنفسك
    ❂شخص ينظر إلى الحقائق بتروٍ ولا يتسرع في إصدار الأحكام
    ❂شخص لا يخشى التغيير، ولا يراه تهديدًا بل يراه
    ❂فرصة للنمو الشخصي شخص يتمتع بالفضول
    ❂شخص متاح ولديه الوقت الكافي كي يهب إلى مساعدتك عند الحاجة
    ❂شخص خفيف الظل وقادر على تلطيف الأجواء بابتسامة ودعابتة
    ❂شخص واسع المعرفة بالمجال الذي سيساعدك فيه

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)

يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع. Login here