- This topic has 0 ردود, مشارك واحد, and was last updated قبل 8 سنوات by
admin.
-
الكاتبالمشاركات
-
4 أبريل، 2017 الساعة 12:01 م #10134
admin
مدير عامواتخذ القرار بعد طول انتظار !
اجتمع الصديقان ”ستيف جوبز“ و”نولان بوشنيل“ بالعاصمة الفرنسية باريس عام 1980 ليتجاذبا أطراف الحديث حول الإبداع ومقوماته وثمراته وغيرها من الموضوعات ذات الصلة. اقترح ”نولان“ وقتها عشرات الأفكار التي في حين قرر ”جوبز“ كتابتها آنذاك، قرر ”نولان“ – وبعد مرور ثلاثين عامًا – أن يعلنها على الملأ لينتفع بها العالم. شغل الحديث عن القواعد والقوانين الصارمة حيزًا كبيرًا من هذه المناقشة التاريخية، حيث ارتأى الاثنان أن الإبداع سمة لا يُقدر لها أن تزدهر وتشق طريقها في بيئة تحكمها القيود
والشروط. ومن ثم، لن تجد في هذه الخلاصة قواعد وتحذيرات، وإنما ما هو أقرب إلى النصائح والإرشادات. أهم ما يميز هذه الإرشادات هو ارتباط نجاحها بمدى ملاءمتها للموقف، على عكس القواعد الصارمة التي تفرض نفسها على المواقف كافة.
تمهد لك هذه الخلاصة الطريق لاكتشاف المبدعين وتهيئة الظروف والبيئات التي تحفزهم على الإبداع والابتكار، ومن ثم التألق والازدهار. هل تسأل، عزيزي القارئ، لماذا نهتم كل هذا الاهتمام بالإبداع والابتكار؟ لأن دونهما تنحصر مجهودات مؤسستك في إطار النمطية والتقليدية وتضل الطريق نحو التميز والاستثنائية.
أولاً : إكتشاف المبدعين
دع بيئة عملك تعلن عن شركتك تلعب بيئة العمل دورًا بارزًا في تكوين الانطباعات لدى كل من العملاء والباحثين عن العمل،
سواء كانت هذه الانطباعات سلبية أو إيجابية. من هنا تنبع ضرورة أن تولي اهتمامًا خاصًا كل ما يتعلق بشركتك، بما في ذلك
الاسم أو العلامة التجارية. فحين أراد ”ستيف جوبز“ بالتعاون مع شريكه ”ستيف وزنياك“ أن يبتكرا اسمًا لافتًا لشركتهما الجديدة، كان ”جوبز“ يعمل آنذاك بدوام جزئي في إحدى المزارع. ومن ثم فقد وجد في اختياره لكلمة ”آبل“ – والتي تعني ”تفاحة“ – السلاسة والبساطة، Apple وهما السمتان اللتان تعكسان منهجهما ومنتجاتهما. وقد أسهم هذا الاختيار على مر سنوات طوال وحتى وقتنا هذا في الحفاظ على صورة الشركة كعلامة تجارية خلاقة ومبدعة. يعني هذا أنك حين تحسن اختيار الانطباعات التي تعكسها شركتك، وبالأخص بيئة عملك، فإن ذلك يسهم بالضرورة في توفير مناخ قادر على استقطاب العملاء والموظفين المبدعين من كل حدب وصوب.
كن مرناً في إرشاداتك
عوضًا عن القواعد المحبطة والقيود المثبطة، لتكن الإرشادات والتوجيهات المرنة هي قوام شركتك، وسترى كيف يتهافت عليك المبدعون! قد تجد بعض الصعوبة في إحكام قبضتك عليهم، ولكن لا تقلق؛ فالبيئات المحفزة والمرنة والبسيطة قادرة على أن تبرز الروح الإبداعية وتحقق أعلى معدلات الأداء لتخرج في النهاية بنتائج مرضية لجميع الأطراف.
اطلب موظفين بطريقة مبتكرة
يعتمد الكثير من الإعلانات الوظيفية على النمط التقليدي الذي يقوم على نشر إعلان بالمقومات والخبرات المطلوبة بجريدة مرموقة والانتظار بجانب الهاتف لتلقي العروض!
ومهما اختلفت أشكال تلك الإعلانات لا يخرج مضمونها أو تختلف الرسالة التي تقدمها عن هذا المعنى: تعلن الشركة عن حاجتها إلى موظف مجتهد ليتولى منصبًا مضجرًا مقابل أجر زهيد!
ولكن يختلف الأمر حين يتعلق بشركة ”أتاري“ لألعاب الفيديو، حيث اتبعت هذه الشركة المتفوقة نهجًا مغايرًا. فانطلاقًا من إصرارها على الخروج عن حدود النمطية، قدمت الشركة هذا الإعلان البسيط والمبتكر: ”العب… واربح!“
وقد لاقى هذا الإعلان قبولاً مذهلاً؛ فالإعلانات المبتكرة تعكس الإبداع المتأصل في شركتك، ومن ثم تستقطب المبدعين والاستثنائيين.
تجاهل الشهادات والتوصيات
أثبتت التجارب والخبرات على مر السنوات الماضية أن الشهادات العلمية لم تعد مقياسًا للتفوق والإبداع. فقد تخلى ”ستيف جوبز“ عن دراسته الجامعية، وكذلك فعل صديقه ”ستيف وزنياك“، و”ديفيد جيفن“ مؤسس استوديوهات ”دريم ووركس“، و”بيل جيتس“ مؤسس شركة ”ميكروسوفت“، وغيرهم من الناجحين. بالطبع نحن لا نحث على إهمال الجانب الدراسي والعلمي، وإنما
نوجه انتباه المديرين إلى ضرورة تقييم المهارات الكلية للموظف بدلاً من الاعتماد الكلي على الدرجات العلمية باعتبارها المقياس الأول والأخير. فبعض الشهادات مبددة للوقت والجهد دون جدوى؛ ولهذا السبب يتخلى عنها بعض المبدعين ليستثمروا طاقاتهم في تمتين مهاراتهم الإبداعية كي يفيدوا بما يجيدون.
اسأل عن الهوايات
يعد الاستفسار عن الهوايات المفضلة إحدى أهم وسائل الكشف عن الشغف الكامن في أعماق المتقدمين للوظيفة، لا سيما تلك الهوايات التي تحمل جانبًا من التعقيد أو التميز، أو التي تستغرق ممارستها وقتًا طويلاً، أو تشكل تحديًا، أو تعكس تعطشًا للمعرفة. فهذا التعطش للمعارف المتنوعة هو المحرك الذي ينطلق بالمبدعين إلى عنان السماء.
استعن بموظفيك الحالييين
في بعض الأحيان يظن المديرون – خطأً – أن اختيار الموظفين الجدد مهمة ينفردون بها دون غيرهم. إلا أن الاستعانة بالموظفين الموثوق بهم في ترشيح المبدعين ممن سبق لهم التعامل معهم قد يخفف عنك الحمل ويزيح عنك قدرًا من مشقة البحث والتقييم.
لكل منا قائمته الخاصة من الأصدقاء ورفقاء العمل الاستثنائيين الذين سبق لنا التعامل معهم ونتمنى أن يردهم القدر إلى طريقنا مرة أخرى. استثمر تلك القوائم الخاصة بموظفيك لصالحك.
تجنب الاستنساخ الوظيفي
عادةً ما تزعم إدارات الموارد البشرية رغبتها في تعيين مجموعة متنوعة ومتباينة من الموظفين، لكنها تغفل عن أهم أشكال التنوع، ألا وهو: التنوع الإبداعي! حيث تميل تلك الإدارات إلى الاستعانة بأنماط موحدة من الموظفين مرارًا وتكرارًا. وبالتالي فمهما فرقتهم الاختلافات الظاهرية والسطحية كالعرق والنوع، تجمعهم وحدة التفكير، والشهادات العلمية، والقيم والمبادئ، وحتى الملبس والمظهر!
ولسوء الحظ تنتهج معظم الشركات هذا النوع من التنميط والاستنساخ، غير مدركة لمخاطره المثبطة لروح التميز والإبداع. فمن مِن المبدعين قد يجازف بدفن مواهبه الثمينة في مؤسسة يشوبها التجانس والتماثل التام؟! بل هم – على النقيض – ينشدون بيئات العمل المحفزة على التنوع والاختلاف، فذلك التنوع هو البذرة التي تتغذى على المرونة والانفتاح لتطرح تميزًا وإبداعًا.
خذ الحكمة من أفواه المتهورين
تحتاج الشركات والمؤسسات إلى نوع من التهور ”الخلاق“ الذي يضفي على بيئة العمل لمسة إبداعية فريدة. ينعكس هذا التهور على الموظفين الذين يبتكرون أفكارًا جريئة، أو مفاهيم استثنائية، أو نظريات محطمة لحواجز التقليدية. ولكن للأسف تعاني شركات كثيرة من ”رهاب“ المبادرة، فكلما ازدادت الأفكار جموحًا وإبداعًا وتهورًا، تضاءلت احتمالات تبنيها وتفعيلها، رغم أن التهور والمجازفة من مقومات النجاح الرئيسية.
ثمة الكثير من الأفكار المتهورة التي لاقت نجاحًا منقطع النظير بمجرد أن تحولت إلى واقع ملموس. فقد وجد الناس في الهاتف نوعًا من التهور؛ فلمَ قد يود أحدهم مخاطبة شخص لا يقوى حتى على رؤيته في حين يستطيع أن يزوره ويحادثه وجهًا لوجه؟! وكذلك الحال مع الطائرات؛ فإن كان مقدرًا للإنسان أن يطير لأعطاه لله الأجنحة منذ بداية خلقه! وبالمثل لدى اختراع السيارات؛ فمن قد يرغب في شراء تلك الآلات شديدة الضوضاء وكثيرة التعطل، فالحصان أسرع وأسهل بكثير؟!
احتضن المتخوفين
يتغنى الكثير من الشركات بالعقول الإبداعية الفريدة التي يتمتع بها موظفوها فقط ليذيع صيتها ويعلو شأنها، سواء صدق زعمها أم كذب، وسواء استثمرت تلك العقول بالفعل أم كبتت أفكارها. لكن غالبًا ما يعاني ذوو العقول الإبداعية، في الحقيقة، من التهميش والإهمال والتثبيط، مما يدفعهم إلى الاقتناع بأن الإبداع والخروج عن المألوف قد يقودهم إلى حافة الهاوية. وبالتالي تجدهم أكثر احتراسًا وتكتمًا على ميولهم الإبداعية في مقابلات العمل.
هؤلاء المبدعون لا تعوزهم سوى بيئات عمل منفتحة تسمح لهم بممارسة الإبداع. قد تصادف أحد هؤلاء المبدعين في إحدى مقابلات العمل، وفي هذه الحالة يكمن دورك في تهيئة المناخ له كي يخرج من حالة التكتم ويبوح لك بمكنون قلبه ويفصح عن تجاربه السابقة حتى وإن غابت عنها الإنجازات. فربما سبق له أن حصل على جائزة شعرية في إحدى المسابقات المدرسية، أو نال شهادة تقدير في الإنجازات العلمية، أو كان قائدًا لفريق رياضي، أو غيرها من الإنجازات التي لطالما غابت عن أعين الناس.
هذا الجانب المستتر هو النبتة التي إذا ما ارتوت من نهر التحفيز والتشجيع ستلقي بظلالها الوارفة وتغدق بثمراتها الناضجة على مؤسستك بأكملها. -
الكاتبالمشاركات
يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع. Login here