Back
مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #11135
    admin
    مدير عام

    بناء أسوار لحماية الأصول غير مادية
    يقوم المزارعون والقائمون على تربية الماشية ببناء الأسوار حول ممتلكاتهم لتحديدها، ولمنع اللصوص من سرقة محاصيلهم، ولمنع الماشية من الخروج من حدود أراضيهم. تعمل الأسوار على حماية ممتلكاتهم وتخبر العالم الخارجي بالحدود التي لا ينبغي التعدي عليها.
    وفي المعرفة الخاصة بالأصول غير المادية، والمجتمع الذي تحركه المعلومات، يمكن أن تكون قوانين الملكية الفكرية بمثابة الأسوار الظاهرية، ثم إننا نستخدم هذه القوانين لنعلن للعالم الأشياء غير المادية التي نمتلكها والحدود التي ينبغي ألا تنتهك. كما أننا نختار، كدرب من دروب السياسة والاستراتيجية، الأخلاق والمكان المناسب لبناء جميع الجدران الخرسانية بدلاً من الأسلاك الشائكة أو الأسوار الخشبية التي تربطها قضبان حديدية والتي يمكن رؤية ما وراءها، كما يسهل اختراقها. وتعد قيود ميزانيتنا، ومواقفنا تجاه الأصول غير المادية، ومستوانا، وحجم ونطاق ممتلكاتنا، تعد جميعها متغيرات في فرض نوع الأسوار التي ينبغي تشييدها حول كل شيء نمتلكه.
    بعض أفضل الممارسات والأخطاء الشائعة
    لماذا ينجح عدد قليل من الشركات في استخراج قيمة المساهمات من أصول رأس المال الفكري، في حين لا تحرز معظم الشركات نجاحًا على هذا المستوى؟ وكيف يمكن للشركات من كل المستويات وفي جميع الحالات أن تحصل على عوائد أفضل من وراء استثماراتها في سبيل الابتكار؟
    -1 يجب أن يكون حصاد الأصول الفكرية عملاً استباقيًا وليس رد فعل، كما يجب أن يكون عملية استراتيجية لا ضمنية، وينبغي أن تحصل على التحفيز لا الإحباط.
    وقد طورت شركة ”جوجل“ ثقافة الابتكار حيث تتم مكافأة الموظفين أو معاقبتهم أيضًا إذا ثبت تقصيرهم في اللحاق بعجلة الابتكار. وفيها يشجع القادة والمديرون الابتكار، لكنهم يعطون الأولوية للمهارات البشرية على المهارات التقنية، كما أنهم يعتبرون سهولة التواصل أكثر أهمية من السلطة؛
    -2 ينبغي أن يأخذ حصاد الأصول الفكرية مدى بعيدًا في التفكير والاستراتيجية والتنفيذ. وفي ذروة الركود الاقتصادي في عام 2009 ، كانت قيادات أكبر الشركات في العالم تشهد تغييرات كل 18 شهرًا، مما تسبب في عدم القدرة على وضع خطة الابتكار أو أي
    توجه استراتيجي واضح حول الأولويات وتخصيص الموارد. فما الابتكار إلا سباق مسافات طويلة وليس سباقًا عاديًا فحسب، وينبغي أن يتسم قادة الشركات ومديروها بالصبر والمثابرة المستمرة في تبني رؤية طويلة الأجل. فلا تشيد القصور بين عشية وضحاها؛
    -3 يجب أن تستثمر الشركات في جمع وتوثيق وتدوين أصولها الفكرية، فبالنسبة إلى العديد من الشركات، غالبًا ما تكون الدراية الفنية والمهارات، والعمليات والنظم، والمعرفة والتقنية التي تكون وراء نجاحها في كثير من الأحيان غير موثقة ولا تدار بطريقة جيدة.
    ويجري تقديم أفضل الممارسات الداخلية في أثناء احتساء الشاي دون تدوينها في دليل العمليات أو برامج التدريب؛
    -4 ينبغي اختيار المشروعات التي تمضي قدمًا في حيز التنفيذ بمعزل عن المحسوبية والمحاباة، كما يجب أن تكون العملية مبنية على أساس الموضوعية وتتماشى مع الاستراتيجية الشاملة للعمل (وليس مع الأجندات الشخصية) من أجل الاستفادة المثلى من الابتكار.
    ويجب على مستثمري رأس المال الفكري أن يضعوا خططًا واضحة لتعيين أشخاص يصدرون أحكامًا محايدة يقومون بتطبيق معايير موضوعية ومتداولة، بالإضافة إلى شاشات للمراقبة، لتحديد المشروعات التي تحرز تقدمًا ملموسًا، والتي وضعت في الاعتبار
    وسيتم تطويرها خارجيًا وتلك التي ينبغي التخلص منها؛
    -5 يجب أن يوضع خط الإنتاج أو الخط الخدمي الجديد بشكل صحيح في منظومة المخاطر والاستقرار، كما يحتاج مستثمرو رأس المال الفكري إلى بناء منظومة دقيقة من القوى المؤثرة على العملاء والسوق والمنتجات، والتي قد تتراوح بين المنظومة منخفضة
    المخاطر التي يسهل اعتمادها من ناحية، والمنظومة التي تتعرض لاحتمال المخاطرة التي يصعب فهمها من ناحية أخرى. وسيساعد تخطيط تلك المنظومة على تحديد القرارات المتعلقة بحملات التسويق، والجداول الزمنية، والموارد، وقنوات التوزيع.
    مستقبل الإبتكار
    إننا ننظر إلى المستقبل نظرة تفاؤلية لكوننا مستثمرين لرأس المال الفكري، فماذا نرى إذن؟ إننا لنرى محاصيل يتم جمعها في الأوان المناسب قبل أن تتعفن أو تفسد لأنها تعد ذات قيمة عالية وتدار بشكل جيد، كما أننا نرى النظم التكنولوجية التي تسهل وتضمن التعاون بالطرق التي لم يكن متاحًا أمامنا فيما مضى سوى تخيلها، وبالإضافة إلى ذلك، أننا نرى قادة الشركات والمؤسسات كمسؤولين حقيقيين عن الأصول الفكرية لشركاتهم، واعتماد جميع أنواع التكنولوجيا والثقافة، كما نرى الروتين الداخلي، والسياسة، والقضاء على الحروب لصالح نموذج تصل فيه القيمة المؤسسية للمساهمين إلى أعلى درجاتها وتتقدم
    مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد. بالإضافة إلى ذلك، نرى شركات تتبنى مبدأ جمع رأس المال الفكري، والاستفادة من استراتيجيات الشراكة بوتيرة سريعة، متعطشة لفرص جديدة ومصادر للدخل ستنجم عن ثمار جهودها الاستراتيجية. نرى الوصول إلى المعلومات بصورة أكثر عمقًا وتوسعًا، لتغدو في متناول اليد بطرق لم يكن لنا تصورها. إننا نرى الشفافية والنزاهة والأمانة
    في الإدارة والقيادة، مع الجهود المخلصة نحو الابتكار وقرارات تخصيص قيمة المساهمات في جلب الموارد.
    أبعد من مستوى رؤيتنا
    إذا أردنا أن نكون مبدعين، علينا أن نطبق منهج البحث، والتواصل، والتعاون بشكل مختلف. يمكن أن تكشف المناهج البحثية التي تركز على المشكلات عن حلول جديدة للمشاكل القائمة وأحيانًا، وبمحض الصدفة، تسفر عن اكتشافات جديدة حقًا، ولكن ينبغي علينا أن نعيد تحديد نطاق قدرتنا على الإبداع. إذا كنت تعرف ما هو الشيء الذي تبحث عنه، فقد تقف عند حدود ما تعرفه. إننا بحاجة إلى توفير المزيد من المرونة والتكيف، ودعم المخاطرة في ميزانيات البحوث في المستقبل، كما يجب أن تكون البحوث أكثر تكافلية، وفي العديد من التخصصات، وكذلك ينبغي أن تكون أكثر انفتاحًا وشفافية، كما ينبغي أن نكون أكثر استعدادًا للخروج من منطقة الراحة والتغلب على مخاوفنا من الفشل وخيبة الأمل.
    هل يعد الحجم أمراً فارقاً ؟
    تقوم الشركات الصغيرة بالابتكار من أجل البقاء كما تقوم به الشركات الكبيرة بهدف المنافسة، ولكن ماذا عن الشركات المتوسطة في السوق؟ يحب السياسيون أن يتحدثوا عن المبادرات وأغصان الزيتون فيما يتعلق بالتكتلات العالمية، ولكن لا يبدو أن أحدًا يريد الدخول في حوار من أجل تحفيز الشركات المتوسطة حجمًا، التي لا يمكن أن نصفها بأنها كبيرة أو صغيرة.
    وتقدم الشركات المتوسطة في أسواقنا المحلية إمكانات كبيرة للمساهمة في الابتكار والإبداع وتقديم نماذج ممتازة للمشروعات المشتركة والتحالف الاستراتيجي لكل من المعلم والمتعلم. وسيعتمد مستقبل الابتكار على حوار هادف ومثمر مع قادة هذه الشركات في سبيل تطوير الحوافز والمكافآت للاستثمار في مجال البحث والتطوير وخلق فرص العمل في هذه الشريحة المهمة من اقتصادنا، والتي عادة ما تضيع في لعبة السياسة.
    يمكن تحقيق بعض استثمارات رأس المال الفكري بنفس الطريقة المطبقة في الزراعة بالاستفادة من الحقول والأدوات والأسمدة، والعاملين الموجودين بالفعل في شركتك، إذا كان لديك رؤية وإذا خصصت وقتًا كافيًا لتزويدهم بالصلاحيات والموارد اللازمة لزرع البذور، وإنشاء الهياكل والقنوات لجني المحاصيل.
    لطالما كان الابتكار جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمعات. فنحن نسعى إلى التطور وإلى جعل العالم مكانًا أفضل من خلال سعينا للإبداع والنهوض بالبشرية، وإعطاء القيمة الحقيقية للأصول غير المادية القادرة على انتشالنا من الإخفاقات المادية.

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)

يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع. Login here