- This topic has 0 ردود, مشارك واحد, and was last updated قبل 8 سنوات by
admin.
-
الكاتبالمشاركات
-
2 أبريل، 2017 الساعة 5:08 م #9760
admin
مدير عامإن الله عادل يحب العدل، وأمر به عباده ونهاهم عن الظلم، وقد حرم الله الظلم على نفسه وجعله بين الناس محرما هذا على الصعيد الاجتماعي بين الناس فكيف إذا كان الأمر يتعلق بعدل الرجل والمرأة بين أبنائهما؟!
فجاءت الآيات والأحاديث دالة على وجوب العدل محذرة من الحيف والظلم والجور أو التفريق بين الأبناء في الهبات والعطايا.
وأما الأدلة من السنة المطهرة في وجوب العدل كثيرة ومنها:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ) إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن -عز وجل- وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا (.
وروى ابن أبي الدنيا بسنده قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ) اعدلوا بين أبنائكم، اعدلوا بين أبنائكم (.
فعلى من يود تربية سوية لأبنائه أن يساوي بينهم في العطاء ولا يقتصر فقط على العطاء بل يساوي بينهم في الحنان والعطف والرعاية والتودد في الكلام ونحوه، فقد كان بعض السلف يحرص على التسوية بين أولاده حتى في القبلات.ولنا في قصة يوسف -عليه السلام- العظة والعبرة فقد ظهرت علامات النبوة على يوسف والتي لمسها الأب في صغره بفراسته ولذلك أغدق الحب والحنان عليه الأمر الذي رفض من قبل إخوته فكبرت الأحقاد في قلوبهم وتضخمت حتى بيتوا النية للخلاص منه من أجل أن يحظوا بحنان الأب وعطفه.
إن العدل بين الأبناء لا يتحقق إلا بالمساواة بينهم في الانتباه وحسن الإصغاء والاستماع والاهتمام وتوزيع النظرات والاستشارة، وحتى المساواة بينهم بالضحك معهم على نفس المستوى، وتوزيع كلمات المحبة والثناء بينهم بالسوية.
فإن عدم العدل بين الأبناء له عواقب ومن أبرز تلك العواقب العقوق، فالتمييز بين الأولاد والتفريق بينهم في أمور الحياة سبب العقوق.
وكذلك يؤدي عدم العدل إلى كراهية بعضهم بعضا، ويكون دافعا للعداوة بين الإخوة وعاملا مهما من عوامل الشعور بالنقص.فظاهرة التفريق بين الأولاد من أخطر الظواهر النفسية فهي تؤدي إلى الانحرافات السلوكية والنفسية، لأنها تولد الحسد والكراهية وتسبب الخوف والانطواء والبكاء وتورث حب الاعتداء على الآخرين لتعويض النقص الحاصل، وتحوله إلى حياة الرذيلة والشقاء والإجرام.
البعض من الآباء قد يفضل بعض الأبناء على بعضهم لأسباب قد يراها موافقة له على ذلك، والصحيح عكس ما كان يعتقد.فمن تلك الأسباب:
• أن يكون الطفل من الجنس غير المرغوب فيه جهلا لكونه أنثى، ما ذنب الطفل إن ولد أنثى، لقد حث النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- على العناية بالبنات ورعايتهن أشد رعاية والاهتمام بهن وعدم عضلهن وأنهن الحجاب من النار إذا أحسنت تربيتهن فقال -صلى الله عليه وسلم-: من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين، وضم أصابعه .
• ومن الأدلة في وجوب العدل بين الأولاد والبنات، قال الحسن: بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحدث أصحابه إذ جاء صبي حتى انتهى إلى أبيه في ناحية القوم، فمسح رأسه وأقعده على فخذه اليمنى، قال: فلبث قليلا فجاءت ابنة له حتى انتهت إليه، فمسح رأسها وأقعدها في الأرض، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فهلا على فخذك الأخرى، فحملها على فخذه الأخرى، فقال -صلى الله عليه وسلم-: الآن عدلت .
• أن يكون الابن قليل الحظ من الجمال أو الذكاء أو كثير الحركة أو قليل الحركة كل هذه الأمور ليست بيد أحد من الخلق أجمعين بل بيد الله وحده الذي خلق كل شئ بقدر، ولهذا قال الله -سبحانه وتعالى-: ﴿ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ﴾ (سورة المائدة آية: 54).
• أن يكون أحدهم مصابا بعاهات جسدية ظاهرة، فهذا بدل التفريق يحتاج إلى الكثير من الحنان والمحبة حتى يخرج من محنته التي هو فيها.فيجب على الوالد والوالدة أن يتقوا الله تعالى وأن يعدلوا بين أبنائهم في كل أمور حياتهم، ولا يفرقوا بين أحد منهم، فهم أبناء بطن واحد ورجل واحد، فالعدل بين الأولاد من أعظم أسباب الإعانة على البر.
وختاما
إن أبناءنا وبناتنا غراس، فلننظر أين نغرسها، وعلينا أن نسقيها ونغذيها حتى يكون الغرس يانعا مثمرا، فيكونوا خدما لأمتهم وأنفسهم ودينهم، كما يستطيعون أن يخدموا أنفسهم وينطلقوا في الحياة طموحين غير هيابين أو مترددين.
-
الكاتبالمشاركات
يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع. Login here