Back
مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #10142
    admin
    مدير عام

    تقييم الشركات النامية
    تتنوع الشركات النامية من حيث الحجم وفرص نموها، ولكنها تحمل بعض السمات المشتركة:
    ❂الأوضاع المالية سريعة التغير: لا تختلف الإيرادات  والقيم الدفترية الخاصة بالعام الحالي عن العام السابق
    فقط، بل قد تختلف أيضًا وتتقلب كثيرًا خلال فترة زمنية أقصر.
    ❂فجوة بين القيمة السوقية والقيمة الدفترية: تكون القيمة السوقية للشركات النامية – إذا كانت مطروحة للاكتتاب العام – أعلى من القيمة الدفترية، بما أن الأسواق تضم قيمة الأصول النامية. علاوة على هذا، قد تتعارض القيمة السوقية مع الأرقام التشغيلية للشركة؛ أي العائدات والإيرادات.
    ❂حجم الدين: تحمل الشركات النامية ديونًا أقل فيما يتعلق بقيمتها (الحقيقية أو السوقية)، مقارنةً بالشركات الأكثر استقرارًا في نفس المجال، والسبب ببساطة هو أنها لا تمتلك سيولة نقدية كافية من أصولها الحالية لتغطي المزيد من الديون.
    ❂تاريخها في السوق قصير وغير مستقر: حتى لو كانت الشركات النامية مطروحة للاكتتاب، فعادةً ما تكون أسعار أسهمها مطروحة حديثًا، بل وحتى غير مستقرة.
    وعلى الرغم من تباين درجة تأثير هذه العوامل على الشركات النامية، فإنها سائدة فيها جميعًا. لكي تنجح أية شركة نامية، عليها أن تضاعف معدلات نموها مع المحافظة في نفس الوقت على هوامش أرباحها. صحيح أن معدلات نمو الإيرادات المتوقعة للشركات النامية ستنخفض بمرور الوقت، إلا أن سرعة هذا الانخفاض ستختلف من شركة إلى أخرى. ابحث عن السمات الآتية حتى يؤتي استثمارك في الشركات النامية ثماره المنشودة:
    ❂القابلية لتحقيق المزيد من النمو: عندما يزيد حجم الشركة، تتراجع معدلات نموها. ركز على الشركات القادرة على تنويع عروض منتجاتها وتلبية احتياجات قاعدة كبيرة من عملائها كلما نمت وتوسعت. ستشهد هذه الشركات نموًا أكبر عندما تزداد توسعًا مقارنةً بشركات أخرى تفتقر إلى هذه القدرة.
    ❂هوامش أرباح مستديمة ومستقرة: كلما حققت الشركات نجاحًا، اشتعل وطيس المنافسة. لذا ابحث عن الشركات التي تستطيع الحفاظ على هوامش أرباحها وعائداتها كلما زادت نموًا وتوسعًا.
    ❂السعر المناسب: يمكن أن تصبح الشركات النامية استثمارًا فاشلاً إذا كانت أسعارها غير مناسبة. ورغم أن هناك نسبًا مالية – مثل نسبة السعر إلى نمو الأرباح – تعيبها بعض القيود، فيمكنك استخدامها لفرز الشركات ذات الأسعار المنخفضة.
    حتى أنجح الشركات النامية قد تخيب ظن المستثمرين في مرحلة ما، وتحقق إيرادات لا ترقى إلى مستوى توقعاتهم. عندما يحدث هذا، يبالغ المستثمرون في ردود أفعالهم ويتخلصون من أسهمهم فورًا. لكن انهيار الأسعار يتيح لك اختيار الشركة بالسعر المناسب.
    تقييم الشركات كاملة النمو
    لو كانت الشركات النامية تستقي قيمتها من الأصول النامية، فإن الشركات كاملة النمو تستقي معظم قيمتها من الاستثمارات الحالية. بناءً على هذا التعريف، يتغير معيار الشركات كاملة النمو عبر الأسواق والأزمنة المختلفة (إذ يرتفع المعيار عندما يتراجع الاقتصاد، كما حدث في عامي 2008 و 2009 ، وينخفض عندما ينتعش الاقتصاد).
    أما السمات المشتركة بين الشركات كاملة النمو، فهي:
    ❂يقترب معدل نمو العائدات من معدل النمو الاقتصادي:  رغم أن معدلات نمو العائدات لهذه الشركات قد يكون مرتفعًا (على الأقل في بعض السنوات)، فإنها ستكون مقاربة – إن لم تكن مساوية – لمعدل النمو الاسمي للاقتصاد.
    ❂هوامش الأرباح مستقرة: تتسم الشركات كاملة النمو باستقرار هوامش أرباحها، باستثناء في حالة الشركات السلعية والشركات متقلبة العائد، حيث تتغير فيها هوامش الأرباح باعتبارها جزءًا من متغيرات الاقتصاد الكلي.
    ❂المزايا التنافسية متنوعة: رغم أن فائض العائد في بعض الشركات كاملة النمو يصل إلى الصفر أو أحيانًا تحت الصفر، فهناك شركات أخرى كاملة النمو تستطيع الحفاظ على الكثير من مزاياها التنافسية (وفائض عائداتها).
    ❂القدرة على الاقتراض: مع توفر السيولة النقدية الكافية لتغطية الدين وسداد فوائده، تزيد القدرة الاقتراضية للشركات كاملة النمو، رغم الاختلافات فيما بينها في كيفية استغلال هذه القدرة، حيث ترفض بعض الشركات استغلال قدرتها الاقتراضية وتلتزم بسياساتها النقدية التي رسمتها عندما كانت شركة نامية.
    ❂زيادة العائد والسيولة النقدية: بعد أن تتحسن العائدات وتتراجع احتياجات إعادة الاستثمار، تحقق الشركات كاملة النمو سيولة نقدية من عملياتها التشغيلية تزيد عن حاجتها، فإن لم تنفق هذه الشركات مزيدًا من أرباحها، ستبدأ أرصدتها تتراكم.
    ❂النمو يتأثر بعمليات الاستحواذ: عندما تكبر الشركات  فتعجز فرص الاستثمار الداخلي عن تحقيق معدلات النمو التي اعتادت عليها، تلجأ هذه الشركات إلى ”شراء النمو“؛ إذ إن الاستحواذ على شركات أخرى قادر على زيادة العائدات والإيرادات، دون القيمة.
    ولكن ليست كل الشركات كاملة النمو شركات كبرى؛ فالعديد من الشركات الصغيرة تبلغ سقف نموها بسرعة ولكنها – مع هذا – تبقى شركات صغيرة رغم أنها كاملة النمو.
    هناك استراتيجيتان لتقييم الشركات كاملة النمو:
    ❂الأولى هي استراتيجية ”القيمة السلبية“ التي ابتكرها  عمالقة الاستثمار ”بن جراهام“ و”وارين بافيت“، حيث يكون الاستثمار في شركات ذات إدارة ناجحة وتحقق إيرادات مستقرة ونموًا معقولاً، إلا أن المستثمرين ينقلبون عليها، إما كرد فعل لحدث إخباري ظهر مؤخرًا (مثل بيان الأرباح)، أو لأن هذه الشركات أصبحت بالية وفقدت بريقها.
    ❂الاستراتيجية الثانية هي البحث عن الشركات التي تعمل  تحت إدارة فاشلة وتزيد قيمتها لو توفرت لها إدارة أفضل. للعثور على هذه الشركات، ابحث عما يلي:
    ❖مؤشرات الأداء: كلما ساءت إدارة إحدى الشركات، زادت احتمالات ارتفاع قيمتها. ابحث عن شركات تتسم بانخفاض الهوامش التشغيلية فيما يتعلق بالقطاع الذي تنتمي إليه، وانخفاض عائد الاستثمار فيما يتعلق بتكلفة رأس المال، وانخفاض نسبة الديون.
    ❖احتمال التغيير الإداري: لا بد من تغيير الإدارة كي تزيد قيمة الشركة. ابحث عن الشركات التي لا ترجح الكفة فيها لصالح الإدارة (بالاختلاف في حقوق التصويت أو إقرار تعديلات مضادة لعمليات الاستحواذ)، والتي يكون التغيير الإداري فيها إما وشيكًا، أو متوقعًا.
    ❖نظام التحذير المبكر: إذا رأى المستثمرون الآخرون في السوق ما تراه (احتمالات زيادة القيمة وتغيير الإدارة)، فلن تكسب الكثير. ركز على الشركات التي يتوفر فيها الحافز للتغيير الإداري، مثل: مدير تنفيذي كبير السن، أو مستثمر جديد انضم إلى مجلس الإدارة، أو إجراء تعديلات في عقد تأسيس الشركة.
    إذا أصبت في تقييمك، فلن تنتظر التغيير الإداري، لأن نتيجة استثماراتك ستظهر عندما يدرك بقية المستثمرين في السوق أن ثمة تغييرًا يلوح في الأفق، مما يدفع بسعر الأسهم إلى الارتفاع ليعبر عن هذا التغيير.
    تقييم الشركات المتعثرة
    عندما تشيخ الشركات وتتقلص أسواقها وتتراجع فرص استثمارها، فإنها تدخل في المرحلة الأخيرة من دورة حياتها، أي مرحلة الهبوط. كثير من المستثمرين والمحللين يتجنبون هذه الشركات، رغم أنها توفر فرصًا تعود بالفائدة على المستثمرين طويلي الأجل.
    يستخدم المستثمرون طويلو الأجل استراتيجيتين مع الشركات المتدهورة:
    ❂الأولى هي الاستثمار في الشركات التي يكون التدهور فيها حتميًا مع اعتراف الإدارة به. سيكون هناك ارتفاع ضعيف في الأسعار نتيجة استثماراتك في أسهم رأس المال، وستجني تدفقات نقدية هائلة لأن الأصول والموجودات تتم تصفيتها، والسيولة النقدية تُستخدم لإعادة شراء الأسهم وأرباح الأسهم. في الواقع، سيكون سهمك أشبه بسند دين ذي معدل فائدة مرتفع.
    ❂الاستراتيجية الثانية تستهدف منع تصفية الشركة سيئة الأداء، حيث تستثمر فيها على أمل أن يتحسن أداؤها مرة ثانية فتجني ربحًا. لتطبيق هذه الاستراتيجية، عليك بما يلي:
    ❖الاحتمالات التشغيلية: يمكن أن تنهار الشركات مهما كانت أصولها التشغيلية متينة بسبب إفراطها في الاقتراض. ابحث عن شركات مثقلة بالديون ولكنها ذات أصول قيِّمة في سوق منتعشة.
    ❖إعادة هيكلة الديون: لكي تسترد الشركات المدينة عافيتها، لا بد من تقليل أعباء هذه الديون، إما بتحسين الأداء التشغيلي أو بتمديد الإطار الزمني لسداد الديون. ابحث عن شركات بدأت فيها عملية إعادة الهيكلة وترتفع فيها احتمالات النجاح.
    ❖ضخ المزيد من رؤوس الأموال: يمكن استمرار هذه الشركات في السوق إذا استطاعت جمع رأس مال جديد. ركز على الشركات الأقدر على الوصول إلى رؤوس أموال المساهمين والتمويل البنكي كي تضاعف فرصك في النجاح.
    إذا قررت الاستثمار في الشركات المتعثرة، ركز على أن تنهضها من كبوتها كي تحقق لك عائدات مرتفعة بشكلٍ يغطي خسارتك الناتجة عن استثمارك في شركات أخرى فاشلة. بعبارة أبسط: وزع المخاطر في كل استثماراتك.
    تقييم شركات الخدمات المالية
    تنقسم شركات الخدمات المالية إلى أربع فئات حسب طريقة تحقيقها للأرباح. فالبنك يحقق دخلاً من الهامش بين الفائدة التي يدفعها للعملاء المودعين فيه وبين الفائدة التي يتقاضاها من العملاء المقترضين منه، هذا غير الخدمات الأخرى التي يقدمها إلى المودعين والمُقرِضين.
    أما شركات التأمين تحقق العائد بطريقتين: من أقساط التأمين التي تُحصِّلها من العملاء الذين يشترون وثائق التأمين، ومن عائدات المحافظ الاستثمارية التي تحتفظ بها لتغطية مطالبات التأمين.
    تقدم البنوك الاستثمارية استشارات ومنتجات مالية للشركات من أجل جمع رؤوس الأموال من الأسواق المالية أو إتمام الصفقات والمعاملات التجارية (مثل: عمليات الاستحواذ أو التصفية). في حين توفر شركات الاستثمار لعملائها الاستشارات المالية أو تدير محافظهم الاستثمارية، وتحقق عائداتها المالية من الأتعاب التي تُحصِّلها بفضل هذه الاستشارات، إضافة إلى مبيعات المحافظ الاستثمارية.
    في الماضي، كان الاستثمار في شركات الخدمات المالية استراتيجية متحفظة وحذرة يلجأ إليها المستثمرون الذين يريدون أرباح أسهم مرتفعة ويفضلون الأسعار المستقرة. أما اليوم، فيتطلب الاستثمار في هذه الشركات استراتيجية تتعامل مع التقلب والفوضى، وتتخطى مجرد النظر إلى عائد أرباح الأسهم والعائدات الحالية، والتركيز على المخاطر المحتملة، وذلك بالتأكد من الآتي:
    ❂حماية رؤوس الأموال: هناك مبادئ رقابية وتنظيمية لرأس المال تحكم معظم شركات الخدمات المالية. ابحث عن الشركات التي تلتزم بهذه المبادئ.
    ❂المخاطر التشغيلية: يمكن أن تتنوع المخاطر تنوعًا هائلاً من شركة خدمات مالية إلى أخرى في القطاع الواحد (بنوك، شركات تأمين، إلخ). ابحث عن الشركات التي تعمل في ظل نسبة مخاطر متوسطة أو أقل من المتوسطة وتدر عائدات مرتفعة.
    ❂الشفافية: تتيح الشفافية للمستثمرين إجراء تقييمات صادقة وواقعية عن قيمة الشركات، والفشل في الالتزام بهذه الشفافية يشير إلى تعمد إخفاء المخاطر. ابحث عن الشركات التي توفر أدق التفاصيل عن عملياتها التشغيلية والمخاطر المعرضة لها.
    ❂القيود المفروضة على الشركات الجديدة: يعتبر ارتفاع عائد رأس المال أحد العوامل المهمة والحاسمة في تحديد القيمة. ابحث عن الشركات التي تعمل في مجال مربح وتفرض قيودًا هادفة وواضحة على الشركات الجديدة.
    باختصار، استثمر في شركات الخدمات المالية التي لا تعطي فقط أرباحًا مرتفعة، بل وتحقق عائدات على رأس المال نتيجة استثمارات آمنة نسبيًا. وتجنب الشركات المالية التي تفرط في الاستثمار في مجالات نامية ومرتفعة المخاطر دون مبادئ رقابية تحكم وتحمي رؤوس الأموال.
    هل تستطيع جمع أموال وتوفير سيولة من تقييماتك؟
    تعتمد الإجابة على العوامل الثلاثة التالية:
    أولاً: جودة التقييم، فالتقييمات الصادقة القائمة على معلومات حقيقية تحقق عائدات مرتفعة، على عكس التقييمات الزائفة التي استقت معلوماتها من الشائعات.
    ثانيًا: أداء السوق، فلكي تجني المال عبر تقييم مثالي، يجب على الأسواق أن تصحح أخطاءها، فتحقق نتيجة التقييم ربحًا أكبر وأسرع في الأسواق السلسة. بعبارة أخرى: سترغب في أن يكون أداء السوق فعالاً في معظمه، مع توفر بعض جوانب عدم الفعالية التي يمكنك استغلالها.
    ثالثًا: ”الحظ“. قد لا تقتنع بهذا أو تجده منافيًا لقواعد العدالة، فإن الحظ قد يتفوق على المهارات التقييمية الفذة. وعلى الرغم من أنك لا تستطيع الاعتماد على الحظ الجيد، فإنك تستطيع تحجيم تأثير الحظ على عائداتك عن طريق توزيع توقعاتك ومخاطرك على أكثر من شركة مُقدَرة بأقل من قيمتها. فتنويع الاستثمارات يظل حلاً مثاليًا وآمنًا. لا تدع خبراء المال والمتخصصين في الاستثمار يرهبونك، ففي أغلب الأوقات ستجدهم يستعينون بنفس المعلومات التي تستخدمها، وستدرك أن فهمهم لعملية التقييم ليس أعمق من فهمك. لا تخف من ارتكاب الأخطاء. حتى لو لم تكن جميع استثماراتك ناجحة، فستجد في عملية تقييمها سعادة ومتعة لا تقل عن السعادة التي يشعر بها المستثمر الناجح!

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)

يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع. Login here