كيف تجعل طفلك هادئ -د.مها فؤاد
تربية الأطفال عملية صعبة وعقدة ، بسبب الفروق في السن ، بين الآباء والابناء ، وبسبب الهوة الكبيرة بين الجيلين القديم والحديث ، نتيجة للتطور الكبير ، بل وقد نجد بعض الآباء يحاول تربية إبنه باسقاطات جيله ، وشخصيته ، فيقول “نحن في زماننا كنا كذا وكذا ..” ولا يعلم أن هؤلاء الاطفال خلقوا لغير زمانه ، وأن طرائق التربية تختلف من زمان لآخر ، وتتعدد مشاكل الآباء مع أبنائهم ، من العصيان إلى التمرد ، وأحياناً الخجل ، والمشاغبة ، والشقاوة ، وقد يكون بعضهم عدواني ، أو بطيء الفهم ، والفكرة هنا أنَّ هناك فروق فردية كبيرة بينَ الأطفال ، وأن اسلوب التعامل يجب أن يختلف من طفل لطفل حسب شخصيته ومشكلته ، وفي هذا المقال سأتحدث عن الأطفال الزعجين والمشاغبين ، اللذين يحلم من حولهم بساعة من الراحة والهدوء بسبب طيشهم ، وازعاجاتهم المتكررة .
كما إن الأسرة هي النواة الأولى والأساسية في تكوين المجتمع، فإذا كانت الأسرة صالحة فإن صلاح المُجتمع حاصل لا محالة، فالأسرة تخرج لنا أجيالاً من الأبناء والبنات الذين إذا تلقوا التربية المناسبة والصحيحة فيكون عندها هذا هو النجاح الحقيقي لهذا المجتمع. إن للتربية مكانة هامة في الحياة ينبغي أن يتقنها الآباء والأمهات ولا بأس لو عقدت لهُم دورات مُتخصصة في كيفية التربية السليمة والواعية لأن التربية هي علم قائم بحد ذاته ينبغي الإحاطة به
لذلك يجب عليك أن تأخذ وقتا لقضاءه مع أطفالك والاستماع إلى كل ما لديهم ليقولونه عن أفكارهم، وآمالهم، والأحداث التي وقعت في حياتهم، عن أصدقائهم، والحياة المدرسية وكل شيء تقريبا لديهم ليقولونه ،استماعك لهم سيجعلونهم يستمعون لك كنوع من رد الجميل أو حتى من التقليد , و تحفيزك لطفلك وإشادتك بأعماله الحسنة ، ستجعله يعمل بحماس لاستكمال مهامه بشكل أكثر كفاءة في المرة القادمة، وعليك أن تعلم أن قلب الطفل حساس جدا ويؤثر فيه حتى الكلمات القليلة من الثناء. لذلك ينبغي على الآباء أنيقدرو العمل الذي قام به أطفالهم، إذا كانوا يريدون لأبنائهم طاعة أوامرهم .
إذا كان الأطفال يفعلون شيئا خاطئا، بدلا من إعطاء الوالدين للأوامر الصارمة للأطفال ، فعلى الوالدين قول الحقائق والنتائج للأشياء التى يفعلها الأولاد خطأ ، على الوالدين أن يهتما بتعليم أطفالهم النتائج السلبية لأفعالهم الخاطئة , ويعد التواصل مع أولادك لا يعني مجرد إعطاء الأوامر، إذا كنت تود أن يصغى إليك أولادك عليك أن تأخذ بعين الإعتبار نبرة الصوت والكلمات ولغة الجسد، فكلها تلعب دورا هاما عند إعطاء أوامر الآباء لأطفالهم. فينبغي أن تكون نبرة الصوتهادئة لأول مرة ومن ثم الحزم في الصوت ينبغي أن تزيد إذا لم يتم الانتهاء من أوامر وإجراءات في الماضي يجب أن تؤخذ، لغة الجسد تلعب دورا هاما في إعطاء الأوامر، أخيرا وليس آخرا يجب أن تكون الكلمات مباشرة وبسيطة ، كل هذه الأمور سوف تجعل طفلك يتبع الأوامر المعطاة من قبل والديه .
الأطفال أكثر تأثرا بالذين يشاركونهم نفس التفكير كما لهم، لذلك ينبغي أن تفهم وجهة نظر طفلك ويجب أن توضح لهالأمور وفقا لذلك، عندما يجد الطفل أن الوالد يشبهه فى طريقة التفكيرحينها سيقبل منه نصائحه وتوجيهاته ، فلن يشعر الطفل حينها أن الأب أو الأم لايفهمونه بل سيكون متأكدا من أنهم يشاركونه نفس التفكير , لا أحد يحب المحاضرات الكبيره والمملة، سواء كان من الأطفال أو البالغين، و إذا ا كان لآباء يريدون من أبنائهم أن يستمعو لهم،فينبغي أن تتجنب إعطاء المحاضرات ويجب التحدث بلغة مباشرة وبسيطة، فيمكنك من خلال كلمةواحدة مباشرة وواضحة أن تجعل طفلك يستمع إليك والتي لا يمكن أبدا أن تتحقق من خلال إعطاء محاضرات مملةطويلة حول كيف تكون مسؤولا ومطيعا، لذلك ينبغي على الآباء استخدام كلمات بسيطة ودقيقة.