قوانين تطوير الذات
الحياه تستحق أن تعيشها بحلوها ومرها من اجل هذا نخطط الآن لها…
ومؤكد أننا جميعا قد حاولنا يوما أن نغير بشخصياتنا بعض الشئ قبل أن نيأس أمام علو الحواجز
تطوير الذات عملية تنمية واكتساب أي سلوك أو معلومة أومهاره تجعل الإنسان يشعر بالرضا الداخلي وتساعده على التركيز على أهدافه في الحياة وتحقيقها وتعده وتجهزه للتعامل مع أي مشكله تواجهه
لذلك اعتبرها مهمة مستمرة دائما لا تتوقف عند حد أو عمر اوزمن ومن اجل هذا علينا ان نعمل على تطوير مجلس تطوير الذات والتعامل معه بشكل يخدم القراء فعلياً
معنى تطوير الذات هو المنهج الذي ينتهجه الإنسان في حياته ويتحصل من خلاله على عدة أمور تجعله يشعر بالقوة والرضا عن نفسه وعن عمله، وتجعله يشعر بالسلام والأمان الداخلي، وتعينه على التركيز على أهدافه في الحياة التي يعيشها، ويكمن هذا المنهج في عدة أمور أبرزها اكتساب المهارات والمعلومات والسلوك الذي يعينه على كل ما ذكرناه سابقًا.
والتطوير الذاتي له عدة مدلولات وهي كثيرة، فالحرص على تربية النفس والسعي إلى جعلها أفضل هو تطوير للذات، والحرص على أن تكون إرادة الإنسان ذاتية لا يتم التأثير عليها خارجيًا وتكون هذه الإرادة إيجابية، فيعدّ ذلك تطوير للذات وارتقاء للإنسان.
وقد تحدث الفيلسوف أفلاطون عن هذا الأمر في فلسفاته فقال: أنّ قيام الإنسان على تربيته لذاته يعد أفضل بكثير من قيام الآخرين على تربيته، وذلك أنّه يربي نفسه على حسب قناعاته الإيجابية الذي يرى فيها السلامة، وذلك فان أفلاطون يؤيد فكرة أن يقوم الإنسان بتطوير ذاته والعمل على اكتساب المهارات والسلوكيات الإيجابية والتقيد بها ونبذ السلوكيات والأمور السلبية والابتعاد عنها حتّى يتمكن من تطوير ذاته والارتقاء بنفسه.
ومن كلّ ما سبق ومن هذا المنطلق يتضّح لنا ويتبين أهمية تطوير الذات التي يجب أن يحرص عليها الإنسان حتّى يرتقي بنفسه يصبح مثقفًا وواعيًا، وقد قام علماء الأخلاق وعلماء الإدارة وعلماء النفس وعلماء الاجتماع في التسابق فيما بينهم من أجل تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات وإعدادها، والتي حرصوا من خلالها على توضح وتبيين أهمية تطوير الذات عند الإنسان وكيفية القيام بذلك سواءً أكان التطوير على مستوى الأفراد أو على مستوى المجتمع، وذلك حرصًا منهم على بناء مجتمع مستقيم ومتطور، فلا يوجد شك أنّ أساس تطور المجتمعات هو تطور الأفراد فيها، وأساس كل ذلك هو العمل على إكساب المهارات التي تؤدي إلى نهوض الأفراد وتطوير ذواتهم، وبالتالي ينعكس ذلك على المجتمع ككل، فيصبح المجتمع متطورًا وفاعلًا.
وقد أودع الله -عز وجل- في ذات الإنسان مهارات عديدة وسلوكيات كثيرة وقدرات جميلة، والتي إذا قام الإنسان باستغلالها جيدًا فإنّها تساهم بشكل كبير في تطوير الإنسان لنفسه ولذاته وإلّا لكان أصبح كالحيوان، فالحيوان لا يمكن أن يطور من ذاته، فهذا أمر غير متاح له كما الإنسان، وذلك أنّ الله -عزّ وجل- قد خصّ الإنسان بصفات عديدة وكثيرة ميزته عن غيره من المخلوقات، ومنها تكريم الله -عز وجل- له، فقد قال -عز وجل- في كتابه الكريم: (ولقد كرّمنا بني آدم)، فسبحان من أكرم الإنسان وميّزه عن غيره من المخلوقات بأن جعله قادرًا على القيام بتطوير ذاته والعمل عليها حتّى يصبح فاعلًا ونشيطًا في المجتمع الذي هوا فيه، ويوجد كثير من صور تطوير الإنسان لذاته كبحثه عن رزقه والعمل من أجل كسب ذلك، فيعدّ ذلك تطوير لحياته المعيشية ونحو ذلك الكثير.
مهارات تطوير الذات حين تدرك بأنَّ ثابت الحياة هو التجدُّد؛ إذ تتغيَّر المعلومات، وتتبدَّل الظروف، وتتقلَّب الأحوال في عالمنا بشكل سريع ومتواصل، فإنَّ ذلك سيفرض عليك – إن أردت أن يكون لحياتك معنًى – أن تطوِّر ذاتك، وتحسن من مواقفك، وتَرْقَى بمستوى أساليبك بشكل مستمرٍّ، ولعل من أبرز ما يجب أن تقوم به لتحقيق ذلك ما يلي:
انطلق من القِيَم: قِيَم الإسلام ومبادئه العظيمة هي مرتكزُ فاعلية المسلم، التي تَبعث في نفسه الرغبةَ في الاستقامة، وتولد فيه النضجَ، والشعور بالمسؤولية، فيدفعه ذلك لينموَ بخطوات ثابتة، فإذا أردتَ أن تتطوَّر، وأن تُحدث تغييرًا حقيقيًّا في حياتك، فالْتزم قِيَم دِينك ومبادئه، وانطلق منها في تصحيح تصوراتك وسلوكياتك، إذْ كلَّما ازداد التزامك بها وتوافقك معها، كلَّما زادتْ جديتك، وفُرص تفوقك، وقدرتك على القيام بأعمالك بفاعلية وإجادةٍ أكثر.
تعاهد إيمانك: يُهذِّب الإيمان العقل، ويُقوِّي الرُّوح، ويُبعِد النفس عن الحيْرة والاضطراب والقلق، ويبعث العزيمة، ويدعم الثِّقة، ويُجدِّد الطاقة، ويُفتِّح الطاقات والمواهب، ويدفع صاحبَه للنمو والتجدُّد، فجاهدْ نفسك وكابدها، حتى يقوى إيمانها ويتجدَّد، فإنَّه يَبْلى في النفس كما يَبلى الثوب الخَلق.
حدد غايتك: إذا عرف المرء ما يُريد، أمكنه تحديد مسارِه، والعمل على الوصول إلى بُغْيته، وذلك ما سيجعل لحياته معنًى ونظامًا، فابدأْ دومًا والنهاية في ذِهنك، وقُم بتشكيل مستقبلك بيدك، من خلال تحديدك لأهدافك، وقيامك بوضْع خطَّة مناسبة لتنفيذها، ومِن ثَمَّ القيام بترجمة تلك الخطَّة إلى واقع عملي ملموس.
رتب أولياتك: تختلف الأمور بيْن مُهمٍّ وغير مهم، والأمور المهمَّة تتفاوت مقاديرها بيْن مهم وأكثرَ أهمية، والأكثر أهمية بالنِّسبة لك هو الذي يُسهِم في تحقيق أهدافك بمقدار أكبر، وسِرُّ النجاح يكمن في ترتيب الأولويات، والبَدءِ بالأهم قبلَ المهم، فإذا أردتَ أن تترقى في سُلَّم الكمال، فألغِ الأنشطة غير المهمَّة من حياتك، وعِش في دائرة المهم، وأثناء وجودك فيها تجنَّبْ جَعْلَ الأمور التي هي غاية في الأهمية تحتَ رحمة ما هو أقل منها أهمية.
تعلم لتعمل: العلم في هذه الدنيا أغْلى سلعة، وأنفسُ متاع، فهو يُبصِّر بطريق السلامة، ويحذِّر من طريق الغَواية، ويدفع للإبداع والابتكار، يبقَى به صاحبه متجددًا، ويعرف به ماذا يفعل، وكيف، ولماذا يفعل؟ فابذلِ الوسع في طلبه، واحرصْ على تعلُّم ما ستعمل به، وما يعود منه عليك بالنفع دُنيا وأخرى، ولا تجعل منه سبيلاً للتجمُّل، ومجالاً للترف العقلي البعيد عن الواقع؛ لأنَّ المعرفة حين لا تخدم هدفًا، أو يُمارس من خلالها عملٌ، تصبح عبئًا ثقيلاً لا يُجدي شيئًا.
ارتقَ بتفكيرك: تُعدُّ القُدرة على التفكير السليم أبرزَ ما يتميَّز به الإنسان، فهو مِفتاح النمو العقلي والسلوكي، والبوَّابة الصحيحة للإبداع والابتكار، فاكتسابك له، وتدربُك على مهاراته، قضيةٌ ضرورية بالنسبة لك، إن كنت تريد أن تنموَ وتتطور، حتى تتمكَّنَ من تحسين وضعِك، وتجاوز مشكلاتك، وسدِّ الفجوة بين واقعك وغاياتك.
تفاءل: ازرعِ الفَأْلَ الحسن داخلَك، وعدِّل من مواقفك؛ لتكون دومًا إيجابيَّةً، بعيدةً عن التشاؤم، فذلك سيزيد من فاعليتك، ويملكك رُوحَ المبادرة، ويقودك في زمن الظلمة إلى البحْث عن الأمل، والتركيز على الفُرص المتاحة للعمل، ويبعدك عن الانهزاميَّة، والشعور باليأس والإحباط، وغيرها من الصِّفات السلبية التي من يُصاب بها، فلن يتطوَّرَ أبدًا.
ثق بقدراتك: نجاحك ينبثق من داخلك؛ ولذا فنظرتك لنفسك وطريقتك في التعامل معها تؤثِّر على نُضْج أفكارك، وجودة أدائك، فإذا أردتَ أن ترقى بذاتك فاحترمْها، وعزِّز من ثقتك بقدراتك، فقدرتُك على النجاح في حياتك، وإتقان عملك مرهونٌ بمدى ثقتك بإمكاناتك، وكلَّما ازداد احتقارُك لذاتك وانتقاصك لقدراتك، كلَّما شعرتَ بهبوط عزيمتك، وتدني همَّتك، وضعْف أدائك، وعدم حيويتك، ومَن كان كذلك فلن ينمو أبدًا، ولن يكون قادرًا على تحقيق غاياته على هيئة أمثل.
استمعْ لتفهم: الاستماع أداة الفَهْم، فإذا أردتَ أن تنمو، فقلِّلْ كلامك، واستمعْ أكثر بغرض أن تفهم، وحين تستمع افترضْ أنك لم تفهم، وأنك بحاجة إلى أن تستمع أكثرَ، وعندها ستكون على اطلاع دائم بما يَجري حولك، وسينضج مستوى تفكيرك، ويتركَّز حديثك، وسيفهمك الآخرون بشكل أفضل.
حسِّنْ علاقاتك: تعايشك الراقي مع الآخرين، وعلاقاتك الحَسَنة معهم هي التي تصنع النجاحَ أو الفشل، فكن مبادرًا في تعزيزها، وإصلاح ما فَسَد من الودِّ فيها، باحترام الآخرين، وخَفْض الجَناح لهم، وقَبولهم وتَفهُّمهم، ومراعاة مشاعرهم وظروفهم، واحتياجاتهم ومصالحهم، والقيام بإقناعهم وتحقيق توقعاتهم، مع تخفيف التوقُّعات الإيجابية منهم، وتجنب ما يغضبهم، وافتحْ باب الحوار الحرِّ معهم، فذلك بوَّابتك للاستفادة والتعلُّم الجيد منهم.
توازن: حُبُّ الأشياء، وسَعة العلاقات، وتضخُّم العمل، وزيادات تعقيداته في عصرنا، تجعل بعضَ جوانب الحياة تحيط بالشخص، وتستغرق جميعَ أوقاته، وحيث إنَّ شخصيتك تتكوَّن من جوانب عدَّة، ولك في حياتك أدوار مختلفة، فأنت مطالَبٌ بالتوازن والاعتدال بيْن ذلك كله، إن أردتَ أن تحتفظ بمعنويات أعلى، وبقُدرة على عطاء أطول، وإبداع أكثر، وأن تبتعدَ عن جوِّ التوتُّر والصراع، وتحيَا حياةً سوية.
تدَّرج: تدرج مع نفسك، وخُذْها نحوَ مراقي الكمال شيئًا فشيئًا، فإنما تُنال بَسْطةُ العلم من خلال المثابرة في مواصلة التعلُّم، وقبل أن تصل إلى مرحلة الكمال سدِّدْ وقارب، وارضَ بأفضل الممكن، وأعطِ الزمن بُعْدَه، وإياك أن تستعجلَ وتقفز على واقعك، فتطالب نفسَك بما يملك غيرُك، فإنَّ ذلك مُودٍ بك إلى الإحباط والشعور باليأس.
ارفق بنفسك: لا تنظرْ إلى الحياة بجدية أكبر، ولا تُشدِّد على نفسك فتُحمِّلها فوقَ طاقتها، وتكون حازمًا معها أكثر، فإن المنبتَّ – الذي يسير سيرًا شديدًا – لا يقطع أرضًا، ولا يُبقي ظهرًا، وقم – بدلاً من ذلك – بالرِّفق بنفسك، وبتشجيع جوِّ المرح في حياتك، وغرْس حِس الدعابة في أعماقك، فإنَّ ذلك سيبعدك عن التوتُّر، ويُقوِّي صِلاتِك، ويرفع معنوياتِك، ويترك أثرًا في نفسك لتتغيرَ نحو الأفضل.
ركِّز جهودك: يوجه التركيز المرءَ وينظمه، ويمنعه من التشتُّت، ويقوِّي إرادته ومثابرته، ويَزيد من إنتاجيته وفاعليته، ويُشعره بالهدوء والاطمئنان، فإذا أردتَ النمو، فاخترْ جانبًا من جوانب حياتك تجد نفسك فيه، واقصرْ اهتمامك عليه، ولا تشتغلْ في غالب وقتك بسواه؛ حتى لا تكون ممَّن يعطي جزءًا من وقته لكلِّ شيء، فيخرج بلا شيء، وقُمْ بتقسيم الجانب الذي اخترتَ إلى أجزاء، وإذا بدأتَ بجزء منها فواظِبْ عليه، واستمرَّ في تنفيذه، حتى تنتهيَ منه مهما كانتِ الصعاب، فذلك فقط طريقك نحوَ التميُّز، ومنفذ النجاح.
بادر إلى العمل: يلتهم التسويفُ الآمالَ والطموحات، ويولِّد الإحباطَ واليأس، ويُصادر الفاعلية، ويَحُول دون بلوغ الأهداف، ويهمِّش دَورَ المرء في الحياة، فإن أردت ألاَّ تكون نكرةً في هذه الدنيا، فدَعِ التسويف، وعِشْ دومًا في دائرة العمل، فإن ركيزة النجاح وقوامه العمل، ومهما كانتِ الأفكار التي تملكها ناضجة، فإنَّها بدون تنفيذ ستبقى مجرَّدَ أمنية وحُلم، فإذا أردتَ النمو وطمحتَ في التفوق، فسيطرْ على ذاتك، واحملْها على بَدءِ التنفيذ، والمسارعة إلى العمل.