ما أهمية تحمل المسؤولية؟
الإنسان الواثق بنفسه والواثق بقدراته هو شخص متحمل للمسؤولية بالضرورة، وعندما يكون متحملاً للمسؤولية فإنه يكون بذلك محط أنظار غيره من الناس والأشخاص المحيطين به بالضرورة، وبالتالي فهو إنسان متميز يمكن الاعتماد عليه في أوقات الأزمات وحتى في الأوقات العادية والطبيعية، وقد يكون عملة نادرة، فكثير من الناس يتنصلون من مسؤولياتهم في أوقات الأزمات والأوقات الحرجة ومن هنا كان من الضروري أن يقوم كل شخص بزيادة ثقته بنفسه وتحمل المسؤولية فتحمل المسؤولية له إيجابياته المتعددة، فالتنصل من المسؤولية يقلل وبشكل كبير جداً من أعداد القادرين على القيام بالمهام وخاصة الكبيرة منها، ويضيع العمل بين الأشخاص ويضيع المجهود.
أهمية تحمل المسئولية:
تحمل المسئولية يجعلك عقلك أكثر هدوءا ويعطيك رؤية واضحة لأنه يهدئ من إنفعالاتك ويتيح لك فرصة التفكير الإيجابي البناء. وبالفعل فإن تحملك المسئولية غالبا ما يعطيك رؤية لما يجب أن تفعله لحل تداعيات موقف ما.
كلما توليت مسئوليات أكثر كلما كنت أكثر تحكما كلما كنت أكثر حرية لأن لديك حرية أن تتخذ قراراتك بنفسك.
تعني المسئولية كونَ الفرد مكلفًا بأن يقوم ببعض الأشياء، وبأن يُقدم عنها حسابًا إلى غيره، وينتج عن هذا التحديد أن فكرة المسئولية تشتمل على علاقة مزدوجة من ناحية الفرد المسئول بأعماله وعلاقته بمن يحكمون على هذه الأعمال.
المسئولية هي المقدرة على أن يُلزم الإنسان نفسه أولاً والقدرة على أن يفي بعد ذلك بالتزامه بواسطة جهوده الخاصة, قال تعالى: ﴿أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى﴾ [القيامة: 26].
يمارس كل فرد منّا من ذكر وأنثى في مجتمعه مجموعة من المسؤوليات التي يفرضها عليه مكان وجوده وقدراته. ومقدار معرفة الفرد لمسؤولياته وفهمه لها. ثم حِرصه على تحقيق المصلحة والفائدة المرجوة منها، يجعل المجتمع متعاوناً فعالاً تسوده مشاعر الانسجام والمودة بين أفراده.
قررت الشريعة الإسلامية مبدأ المسؤولية الشاملة في المجتمع الإسلامي وحملت كل فرد فيه مجموعة من المسؤوليات التي تتفق وموقعه وقدراته، وذلك في الدنيا والآخرة. ويُعد الحديث الآتي أصلاً من أصول الشرعية التي تقرر مبدأ المسؤولية الشاملة في الإسلام.
عن عبد الله بن عمر بن الخطاب ما قال: سمعت الرسول يقول: ” كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته؛ الإمام راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤولٌ عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راعٍ في مال سيده ومسؤولٌ عن رعيته، وكلكم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته.”
عكس تقبل المسئولية هو البحث عن الأعذار ولوم الناس ولوم الأشياء التي تحدث لك في حياتك, وبما أن كل شئ نفعله هو من قبيل العادة، إذا إعتاد الإنسان البحث عن الأعذار هو يعتاد في نفس الوقت تجنب المسئولية.
إذا إستطاع هذا الإنسان أن يضع هدفا لنفسه فهو يرفقه فورا بعذر إحتياطي في حالة صعوبة تحقيق الهدف أو إحتياجه لقدرات ذاتية أعلى أو مثابرة أكثر مما كان يعتقده. وبمجرد أن تسير الأمور بضعف تخرج الشخصيات الغير مسئولة بأعذارها لتحافظ على مظهرها أمام الناس ولكن هذا الأسلوب لن ينفعها على المدى الطويل.
القدرة على تحمل المسؤولية تختلف من شخص وآخر، يجدها خبراء التنمية بنسب مختلفة بين الأشخاص، وتظهر بوضوح فى العمل أو تحمل الرجل أعباء بيته، فبعضهم يفتقر إلى الشجاعة والجرأة لمواجهة الأزمات، بل أن الأمر يتحول أحياناً إلى خوف مرضي وينسحب دون إتخاذ أي قرار .
وتشير بعض الدراسات أن هناك أشخاص يولدون ولديهم حساسية مفرطة من الضغوط التي تواجه كل منا، ويظهر ذلك عند تعرضهم لمواقف يجبرون فيها على المواجهة وتحمل المسئولية، فيتملكهم التوتر والقلق الشديد، ولا يجدون حلاً لهذه المواقف إلا بالهروب، الأمر الذي يجعلهم دائماً في قفص الإتهام نظراً للتخاذل الدائم عن مسئوليتهم.
وهذا السلوك يحلله علماء النفس بأنه ناتج من رغبة مثل هذا الشخص في إخفاء عيوبه و نقاط ضعفه التي لا يرى في نفسه شيئا سواها. هذه الصفة تزداد سوءاً إذا اتصف بها الرجل، الذي يلقي بحمل المسئولية كاملة على زوجته ليبقي هو بعيداً عن ضغوط الأسرة ولا يعتمد عليه فى أي شئ.