كيف تكون ناجحاً في عملك – د. مها فؤاد
النجاح أمرٌ يطلبهُ الجميع ويتمنّاه أصحاب الهمم العالية ، فالنجاح هو نقيض الفشل ، والنجاح من أجمل الكلمات الإيجابيّة والتي تدفع بالإنسان إلى الأمام وتشحذ الهمم والطاقات ، فإذا أردت أن تصِفَ أحداً برَع في صنفٍ من صنوف الحياة العلميّة أو العمليّة فأنت تقول عنهُ أنّهُ إنسانٌ ناجح ، والنجاح هو أمرُ نسبيّ يختلف من شخصٍ لآخر ، فالذي ينجح في صفوفه الدراسيّة الأولى يسمّى ناجحاً ،
والذي ينجح في نيل شهادة الدكتوراة ويقوم باختراع أو اكتشاف ما أيضاً يُسمّى ناجحاً ، فهي تختلف من مستوى لآخر حسب الشخص والزمان والمكان ، ولا يظنّ أحدٌ أنّ المقصود بالنجاح هو النجاح فقط في الدراسة ، فهناك أناس ناجحون اجتماعيّاً ، ولهم علاقات طيّبة ناجحة مع الجميع ، وهناك ساسةٌ ناجحون ، قادرون على إدارة دفّة الحُكم بكلّ مهارة وبراعة إدارة ، وهُناكَ ناجحون في العمل فصيتهم ذائع في الوسط العمليّ ولهُم براعةٌ وحسن إدارة ، ونرجو في هذا المقال أن نقودَ القارئ إلى أن يكون ناجحاً في عملهِ متميّزاً فيه.
فكيف تكون ناجحاً في عملك؟
يبدأ النجاح في العمل من اختيار العمل الذي يُلائم طبيعتك ويتناسب مع مهاراتك الشخصيّة ، فلا يصحّ ان يعمل الإنسان في مهنةٍ تُخالف طبيعته ، كأن يعمل الشخص الذي يخشى الكهرباء في معملٍ للتيارات العالية أو الآلات الكهربائية الصناعيّة، أو يُمارس مهنة الطبّ من يخشى منظر الدماء أو الجروح وما شابه ، أو يذهب إلى دراسة الطيران من يُعرف عنه الخوف والرّهاب من المرتفعات ، فأن تُحبّ عملك وتختارَهُ مناسباً لك أولاً هو أساس النجاح فيه. الإجتهاد في تعلّم كلّ شيء ، ولا تكتفي بأن تقضي ثمان ساعات في العمل وأنت تمارس دورك الروتيني الذي يجلب الملل ، ويجعلك عبارة عن آلة تأخذ الأوامر وكأنّه قد تمّت برمجتك دون إعمالٍ للعقل أو تعلّم شيءٍ جديد تستفيد منه.
حسن العلاقات الوظيفيّة مع زملائك وأقرانك ، وكذلك حسن التلطّف والأدب مع رؤسائك في العمل ، فليس من الأدب ولا الشجاعة أن ترفع صوتك في وجوههم أو تُسيْ الأدب معهم ، فإذا طلَمكَ أحدهم فعليكَ بالطرق القانونية التي تُعيدُ لكَ حقّك وبدون اعتداءٍ أو تجريح. احترام قانون العمل ، والالتزام بأوقات العمل حسب القانون المعمول به ، فليس الموظّف الناجح من يأتي متأخراً ويخرج مُبكّراً ، فإذا سلِمَ من رئيسه في العمل فليعلم أنّه اقتطعَ مالاً حراماً لهُ ولأهله. وجود روح المُبادرة والريادة في العمل ، وايجاد الخطط الناجحة التي تخدم الصالح الوظيفيّ العامّ ، وبذلك تكون موظّفاً نوعيّاً وناجحاً بامتياز.