كيفية اختيار القادة الإداريين واكتشافهم – د. مها فؤاد
ترى ما الذي يمكن تعلمه من تجارب نخبة القادة الإداريين الأبرز في زماننا وما الذي يقوم به القادة لبناء ثقافة مؤسساتهم وتحقيق النجاحات المالية المذهلة؟ وما هي السمات الأساسية للقيادة وكيف نجحوا في اكتشاف الأسواق الجديد واستشراف الأحداث والتغيرات الاقتصادية وأداروا المخاطير فيها؟
و كيف يمكن استخلاص العبر والنتائج من تجارب أهم 25 رجل أعمال مختلفة في الظروف والمكان والصفات الشخصية والاجتماعية، وهل يمكن الحديث حقاً عن »نخبة القادة الإداريين« ووجود قواسم مشتركة بين هذه الشريحة غير المتجانسة التي أثرت في تاريخ البشر الاقتصادي على مدار ربع القرن الأخير
عملية اختيار القادة الإداريين غاية في الدقة وتتطلب عناية بالغة ،لذلك فإنه يمكن أن تتم وفق القواعد أولا: ان تقدم رئاسات الأجهزة ترشيحها للأفراد الذين يتولون المناصب القيادية دون التقيد بقاعدة الأقدمية على أن تؤخذ في الاعتبار عند الترشيح القواعد والمعايير
مثل توافر الصفات المطلوبة في القائد الإداري. الكفاءة في العمل و القدرة على الإنتاج. أن تكون التقارير التي كتبت عنه طوال مدة خدمته عالية التقدير وخالية من الانحرافات. أن يكون سلوكه خارج مجتمع الوظيفة سلوكا سليما. أن يكون مارس أعمال القيادة في المستوى الإشرافي الأول بنجاح. أن يكون الاختيار النهائي مبني على نتائج التدريب. ايضا توافر الصفات العامة و الخاصة التي تلزم الوظيفة المرشح لها.
ثانيا أن يكون الترشيح قبل التعيين في الوظيفة القيادية بفترة زمنية معقولة تتيح لجهات الاختصاص تحري الدقة اللازمة في إجراء عملية الاختيار.
ثالثا: أن تعد من حين لأخر دورة تدريبية لإعداد المرشحين للمستوى القيادي المطلوب ،ويتم تقييم المرشحين خلال ستة أشهر عن طريق التقارير عن المرشح في نهاية الدورة التدريبية. التقرير الفني عن أداء و إنتاج المرشح الذي تعده رئاسته الفنية نتيجة للتفتيش الفني في أدائه. التقرير عن الكفاءة الإدارية نتيجة للتفتيش الإداري بواسطة أجهزة الرقابة المختصة. التقرير عن النواحي السلوكية و العقائدية. ويتم تجميع التقارير المطلوبة وترفع إلى الجهة صاحبة السلطة في التعيين لإصدار القرار اللازم. ويتأثر إختيار القائد بمؤثرات قد تختلف بعض الشيء في جوهرها عن إختيار المدير ومن أهمها حجم المنظمة ونوعها
فحجم المنظمة ونوعها يمكننا من خلق الظروف المواتية لصنع القائد ووجود جمع من الأتباع يساندونه. موقع المنظمة: فوجود المنظمة في منطقة مكتظة بالسكان له تأثير مخالف عن وجودها في منطقة نائية أو غير مكتظة بالسكان.
نوع المشكلة التي تصنع الموقف الذي بدوره يصنع القائد: فهل هي مشكلة عامة تتعلق بالأجور والحوافز أم مشكلة فنية تتعلق بالأجهزة والآلات والمعدات، وعلى سبيل المثال فإن مشكلة استخدام معدات مستهلكة وأسلحة وذخيرة فاسدة في حرب 1948م ضد اليهود في فلسطين وما ترتب على ذلك من آثار خلفت مواقف وصنعت قيادات قامت بثورة يوليو سنة 1952م.
نوع العاملين ومدى إيمانهم بمشكلتهم: أي مدى معرفتهم لأبعادها وقدرتهم على صنع القيادة بتأييدها و الالتفاف من حولها و حمايتها من الضغوط التي تقع عليها والأذى الذي قد يتوقعها.
المناخ المناسب لظهور القائد و القدرة على الاستمرار في الوقوف من حوله: فالمناخ الديمقراطي يساعد على ظهور القيادات كما يعاونها على الحركة أما المناخ الاستبدادي الذي يعتمد على القهر وعلى البطش فلا يساعد على ظهور القيادات وممارستها لمهامها ولكنه قد يصنعها لتعمل طويلا في الخفاء.
الوقت المناسب فكما أن المناخ يؤثر في صنع القيادات وظهورها فإن الوقت المناسب يكون له تأثير بالغ على ذلك أيضا.