طرق التنمية الفكريّة – د. مها فؤاد
أتريد أن تتقن عملية التفكير السليم؟ أتريد أن تصبح طريقتك في التفكير غداً أفضل من طريقتك في التفكير اليوم؟ إذن أنت بحاجة للانخراط في عملية مستمرة من شأنها أن تحسن طريقة تفكيرك.
فالمتأمل في هذه النقاط يستخلص تعريفاً للتفكير مشتملاً للآتي: “التفكير هو ما يجول في الذهن لفهم وتقييم ما يدرك بالحواس قبل القول والفعل“. فليس بالضرورة فيمن يمتلك مهارة الحديث والخطابة، أن يحسن التفكير والتدبير. والعكس صحيح، أي من لا يحسن الحديث والتعبير، ليس بالضرورة أن لا يكون حسن التفكير والتحليل.
عليك أن تفكر بأشياء غير عادية وتنمي ملكة التخيل، لكي تصل لكل ما هو جديد، فلا تكون تقليدياً وتخيل طاولة بلا أرجل كيف سيتم صناعتها، أو مروحة بلا أجنحة كيف ستعمل على التهوية، أسئلة قد تكون للعاديون جنونية، لكنّها لأصحاب التفكير الإبداعي بحثاً عن جواب لشيء جديد، لم يخلق بعد في عالم البشر.
التفكير في حدود المعقول، والبعد عن الخوض في الغيبيات التي تعتبر خارج قدرة العقل الإنساني. كما ان التخطيط طويل الأمد، وعدم استعجال النتائج والثمرات. ايضا الرؤية الشمولية وإدراك العلاقات والتأثيرات، ورفض الثنائيات (معي أم ضدي) (نعم أو لا) (هجوم أم دفاع) (خطأ وصواب)…إلخ.
الالتزام بالقيم والأخلاق النزيهة في السراء والضراء، وضبط النفس والبعد عن الروح الانتقامية. و النقد المستمر للذات وقبول النقد من الآخرين. كما ان التواضع وعدم ادعاء الموضوعية هو عين الموضوعية، فذلك أدعى للمفكر أن يعاود النظر ويصل لنتائج أثمن وأنفس. و التفكير في الأولويات يصون رأس المال – ألا وهو الوقت- من الضياع. اما الإبداع يستدعي الخروج عن المألوف والمعهود.
أن يصير الإنسان مفكراً كفئاً ليس بالأمر شديد التعقيد، إذ يمكنه اكتساب مهارة التفكير السليم بالتدريب والممارسة. وإذا اتبعت النقاط الست التي استعرضتها قبلاً، فستضع لنفسك بذلك نمطاً حياتياًّ قائماً على التفكير السليم. لكن ماذا يفعل الإنسان كي يتوصل إلى أفكار معينة بصفة يومية؟ أود أن أعلمك عزيزي القارئ العملية التي استخدمتها كي أكتشف أفكاراً جيدة وأنميها، وهي بالطبع ليست الطريقة الناجحة الوحيدة. لكنها نجحت تماماً معي.
لا تمل في تطوير نفسك، وإكسابها المهارات الجديدة، والإتّجاه نحو التفكير الإيجابي غير التقليدي لتصنع ذاتك.