كيف تعزز انتماء الموظفين للمؤسسة؟ – د. مها فؤاد
يقول هولتوم إن الممارسات الشاملة أثناء العمل، والتخطيط والتنمية المهنية العميقة، إلى جانب السياسات التي تعزز التوازن ما بين العمل والحياة توفر طرقا قيمة بشكل خاص لزيادة انتماء الموظفين. ويقدم الاقتراحات التالية.
اجعل عملية تدريب الموظف الجديد أثناء العمل أكثر شمولية
توفر عملية التدريب أثناء العمل عدة فرص لمساعدة الموظف الجديد على تنمية روابط قوية مع المنشأة وفي الوقت نفسه مع المجتمع. وكثير منها يتميز ببساطة كبيرة تجعل من السهل تطبيقها. على سبيل المثال فإن مجرد إعطاء الموظف الجديد الكثير من الفرص ليتعرف على زملائه الجدد يساعده على البدء في تشكيل روابط قوية ما بين الموظف والشركة. كما أن وضع الموظف الجديد مع مرشد بخلفية مشابهة يساعد أيضاً على هذا المجال.
ثم إن التوافق ما بين الموظف والمجتمع، وعقد صلات بين الموظف والمجتمع يمكن تعزيزها من خلال عملية التدريب أثناء العمل. ويستشهد هولتوم بمثال لمستشفى استطاع اجتذاب عدد من الممرضات اللواتي يصعب العثور عليهن وثبوتهن في العمل عن طريق إنشاء برنامج عقاري لهن، من خلال الاتصال مع سماسرة عقاريين والتعامل معهم وتقديم قروض مكفولة من البنك بشروط إقراض ميسرة. ولم تقف الأمور عند هذا الحد, فقد عمل البرنامج على تحويل علاوات الممرضات البالغة خمسة آلاف دولار إلى دفعات أولى لبيت في المنطقة القريبة.
إدخال عوامل الانتماء للوظيفة في عمليات التخطيط والتطوير الوظيفي
يقول هولتوم إن مساعدة موظفيك على تخطيط حياتهم العملية وتطويرها توفر فرصاً إضافية في توطيد الانتماء.
على سبيل المثال، يمكنك تقوية التوافق ما بين الموظف والشركة بترقية الموظفين من الداخل وتوفير المعلومات أولاً بأول لمرؤوسيك عن الفرص الوظيفية داخل الشركة. كما يمكنك توطيد توافق الموظف والشركة بشكل أكبر عن طريق تعريفهم بالأهداف المهنية طويلة الأجل ثم العمل على تزويدهم بالتدريب وتنمية الفرص التي يحتاجون إليها للمضي قدماً نحو تلك الأهداف.
تعزيز التوازن ما بين العمل والحياة لدى الموظفين
إن الشركة التي تساعد موظفيها على إيجاد التوازن بين حياتهم في العمل وحياتهم خارج العمل إنما تقوم بتوضيح قيم يبحث عنها الموظف بشكل حقيقي وبالتالي فإنها تعزز من التوافق ما بين الموظف والشركة. وإذا قامت الشركة بتسهيل الوصول إلى الموارد المطلوبة، مثل توفير خدمة رفيعة المستوى للعناية بالأطفال، فإنها بذلك تقوي من روابط الموظف والشركة. وفيما يلي عدد من هذه الأفكار.
وفيما يلي قائمة بأفضل عشرة حلول للمنظمات كي تحافظ أو تحسن من ولاء موظفيها
1- زد الثقة بالقيادة. الموظفون بحاجة الشعور بأن قادتهم يعرفون إلى أين بتجهون، لأن على الموظفين أن يتبعوا ذلك المسار. “الثقة بالقيادة أمر لا تسمعه كثيرا فيما يتصل بموضوع الولاء. لكن لو وثق الموظفون بقادتهم لوثقوا بمستقبلهم”.
2- حسن ثقافة الشركة. إن الشكل الذي يبدو عليه العمل في شركة ما هو أكثر أهمية من الراتب لجهة زيادة الولاء. وهذا يعني أن الموظفين بحاجة لأن تتعامل الشركة معهم بعدل. “كنت معتادا على أن أكون مخلصا بنسبة 100 بالمائة، لكن الجميع اليوم لا يكثرون إلا بأنفسهم. وبيئة العمل الحالية لا تشجع على الولاء، وهو ما يؤثر عكسيا على الإنتاجية”.
3- زد الثقة. “الثقة هي القضية المفتاحية! فالفجوة المتنامية بين تعويضات التنفيذيين وما يتقاضاه “العاملون” قليلة الأثر في زيادة الثقة. وأية شركة لديها الشجاعة والوعي لزيادة قيمة موظفيها في السوق من خلال التدريب وغيره من وسائل أخرى في وقت أبكر بكثير من إجراء أي تسريح للعاملين سوف تحصد فوائد مضاعفة”.
مدير تنفيذي آخر لديه ملاحظة مشابهة: “ليست المكافآت المادية هي التي تنبي الثقة، بل إن الشعور بالقيمة المضافة وبصنع إسهام وبأنك موثوق هي الأمور الفاصلة في بناء منظمة تضم موظفين مخلصين”.
4- اخلق فرصة للتحسين. يريد الموظفون تحقيق التقدم.
والعمل التجاري يجب أن يقدم مسارا للنمو، وهو ما تتزايد صعوبته في اقتصاد يعاني من الانكماش.
5- حسن الاستقرار في الشركة. “لا يتوقع الموظفون في هذه الشركة بوجه عام زيادات مالية جوهرية. فاستقرار العمل والشركة والبقاء قويا لهما الأولوية في عقول الموظفين (المديرين)”.
6- وفر الاستقلالية والتحدي. ضع أمام الموظفين بعض التحديات الصعبة واتركهم لوحدهم! إذ عندما يمنحون فرصة سيكون العديد من الموظفين من أصحاب الضمير أهلا للتحدي لأنهم يرغبون في تقديم إسهام فعلي للشركة.
7- وفر الاستقرار للعمل. من الصعب تقديم أو الحصول على ضمانات هذه الأيام، لكن استقرار العمل يعني الكثير عندما يبدو أن كل شيء يحيط بالموظف يتغير. “يبدو أننا نفقد موظفينا الشباب والواعدين بسبب المتطلبات الصارمة لأية منظمة استشارية. إذ بما أننا قمنا بتسريح عمال أكثر من مرة في السنتين الماضيتين، يبدو أن شعورهم يغلب عليه القول لماذا أعرض حياتي للخطر طالما أن الاستقرار لم يعد موجودا؟”.
8- قدم تعويضات عادلة. إن دفع مستحقات عادلة في عالم ما بعد ظهور الإنترنت أمر متوقع. والمديرون أيضا يفضلون اليوم تعويضات الأداء على العدل. “تستفيد الشركات من معدل البطالة في تخفيض التعويضات وإجبار الأفراد على توقيع عقود تخلو من المزايا. وبالتالي يصبح الولاء خارج الحسبان”.
9- وفر المرونة. كثر هم الذين يبحثون عن حياة أكثر توازنا، وخاصة في هذه الأوقات العصيبة.
10- راقب الفوائد. ليس الراتب هو الشيء الوحيد الذي يهم في موضوع الولاء، إذ أن هناك برامج أخرى للشركة مثل تغطية الرعاية الصحية، ومكافأة الموظفين على إسهاماتهم في الشركة، وخطط امتلاك الموظفين لأسهم في الشركة، بمقدورها أن تربط الموظف بالشركة بصورة وثيقة أكثر.