غالباً ما تصطدم الفتاة المدللة التي تعودت على تلبية كل متطلباتها وتنفيذ كل رغباتها بأعباءالحياة الزوجية وما تتطلبه من مسؤوليات لم تتعوّد عليها ، وغالباً ما تتسبّب شخصيتها الاعتمادية في فشلها بالاستمرار في حياتها الجديدة ، حيث تدخل في هذا السياق العديد من تجارب الزواج الفاشلة والتي كان سببها هو عدم قدرة الزوجة المدللة على تحمّل مسؤولية الزواج .
حيث “مراد حامد – موظف” إنّه كان يعلم أنّ زوجته مدللة ولا طاقة له بتحمّل أعباء الحياة الزوجية ، حيث كانت تعيش حياة مرفّهة في منزل أهلها ، من أجل ذلك يؤكد أنّه حرص على معاونتها في بداية علاقتهما الزوجية حتى لا تحدث خلافات ولكن بمرور الوقت اعتبرت زوجته أنّ معاونته لها أمر طبيعي ومن ثمّ ، لم تقم بأي من مهامها إلا بمساعدته ، على الرغم من أعبائه الكثيرة في العمل وهو ما كان سبباً لخلافات كثيرة بينهما .
فيما يقول طارق سعيد” مهندس ” أنّه مرّ بتجربة زواج لم تستمر سوى عاماً واحداً موضحاً أنّ فشل هذا الزواج كان بسبب عدم قدرة زوجته عن التخلّي عن العيش في بيت أهلها ، حيث كانت كثيراً ما تختلق الحجج والأعذار للمكوث في بيت أهلها بضعة أيام هرباً من المسؤولية ، مهملةً بيتها ومتطلبات زوجها ، كما كانت نادراً ما تعد الطعام في المنزل كغيرها من الزوجات ، واعتمدت بشكل أساسي على الوجبات الجاهزة مؤكدأ أن هذه الأمور وغيرها كانت السبب في الوصول بهما الى طريق مسدود.
في هذا الإطار تقول ” الدكتورة فاطمة السعداوي – مستشار نفسي وأسري” أنّ الزواج علاقة تتطلب البذل والعطاء ونكران الذات والتضحية من أجل الآخرين , مؤكدة على أنّ تنمية هذه الصفات في أي فتاة مقبلة على الزواج تتطلب غرسها فيها منذ نعومة أظافرها .
معتبرةً أنّ الإفراط فى تدليل الأسرة للفتاة يجعلها أكثر تمركزاً حول ذاتها حتى بعد زواجها ، حيث لا تلتفت إلّا إلى إشباع متطلباتها والتي لايستطيع أي زوج أن يُشبعها بالدرجة نفسها التى يوفرها لها الأهل.
وأضافت أنّها في الوقت نفسه تكون غير مدركة للواجبات المفروضة عليها و حقوق الآخرين عليها ما يزيد من حدة الخلافات والتي تصل في أحيان كثيرة إلى مفترق طرق.
وشدّدت على ضرورة إحياء قيمة هامة تناستها كثيراً من الأُسر في هذه الأيام وهي إعداد الفتيات ليكنّ ربات بيوت ماهرات وزوجات ناجحات ، وهذا لايمنع تدليلهن ولكن بالقدر الذي لايفقدهن مهارات الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية .