كيف تستثمر وقت فراغك – د. مها فؤاد
لا شك ان استغلال وقت الفراغ امر في غاية الاهمية وخاصة انه يشتكي الكثير من الناس من مرور الوقت بسرعة فائقة، خاصة من يعمل بوظيفة ساعات الدوام فيها طويلة، فما يلحق ان يعود الى البيت عائدا من دوامه، الا و ساعات الليل قد بدات تحل بظلامها، فلا يجد متسعا من الوقت لعمل اي شيء، او ممارسة اي هواية، بل لا يجد وقتا لرؤية اهله و اقاربه جيدا، بل ياكل طعامه و ينام، و تعاني الكثير من الزوجات من هذا الروتين القاتل، اذ لا يوجد هناك اي متسع من الوقت لقضاء وقتا ممتعا مع الزوج بصحبة الاولاد، او الخروج معه الا في وقت العطل، و الزوج يريد هذا اليوم ليرتاح به، و ينهي بعضا مما عليه من امور .
وقت الفراغ إنّ الإنسان الذي لا يجد ما يفعله تراه مُتخبطاً حائراً تكثُر الأفكار السلبيّة في رأسه، لهذا من المُهمّ أن يستغلّ الإنسان وقت فراغه في أمور تعود عليه بالنفع، وإلا أصبح الإنسان رهينة للملل والتوتّر النفسيّ الناجم عن ذكريات مُؤلمة كانت قد ألمّت بهذا الشخص. في موضوعنا هنا سنُناقش قضية استغلال وقت الفراغ بكلّ ما هو مُفيد، ولكن ليس بالضرورة أن يكون استغلال وقت الفراغ في عمل أو عدّة أعمال تُؤدي إلى الإرهاق، إذ يُمكن القيام بالعديد من الأمور المُفيدة دون أن يغرق الشخص في أمور متعدّدة تُؤدي إلى التعب الذي سيُعيده إلى الملل من جديد.
إن ما نواكبه من تطوّر تكنولوجي، جعل معظم الأشخاص ينشغلون بهذا التطوّر بشكل كبير، فقد يمضي الشخص ساعات طويلة جالساً أمام الإنترنت لمتابعة مواقع التواصل الاجتماعيّ، أو يشاهد بعض الفيديوهات المضحكة، دون أن يقوم بأيّ عمل مُفيد وهذا إهدار للوقت، يعود على الشخص بل على المتجمع بأكمله بالضرر، ويخلق مجتمعاً يفتقر إلى الكفاءات التي قد تكون موجودة في العديد من الأشخاص الذين لا يستغلون وقت فراغهم.
يمكن أن تُستثمر أوقات الفراغ في مزاولة جوانب عديدة من الأنشطة، ومنها: الجانب الثقافي، والجانب الحركي ( الرياضي)، والجانب الفني ( التشكيلي).
الجانب الأول: الجانب الثقافي : كيف تستثمر وقتك في رفع ثقافتك؟
– أن تتقن فنون اللغة ( القراءة، والكتابة، والتحدث، والاستماع)؛ بحيث تتمكن من كتابة حديث أو قصة. وترويهما بلغة عربية صحيحة بسيطة.
– أن تستخدم هذه القدرات في فهم النفس، وفهم ما حولك.
– أن تفسر ما يجري حولك من ظواهر اجتماعية وطبيعية، وسياسية، واقتصادية وعلى أسس واقعية.
– أن تجيد التعامل مع الآخرين، كحسن الحديث والأخذ والعطاء على أساس الحق والعدل.
– أن تبني لنفسك كياناً مستقلاً.
– أن تتعاون مع غيرك على البر والخير.
– أن تعمل بنجاح داخل فريق.
– أن تسلك سلوكاً يعكس انتماءك لدينك ووطنك.
– أن تسلك سلوكاً يعكس ثقتك بنفسك، وشعورك بالطمأنينة.
– أن تتقن المهارات الأولية في استخدام الأدوات والآلات الشائعة الاستعمال.
– أن تستخدم ما اكتسبته من معارف، وحقائق، وعلوم، في حل المشكلات اليومية التي تواجهها.
– أن توضح أساسيات دينك، مع ربطها بمواقف الحياة، على أن تُظهر ذلك في سلوكك.
– أن تميز بين ما يمكن تفسيره على أساس من العلم. ومالا يمكن قبوله إلا على أساس الإيمان، مما لا يجترئ العلم على تفسيره
أفكار لاستثمار وقت الفراغ :
إنّ كل إنسان مهما كان سنُّه بحاجة إلى وقت فراغ ليقوم بأمور يُحبّها ويرغبها، فالطفل يُحبّ اللعب وأحياناً الاستماع إلى القصص، أو الجلوس مع والديه والتحدث إليهما، فكلّ هذه الأمور هي استغلال لوقت فراغه رغم أنّه لا يُدرك ما يفعل، أمّا بالنسبة للأشخاص البالغين فيُمكنهم استغلال وقت الفراغ فيما يلي:
استثمار الوقت في إثراء الثقافة، ويتجلّى ذلك من خلال قراءة الكتب أو متابعة برامج ثقافيّة مفيدة، كما يُمكن استغلال الإنترنت في هذا المجال. الخروج في رحلة مع الأصدقاء أو العائلة، وتمضية وقت يُرفّه به الشخص عن نفسه، وهذا مفيد للطلاب لسببَين أوّلهما: التعرّف إلى أماكن جديدة، والثاني تجديد النشاط قبل العودة للدراسة.
المشاركة في المخيّمات الصيفيّة، أو مراكز تحفيظ القرآن، أو النوادي الرياضيّة، وهذا مُناسب للطلاب بشكل خاصّ. بالنسبة للسيّدات فقد تستغل السيّدة وقت فراغها بالتنزّه وزيارة الأقارب والصديقات، ولكن هذا ليس كلّ شيء، فهناك ما يُمكنها عمله بما يُفيدها ويُفيد عائلتها، خاصّة إن كانت السيّدة ربّة منزل ولا تعمل، بإمكانها العمل في أي مجال تتقنه لكي لا تشعر بالضجر.
من الأمور الأخرى التي يُمكن للسيّدة القيام بها أيضاً، قراءة الكتب المفيدة والمنوّعة إمّا عن طريق الكتب أو الإنترنت. يُمكن للسيّدات أيضا عمل مشروع صغير، واستغلال وجود الإنترنت لتسويق منتجاتها، أو حتى العمل من المنزل من خلال شركات تُوظّف السيّدات من المنزل.
الجلوس مع الأطفال والتحدّث إليهم، أو القيام بنزهة مع الأم والأب هو استثمار لوقت الفراغ لكلّ أفراد العائلة. بالنسبة الرّجل فقد تكون الخيارات أمامه متاحة أكثر من السيّدات خاصّة في مجتمعاتنا العربيّة، فهو يستطيع عمل مشروع صغير إلى جانب وظيفته كنوع من استغلال الوقت، وكثيراً ما نرى الرّجال الذي يعملون لساعات متواصلة في أكثر من مهنة. أمّا عن الجانب الروحيّ الذي يُمكن للشخص استغلاله في وقت الفراغ، فهو الذّكر والدعاء وقراءة القرآن والصلاة، فالتقرّب من الله يُقلّل من الشعور بالكآبة والملل بالتأكيد.