نمى ذكاء طفلك -د.مها فؤاد
اتسع مفهوم الذكاء بشكل واضح خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إذ لم يعد المفهوم محصوراً في إمكانيّات الفرد وقدراته الدراسية وتحصيله العلمي؛ بل إنّ المفهوم توضح بصورة تبرز مجالات جديدة ومظاهر كانت مهملةً في حساب الذّكاء ومقاييسه، ليتعدى ذلك المفهوم المجرد تصنيفه الأحادي إلى تصنيفاتٍ جديدة ومظاهر تتمثل بالمهارات الاجتماعية، والانفعالية، والثقافية، وغيرها، وتتسم البحوث الحديثة في الذكاء ومقاييسه بكونها حصرته بثلاثة جوانب رئيسة، أولها شمولية المفهوم واتساعه، إذ يناقش هذا الجانب تعريفات الذكاء ومضامينه ومحفزاته كسلوك، كما يسعى هذا الجانب إلى الوصول إلى فهمٍ واضحٍ لأسس الذكاء وقاعدته البيولوجية، والعوامل المؤثرة فيه كالعوامل الثقافية على وجه الخصوص .
يشير مفهوم الذكاء بصورةٍ عامة إلى السمات المعرفية والقدرات العامة التي يمتلكها الفرد، ويستطيع توظيفها في تحقيق غرضٍ معين مع ما يرافق ذلك من مهارات التفكير المنطقية، وتفاعلات الفرد مع بيئته بصورةٍ فعالة، ولا يمكن حقيقة ملاحظة الذكاء بصورةٍ مباشرةٍ، إنما يمكن معاينة بعض الأفعال والأفكار والكلمات والسلوكات التي تمثل فعالية مرتفعةً في الدلالة على تحقّق الذكاء وامتلاك المهارة، فالمصطلح بصورة عامة يتسم بالغموض؛ إذ هو تكوينٌ يساعد الأفراد على تفسير السلوكات، وحل المشكلات، ولا يظهر بالملاحظة المباشرة .
يرى أستاذ علم النفس “شتيرن” أن الذكاء هو القدرة على تحقيق التكيف عقلياً مع مشكلات الحياة وظروفها الجديدة، أما دكتور “تيرمان” الباحث في مجال علم النفس العصبي فيعرف الذكاء على أنه القدرة على التفكير المجرد، في حين يُعرف الدكتور “كوهلر” الذكاء على أنه القدرة على إدراك العلاقات، أما الدكتور “وكسلر” فيرى أن الذكاء هو القدرة الكلية على التفكير العاقل والمنطقي، والسلوك الهادف ذي التأثير الفعال في البيئة، وهذه القدرة العامة تتكون من قدرات مختلفة , ومن اختلافات علماء علم النفس حول تعريف الذكاء نرى أن الإنسان يملك ذكاءات متعددة، فالطفل قد يمتلك ذكاءً كبيرًا في استخدام يديه بينما قد يكون ذكاؤه الاجتماعي أقل، وقد يكون كلاهما جيدًا لكنه يقل في نوع ثالث من الذكاءات وهكذا .
بمجرد ما يكبر طفلك، عليك أن تعوديه على تناول وجبة الإفطار التي أثبتت كل الدراسات مدى أهميتها للكبار والصغار على حد سواء، وأنها تحسن الذاكرة والتركيز والقدرة على التعلم. والإفطار يعوض الجسم عن الفترة الطويلة التي قضاها دون طعام ويمنحه الطاقة لبدء اليوم دون تعب أو إرهاق. ابدئيها بكوب من الحليب أو الزبادي المحلى بملعقة صغيرة من العسل الأبيض أو الأسود , كما ينبغى إن تعلم الطفل للعزف على آلة يدوية ينمي من ذكائه، بل إن دراسة كندية أظهرت أن دروس الموسيقى لها أبلغ التأثير على ذكاء وتفكير الأطفال، وعلى تعويدهم على التفكير في عدة أمور معا مثلها مثل قيادة السيارة فهي تعلمه التركيز ورباطة الجأش بسبب تعلمه تحريك عدة أدوات معًا. وقالت الدراسة إن تعليم الطفل لبعض المهارات اليدوية مثل الرسم والتلوين والتصوير والحفر على الخشب والتصميم وغير ذلك يؤدي الغرض نفسه .
يجب تعليم الطفل الاستغناء التام عن السكر والدهون والوجبات السريعة، وتعليمه استبدالها بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة. عند الجوع تعتبر تفاحة أو جزرة في يد صغيرك كنزًا رائعًا بدلًا من قطعة من الشوكولاتة التي تضيف إليه العديد من السعرات الحرارية دون داعٍ , القراءة هي أفضل الطرق المجربة والرائعة لكسب المعرفة والمعلومات وتنمية الذكاء ورفع معدلات التركيز. عليك تعويد طفلك على حب القراءة منذ الصغر مع حكايا ما قبل النوم، ومع رؤيتك وأباه محبة للقراءة .
من المهم جدًا خاصة في مرحلة المراهقة، غرس الثقة في نفس الأبناء وتعزيز التفكير الإيجابي وتشجيعهم على ممارسة الأنشطة المختلفة، وعلى الأبوين تشجعيهم على البحث العلمي وكتابة الأطروحات وشرحها حتى فيما لا يتعلق بالأنشطة المدرسية.