Back
مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #10882
    admin
    مدير عام

    الطريق إلى قمة ” إفرست”
    لكلٌ منا أهدافه التي يسعى وراءها ويكاد يلحق بها ويقبض عليها بين يديه، ثم يعود ليسقط في براثن عاداته القديمة، ويبقى أرضًا بعض الوقت قبل أن يستجمع قوته وشجاعته ليبدأ من جديد. ثم تتكرر المأساة! مكمن الصعوبة ليس التغيير في حد ذاته، وإنما الرغبة في ديمومة هذا التغيير. فالتخلص بصفة نهائية من السلوكيات المتأصلة فينا لتحل محلها سلوكيات أخرى إيجابية هو من أصعب الأمور التي نواجهها في حياتنا.
    عندما نتأمل بعض الإحصائيات التي تتناول سلوكياتنا الشخصية، نجد أن التدخين مسؤول عن وفاة شخص من بين كل خمسة في ”الولايات المتحدة“، وأن الشَرَه (أي الإفراط في تناول الطعام) بدوره هو أحد أسباب الوفاة، حيث تؤدي السمنة إلى الإصابة بأمراض القلب والجلطات والسكر والأورام السرطانية. ومع هذا، تضاعفت نسبة البدانة في ”الولايات المتحدة“ على مدار العقدين الماضيين من 15 ٪ إلى 30 ٪، والمثير للدهشة أن 31 ٪ فقط من البالغين هم من يمارسون التمرينات الرياضية بانتظام، هذا على الرغم من أن الأبحاث تربط بين عدم ممارسة الرياضة وضعف الأداء العقلي والنفسي والبدني. وفي ذلك تقول الطبيبة ”جينيفر ماكلور“: ”أكثر من 50 ٪ من أسباب الوفاة راجع إلى عادات وسلوكيات قابلة للتغيير، مثل: النظام الغذائي غير الصحي، وعدم ممارسة الرياضة، والتدخين، وإدمان المخدرات والكحوليات، وعدم الخضوع بصفة دورية للكشف الطبي.
    ما سبق يعني أن هناك عددًا هائلاً من الأشخاص الذين يتجاهلون هذه الإحصائيات ويواصلون التدخين والإفراط في الأكل ويبددون أوقاتهم أمام شاشتي التليفزيون والكمبيوتر وينخرطون في عشرات الأنشطة الأخرى غير الصحية، وهذا هو أكبر دليل على أن التخلص من العادات القديمة أصعب من النحت في الصخر.
    في الحقيقة، إن تغيير سلوكياتنا يشبه جبل ”إفرست“ الذي علينا أن نتسلقه خطوة وراء الأخرى، كل خطوة تمثل تحديًا شخصيًا جديدًا، حتى نصل إلى قمته الشاهقة فنغتنمها.
    صعبٌ، ولكنه ليس مستحيلاً! أنت قادر على تغيير سلوكياتك، ليس بصفة مؤقتة، ولكن طوال عمرك. وهناك آلاف الأمثلة على ذلك: رجل يعاني البدانة ثم نجح في التخلص من وزنه الزائد؛ أو عامل بسيط أصبح مديرًا تنفيذيًا؛ أو شخص خجول تحول إلى خطيب مفوّه؛ أو لاعب هاو أضحى نجمًا رياضيًا؛ أو رجل أسس مشروعًا صغيرًا ليتحول إلى إمبراطورية أعمال عملاقة! كل يوم تتكرر المعجزة ونرى شخصًا كان يعتبر نفسه في يوم من الأيام فاشلاً يتحول إلى أسطورة نجاح.
    الأهداف الشخصية والمهنية
    ما الذي يمنعك من تحقيق أهدافك الشخصية والمهنية؟ من هو الشخص الذي تتمنى أن تكونه؟ كيف تسيطر على سلوكياتك وتصرفاتك وتمسك بزمام مستقبلك بالاعتماد على مواردك الخاصة وبعض مساعديك؟ هذه هي الأسئلة التي من المفترض أن تجيب عنها؟
    من خلالها ستعرف أن هناك سبيلاً سيفضي بك إلى تغيير سلوكياتك بصفة نهائية ودائمة، سواء كان هذا التغيير في حياتك الشخصية أو العملية، هذا السبيل هو ”أن توطِّن نفسك على الفوز“.
    ❂بمقدور أي إنسان أن يعدِّل من سلوكياته:  على الرغم من صعوبة التغيير الدائم، فإنه ليس مستحيلاً. يعرض لنا التاريخ مئات الأمثلة على أفراد، بل وحتى مجتمعات، شهدت تغيرات وتطورات ثورية وجذرية. ولكننا لسنا بحاجة إلى العودة إلى الماضي وتأمُّل تجارب ”المهاتما غاندي“ و”نلسون مانديلا“ لإثبات هذا الأمر، ليس عليك إلا أن تنظر حولك في أي يوم لتكتشف أشخاصًا عاديين اختاروا أن يغيّروا بأيديهم حياتهم إلى الأبد.
    ❂التغيير يبدأ بتحديد خياراتنا في الحياة: ثمة  نظريات كثيرة تحاول تفسير السلوك الإنساني وإمكانية تعديله، وهي نظريات تنوعت ما بين الدينية والنفسية والفلسفية والاجتماعية والاقتصادية. وعلى الرغم من قيمتها، فإنها تناست أهم شيء، ألا وهو أن التغيير يبدأ بالاختيار. فأنت من تختار كيف تكون سلوكياتك وتصرفاتك؛ أنت من يبدأ بالتأمل ثم التخيُّل ثم التحلي بالإرادة والتصميم، وأخيرًا التنفيذ.
    ❂التدريب الذاتي سيساعدك في تعديل سلوكياتك نهائيًا: اسع إلى الأهداف التي تهمك أكثر من غيرها. قد يكون هدفك هو تحسين أدائك في عملك أو في رياضة أو هواية معينة؛ وقد يكون توطيد علاقاتك بالآخرين؛ أو تنمية ذاتك لتصبح موفور الصحة وتتخلص من عاداتك الضارة وتتحول إلى شخص جديد. أيًا كانت نواياك، فما تفعله لتطوير أدائك في جانب معين هو نفسه ما ستفعله لتحسين أدائك في جميع جوانب حياتك الأخرى. ويعتبر التدريب الذاتي سبيلاً فعالاً لتغيير سلوكياتك لأنك تصبح في النهاية المسؤول الوحيد عن نجاحك، فتتوقف عن التملص من المسؤولية وإلقاء اللوم على الآخرين.
    ❂التدريب الذاتي يبدأ بكلمتي ”نعم، أستطيع“: ما إن تخرج من منطقة الراحة وتقرر أن تغامر وتخاطر، مؤمنًا بأنك ”تستطيع“ أن تتغير، فستكون خطوتك التالية هي أن تجهز نفسك للنجاح. تخيّل أنك ممثل تؤدي دور البطولة في فيلم جديد.
    بالتأكيد ستحرص على التأكد من أن كل العوامل مهيأة لك كي تتقن الأداء. لكي تدرب نفسك على الفوز والنجاح، هناك ثلاثة شروط يجب أن تتوفر لك. فإذا كانت متاحة، فستستطيع أن تمضي قدمًا وتتبع الخطوات السبع اللازمة لتصل إلى انطلاقة الأداء والتي بها ستحقق أهدافك وتنجح في تعديل سلوكياتك بشكل دائم.
    ثلاثة شروط لتدرب نفسك علي الفوز
    -1 المعلومات الدقيقة: عادةً ما يُطلب المدربون الشخصيون لمساعدة مدير تنفيذي على الارتقاء بأدائه وأحيانًا يُطلبون عندما يرصد صاحب العمل أو الزملاء أو المرؤوسون سلوكيات سلبية في موظف ما فتعيق أو تتداخل مع قدرته على تحقيق أهداف عمله. في كلتا الحالتين، يقوم مدير هذا الموظف، أو أحد أفراد قسم الموارد البشرية في الشركة، بشرح الموقف للمدرب الشخصي وإمداده بالمعلومات المبدئية اللازمة.
    ثم في لقاءات المدرب اللاحقة مع الموظف، إذا وجد أنه على استعداد للتدرب فإنه يلجأ إلى استخدام عدد من الأدوات الكمية والنوعية لجمع المزيد من المعلومات عن الموقف. يُتبع الأسلوب نفسه مع من يريدون رفع أدائهم، حتى دون توصية أو أمر رسمي من رؤسائهم ومديريهم. فرجل الأعمال الذي يريد تدريب نفسه يستطيع بسهولة أن يلتمس تقييمًا من زملائه. ويمكن للمتدرب ذاتيًا استخدام بعض الأدوات التدريبية بنفسه دون الحاجة إلى مدرب شخصي، فيرصد بها السلوكيات القابلة للتعديل أو القضاء عليها تمامًا كي يحسِّن من أدائه في عمله، فمثلاً: هل هو بحاجة إلى التحدث أكثر خلال الاجتماعات؟ أو قيادة فريقه بحسب نظرية القدوة والتأثير، بدلاً من إلقاء الأوامر والتعليمات عليهم؟ أو الوفاء بوعوده والتزاماته؟ أو تقبل النقد من الآخرين؟ إذا أكدت لزملائك أن تقييمهم ونقدهم الصريح لأدائك سيكون موضع ترحيب منك وأنك ستحرص على الأخذ به، فالاحتمال الأكبر أنك ستتوصل إلى السلوكيات التي تحتاج إلى تعديل أو تغيير أو التخلص منها كليةً. لكن ليس من السهل أن يقرر الشخص أن يصبح
    ”مدربًا ذاتيًا“ لنفسه، فما لم يحدد الإنجازات التي يريد أن يحققها، فستذهب كل جهوده سدى وسيحيد عن طريقه ويفشل في نهاية المطاف.
    -2 ”المرشد“ الشخصي: المديرون التنفيذيون الذين يحضرون الجلسات التدريبية بأمر من إدارة الشركة يتمتعون بميزة أكبر من أولئك الذين يتدربون من تلقاء أنفسهم، لأن المعلومات المبدئية عن الموظف في هذه الحالة تأتي من طرف ثالث: مديره أو قسم الموارد البشرية. هذا الطرف هو – في الحقيقة – المرشد والموجه، وحلقة الوصل على مدار عملية التدريب، حيث يتلقى آخر المستجدات وتطورات الأوضاع من المدرب والمتدرب كليهما ويساعدهما في التغلب على أية مشكلة أو نقاط خلاف. فإذا كنت رجل أعمال وتريد تطبيق برنامج تدريب ذاتي، فمن الأفضل أن تطلب من زميل تثق به أن يتولى هذا الدور الإرشادي والتوجيهي. فبدونه ستحيد عن الطريق، خصوصًا لو لم تعتمد على مدرب شخصي واكتفيت بأن تكون ”المدرب الذاتي“ لنفسك. سيراقب هذا المرشد سلوكياتك ولكنه سيبقى محايدًا وموضوعيًا، فيكتشف المشكلات في مراحلها الأولى وينصحك بإجراء تعديلات على خطتك لتعود إلى مسارك الصحيح.
    -3 الخروج من منطقة الراحة وإسقاط أسوارك الدفاعية: هذا هو التحدي الأكبر. فقد تكون قد حددت نيتك، وتوصلت إلى المعلومات الصحيحة والدقيقة حول اختلاف سلوكياتك الحالية عن سلوكياتك المرغوبة، وقد تكون وجدت مرشدًا وبعض المؤيدين المستعدين لمصاحبتك خلال رحلة تطوير ذاتك. ولكن، إذا لم يكن لديك الاستعداد من الأساس لإجراء تعديلات جذرية على سلوكياتك، فلن تكون جاهزًا للتدريب الذاتي. غالبًا ما يعتقد الناس أنهم مستعدون للتغيير، ولكنهم ليسوا كذلك في الحقيقة. ربما ينتابهم الحماس في البداية، ولكن ما لم يكن لديهم الكثير على المحك ويخشون خسارته، وما لم يسيروا على هدى خطة محددة ويضعون لأنفسهم هدفًا يسعون إليه، فسرعان ما ستخبو شعلة الحماس هذه. هذا هو الفارق بين التدريب الذاتي والتدريب على يد مدرب. عندما تقوم شركة ما بتدريب أحد مديريها التنفيذيين، فغالبًا ما تكون المخاطر عالية، لأن عجز هذا المدير عن الاستجابة للعملية التدريبية يعني أنه لن يكون قادرًا على تقديم أداء عالٍ. أما أولئك الذين يختارون تلقي التدريب من تلقاء أنفسهم، فلا تكون مخاطرهم عالية بنفس القدر، لأن هدفهم هو الانتقال إلى مجال جديد أو الحصول على ترقية، فيقررون الاستعانة بمدرب شخصي. ولكنهم لا يكونون معرضين لنفس الضغوط والمخاطر التي يتعرض لها الموظف ضعيف الأداء عندما يتلقى أوامر من رؤسائه بضرورة تلقي جلسات تدريب.

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)

يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع. Login here