معتقدات خاطئة في التربيه – د. مها فؤاد
يتخذ الأهل أحيانا مواقف معينة ترتكز الى بعض المعتقدات, التي ورثوها او سمعوها من ابائهم و جيرانهم و اقاربهم في تربية ابنائهم, من دون أن يعرفوا إذا كانت خاطئة ام صائبة, فيمتنعون مثلا عن إعطاء اطفالهم الشوكولاتة لأنهم سمعوا انها مسؤولة عن الإفراط في النشاط ..
لاتحاول أن ترشو طفلك لأنها فكرة سيئة جدا “ الحقيقة / ربما تكون الفكرة سيئة, لكن ليس دائما ,فإذا تفاديت رشوته 98 % من الحالات, فإن رشوته 2% ستخدمك في الحالات التي تحتاج فعلا فيها أن يقوم طفلك بعمل ضروري ( كأن يبقى جالسا وهادئا طيلة وجود الضيوف ) , فلا ضرر إذا وعدته بشراء لعبة ما مقابل ماتريده منه .
يمكن أن يطرح أحدكم الأن سؤالا ” بما أن رشوة مفيدة لما لا نستخدمها طيل الوقت ؟ ” ,أجيبكم أنها ستفقد فعاليتها بسرعة ,ولأنكم ايضا لاتريدون نقل رسالة سيئة لأطفالكم فيتعود على العطاء مقابل الأخد وأن الرشوة أمر عادي ولابد منها .. لذلك لاتتخدوها عادة مع أطفالكم إلا في بعض الحالات القليلة جدا .
على الأهل ألا يتشاجروا أمام أبنائهم هذا المعتقد صحيح جدا لكن في حالة وحيدة لا يكون صحيحا وهي إن كان شجاركما يتم بشكل عقلاني وبدون صراخ وتبادل الاتهامات او الألفاظ الجارحة بينكما ,إذا كان شجاركم بشكل محترم وهادئ فلا مانع من استمراركم بذلك أمام الأطفال,حتى يتعلموا منكم دروسا قيمة في كيفية حل النزاعات وتجاوزها والتوصل الى حلول مرضية للطرفين..
أما إذا كان شجاركما عنيف مع استخدام الكلمات السيئة والصراخ,في هذه الحالة لابد أن تذهبا الى مكن بعيد عن الأطفال, فمثل تلك الشجارات تخيف الأطفال و أحيانا تجعلهم يلقون اللوم على أنفسهم ويشعرون أنهم السبب في مشاكل اهلهم, وهذا شعور ينتج عن حاجتهم لإقناع ذاتهم أن أهلهم كاملون ولا يخطؤون .
الأطفال الذين يسيرون ويتكلمون باكرا, هم الأذكى بين أقرانهم كما يمكنك الإعتماد على حدس الأمومة ففي الواقع ما ندعوه حدس الامومة ماهو إلا قلق الأمومة ..
والقلق أمر طبيعي بالنسبة الى كل أم وهو ضروري, لكن يجب أن نفرق بينه وبين الحدس .. تقول ” هارييت ليرنير ” مؤلفة كتاب ” ؤقصة الأم:كيف يغير الأطفال حياتك ” ,أن الحدس أمر واقعي وحقيقي وهو موجود عند كل واحد منا إنما بمستويات مختلفة, لذلك يجب ألا تتجاهلي تلك الأحاسيس القوية التي تتملكك في بعض الحالات لأنها قد تكون صادقة .
من الطبيعي أن الأطفال لديهم بعض التصرفات الخاطئة، وذلك يساعدهم على التعلم بشكل أفضل ويصبحوا شباب صالحين قادرين على تحدي الحياة ومواجهة صعوبتها. كما ان تعتقد معظم الأمهات أن أبنائها يتصرفون بالطريقة الصحيحة، لكن هذا خطأ، فيجب عليكي متابعة طفلك وتصحيح أخطائه باستمرار، لأن الطفل مازال يكتشف العالم من حوله ومن خلالك أنت فاحرصي على أن تشاركيه تجاربك وتوعيته بالأخطاء وتصحيحها.