Back
مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #9771
    admin
    مدير عام

    كيف تقضي الأسرة المسلمة العطلة الصيفية؟
    ها قد استعدت الإجازه الصيفية لفتح أبوبها للأسرة، ووضعت بين أيدي الآباء والأمهات وقت طويلا وثمينا لكي يستغلوه في توجيه أبنائهم نحو المفيد.
    فالأسرة المسلمة هي من تبدأ بتخطيط هذه الإجازة وكيفية قضاء وقت الفراغ فيما ينفع أبناءها ويساهم في تطوير قدراتهم والترويح عنهم بطرق سليمة، فيأتي دور الأولياء في التخطيط للاستفادة من الإجازة وتوجيه الأبناء للموازنة بين المتعة والمعرفة.
    إجازة الصيف تأتي بعد الانتهاء من العام الدراسي وموسم الاختبارات ويتعرض الأبناء للفراغ فيجب أن تنتبه الأسرة إلى هذا الفراغ وأن توجه أبناءها إلى أهمية الوقت لأنه نعمة من نعم الله تعالى، فإن الإنسان إذا حافظ عليه قد شكر الله وإن لم يحافظ فقد فرط في جنب الله قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ) نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ (.
    فعلى الوالدين توعية أبنائهم بأن الوقت هو رأس المال فإذا ضاع ضاع رأس المال، وإذا حافظوا عليه فالربح حليفهم.. وإن استغلال الوقت بيدهم فلا يضيعوا هذا الفراغ إلا فيما ينفعهم وينفع أمتهم.
    فإن كل إنسان مسؤول أمام الله عن هذا الوقت قال -صلى الله عليه وسلم-: ) لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما وضعه، وعن علمه ماذا عمل فيه (.
    وإن لم يهتم الوالدان بوقت الفراغ لدى أولادهم وبناتهم فإنه خطر عليهم ومفسدة كقول الشاعر:
    إن الشباب والفراغ والجده
    مفسدة للمرء أي مفسده
    لأن الفراغ يورث الملل والكسل والأخلاق السيئة والبحث عن طرق لإضاعة الوقت والمعصية.
    من الوسائل المفيدة التي يشغل بها وقت الفراغ في العطلة الصيفية:
    – القراءة: قراءة القرآن وحفظه وفهم معانيه وتفسيره بحيث يخصص ساعة في اليوم لقراءة القرآن… وبرغم الآثار الإيجابية والأمثلة الطيبة للقرآن في تنشئة الأطفال، فإن الكثير من الآباء والأمهات للأسف لا يوجهون أبناءهم لحفظ القرآن، ولا يستثمرون الإجازة الصيفية في ذلك، بل يفضلون أن يقضي الطفل وقته أمام التلفاز، أو أي شيء آخر.
    – الالتحاق بإحدى الدورات العلمية والعملية النافعة والمفيدة مثل: دورات الخط والكمبيوتر أو الرسم وغيرها كثير.. وكذلك الالتحاق بالمراكز الصيفية ودور تحفيظ القرآن الكريم.. وقد لا تخلو مدينة من دور أو مراكز صيفية لتحفيظ القرآن الكريم، فلتحرصي أيتها الأم ويا أيها الأب على مشاركة أبنائكم في هذه المراكز.
    – زيارة الأقارب وصلة الرحم وخصوصا من هم خارج مدينتك، وزيارة المستشفيات والمؤسسات الإيوائية، وزيارة إحدى المؤسسات الخيرية أو مكاتب الدعوة ليتعرف عليها الابن ويسهم بأي شكل مهما كان يسيرا.
    – تعلم حرفة للشباب وتدبير منزلي للبنات، فإن تعلم الأولاد حرفة معينة يستفيد منها كرزق في المستقبل والابتعاد عن الكسل وتكسبه معارف جيدة وتمنحه صداقات جديدة وكذلك الفتاة ومن الضروري تعليمهن التدبير المنزلي السليم وكيفية إضفاء لمسات الجمال على البيت مما لا تسمح الفترة الدراسية بالوقت لتعلمه.
    – المسابقة الاجتماعية في البيت لأفراد أسرتك للحث على الانضباط، وهي من أجمل الوسائل وأمتعها لاستغلال الوقت بالمتعة والفائدة والأجر فحاول إعداد مسابقة يومية أو أسبوعية لطرحها أثناء اجتماع الأسرة، ويمكنك إعدادها على شكل بطاقات أو إجراء مسابقة بين فريقين أو حسب الأرقام أو الحروف، مثلا مسابقة حفظ آية أو حفظ ترتيب سور القرآن الكريم أو مسابقة ماذا نستفيد من (آية – حديث – شعر – قول للسلف) أو مسابقة الأمثال والحكم أو تلخيص كتاب أو تلخيص شريط وهكذا.
    – الترفيه المباح للأبناء… فالمفهوم الصحيح لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ) ساعة وساعة ( هو ساعة لطاعة الله -عز وجل- وساعة يلهو بلهو مباح.
    وقال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: “أجموا (أي روحوا) هذه القلوب فإنها تمل كما تمل الأبدان”.
    مثل الترفيه المباح: كسفر إلى مكة للعمرة، وزيارة المسجد النبوي، وكذلك الرحلات المفيدة النافعة الهادفة وعندما يصحب الأبوان أبناءهما في رحلات الصيف وبعد عناء عام دراسي طويل وبعد أداء امتحان نهاية العام الدراسي فإن ذلك يكون فرصة لهم لتنمية مداركهم واتساع فرص التربية والتعلم أو الخبرات المفيدة، ولكن للأسف كثير من الناس ينشد السفر لغرض الترفيه الوقتي.. أو بدافع محاكاة الآخرين.. وقليل منهم من يجعل من السفر رحلة تربية وتعليم، وفائدة أو فرصة للتغيير الإيجابي واكتساب عدد من الفوائد، وهي عديدة لمن يبحث عنها أو يوليها اهتماما.
    باختصار فلنفعل ستة ولنحذر ستة:
    لا بأس من اللهو المنضبط، وزيارة الآثار، وتغيير الأجواء، والمناطق الخضراء، والتنزه الجميل، والجو البارد.
    ولنحذر من: مواقع المعصية، والحفلات الماجنة، وإطلاق البصر، والاختلاط السيئ، والإسراف المذموم، والسهر القاتل.
    وبذلك يستطيع الوالدان أن يكتشفا أبناءهما في فترات الصيف، من خلال: صقل المواهب، وتنمية الابتكار، واستغلال القدرات، وتعلم الحرف، والرحلات الترويحية.

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)

يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع. Login here