لعب الأطفال عبث أم استكشاف ؟! – د.مها فؤاد
بالنسبة لمرحلة الطفولة، فإنّ النشاط الأبرز الذي اقترن بهذه المرحلة هو اللعب؛ فاللعب سمةٌ بارزة وواضحة للأطفال، والأطفال الّذين لا يحبون اللعب قد يعانون في بعض الحالات من مشاكل ربّما تؤثّر عليهم في مراحل لاحقة من عمرهم، إلّا أنّ هذه ليست قاعدة. اهتمّ العلماء بدراسة اللعب عند الأطفال، ومحاولة تحليل هذا النشاط الّذي يمارسه تقريباً كافّة الأطفال، فهو سمة من سمات الطفولة، وقد استطاعوا استخلاص العديد من النتائج المختلفة التي تبيّن أهميّة هذا النشاط في العديد من الجوانب المختلفة.
لا شك أن لعب الأطفال ليس عبثاً كما يتصوره بعض الآباء والمربين اللذين يرفضون اللعب ولا يؤمنون به··· وإنما اللعب مهم وضروري لنمو الشخصية الاجتماعية السوية والخيِّرة··· فنحن نجد أن التربية الإسلامية قد أباحت الألعاب الهادفة··· إذ يمكن إعداد الجانب الجسمي والنفسي والخلقي للفرد عن طريق ممارسة بعض الألعاب الرياضية··· فلقد روى الشيخان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: >أذن للحبشة أن يلعبوا بحرابهم في مسجده الشريف وأذن لزوجته عائشة رضي الله عنها أن تنظر إليهم وبينما هم يلعبون دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه فحاول منعهم فقال صلى الله عليه وسلم: >دعهم يا عمر<، ومن ثم فالإسلام وجد في اللعب: الفرصة للإبداع في استخدام الحراب وغيرها مما يقوى الفرد نفسياً وبدنياً··· أوَليس المؤمن القوي خيراً وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف؟!··· ولا شك أن هذا المنهج الإسلامي··· هو الذي حدا بأمير المؤمنين عمر أن يدعو المسلمين كافة أن يعلموا أولادهم: الرماية والسباحة وركوب الخيل·
كما يستفيد علماء النفس من لعب الاطفال في الإطلاع على الحياة النفسية للطفل – يكشف عن إبداعات لدى الطفل ..فمثلا عندما يلبس على رأسه الطنجرة ويعتبرها خوذة ..فهذا دليل على الإبداع..اللعب الإستطلاعي:ينمي الطفل معرفيا..فعندما يحصل على لعبة جديدة كالسيارة مثلا يكسرها ليعرف ما تحتويه في الداخل..فاللعبة المعقدة تثير اهتمامه أكثر من اللعبة البسيطة .. فاللعب له فوائد كثير فدعي طفلك يعيش طفولته ويتمتع بها ..لأنه سيأتي يوم ويكبر …لينشغل في الحياة
و اخيرا اللعب يساعد الطفل في الحفاظ على أداء واجباته بانتظام. يجعل اللعب الطفل إنساناً مقبولاً اجتماعياً؛ فاللعب يُكسب الطفل المهارات الاجتماعيّة المتنوعة، التي تساعده على معرفة الطريقة المناسبة للتعامل مع كافة أصناف الناس. يكسب الطفل سرعة البديهة، ويطوّر ذكاءه وقدراته الكامنة، ويكشف عن جوانب في شخصيته، ويساعده على تكوين العلاقات الاجتماعية الجميلة. يساعد الطفل على التأدب بالآداب العامة المتبعة، والتي يحتاج إليها حتى يكون لبقاً ومهذّباً عندما يكبر.