صفات المدير الناجح – د. مها فؤاد
أهم شيء في نجاح اي إدارة هي ان يرغب الآخرين باتباعك. المدير الناجح ضرورة لأي مشروع ناجح ولذلك هناك صفات للمدير الناجح عليك العمل بها كي تصبح مدير ناجح قد تلتقي بمدير ناجح ليس جميلاً أو وسيماً، ولكن لا يُمكن أن تلتقي بمدير ناجح ذو شخصية ضعيفة أو غير مبتكرة، لان المدير الناجح هو الذي يستطيع الارتقاء بالعمل الموكل إليه بمساعدة مرؤوسيه، دون حدوث أي مشكلات، ودون أي انحياز لأي فرد من المرؤوسين، ولن يستطيع المدير أن يكون ناجحاً إلا إذا تحلّى ببعض الصفات الهامة
اولا احترام وتقدير الموظفين ويجب أن يحترم المدير الأشخاص العاملين لديه، ويثق بأسلوب كل موظف على حدة في إدارة العمل، فضلا عن تقدير خبراتهم. وقال أحد القراء: “يكتسب المدير المميز احترام الآخرين من خلال إظهار احترامه،” فيما وجد قارئ آخر أن “المدير المميز يلقى احترام فريق العمل، إذا عبر عن امتنانه للموظفين والاعتراف بجهودهم ، فضلا عن الترحيب بآرائهم والتعامل معهم كأشخاص وليس مجرد موارد.”
ثانيا خلق الثقة وتقديم الدعم ويجب أن يكون المدير شخصاً يمكن التحدث إليه في حالة وجود أي مشكلة، فضلاً عن ضرورة ثقته بكفاءة الموظفين في آداء العمل، والتصرف بأخلاقية مهنية، بالإضافة إلى دوره في تشجيع وتحفيز فريق العمل نحو النجاح.
ثالثا توفير الموارد اللازمة والتوجيهات الضرورية لنجاح العمل ويزود المدير المميز فريق العمل بتوجيهات واضحة، فضلا عن توفير الموارد اللازمة، وتنمية الشعور لديهم بامتلاك العمل والنجاح معاً.
رابعا الرغبة في اتقان العمل وتحسينه, اعتبار العمل متعة يتمتع بها لا ثقلاً على كاهله, القدرة على التنفيذ في الوقت المناسب, العمل تحت ضغط الوقت, قوة الارادة على التنفيذ بعد الفهم والقناعة, الثقة بالناس والعمل على أساس تحقيق النجاح, اتقان وسائل تقوية الذاكرة, القوة البدنية والصحة العامة, الوضوح في الرأي، بأن يكون صاحب رأي في الأمور, الطموح, المرونة مع الثبات في السير نحو الهدف, التوسط بين الإفراط والتفريط, الأفق الواسع، والنظرة الشاملة, التزام الشخصية وعدم الترجرج, الصبر والنفس الطويل, ضبط النفس والتحكم في الأعصاب في المواقف الحرجة، خصوصا المثيرة منها, الهدوء أمام الأزمات، مع الاندفاع الداخلي الشديد لحلها، بأن يكون مندفعاً لحل المشكلة، وكما قال بعضهم في المثل: يجب أن يكون كالبط ظاهره هادئ، لكنه يضرب رجله في الماء بسرعة, الواقعية والنظرة الشمولية، لمواجهة نسبية الأمور في عالم الإدارة, الإنضباط واحترام الوقت مبتدءاً بنفسه وملتزما بتطبيقه على الآخرين، بالقدر الممكن.
خامسا احترام القوانين والأنظمة وتطبيقها على شخصه وعلى غيره، فإن المدير الذي لا يطبق القوانين على نفسه، يعتبر مديراً فاشلاً، فإنه مهما كان ناجحاً في أعماله، فإن مهابته من القلوب ساقطة، وذلك يسري في غيره أيضاً شاء أم أبى, احترام القوانين والأنظمة والتخطيط بروحها، وليس بحرفيتها, التفكير الدائم بالمستقبل والحاضر، لا أن يترك المستقبل للحاضر أو الحاضر للمستقبل, الحزم، وعدم التردد في اتخاذ القرار, الاستقرار على الرأي والقرار، بعد التأني في الوصول إليه, الإصرار على تنفيذه بعد ذلك, سرعة تمكن الانسحاب عن القرار، إن ظهر خطأه, الثقافة العامة والسعي لزيادتها باستمرار.
و اخيرا عدم ارباك المرؤوسين، وعدم تكثير الأوامر عليهم وانتقادهم, السعي لرفع كفاءاتهم باستمرار، وإظهار مواهبهم ومبادراتهم, السعي لخلق إحتياطي من العناصر الكفوءة، حتى يكونوا رؤساء ومن يرى الأقسام ومن أشبه ـ وهذا غير ما تقدم من الإحتياطي , نسبة النجاح إلى الناجح، لا أنه يجعل النجاح من حصته، كما أنه إذا كان النقد وارداً على نفسه يبيّن ذلك من دون أن ينسبه إلى غيره, التكلم باحترام ويقول عن نفسه نحن ولا يقول أنا, اعتبار الوظيفة مسؤولية أكثر من كونها وجاهة ومعاشاً, اعتبار المصلحة العامة كأنها مصلحة خاصة، وتقديم مصلحتهم على مصلحته الذاتية, القدرة على الفصل بين المصلحتين، حتى لا يتصوّر أن مصلحته مصلحة العامة أو بالعكس, التوكل على الله سبحانه والاستعانة به، والإستخارة بأن يطلب الخير من الله سبحانه وتعالى فيما يريد أن يفعل، أو يدع، وفي الآية الكريمة: (… وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً)