تبين من خلال مراجعة العديد من الدراسات الأجنبية والعربية أن تطبيق فلسفة إدارة الجودة الشاملة بنجاح في مؤسسات التعليم على المستوى العالمي يواجه العديد من العقبات والمشكلات التي قد يرجع بعضها إلى ما تتطلبه من تغيير ثقافي وإمكانيات مادية وتكنولوجية وقد يرجع بعضها إلى كينونة المفهوم والتي انبثقت وتبلورت في المجال الصناعي.
وعلى المستوى المصري والعربي فإن تطبيق المفهومtqmفي مؤسسات التعليم قد يواجه بنفس العقبات والمشكلات،ولكن بدرجات متعاظمة،بالإضافة إلى أنها فلسفة نشأت فى تربة ثقافية تختلف في قسماتها الأساسية عن تربة الثقافة العربية الإسلامية،مما قد يعنى أن تطبيقها- فلسفةtqm-على شاكلتها التي أتت بها من الغرب يجعلها آلية من آليات الغزو الثقافي.
وفى الوقت نفسه فإن العديد من الدراسات العربية أكدت على ضرورة مراجعة النظريات الإدارية الحديثة على ضوء سمات المجتمع الإسلامي بحيث يمكن تعديلها وتطويرها لإمكانية الاستفادة منها في ضوء المنهج الإسلامي بمضامينه وتوجهاته
وكذلك أشارت العديد من الدراسات العربية،التي تناولت مفاهيم الجودة الشاملة الغربية إشارات عابرة-دون أن تدخل فى التفاصيل-إلى أن المنهج الإسلامي يحتوى الكثير من مبادئ الجودة الشاملة الغربية ولكن بصورة أكثر حيوية ونضارة وأكثر ملاءمة للمجتمع الإسلامي،وأن الإسلام ندب إلى الجودة والتميز في كل مناحي الحياة،وأن هذه المبادئ تظهر واضحة جليةٌ في القران الكريم والسنة النبوية.
وعلى كل ذلك أتت هذه الدراسة لاستجلاء معالم الرؤية الإسلامية لإدارة الجودة الشاملة وبخاصة في المؤسسات التعليمية.