مراحل وأسس التغيير الذاتي – د. مها فؤاد
لماذا ننتظر دائما أن يسقط علينا التغيير من السماء، ننتظر أن يقوم أشخاص أخرون لا علاقة لنا بهم بتغييرنا، بتغيير عقلياتنا، أفعالنا، أفكارنا، {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}. وغالبا ما نكون نحن السبب في فشلنا، جهلنا، و فقرنا … وعندما نراجع أنفسنا أو نتعرض للسؤال نلوم الظروف، العائلة، الدولة، التعليم، و الفقر … إلخ، مع العلم أن المسؤول الأول و الأخير عن كل الأفعال و الأقوال التي تصدر منا نحن هو نحن ، ولن يعاقب أي شخص أخر مكاننا
تمر عملية استجابة الناس لمشروع التغيير سواء كانت في الافراد او المنظمات او الهيئات او الدول بمراحل مختلفه منها مرحلة الإنكار وفيها يسود الاعتقاد بهدوء وسكون الأوضاع. وتواجه أي صيحة تبشر بالتغيير بالدهشة وعدم التصديق
ايضا مرحلة المقاومة وفيها تبدأ تباشير التغيير بالظهور، فتتعرض العملية التغييرية للمقاومة من قِبَل الجاهلين بها، والمستفيدين من ثبات الأوضاع. فتُوضع العراقيل، ويشتد الغضب على القائمين على العملية التغييرية، وتُكال لهم التهم والنعوت حتى ينفض الناس عنهم.
اما عن مرحلة الاكتشاف حيث يشتد عود العملية التغييرية بعد عبورها للمرحلتين السابقتين، فيُقبل الناس على دراسة هذا الأمر الجديد والتعرف عليه. وتثار تساؤلات كثيرة، مثل ما الذي سيحدث لنا في حالة كذا؟ وكيف سنواجه تلك المعضلة؟ وكيف سنفعل كذا؟ وغيرها من التساؤلات حول الفكرة وطبيعتها.
و اخيرامرحلة الالتزام وفيها يتساءل الناس عن أدوارهم في هذه العملية التغييرية بعد أن تعرفوا عليها واكتشفوها واقتنعوا بجدواها وأهميتها.
و من أسس التغيير الكبري تعلم التعلم: فأول ما يجب غرسه في الأفراد أو المجتمعات التي تتعرض لعملية التغيير هو تعلم كيفية تحصيل المعرفة والعلم. وقديماً قال الفيلسوف الصيني كونفوشيوس: “لا تعطني سمكة كل يوم ولكن علمني كيف أصطاد السمك”.
كسر الأماني والعادات: فعملية التغيير غالباً ما تكون مصحوبة بالآلام والجراح والصعوبات، ولا تتم بسهولة وسلاسة ويسر. لذا فكسر العادات التي تأسر المرء وتتحكم فيه وتمنعه من التضحية والبذل من أهم أسس التغيير. ايضا تغيير السلوك: فعملية التغيير في جوهرها هي الانتقال من حال لآخر. تغيير كامل وشامل في الأفكار والعلاقات والسلوك؛ بل والأشياء. فتغيير السلوك بما يناسب الحالة الجديدة المطلوب تحقيقها أمر بالغ الأهمية.
و من الخطوات العملية للتغيير تحديد الهدف ما تريد تحقيقه, تحديد العقبات والمشكلات التى تعيق تحقيق الهدف وهذه العقبات تكون مشكلات وعقبات خارجية لا نقدر على تغيرها مشكلات وعيوب شخصية “يجب” العمل على حلها والتخلص منها, تحويل الاهداف الى مشاريع, طلب المساعدة عند الحاجة الاستشارة, البدء بالتنفيذ, مقاومة المقاومة : كما هو معروف أن لكل تغيير مقاومة ؛ ظاهرة تارة وخفية تارة أخرى، قوية تارة وضعيفة تارة أخرى . هذه المقاومة هي التي تتسبب في إفشال العملية التغييرية ، ولذا لابد أن يتم التعامل معها بحذر وذكاء وحكمة من أجل تحجيمها أو ترويضها أو القضاء عليها.
عليك دائما تتذكر ان التغيير يبدأ من الداخل و لن يستطيع أحد تغييرك إلا أنت.