- This topic has 0 ردود, مشارك واحد, and was last updated قبل 7 سنوات، 6 أشهر by admin.
-
الكاتبالمشاركات
-
1 أبريل، 2017 الساعة 3:44 م #9667adminمدير عام
لا يخفى على أحد أن التنويم المغناطيسي، قد لعب دوراً هاماً في تاريخ البشرية على يد علماء متخصصين، وإن كان قد دخله كثير من الدجل، أخل به، وأخرجه عن رسالته، وباعد بينه وبين نفعه كعلم، خطا خطوات واسعة ناجحة في علاج كثير من الأمراض النفسية المستعصية التي حار فيها الطب، وتعثر فيها كثير من الأطباء!.
على أنه أتى بعد “فرويد” علماء وأطباء، حملوا الرسالة، وساروا بها واستحدثوا كثيراً من النظريات، إلا أنه أخرجها عن وضعها الذي استحدثت من أجله، الجهلة المشعوذون الذين يمشون في الأسواق، ويأتون «بالبهلوانية» أمام السذج من الناس!
ورغم عدم انتشار هذا اللون من العلاج في العصر الحديث بشكل كبير، إلا أنه مازال يستخدم في بعض المراكز العلاجية.
فبعد مخاض وأخذ ورد أصبح التنويم المغناطيسي حقيقة انتهت باعتراف بريطانيا به 19555 واستخدامه كوسيلة معالجة فعالة في مشافيها المختصة بالمعالجة النفسية، تلتها كثير من الدول كأمريكا وغيرها كلها اعترفت به وأسست له أصولا وفروعا في كلياتها وجامعاتها كعلم وفن لا يجيد إتقانه إلا ممارس موهوب له تجارب ناجحة! تلا ذلك تمدد متنوع لذلك العلم حيث كثرت استخداماته، كمعالجة شمولية لأمراض فسيولوجية وسيكولوجية، إلى برمجيات ذاتية مهارية – تنموية تفجيرية للطاقات الكامنة، إلى استخدامات جديدة لا تخطر على بال؟.
و يمكن الاستفادة من هذا اللون من العلاج في مجتمعاتنا الإسلامية وتسخير ذلك أيضاً في تقوية الجانب الروحي والنفسي معاً لدى المريض.
ومما يجدر ذكره أن بعض المراجع الغربية تعتبر بعض الشعائر التعبدية عند المسلمين هي نوع من العلاج بالتنويم، وذلك لأن المسلم يتجه بمشاعره أثناء العبادة باتجاه واحد فيقلل ذلك من تأثير المثيرات الخارجية الأخرى عليه.
ورغم الإيمان بصحة تفسير أولئك العلماء بأن المسلم يتجه بمشاعره باتجاه واحد – هذا إذا كان خاشعاً – إلا أن الاستنتاج الذي بَنَوه على ذلك وهو أن ذلك نوع من العلاج بالتنويم إنما جاء بسبب فراغ أرواح كثير من أولئك العلماء من حقيقة الإيمان بالله وعدم تذوقهم للذة الطاعة وارتباط الدين في حس الكثير منهم بالوهم والخيالات، وإلا فالواقع يشهد بغير ذلك.
كما أنه ربما يكون قصد بعضهم تجريد الدين من أي أثر علاجي فعّال بسبب آثاره الروحية، وربط الناس بالآثار والقوى النفسية، وجعل الدين مجرد وسيلة نفسية يمكن الاستغناء عنه بغيره.
ما هو التنويم المغناطيسي أو التنويم الإيحائي:
هو الحالة التي يكون فيها الفرد في وضع يستجيب فيه للإيحاءات الملائمة من خلال حدوث تغيرات في إدراكه الحسي أو ذاكرته أو مزاجه.
والتنويم حالة تشبه النوم ولكنها تختلف عنه في قابلية المنوِّم للإيحاء.
وقد صيغت تعاريف كثيرة في هذا الخصوص نختار منها ما يلي:
تعريف Suther Land ،1991، 197 ” إنه حالة يكون عليها الفرد مرتخيا نتيجة للتلقين، ويركز انتباهه ويطيع الملقن. وفي بعض الأحيان لا يشعر بالألم ويرفض ذلك الشعور”. إن تفسير ظاهرة عدم الشعور بالألم محل خلاف وقد جربتها على عدد من الطلبة المتبرعين فوجدتها فعالة.
تعريف Gleitman ، 1992،A36 ” بأنها حالة مؤقتة من النشوة تحت تأثير الإقناع والتلقين للفرد الطبيعي. خلال فترة التنويم يمكن للمنوم أو المعالج النفسي أن يلقن الفرد مما يؤدي إلى مؤثرات عرضية للفرد كصعوبة التنفس أو صعوبة إظهار الكلمات أو المناقشة “
تعريف Myers ،1993،540 ” هو نوع من التلقين العالي الذي يدفع الأفراد لتركيز انتباههم على نقطة ضيقة معينة بحيث تكون خبراتهم وخيالهم كأنه حقيقة وواقع “.
والتنويم المغناطيسي أو التنويم الإيحائي هو علم ليس بالجديد، وإنما علم معروف منذ مدة لا تقل عن ثلاثة آلاف سنة، وبالرغم من أن أغلبية الناس يعتبرونه ضمن الأمور الغامضة، إلا أنه ظاهرة طبيعية محضة.
ويعد التنويم المغناطيسي أحد الأمور التي تثير الجدل، والتي يفقد الكثير من الناس التصور الواضح لها.
هل التنويم المغناطيسي سحر أسود؟
هنالك العديد من الناس لا يفهمون حتى ماهية التنويم المغناطيسي، لذلك وللأسف يعتبرونه كسحر أسود، لكنهم على خطأ، لكون أن التنويم المغناطيسي هو ظاهرة طبيعية، ارتبط بالفعل بالممارسات الروحية سابقا، لكن اليوم انفصل التنويم المغناطيسي كليا عن هذه الممارسات وهو الآن يستند إلى أبحاث علمية سليمة.
هل بالفعل يفقد الشخص المنوم مغناطيسيا السيطرة على نفسه؟
حسنا لكي نكون واضحين أكثر، لن ولن تصل أبدا إلى هذه الحالة عندما تكون تحت تأثير التنويم المغناطيسي، ومن يقول ذالك فهو على خطأ، إذ أن التنويم المغناطيسي يعتبر كحالة من الوعي التي يصبح فيها ارتباطك باللحظة أعمق وأقوى لكنك تدري ما يحدث حولك لا غير.
كيفية التنويم المغناطيسي بطريقة سهلة؟
حينما يريد أخصائي نفساني تنويم أحد مرضاه، وحينما يكون المريض مستعد، يقوم الأخصائي بإدخاله في استرخاء عميق من خلال طلبه منه أن يركز على نقطة عالية ولا يزيل نظره عليها أبدا كمرحلة أولى، بعد ذلك يقوم الشخص بتغميض عينيه ثم يركز على عملية التنفس، ثم بعد ذلك يبدأ الأخصائي في إرخاء كل عضو في الجسم عن طريق استعماله نبرات صوت متغيرة كل واحدة منها خاصة بعضو معين في جسم الإنسان، إلى أن يصل الشخص إلى مرحلة الاسترخاء العميق، والتي يجد فيها نفسه يبتعد بشكل تدريجي عن الواقع، لكن يسمع ويعي ما يدور حوله، هنا يكون التنويم قد قام بمفعوله ويبقى الدور عن الأخصائي.
هل يمكن تنويم أي شخص؟
من الطبيعي أنه لا يمكن تنويم شخص لا يريد أن ينام، لكن يمكن لبعض الأشخاص أن يتأثروا بالتنويم المغناطيسي بكل سهولة مقارنة مع الآخرين. هنا سأذكر لك الأشخاص الذين لا يخضعون للتأثير المغناطيسي:- الأطفال تحت سن السادسة.
- الأشخاص تحت تأثير مخدر ما.
- الأشخاص الذين يتناولون أدوية منومة أو مهدئة.
من الذي لا يتأثر بالتنويم المغناطيسي؟
يعتقد الكثير أنه لا يمكن تطبيق التنويم المغناطيسي عليهم، ولكن الواقع يختلف بشكل كبير، وفي ما يلي بعض الإحصاءات.- 15% من البشر يستجيبوا للتنويم المغناطيسي بشكل فعال جدا.
- يتأثر الأطفال أكثر من الكبار بالتنويم المغناطيسي.
- يعتبر فقط 10% من البالغين لا يمكن تطبيق التنويم المغناطيسي عليهم.
- يعتبر الأشخاص الذين يمتلكون خيالا واسعا أكثر عرضة من غيرهم للتأثر بالتنويم المغناطيسي.
- كلما كانت وجهة نظر الشخص عن التنويم المغناطيسي إيجابية، يكون تجاوبه أفضل أثناء التنويم المغناطيسي.
ما هي المعتقدات الخاطئة عن التنويم المغناطيسي؟
يوجد الكثير من الحقائق المزيفة عن التنويم المغناطيسي، ويعود ذلك لاستخدامها من قبل أشخاص غير مسئولين، كما يتم التطرق لموضوعها في الأفلام والمسلسلات بشكل غير منطقي، في ما يلي بعض هذه المعتقدات الخاطئة وتصحيحها.
لا يستطيع الشخص الخاضع للتنويم المغناطيسي أن يتذكر الأحداث التي جرت أثناء وجوده في هذه الحالة،
في الواقع أن فقدان الذاكرة نادر جدا ما يحدث أثناء التنويم المغناطيسي.
و في أغلب الأحيان يستطيع الشخص الخاضع للتنويم أن يتذكر جميع التفاصيل التي مر بها، ويبقى بعض الاستثناءات، فقد لا يستطيع الشخصتذكر بعض الأمور التي حدثت قبل وأثناء التنويم المغناطيسي، ولكنها تبقى محدودة ومؤقتة.
يمكن للتنويم المغناطيسي أن يمكن الشخص من تذكر تفاصيل حادثة شاهدها بالكامل.
في الحقيقة أظهرت الدراسات أن التنويم المغناطيسي يعزز الذاكرة لكن ليس بهذا الشكل المبالغ فيه، وكما يمكن للتنويم المغناطيسي أن يشوه بعض الذكريات أو يوجد ذكريات كاذبة.
يمكن أن يطبق التنويم المغناطيسي على الأشخاص دون إرادتهم.
في الواقع من تعريف الأطباء للتنويم المغناطيسي، فانه يحتاج لتعاون ما بين المطبق والخاضع حتى يتم الدخول بهذه الحالة.
يمتلك الشخص المطبق للتنويم المغناطيسي التحكم المطلق بالشخص الخاضع للتنويم.
يعتقد الكثير بأن هذه المقولة صحيحة، إلا أنه لا يمكن للشخص المطبق للتنويم أن يجبر الشخص الخاضع للتنويم على أن يقوم بأي أفعال تخالف مبادئه وأخلاقه.
يمكن للتنويم المغناطيسي أن يجعل الأشخاص رياضيين وأكثر قوة.
مع أن التنويم المغناطيسي يستخدم لتحسين أداء الجسم، إلا أنه غير قادر على أن يزيد من قوة الشخص التي يمتلكها مسبقا، أو حتى أن يجعله رياضيا.
كيف يتم التنويم المغناطيسي؟
إن أول مشهد يتبادر للذهن عند سماع هذا المصطلح، هو صورة شخص شرير يحمل بيده ساعة جيب تتأرجح أمام الضحية، لكن في الحقيقة أن الشخص الذي يقوم بالتنويم يقتصر واجبه على مساعدة الخاضع للتنويم كي يدخل في هذه الحالة، ويطلق على هذه الحالة أنها مشابهه للنوم الطبيعي أو تركيز الانتباه أو زيادة التأثر بالإيحاء.
ماذا ينتج عن التنويم المغناطيسي؟
يختلف الآثار الناتجة عن التنويم المغناطيسي من شخص لأخر، فقد يشعر البعض بحالة من الاسترخاء الشديد والانعزال، وكما يمكن أن يشعر آخرون بأن الأحداث تجري خارجة عن إرادتهم ووعيهم، بينما يبقى البعض في حالة يقظة تامة ويمكن لهم أن يجروا حديث مع من حولهم، وكتجربة لإظهار أن الشخص الخاضع للتنويم المغناطيسي ينخفض شعوره بالألم، تم وضع يد أحد المتطوعين في الماء المثلج، ولم يقم بإخراجها إلا بعد عدة دقائق، بينما لا يستطيع أي شخص خارج حالة التنويم المغناطيسي أن يبقي يده لأكثر من ثواني معدودة.
استخدامات العلاج بالتنويم:
يسعى المعالج بالتنويم إلى إظهار بعض الذكريات من اللاوعي لدى المريض أو أن ييسر له البوح ببعض أفكاره وانفعالاته المزعجة أو غير المقبولة التي لا يستطيع الحديث عنها صراحة في حالته الطبيعية.
ورغم أن العلاج بالتنويم قد أخذ في الانحسار تدريجياً مع تطور وسائل العلاج النفسية الأخرى في العصر الحديث إلا أنه قد حقق في السابق درجات مختلفة من النجاح في علاج مجموعة من الأمراض مثل:
1- السمنة.
2- يستخدم أطباء علم النفس التنويم الإيحائي في علاج أو مساعدة العديد من مرضاهم عن الإقلاع عن عادة لا يحبونها أو علاج مر ض معين، ومن أهم هذه الحالات: إدمان الكحول والمخدرات والنيكوتين،، تحسين التركيز، الاجتهاد في العمل.
3- تم استخدامه في التخدير قبل العمليات الجراحية في القرن الماضي، لكنه نظراً لاكتشاف عقاقير التخدير فإنه لم يعد يستخدم في الوقت الحاضر.
4- الآلام المزمنة.
5- الربو.
6- الثآليل.
7- الحكة.
8- حبسة الكلام.
وليس من المناسب استخدام هذه التقنية العلاجية لعلاج ذوي الشخصيات الوسواسية، وكذلك الشخصيات الشكاكة المرتابة نظراً لانعدام ثقتهم بمن حولهم بمن فيهم المعالج نفسه.
التقنية الحديثة للعلاج بالتنويم:
يستخدم المعالج بالتنويم عدة وسائل في علاجه، والتي منها على سبيل المثال سؤال المريض بأن يركز نظره على شيء ما أمامه، وأن يسترخي تدريجياً حتى يصل إلى مرحلة يكون فيها غير واعٍ لما يدور حوله بدرجة كافية. ويشترط للعلاج بالتنويم أن يكون المريض متفاعلاً ومستعداً للتعاون مع المعالج، ورغم ذلك فإن هناك 5-10% من الناس لا يمكن تنويمهم مهما بلغت مهارة المعالج ودرجة تعاون المريض معه، في حين تختلف درجة القابلية للإيحاء عند 90% الآخرين. كما أنه يمكن أيضاً للمريض نفسه بعد فترة من التدريب أن يقوم بتنويم نفسه.
وتختلف طرق التنويم بحسب الغاية التي من أجلها يُنوّم الإنسان أو الوسيط. فقد يكون المنوم مشعوذاً أو طبيباً أو باحثاً أو هاوياً، فيكون الهدف أحياناً هو خداع الناس أو تسليتهم أو يكون طبيباً بحيث يستخدم التنويم لعلاج بعض الحالات النفسية وقد يكون الهدف إجراء بعض التجارب والبحوث أو يكون مجرد هواية لمحاولة استشفاف الغيب.
ومهما يكن الهدف من التنويم فإنه يجب أن يتم في مكان هادئ ونور خافت، بعيداً عن اللون الأحمر والألوان الزاهية البرّاقة، كما يجب أن يستلقي الوسيط على مقعد وثير بطريقة مريحة، وأن يحل ربطة العنق والأحزمة الضاغطة وينزع الأحذية الضيقة، ثم يجب أن يعرف الوسيط الهدف من النوم، وأن لا خطر من التنويم المغناطيسي على النائم، كما يطلب منه عدم المقاومة وأن يكون إيجابياً خلال مراحل النوم، ثم يبدأ المنوِّم بالإيحاء النفسي، معتمداً في ذلك على استغلال بعض الأشياء التي تحدث طبيعياً في جسد الإنسان ونوضح ذلك على النحو التالي:
في البداية يطلب المنوِّم من الوسيط أن يجلس ويداه مفتوحتان على ركبتيه، بحيث يكون باطن الكف إلى أعلى، فيوهمه بأن أصابعه سوف تنقبض بأثير قوة التيار المغناطيسي الذي يوجهه المنوِّم، وبعد لحظات يشعر الوسيط بأن أصابعه فعلاً تبدأ بالانقباض، وهذا الشعور طبيعي لأن أي إنسان إذا ما أرخى عضلات يده فإنه سوف يجد أن أصابعه تنقبض تلقائياً، فإذا أحس الوسيط أن أصابعه قد بدأت تنقبض، توهّم أن هذا الانقباض نتج فعلاً بتأثير من المنوِّم، ثم بعد ذلك يوهمه المنوِّم بأن يديه كما انقبضت بفعل التأثير المغناطيسي سوف تنقلب تلقائياً بحيث يصبح باطن اليد إلى أسفل بعد أن كان إلى أعلى، وفعلاً بعد أن تنقبض الأصابع تدور اليد كما أشار المنوِّم، وهذا أيضاً أمر طبيعي، ويمكن لأي إنسان أن يجرب ذلك بنفسه، فإذا شعر هذا الوسيط والذي غالباً ما يكون إنساناً بسيطاً أو مثقفاً طيب القلب يصدق كل ما يقال له، فإن ينقاد انقياداً أعمى إلى المنوِّم فتزداد ثقته به وبكلامه وبطاقته المغناطيسية، وبعدها يتحول المنوِّم بالإيحاء إلى عيون الوسيط بعد أن يضع أمامه كرة صغيرة لامعة ويطلب منه أن يحدق فيها ولا يلتفت لسواها، فيوحي إليه بأن أجفانه سوف تصبح ثقيلة وتأخذ بالانغلاق رويداً رويداً، وأن محاولة فتحها أصبح أمراً صعباً، وأن عليه الاستسلام وإغلاقها كي لا يتعب.
والحيلة الكامنة هنا هو أن المنوِّم يضع الكرة اللامعة على مسافة قريبة جداً من عيني الوسيط وفوق مستوى النظر، وهذه الوضعية يتوخاها المنوِّم لهدفين.
الهدف الأول: هو جعل عضلات عدسة العين الشعرية (Ciliary Bodies) تعمل بكامل طاقتها وقدرتها لتركيز الصورة على شبكة العين (Retina) وهذا يؤدي لشعور العين بالتعب، كما أن وضع الكرة اللامعة فوق مستوى العين يجبر عضلات الجفن الأعلى على الانقباض بصورة أشد من الحالة العادية وهذا ما يجعلها تتعب
أما الهدف الثاني: فيكمن في بريق الكرة إذ إن التحديق في جسم لامع يخفف من نشاط وحيوية الإنسان ويعزله عما يدور حوله من أمور. فإذا تعبت العين وقل النشاط والحيوية وأخذ يشعر بلحظات انسلاخ من المحيط الموجود فيه، ازدادت ثقته وقناعته بكلام المنوِّم إلى حد كبير بحيث لا يعود يشك في أية كلمة يسمعها منه. فإذا وصل المنوِّم إلى هذا الحد، أوحى إليه بأن الأصوات حوله بدأت تخف وأن لا صوت يسمع سوى صوت المنوِّم وبأن شعوراً جارفاً بالنوم بدأ ينتابه ولا فائدة من مقاومته وأن عليه الاستسلام لأن النوم فيه راحةله ثم يقول له بعدها بان أنفاسه قد أصبحت طويلة وبأن جسده أصبح خفيفاً جداً وهكذا يستمر المنوِّم بالإيحاء عن طريق استغلال أشياء حقيقة تحصل في جسد النائم حتى تحصل الحالة التي نسميها النوم المغناطيسي.
وحينما يكون المريض تحت تأثير التنويم سواءً بمساعدة عقار أو بدون استخدام العقاقير فإن المعالج يتركه يتحدث كيف يشاء، ثم يستخدم ذلك في العلاج لاحقاً.
وتتصف الحالة التي تنتاب المريض أثناء العلاج بالتنويم بالتغيرات التالية:
1- انعدام روح المبادرة وانتظار المريض لأوامر معالجه.
2- انعدام الاستجابة للمؤثرات الخارجية سوى ما يوجهه إليه المعالج.
3- ازدياد القابلية للإيحاء.
4- ضعف ارتباط المريض بالواقع من حوله.
5- شعور المريض ببعض التخيلات الغريبة كشعوره بأنه موجود في زمان ومكان غير الزمان والمكان الذَين يحياهما.
6- نسيان المريض لما حدث أثناء جلسة العلاج في بعض الأحيان خصوصاً عند ذوي الشخصيات القابلة للإيحاء بشكل كبير عندما يأمرهم المعالج بذلك.
ولعل بعض طلبة العلم يتحرج فيما يتعلق بحكم مثل هذه الطريقة العلاجية، حيث إن المسلم مأمور بتجنب كل ما يؤثر على وعيه وإدراكه إلا ما دعت إليه الضرورة كالبنج في العمليات الجراحية حتى لا يشعر المريض بالألم.
وفي الحقيقة أن الألم النفسي الذي يعاني منه المرضى النفسيون لا يقل في بعض الأحيان عن الألم العضوي بل قد يفوقه.
ما حكم التنويم المغناطيسي؟
تباينت الفتاوى حول التنويم المغناطيسي، وسبب تباينها يكمن في التصنيف الذي يوضع فيه التنويم المغناطيسي، فمن صنفه في مجال الكهانة والسحر واستخدام الجان قال بمنعه دون تفصيل، ومن صنفه في مجال الإيحاءات والمجالات العلمية والنفسية قال بحليته إذا استخدم فيما هو خير كالعلاج ونحوه، وننقل هنا فتويين يبينان هذا الاختلاط.
الفتوى الأولى: فتوى هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية رقم 1779 في المجلد الأول (العقيدة) صفحة 399 الطبعة الثانية 1412هـ، السؤال: ما حكم الإسلام في التنويم المغناطيسي وبه تقوى قدرة المنوم على الإيحاء بالمنوم وبالتالي السيطرة عليه وجعله يترك محرماً أو يشفى من مرض عصبي أو يقوم بالعمل الذي يطلب المنوم؟.
تقول فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في دار الإفتاء السعودية عن التنويم المغناطيسي: التنويم المغناطيسي ضرب من ضروب الكهانة باستخدام جني يسلطه المنوِّم على المنوَّم فيتكلم بلسانه ويكسبه قوة على بعض الأعمال بسيطرته عليه إن صدق مع المنوم وكان طوعاً له مقابل ما يتقرب به المنوم إليه ويجعل ذلك الجني المنوم طوع إرادة المنوم يقوم بما يطلبه منه من الأعمال بمساعدة الجني له إن صدق ذلك الجني مع المنوم، وعلى ذلك يكون استغلال التنويم المغناطيسي واتخاذه طريقاً أو وسيلة للدلالة على مكان سرقة أو ضالة أو علاج مريض أو القيام بأي عمل آخر بواسطة المنوم غير جائز، بل هو شرك لما تقدم، ولأنه التجاء إلى غير الله فيما هو من وراء الأسباب العادية التي جعلها الله سبحانه إلى المخلوقات وأباحها لهم. انتهى كلام اللجنة.
الفتوى الثانية: (من موقع الإسلام اليوم) العنوان التنويم المغناطيسي في العلاج الطبي، المجيب د. عبد الرحمن بن أحمد بن فايع الجرعي عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد، التصنيف: الطب والصحة، التاريخ 29/7/1426هـ، السؤال: ما حكم التنويم المغناطيسي في العلاج الطبي؟ علماً أن دراسة التنويم المغناطيسي جزء من المنهج الدراسي في الطب، وقد قرأت فتوى أنه حرام، على أساس أنه يتعلق بالجن، وقرأت أيضاً عن هذا العلاج كثيراً، وكله يتركز على أمور نفسية لا علاقة لها بالجن والسحر؟
الجواب: يمكن إيجازه فيما يلي:
1) أن المسمى الصحيح لهذا التنويم هو (التنويم الإيحائي).
2) أن بعض الفتاوى التي صدرت في حكم التنويم المغناطيسي إنما كانت بناءً على ممارسات غير صحيحة، وغير داخلة في مسمى التنويم الإيحائي (المغناطيسي) فالإخبار بالغيبيات واستعمال الجن ينكرها من يمارس هذا النوع من أطباء ومختصين.
3) أن التنويم الإيحائي (المغناطيسي) مجال علمي معروف، ومهمته العلاجية معروفة، وله قواعد وأسس، وتحقق به إنجازات طبية معروفة.
4) أن التنويم الإيحائي يراد منه إقناع المريض بالعلاج الذي كان يرفضه في أحواله الاعتيادية، وكذلك يُراد من هذا التنويم تشكيل قناعة جديدة إيجابية لدى المريض حتى يتجاوز قناعته السلبية.
5) أن هناك ممارسات اختلطت بالتنويم الإيحائي (المغناطيسي) عند الأداء، وهذه الممارسات احتوت على أمور محرمة، فبدا للناس منها أن هذا التنويم محرم، والحرمة إنما جاءت من الممارسات لا من التنويم كما يحصل في (السيرك) من استعمال السحر والشعوذة.
6) أن التنويم الإيحائي باعتباره نوعاً من المعالجة يمكن أن يستخدم في الخير ويمكن أن يستخدم في الشر، فالإقناع بفكرة ما يعتمد على مشروعية هذه الفكرة أو عدم مشروعيتها فإن كانت الفكرة حسنة جازت المعالجة، وإلا فلا. والله أعلم.
فإذا تأملنا هاتين الفتويين عرفنا أن التنويم المغناطيسي يطلق على نوعين من الممارسات يختلف كل منهما عن الآخر اختلافاً كبيراً، وأمكننا – حينئذ – القول إن التنويم المغناطيسي إذا قام على استخدام الجن كان حراماً، ولو كان المراد منه خيراً، ولك أن تراجع في استخدام الجن في الخير الفتوى رقم: 7369.
وإذا كان التنويم المغناطيسي يقوم على الإيحاء والممارسات النفسية كان مباحاً إذا استخدم فيما هو خير، وحراماً إذا استخدم في الشر. والله أعلم.
-
الكاتبالمشاركات
يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع. Login here