- This topic has 0 ردود, مشارك واحد, and was last updated قبل 7 سنوات، 6 أشهر by admin.
-
الكاتبالمشاركات
-
4 أبريل، 2017 الساعة 11:41 ص #16800adminمدير عام
اعرف طبيعة علاقتك المالية كي تصبح من الأثرياء
نعيش الآن في مناخ اقتصادي عصيب. فكل يوم، يمطرنا المستشارون الاقتصاديون بسيل من النصائح لكي نتأنى ونخطو خطوات محسوبة ونحمي أنفسنا من المستقبل المجهول. فإذا كنت من بين هؤلاء الذين يعانون من مشاعر الخوف والريبة، فعليك أن تفهم سيكولوجية الثروة كي تنعم بالتوازن والحكمة والتفاؤل.
إذا كان المطلوب منك الآن تقديم تعريف للثروة، فما الكلمات التي ستستخدمها لتقديم هذا التعريف؟ قد يختلف تعريف كلمة ”الثروة“ اختلافًا طفيفًا من شخص إلى آخر، ولكنه غالبًا ما يشتمل على كلمة ”الوفرة“. ولا عجب في ذلك؛ فبالبحث في قواميس
اللغة سيتبين لنا أن تعريف الثروة هو: ”الوفرة في الممتلكات المادية والموارد القيمة.“
سيكشف أسلوبك في إجابة هذا السؤال البسيط عن نظرتك إلى المال والنجاح ومفهومهما لديك، إلا أن اكتشاف اتجاهاتك اللاواعية والمفاهيم التي توجهك في هذا الصدد سيتطلب مجهودًا أكبر. يُعتبر فهمك التام لاتجاهاتك ورغباتك الواعية واللاواعية هو الخطوة المناسبة كي تبدأ رحلة تصحيح علاقتك بالوفرة. فمن خلال إلقاء نظرة عميقة على مفهومك عن النجاح ومفهومك عن حياتك المهنية وعملك وإنجازاتك، ستبدأ في التخلص من الأنماط المحددة وتطلق العنان لقدراتك وتصبح ثريًا بمعنى الكلمة.
بالنسبة إلى العديد منا، تتحدد علاقتنا بالمال، والمبلغ الذي نمتلكه أو الذي لا نمتلكه، من خلال مفهومنا عن الثروة والرخاء. ولا يرجع السبب في ذلك إلى سلوك مجتمعنا الملحوظ والذي يتخذ من الملاءة المالية معيارًا للنجاح والفشل فحسب، بل يرجع أيضًا إلى أن الثروة ترتبط ارتباطًا وثيقًا فيما يبدو بتكدس الأرصدة. بيد أن الناس ما زالوا يشعرون بأن الرخاء الحقيقي تتجاوز مفرداته المال وأن من ينعم في بداية حياته بالثراء الفاحش قد ينتهي به المطاف، في بعض الأحيان، خالي الوفاض!
لكي يعيش الإنسان في رخاء، يجب أن يفهم جيدًا القيم التي يؤمن بها ويضع منظوره عن الحياة نصب عينيه. وفي الواقع، لكي يهيئ الإنسان لنفسه حياة ثرية باحتياجاته سواء يتعلق هذا الثراء بوفرة المال أو لا عليه أن يفهم تلك الاحتياجات. وعليه، أيضًا، أن
يفهم كيف تهيئه توقعاته ونظرته إلى نفسه للنجاح أو الفشل. ولتحقيق ذلك، عليه أن يمعن النظر في ثقافته وماضيه والمستقبل الذي يرسمه لنفسه.
عليه أن يحدد من أين تنبع قيمه التي ترتبط بالمال والإنجاز ومن أين ينبع تقديره لذاته. في أثناء عملية النمو، من الطبيعي أن نستوعب الدروس والقيم التي ترتبط بالبيئات التي نشأنا فيها، ومن ضمنها تلك التي ترتبط بعائلاتنا وبالمجتمع الذي نعيش فيه ككل. ولأن الإنسان حيوان اجتماعي بطبعه، يلعب السلوك الجماعي للمجتمع أدوارًا متفاوتة على نفسيته. ومن الضروري فهم تأثير تلك الأدوار علينا لأن سيكولوجية الثروة تتكون من نسيج رقيق من الخيوط التي ينسجها كل من الأسرة والمجتمع ومفهومنا عن ”القيمة“ والرخاء.
ويعتبر الجمع بين تلك الخيوط أولى الخطوات لتحقيق الصورة التي رسمناها عن حياة الرخاء. قد تؤثر القصص العائلية التي تُتلى على مسامعنا على تقديرنا لذاتنا بالسلب أو بالإيجاب. ففي بعض الأحيان، تؤثر الدروس التي يقدمها لنا كلٌّ من الأسرة والمجتمع
في الطفولة على مفهومنا الشخصي عن الرخاء، أي القيم التي نؤمن بها كأفراد. وفي تلك الحالة، يجب أن يكون تقدير الإنسان لذاته سليمًا كي يستطيع ترجمة تصوراته على أرض الواقع والحفاظ عليها. وبالتالي، فإننا لكي نشعر بالوفرة، يجب أن نشعر بأننا نستحقها.
يخبرنا المجتمع بأن الثراء يعني امتلاك تلال من الأموال والأرصدة المادية. وبالتالي، فمن المؤكد أن احتساب صافي ثرواتنا استنادًا إلى هذا المفهوم أمر يسير. على سبيل المثال: يقدم ”توماس جيه ستانلي“ و”ويليام دي دانكو“، مؤلفا كتاب ”جارنا المليونير: أسرار أثرياء الولايات المتحدة المذهلة“، معادلة بسيطة لاحتساب الثروة. فلكي يحتسب المرء ثروته، عليه أن يضرب عمره x دخل الأسرة قبل احتساب الضرائب بالإضافة إلى ميراثها إن وُجد ويقسم الناتج على عشرة كي يحصل على صافي الثروة. ولكن إذا قبلنا بهذا التعريف أو أي تعريف آخر للثروة لا يتضمن الأشياء غير الملموسة في حياتنا، فمن المحتمل أن نتجاهل الأشياء التي تجعل للحياة قيمة كبيرة وتجعلها مرضية!
تقدير الذات وتأثيرة على الثروة
يُعتبر تقدير الذات من الحاجات الإنسانية الرئيسية حيث إننا لن نستطيع تحقيق النجاح دونه. فحين نمتلك إحساسًا راسخًا بتقدير الذات، نشعر بالقوة، والثقة في قدرتنا على التكيف مع تحديات الحياة، ونستطيع الحفاظ على مستوى أدائنا، كما نشعر بقدرتنا على السيطرة على حياتنا. وفي تلك الحالة، يمكننا أن نضع معيارًا للنجاح لأننا نعرف أننا قادرون على تحقيقه.
بينما عندما نعجز عن إشباع حاجتنا كبشر إلى تقدير الذات واحترام النفس، فإننا سرعان ما نستسلم، ونلقي باللوم على الآخرين، ونسعى إلى الخسارة، ونعجز في الغالب عن تحقيق أهدافنا. ومما يكشف عن ضعف تقدير الذات الشعور بالغرور والتعالي على الآخرين والتلاعب والزهو بالنفس، وبخاصة لدى الشخصيات المنبسطة؛ إذ تُعتبر تلك السلوكيات محاولات فاشلة
للتعويض عن إحساس الشخص بضعف قيمته. ومن العلامات الأخرى التي تدل على ضعف تقدير الذات الميل إلى انتقاد النفس بكثرة والإحساس الدائم بعدم الرضا عن الأداء. أما بالنسبة إلى ذوي الطبيعة المنطوية، فيظهر إحساسهم بضعف تقدير الذات من
خلال رغبتهم المفرطة في إسعاد الآخرين والإعراض عن قول كلمة ”لا“ خوفًا من إثارة استيائهم. غير أن غرس سيكولوجية الثروة يتطلب إحساسًا قويًا وسليمًا بتقدير الذات. يأتي هذا الإحساس مصحوبًا بالإقدام وبذل الإنسان ما في وسعه وتكريس كل جهده
للمضي قدمًا في الحياة.
سبب الأزمة
اليوم يترنح اقتصادنا بسبب الأزمة المالية العالمية. وبينما نحاول التعافي من تلك الأزمة ونناضل لسداد خسائرها، ظهرت كتابات وأحاديث كثيرة تتعلق بأسباب تلك الفوضى، وأسباب وصولنا إلى تلك المرحلة، والملابسات التي جعلت اقتصادنا يحيد عن طريقه
ويصبح على وشك تدمير نفسه. بعبارة أخرى: تبحث تلك الكتابات والأحاديث عن المسؤولين عن تلك الأزمة. إن القول بأن سبب تلك الأزمة هو ”شرذمة من الأشرار“، أو من المصرفيين الطامعين وشركات السمسرة الجشعة، بإيعاز من السياسات الحكومية التي جرأتهم على إظهار أسوأ ما عندهم وتسببت في إصابة المستهلكين بحالة من السعار، يصادف هوى في نفوسنا.
لا نستطيع إنكار أن كل ذلك صحيح. ولكن لما كانت حياة الإنسان هي حصيلة خياراته اللحظية والرئيسية اليومية، فإن حياتنا جميعًا هي نتاج لمساهمات فردية لا حصر لها.
بمعنى آخر: أزمتنا المحلية والدولية من صنع أيدينا. فكل فرد في الجماعات المتورطة من السماسرة إلى المصرفيين إلى المستثمرين إلى المنظمين إلى المواطنين العاديين اتخذ قرارًا فرديًا ساهم بنصيب في تلك الفوضى الهائلة. من المؤكد أن بعض هؤلاء ساهم بنصيب أكبر من البعض الآخر، ولكن الواقع هو أننا جميعًا نعاني من تلك الأزمة. ولو لم يكن إناء المتسببين في الأزمة ينضح بالسوء، لم يكن الكثير منا ليعاني الآن من تلك العواقب الوخيمة. ولو لم يفرطوا في الاقتراض بضمان منازلنا، لم نكن نحن لنفعل ذلك.
إن السبب وراء تلك الفوضى الهائلة هو الكثير من القرارات الفردية التي أدت جميعًا إلى خلق تلك الحالة، ولكن المفارقة هي أن هذا الخبر سار: فإذا كنا نحن من صنع تلك الفوضى، فهذا يعني أننا نستطيع التخلص منها، إذ يمكننا أن نتخذ قرارات وخطوات فردية من شأنها أن تدعمنا على المستوى المالي وتساهم في تصحيح مسارنا الجماعي.
عندما بحثنا عن الأسباب التي تؤدي إلى تحقيق الازدهار المادي، أردنا أن نعرف سلوكياتنا الفردية التي ربما تكون قد أدت إلى ما نرزح تحت ثقله من ديون معدومة وعجوزات مالية. هل ارتكبنا خطأً ما خلال رحلة حياتنا الفردية حين كنا نبذل قصارى جهدنا لتحقيق الرخاء والازدهار؟ كيف اتخذنا قراراتنا المالية المتعددة التي لم تكن في صالحنا؟ من المؤكد أن كل ما قمنا به ولم يحسن من أوضاعنا المالية يُعتبر مؤشرًا على أن خياراتنا لم تكن واعية. هل كنا منَومين مغناطيسيًا؟ لا لم نكن كذلك. ولكن ما حدث هو أننا تعرضنا لما يشبه الإغواء. ومن المؤكد أن لدينا رغبة شديدة في معرفة العوامل التي ساهمت في الدفع بنا على طريق الإقراض والاقتراض بلا وعي؟
ما تعرض له الإقتراض من تشوية
بالنسبة إلى معظم الناس، تكوين ثروة معناه الصعود في خطوات صغيرة وباستخدام السبل المتاحة. وكثيرًا ما لعب الائتمان دورًا رئيسيًا في تلك العملية، فقد سمح لأجيال من المستهلكين بشراء أشياء بعينها كالمنازل والسيارات بالإضافة إلى تغطية نفقات التعليم العالي وما إلى ذلك من الأشياء التي تحسن أوضاعهم المادية. وعلى امتداد التاريخ، اتخذ هذا الائتمان شكل قروض تُسدد على أقساط. وقد استفاد من تلك القروض جيل أو اثنان، فاستطاع بفضلها أن يشتري وسائل الراحة والحياة الفاخرة من الأجهزة العصرية كالغسالات والمجففات والتليفزيونات والثلاجات والمكانس وغيرها. وبالنسبة إلى هذا النوع من الإقراض الملتزم بميزانية، فقد تطلبت الموافقة على منح القرض مناقشة الراغبين في الاقتراض وجهًا لوجه فيما يتعلق باحتياجاتهم وإمكاناتهم
المادية. فكيف تحول الإقراض من معاملة تجارية تتطلب المشاورات والمداولات إلى تحرير المقترضين لشيكات بمبالغ ضخمة واقتراض أرصدة مالية بضمان القيمة الفعلية لمنازلهم؟ في فترة ما قبل الركود، والتي سبقت فوضى الاقتراض، كانت الشيكات غالبًا ما تُحرر للإنفاق على ”وسائل الراحة“ كالتجديد الفاخر لأثاث المنازل.
ولكن حين اقتحمت أشكال الاستدانة الجديدة والسهلة السوق في مطلع الستينيات، بدأت تحل محل خطط الاستدانة والسداد على أقساط التي شاعت فيما سبق، وبخاصة بين المواطنين المنتمين إلى الطبقتين الوسطى والعليا. وعلى خلاف تلك القروض ذات الأقساط التقليدية، فإن أنماط الاستدانة الحديثة، والمعروفة لدينا حاليًا باسم بطاقات الائتمان، لا تتطلب السداد خلال فترة محددة، فالمطلوب من المقترض هو الالتزام بالحد الأدنى من دفعات السداد وحسب. وبالتالي، فقد قدمت تلك البطاقات للمقترضين، أيضًا، وسيلة سهلة وجذابة للاقتراض. وقد شجع تجار التجزئة زبائنهم، أيضًا، على أن يدفعوا ثمن مشترياتهم بتلك الوسيلة، لأنهم سرعان ما لاحظوا أن العملاء الذين يدفعون قيمة مشترياتهم باستخدام البطاقات التي لا تتطلب السداد خلال فترة محددة أو ”بطاقات الاستدانة بلا فائدة“ تزيد مشترياتهم كثيرًا عن الزبائن الذين يدفعون ثمن مشترياتهم نقدًا. وفي الواقع، بلغ متوسط المبيعات باستخدام تلك البطاقات ثلاثة أضعاف متوسط المبيعات النقدية.
هل زادت احتياجات المستهلكين فجأةً إلى ثلاثة أضعاف؟ هذا الاحتمال مستبعد. قد تكون الحاجة إلى الاقتراض منطقية، ولكن عندما لا نكون مطالبين بالتدبر في التكاليف والميزات الحقيقية للعملية الشرائية التي قمنا بها أو القرض الذي اقترضناه، يضعف احتمال أن يتسم قرارنا بالوعي التام. وببساطة، يحث هذا النوع من الاستدانة اللحظية على الإنفاق بلا وعي، كما أنه يؤثر على ميزانياتنا بصورة كبيرة، ولكن لما كانت بطاقات الائتمان أكثر صور الاستدانة المستخدمة الآن في العالم كله، ومع انتشار استخدامها عبر الإنترنت، فقد أصبحنا نواجه صعوبة في السيطرة على أنفسنا وتنظيم مصروفاتنا على الدوام. لا نستطيع أن نلقي بكل اللوم على قراراتنا المتعلقة بخبراء السوق والمشكوك في سلامتها في بعض الأحيان بينما نتجاهل مسؤوليتنا الشخصية. بيد أنه من الواضح أن أنماطًا معينة من الاستدانة تتطلب قدرًا أقل من الاكتراث، ولكن من الممكن استخدام كل أشكال الاستدانة بوعي ومسؤولية، كما أن استخدام أي شكل من أشكال الاقتراض والإنفاق التي تتطلب وقتًا للتفكير الواعي ومراجعة الميزانية سيساهم كثيرًا في تمهيد الطريق السليم لنا.
قيمتك هي ثروتك
لن يمنح السعي وراء المال للحياة قيمتها ومعناها، بل إن السعي إلى جعل الحياة ذات قيمة ومعنى هو ما يجلب الثروة، فالثروة تتجاوز أرصدة البنوك لأنك تكتسبها من خلال تجارب حياتك المميزة والممتعة ومن خلال ما قدمته فيها من خدمات وما حققته من إنجازات. تلك هي الثروة الحقيقية التي نسعى جميعًا في نهاية المطاف إلى تكوينها. وبالتالي، فكل ما لا يصل إلى هذا المستوى
سيجعلنا نظمأ إلى تحقيق المزيد.
ما الذي يجعل الأشياء ذات قيمة حقيقية في أعيننا؟ ولماذا حين نذهب لشراء شيء ما أو حين نختار منتجًا ما يلعب العديد من العوامل دورًا في اختيارنا؟ من المؤكد أن الأسعار ليست معيار الاختيار الوحيد، كما أنها ليست أهم معيار للاختيار. فغالبًا ما تتفوق الجودة على السعر في هذا الصدد. وقد أيدت الأبحاث تلك الفكرة. فقد أجرت وكالة بريطانية متخصصة في تحسين تجارب المستهلكين الشرائية استطلاع رأي أظهر أن زبونًا واحدًا من كل خمسة زبائن ينوي الشراء استنادًا إلى أقل الأسعار المتاحة. وقد أوضح المدير التنفيذي للوكالة أن الزبائن يقارنون بين السلع خلال التجربة الشرائية بأكملها، فلا يكتفون بالسعر وحسب بل ينظرون إلى التجربة بأسرها.
ليست القيمة، أيضًا، مجردة، بل إن قيمة المال في حد ذاته لا تكمن في مقدار المبلغ الذي بحوزتنا، بل تكمن فيما نفعله به لإسعاد أنفسنا وإضفاء معنى وأهمية على حياتنا. لذلك، فالقيمة الحقيقية يمكن تحديدها استنادًا إلى الظروف الخاصة بكل منا. وفي النهاية، أنت الشخص الوحيد الذي يستطيع تحديد ما يثري تجاربك في الحياة.
-
الكاتبالمشاركات
يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع. Login here