سعادة الأسرة سبيل إلى الاستقرار والأمان – د. مها فؤاد
يختلف الناس في تحديد مفهوم السعادة وأسبابها، فمنهم يرون بالثراء والمراكز سعادة، وآخرون يجدونه بالحياة العصرية الصاخبة، الا أن السعادة الحقيقية التي تسعى الأسرة الى الحفاظ عليها تكمن في القناعة.
تتطلب سعادة الأسرة أسساً متينة تُقوي الروابط العائلية وتعزز القيم والقناعة بما لدينا، فأهم من الثراء والمراكز هو أن نقتنع بما نحن عليه فنشعر بسلام داخلي يجعلنا نحب الحياة ونستمتع بها.
إن وجود العاطفة التي تقوي الروابط بين الوالدين والأبناء من مودة ورحمة وثقة واحترام متبادل يُعد مسكناً للنفس وعامل استقرار للحياة، وهذه العاطفة الدائمة تسمح بتقاسم أعباء الحياة اليومية والمشاركة في أفراحها وأتراحها، فتحقق التفاهم والسعادة.
بعض النصائح التي يمكن بها اعادة الترابط بين أفراد الأسرة، وتحقيق حلم الأسرة السعيدة، . القيام برحلات أسرية للأماكن التاريخية معا، فمثل هذه الرحلات تقرب أفراد الأسرة وتعزز الروابط بينهم.
القيام برحلة مع أولادك دون أن تغادر المنزل!! استدع أطفالك واجلسوا معا، احكي لهم مواقف وحكايات من طفولتك، وأماكن زرتها من قبل، الأسر التي تقوم بجلسات الحكايات تكون أكثر ترابط وسعادة. قرب أطفالك من جدهم وجدتهم، فذلك يضفي السعادة على الأسرة كلها، ويمنح الأطفال احساس بالاستقرار والحب، ويمنح الوالدين مساعدة اضافية من أشخاص أكثر حكمة عندما تتعقد مشاكل أطفالهم.
الأسر الأكثر سعادة هي من تحافظ على ”اجتماع الأسرة الرسمي”، حيث يجلس كل أفراد الأسرة معا يتحدثوا عن أسبوعهم الماضي وما استمتعوا به أو غضبوا بشأنه، ويتناقشون معا في خطط الأسبوع المقبل وأنشطته.
ايضا من الأمور التي تجلب السعادة على أي أسرة أن يكون لهم طقوس معينة معروفة فيما بينهم، ويحافظون عليها دائما، فإنشاء روتين لأن جميع أفراد العائلة يعرفون أن عليهم فعل أشياء معينة في أيام محددة من كل أسبوع مثل مشاهدة الأفلام معا في أمسيات الجمعة، أو صنع نوع جديد من البيتزا كل يوم ثلاثاء، يضمن سعادة رائعة لا تغادر أفراد الأسرة. التقدير المتبادل بين أفراد الأسرة يحقق ترابط قوي جدا بين الأسرة كلها، وأحد أهم وسائل التقدير أن يشكر كل من في الأسرة بعضهم كثير من الأحيان، سيشكل ذلك أيضا دافع كبير ليحب ويتعاون أفراد الأسرة فيما بينهم أكثر وأكثر.
كلما قلت المشاكل السلوكية للأطفال، تصبح الأسرة أكثر سعادة، وقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين تعودوا منذ صغرهم على روتين معين للنوم، وموعد محدد كل ليلة يذهبون فيه لغرفهم، يكونوا أكثر استقرارا وتقل مشاكلهم السلوكية مقارنة بأولئك الذين لم يتبعوا أي روتين في النوم. كما ان الأسر التي تتناول وجبة العشاء معا تكون أكثر صحة وأكثر سعادة، تناول الطعام يعلم الأطفال على حب الخير حيث يتبادلون الأطعمة معا على المائدة، كما أنها تكون فرصة رائعة للتواصل بين كل أفراد الأسرة.
من أهم قواعد الأسرة السعيدة أن يحصل كل طفل في الأسرة على وقت مخصص للاهتمام به وحده، من المهم بالطبع أن تجتمع الأسرة دائما معا، ولكن من المهم أيضا قضاء وقت مع كل طفل بشكل فردي، سيشعر الطفل باهتمام وحب أكثر ، وستقوى الرابطة بينه وبين أهله أكثر.
و اخيرا الأسرة السعيدة هي التي تضحك معا، يقولون النكات أو يشاهدون الأفلام الكوميدية معا، حيث أظهرت الأبحاث أن الضحك يحسن المزاج، ويعزز جهاز المناعة لدينا، ويحسن صحة القلب.