مناقشة دراسة بعنوان "استراتيجية التوجيه والإرشاد لفئة الصم والبكم داخل الحلقات العلمية" للباحثة :عليه عبد الرحمن عطية سويدان
مقدمة:
إن المنظور الثقافي لمجتمع الصم يركز على أن الفرد الأصم يعتبر جزءًا منه، بالإضافة إلى أنه له ثقافته وقيمه، وعاداته، وتقاليده، وأعرافه، . فمجتمع الصم يتشاركون في لغتهم الإشارية، ولهم ثقافتهم الخاصة بهم، كما أن الصم يتفاعلون نفسيًا، واجتماعيًا ولغويًا مع بعضهم من خلال معاهد الصم، كما أنهم يؤمنون بأنهم أشخاص عاديون وليس هناك خطأ بسبب وجود الصمم لديهم، وهذه القيم تجسدت بمقولة مدير جامعة جوليديت للصم ” إن الصم يمكنهم عمل كل شيء إلا السمع “.
أهمية الدراسة: تنبع أهمية هذه الدراسة انطلاقًا من يُعد من موضوعات الساعة، والذي تزخر بالحديث عنه الكثير من الكتب والمراجع والمصادر التاريخية منها والمستحدثة، كذلك وسائل الإعلام المختلفة سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة، كذلك الصحف والمجلات على اختلاف توجهاتها، ألا وهو: التوجيه والإرشاد وتعديل سلوك الأفراد والجماعات والأمم ، خاصة الجيل الصاعد أو الواعد كما يُطلق عليه من البعض من الكتاب والمؤلفين ، بالنظر إلى ما طرأ على الحياة من مستجدات وتَغَيِيرَات خاصةً في العقد الأخير من القرن العشرين الميلادي وهذا العقد في بدايات القرن الحالي (الحادي والعشرون)، فقد طرأ الكثير من التَغَيُّرَات سواء في أساليب المعيشة والعلاقات بين الأفراد وبعضهم البعض، ونتيجة للتقنيات الحديثة والعالية الكفاءة التي ظهرت خلال الحُقبة الحالية، ونخص بالذكر الانترنت والقنوات الفضائية وغيرها من المستحدثات التي ما انفكت تدور في فلك متسارع الخُطى ، ومؤثراً تأثيراً بالغاً إما بالإيجاب أو بالسلب.
أهداف الدراسة: سعت لتسليط الضوء على ما يلي:
- تحقيق الصحة النفسية والتوافق النفسي والاجتماعي لهذه الفئة .
- مساعدة الصم والبكم في حل مشكلاتهم النفسية والاجتماعية .
- مساعدة الصم والبكم للاستفادة من برامج وأنشطة الحلقات العلمية والقرآن الكريم في المسجد النبوي الشريف وجميع الحلقات الأخرى في المجمعات والدور القرآنية .
- مساعدة الصم والبكم الموهوبين في استغلال قدراتهم مستقبلًا، وتكوين لديهم القدرة على حفظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية .
- مساعدتهم في تكوين الصداقات الاجتماعية التي تزيد من ثقتهم في أنفسهم وانتزاع الخوف والقلق من أحاسيسهم .
- مساعدتهم في استعادة ثقتهم في أنفسهم لمواجهة البشر والاتصال معهم .
- إكساب الصم والبكم بعض قيم الدين الاسلامي والعمل على تكوين الشخصية المسلمة .
- مساعدتهم في تقبل إعاقتهم وأن يعمل وينتج ويعيش كحقيقة واقعهم .
النتائج: توصلت الباحثة إلى أن التوجيه والإرشاد لم يكن من أجل تعديل سلوك الطلاب وأفراد المجتمع قاطبةً وقفاً على المحدثين من مفكري وعلماء الغرب ، بل سبقهم في ذلك نبي الرحمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم بأكثر من ألف وثلاثمائة سنة، حيث كان منهج الإسـلام يقوم على ما يطبقه الرسول صلى الله عليه وسلم على صحابته الكرام .وقد استخدم عليه الصلاة والسلام الكثير من الأساليب التربوية في تقويم وتعديل سلوك الصحابة نذكر منها أساليب القدوة الحسنة ، القصة ، المنافسة، التدريب العملي، الإقناع، الموعظة الحسنة، ثم الحوار .
التوصيات: أوصت الباحثة بالتالي:
- إستثمار نشاط الرحلات والزيارات والخدمة العامة في تعزيز العلاقات الإنسانية بين الطلاب وزملائهم ومعلميهم وفي التفاعل الاجتماعي مع البيئة التعليمية والاجتماعية التي يعيش فيها الطالب… والتي تؤكد على قيم المسايرة ونبذ المغايرة بما يؤدي إلى تعزيز الحاجة إلى تقدير الذات الايجابي لدى كل طالب .
- الإفادة من المسابقات الثقافية التي يشارك فيها الطلاب في رفع المستوى الدراسي التحصيلي للطالب … إنما شريطة إشراك الطلاب وفقا لفروقهم الفردية مع التركيز على رفع مستوى أداء الطلاب المتأخرين دراسيا في هذه المسابقات وتحفيز الطالب الذي يتحسن أداؤه وتشجيعه بشكل بارز وجلي
تقسيم الدراسة: تنقسم الدراسة إلى أربعة فصول:
الفصل التمهيدي: مقدمة الدراسة
الفصل الأول: مدخل إلى مفهومي التوجيه والإرشاد
الفصل الثاني: دراسة فئتي الصم والبكم
الفصل الثالث: الاستراتيجيات المتبعة داخل الحلقات العلمية بالمسجد النبوي الشريف
تمت مناقشة الرسالة العلمية بقاعة مؤتمرات كلية طب القصرالعيني بجامعة القاهرة من قِبَل لجنة المناقشة :
د. مها فؤاد أستاذ وخبير العلوم الإنسانية (رئيس اللجنة)
د.سالى إبراهيم أستاذ الصحة النفسية