Back
مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #10224
    admin
    مدير عام

    نبحث عن عقليات لا مهارات
    كلنا نعتقد أن الحصول على الوظيفة المناسبة يعتمد أولاً على المهارة و”الشطارة“، أليس كذلك؟ ولكن بمجرد أن تهاوى سوق العمل وتفشَّت البطالة بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، تحولت مهاراتنا التقليدية إلى أطلال وعفى عليها الركود والزمن. والمشكلة هي جهلنا بطبيعة المهارات التي زاد الطلب عليها مؤخرًا وسيزداد مستقبلاً. فنحن لا نعرف مقدمًا ما هي المهارات المطلوبة في السنوات القادمة، ومع ذلك علينا أن نخمن قدرات ومهارات ودوافع الأفراد الذين سنسعى لاجتذابهم اليوم ..
    وغدًا. نحن نتطلع كمديرين إلى المهارات الفنية المستقبلية التي يصعب التنبؤ بها؛ ولكن كقياديين يجب أن نبحث عن سمات وقدرات ومتانات راسخة في الشخصية ومنها: النزاهة والمثابرة والحماس والنشاط والإبداع والتفاؤل، وطبعًا المرونة. وهذا يعني أننا لا نبحث عن مهارات متميزة فقط، بل وعن عقليات وشخصيات نظيفة أيضًا.
    ماهي العقلية ؟
    إذا كانت مهاراتك تشير إلى ما يمكنك فعله، فإن عقليتك تشير إلى ما يمكنك رؤيته والتفكير فيه وتصوره. وعندما تفكر بهذا العمق، فإن سرعان ما ستكتشف أن الأمر لا يقتصر على تبني نموذج براق ولامع للسلوك الإيجابي. فالعقلية أعمق من هذا التفكير، فهي نظرة كلية؛ لحظية ومستقبلية، وتشمل كل شيء. العقلية هي منهج التفكير. وهذا هو سبب تركيزنا عليها. فهي العدسات الداخلية التي نرى بها ونحن نبحر في مسارات الحياة. وهي لا تنفك تؤثر في كل ما نفعله ونراه. ففي تلابيب العقل البشري تندمج الخبرات الشخصية بالسمات الفطرية والمكتسبات المعرفية لتكون لكل منا عدسة مكبرة تخصه فقط. ففي حين تتسم طباعنا بالتقلب السريع، تتميز العقلية بالثبات والانضباط والتركيز على بؤرها الخاصة! وهذا هو سر قوتها كمنظار للرؤية والإبحار في خضم الحياة. ناهيك عن دورها في تجميل أو تشويه ما نراه ونفعله. ومن هنا تنبع أهميتها الأبدية؛ فهي تكشف لنا الفرص الذهبية عندما تلوح في أفق الحياة المشرق، فيراها بعضنا، ويخسرها بعضنا الآخر.
    أنت من جيل العولمة
    أنت من جيل العالمية؛ الجيل الذي تُحدد هويته سمات العصر، لا المرحلة العمرية. يرسم هذا الجيل ملامح الفرص المتاحة في سوق العمل وعناصر المنافسة. فأيًّا كان عمرك، أو تعليمك، أو مكان إقامتك، فأنت جزء من هذا الجيل الأكثر أهمية في تاريخ البشرية. خضع سوق العمل لتغيرات جذرية أطاحت بكل التوقعات والمعتقدات حول الأساليب المثالية للتفكير والعمل. وبصفتك أحد أعضاء جيل العالمية، ستضع القوانين الجديدة بنفسك. ركز على مكانك ومكانتك من هذا الجيل بدلاً من مرحلتك العمرية، لترى الطريقة المثلى لتضع عقليتك موضع التشغيل.
    ❂المرغمون: لا تكن من المرغمين حتى لا تكون من الغارمين. المرغمون هم المنزعجون من التحديات والحقائق والفرص التي يفرضها الاقتصاد العالمي الجديد. هذه الفئة سباقة دائمًا حين يتعلق الأمر بالمهارات والعقليات، ولكن ليس بالقدر الذي يضمن
    نجاحها.
    ❂البناؤون: هم أكثر اندماجًا وتفاعلاً في العمل. إذا كنت  أحد البنائين، فقد وجدت سبيلك إلى وظيفة تستحق أن تُفني فيها طاقتك وتبذل لها جل جهدك. معظم هؤلاء البنائين احتلوا مكانتهم معتمدين على مهاراتهم، مع اهتمام بسيط بعقلياتهم. إذا كانت هذه المواصفات تنطبق عليك، فقد حان وقت التغيير.
    ❂المؤثرون: يطمحون تتويج سنوات عملها المثمرة بشكل  إيجابي ومؤثر. أهم ما يتسم به هؤلاء هو الخوف من أن تقع حياتهم، أو إسهاماتهم، أو حتى شخصياتهم فريسة للقوى الخارجية ورياح التغيير.
    ست صفات عقلية مثالية
    تأمل الصفات التي يطلبها أصحاب العمل، حيث تحتل الأمانة والثقة المراكز الأولى بنسبة 100 ٪ باعتبارها صفات حتمية أو محبذة. فليس بين رجال الأعمال من اختلف على أهمية هذه الصفات، بل أن أكثر من 90٪  منهم أكد على حتميتها. تحتل المراكز التالية صفات: الالتزام، والتكيف، والمسؤولية، والمرونة. هذا يعني أنه في حالة التزامك بالصفات الست الأولى فقط – كنقطة بداية – فإن قيمتك في السوق سترتفع فورًا.
    العقلية الرابحة : مثلث العقليات
    يجمع مثلث العقليات بين الصفات العقلية الأكثر أهمية التي يسعى وراءها أصحاب العمل، وتنقسم إلى ثلاث فئات ترسم مجتمعة ملامح الإطار العام الذي يتضمن كافة المقومات العقلية الرئيسية. إن أهم الجوانب العقلية تتمحور في هذه الفئات الثلاث، أو ما يعرف ب”مثلث العقليات“ والذي يرمز إلى العقلية العالمية، والعقلية الصالحة، والعقلية العازمة. يقدم مثلث العقليات : العالمية، والصالحة، والعازمة شروحًا تفصيلية وأسبابًا جوهرية للفروق التي تضع حدًا فاصلاً بين ذوي الأداء العالي والمنخفض؛ وبين الأثرياء والفقراء؛ وبين الموظفين الملتزمين والموظفين الساخطين؛ وبين الموظفين الجديرين بالتقدير والحفاظ عليهم والذين
    يطلب رحيلهم الجميع؛ وبين الموظفين الذين يحصلون على أعلى الأجور والذين يحصلون على أدن الأجور؛ وأخيرًا بين من يُعيَّنون ومن يرفضون ويُطرَدون!
    يجيب مثلث العقليات عن سؤال شائك يدور في أذهان كثيرين وهو: من بين الجوانب المختلفة والمتعددة للعقلية، أي الصفات تمثل الأهمية والفعالية الكبرى وتؤهلني لأحصل على الوظيفة التي أحلم بها وأتمناها؟ تتربع العقلية العالمية على قمة القائمة باعتبارها نقطة التحكم في المثلث. ترتبط هذه العقلية بمدى استيعابك وتواصلك وتفهمك وقدرتك على مواجهة التحديات اليومية. فهي تشير إلى الانفتاح وتقبُّل الخبرات والأفكار الجديدة، مع القدرة على المساهمة في ابتكار علاقات وتركيبات جديدة. فالعالمية بمعناها الحقيقي – بغض النظر عن السن، أو المستوى الوظيفي، أو المنصب – تُلزمك بالمرونة الثقافية، بدايةً من هذه اللحظة التي تريد فيها أن تبقى على قيد الحياة، لتصبح أكثر شعبية وشهرة وتأثيرًا. فالذين يرتقون بمنظورهم تجاه الحياة، ويكتسبون القدرة على استيعاب واقتحام عالم تزداد موارده ويتسع تأثيره، هم فقط من يحظون بالعقلية العالمية. العقلية العالمية تشمل: التواصل، والانفتاح.
    ❂التواصل: أي قدرتك على استيعاب السياق الأشمل  والأعظم، وتوخي الحذر من العواقب غير المتعمدة التي تنجم عن قراراتك وسلوكياتك.
    ❂الانفتاح: تحتل سمة الانفتاح، والمرونة، والتكيف  مكانة عالية بين نظيراتها من الصفات التي يطلبها الجميع. تحتل العقلية الصالحة المركز الثاني، لأن الخير هو حجر أساس العالم. يرتبط هذا الجانب من العقلية بالقدرة على استيعاب العالم والتعامل معه بشكل يتيح الاستفادة منه، فهو يشمل: الأخلاق، والفضائل، ومنهجك في التعامل مع الآخرين. وتلبي العقلية الصالحة احتياجات سوق العمل تمامًا، لأنها تتمخض عن الالتزام والتعاون في الوظيفة أيًا كان نوعها. تنتج العقلية الصالحة عن جزأين رئيسيين:
    ❂النزاهة: وتشير إلى أصالتك ومنظومتك الأخلاقية.  تعكس النزاهة مدى إدراكك للأشياء التي يفكر فيها الناس حين يتحدثون عن السمعة، مثل الفضائل الخالدة التي يمجدها العالم منذ آلاف السنين. وتسهم بعض خصال العقلية كالأمانة، والثقة، والولاء، والصراحة، والجدارة، والمساعدة الصادقة في الإضافة بشكل كبير إلى صاحبها.
    ❂الود واللطف: هذه السمة على قدر كبير من الأهمية.  وتشمل الود، والاحترام، والنزاهة، والتعاطف، والكرم، والتواضع، وغيرها من الخصال الطيبة.
    وهي تشير إلى تلك الجوانب الشخصية التي تلتصق في أذهان وذاكرة المديرين وتنال احترامهم وتقديرهم. أما العقلية العازمة فهي بمثابة الوقود الذي يساعدك على المضي قدمًا، ويبث الروح في المثلث بأكمله كي تشق طريق الحياة في أحلك المواقف. إذا تأملت الجوانب الستة للعقلية، فستجد أنه من الصعب ”تمتين“ أحدها إذا غابت العزيمة.
    تشاهد في الألعاب الأولمبية لاعبًا يتعثر، أو يُهزم أو يتعرض للإصابة، لكنه بدلاً من أن يستسلم يجاهد ويبذل كل ما في وسعه إلى أن ينتصر. وهذا مثال على الدور الذي تلعبه العزيمة. ينطبق هذا الضلع من مثلث العقليات على كل الجوانب التي تحفز نحو الازدهار الوظيفي.
    تنقسم العقلية العازمة إلى أربعة عناصر:
    -1 النمو: أي مهما كانت درجة إتقانك أو إخفاقك في عمل ما، يبقى بإمكانك أن تتعلم وتحرز تقدمًا منقطع النظير بغض النظر عن عمرك أو مركزك.
    -2 المرونة: تعد القدرة على التجاوب الفعال وتقبل الاختلاف أحد أهم عناصر السلوك البشرية، فهي النواة الفعلية والوحيدة لكل سلوكياتنا.
    -3 التكثيف: ويعني التركيز، والانضباط، والطاقة، والنشاط، ويشكل النقيض المباشر للامبالاة وعدم الاهتمام. يعبر التكثيف عن قدرتك على الالتزام والتفاعل والانهماك في كل المهمات التي تقوم بها.
    -4 الصلابة: تشمل المثابرة والمجهود المضني. هي بالأحرى عنصر ”عدم الاستسلام“ الذي تزداد أهميته بسبب زيادة نسبة تعقيد مهمات أعمالنا، والتحديات التي تواجه أصحاب الأعمال.
    تشكل الأضلاع الثلاثة لمثلث العقليات عنصرًا واحدًا هو العدسة الفعلية التي من خلالها نقرأ صفحات كتاب الحياة. فهذه الأضلاع ليست منفصلة حتى تتبنى كلاًّ منها على حدة وقتما وكيفما تشاء! فهي تتفاعل على الدوام.
    تحدي ” السببية “
    تبدأ التنمية البشرية بكلمة واحدة: ”لماذا؟“ لماذا تسعى إلى تطوير نفسك؟ لماذا تبحث عن التغيير؟ لماذا تتكبد عناء الجهد من أجل الوصول إلى سبل جديدة للتفكير والسلوك؟ تعمل ”لماذا“ السببية كوقود يحرك عزيمتك. فعندما تملك الكثير من التساؤلات ”المكثفة،“ تستطيع فعل ما تريد! عندما ترى أرملة ضعيفة تعمل في وظيفتين غير مجديتين كي توفر الغذاء والمأوى لأطفالها، فهي مثال على أهمية وكثافة ”لماذا؟“ وعنما تتنازل عن شيء مهم لديك من أجل شيء أسمى وأعظم، فإن السبب يكمن في كثافة ”لماذا؟“ يتجاوب عقلك – وجسدك كله – بشكل كبير مع التكثيف، فهو يمدك بالأكسجين والدم، ناهيك عن كونه مصدرًا
    دائمًا للمواد الكيميائية عالية الأوكتان والمسؤولة عن نشاطك وحيويتك. كما يعكس المخ دور التكثيف من خلال الاستجابة السريعة والبارعة. فالتكثيف أحد عناصر العقلية العازمة الأربعة، وله القدرة على التأثير في مثلث العقليات والتحكم بالسرعة التي تتطور بها عقليتك.
    شغل نظام تحديد المواقع ” GPS” الخاص بعقليتك 
    من أهم خصائص أجهزة تحديد المواقع الحديثة قدرتها على تكبير أدق التفاصيل أو التصغير إلى درجة تتيح لك رؤية طبقات الغلاف الجوي. والأمر سيان بالنسبة إليك ولعقليتك العالمية. أما مستويات رؤية التفاصيل في نظام تحديد المواقع الخاص بعقليتك فتنقسم إلى ثلاثة مستويات: ”رؤية أرضية“ وهي غاية في الدقة وأكثر تفصيلاً، ”رؤية علوية،“ و”رؤية فضائية“ وهي مصغرة للغاية.
    كلما زاد انشغالك وقل وقت فراغك زاد احتياجك إلى الرؤية الأرضية التي تتيح لك التنقل بين الأفكار والخيارات سهلة المنال. يعني ذلك بالضرورة أنك بحاجة إلى أن تكون أكثر حرصًا في مجهوداتك للارتقاء إلى أعلى والانتقال إلى الصورة الأعم والأشمل كي ينفتح أفقك لمزيد من الفرص والأفكار الجديدة. الجدير بالذكر أنه حين تشعر بالضياع أو التشويش، فالرؤية الجوية كفيلة بأن تمنحك الرؤية الكافية لتكمل طريقك بكل ثقة.
    مصادر التمتين والتقوية الفعالة
    من الضروري أن تتفاعل قلبًا وقالبًا مع أحد المقويات الفعالة ومنها: خريطة التأثير، ودفتر الحسابات الشخصي، والكود الخاص – وتطبقها بعمق، لأن كل من هذه المصادر يقوي الآخر فتتضافر معًا لتعطيك قوة متكاملة.

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)

يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع. Login here