دور الأسرة في رعاية الأطفال الموهوبين – د. مها فؤاد
إن رعاية الموهوبين تتطلب تضافر كافة المؤسسات التربوية من المجتمع، بَدْءًا من الأسرة والمدرسة، وامتدادًا إلى كافة المؤسسات المَعْنِية بعملية التنشئة الاجتماعية؛ كالمؤسسات الدينية، والإعلامية، والأندية الرياضية، والجمعيات، والمؤسسات الخاصة؛ مثل إدارة رعاية الموهوبين بمركز سوزان مبارك الاستكشافي للعلوم، وسوف نتناول فيما يلي دور كل من الأسرة والمدرسة والمجتمع في تقديم الرعاية اللازمة للأطفال الموهوبين.
من بعض توجيهات للأسرة التي تساعدها في القيام بدورها حيال الطفل الموهوب لديها هي أن تعمل على ملاحظة الطفل بشكل منتظم ، وان تقوم بطريقة موضوعية وغير متحيزة حتى يمكن اكتشاف مواهبه الحقيقية والتعرف عليها في سن مبكرة لأن الفشل في ذلك يؤدي بالأسرة إلى الوقوع في خطأين هما المبالغة من الآباء في تقدير مواهب أبنائهم بدافع من حاجاتهم النفسية والشخصية أو الرغبة منهم في التباهي والتفاخر بأبنائهم مما يوقع الأبناء في مشاكل متعددة بسبب إلحاح الآباء على ضرورة تحقيق مستويات للتحصيل والتفكير العقلي أعلى بكثير مما يقدر عليه أبناءهم .
كما يشعر الموهوبون في قرارة أنفسهم بعدم تفهم آباءهم لهم وتجاهل مواهبهم وقدراتهم بسبب سوء التقدير وانعدام الفهم أو بسبب الانشغال بالمصالح الخاصة أو بسبب الجهل في تطوير القدرات مما يدفع إلى الشعور بفشل الموهوب .
ثانيا على الأسرة أن تتعرف على الموهوب في سن مبكرة ويساعدها في ذلك إتاحة الفرصة لملاحظة أبناءها عن قرب لفترات طويلة خلال مراحل نموهم المتعددة فللموهوبين سمات عقلية وصفات ذات طابع معروف تميزهم عن غيرهم من باقي الأطفال العاديين في أعمارهم ، منها أن الأطفال الموهوبين أكثر اعتمادا على الابتكار والإنشاء في أعمالهم العقلية وأكثر دقة وإنجاز للعمل وأكثر ميلا للتعامل مع الأمور المعنوية عنه من الأمور المادية .و إن ميول الطفل الموهوب تكون أكثر تنوعاً و أوسع مجالا مع تمتعه بنفاذ البصيرة في النظر إلى الأمور .
ثالثا يحتاج الطفل الموهوب من أسرته إلى توفير الإمكانيات المناسبة والى تهيئة الظروف الملائمة له كما يجب إتاحة الفرصة للطفل الموهوب للتعرف على الأشياء الجديدة وتشجيعه على القراءة والإطلاع .
رابعا على الأسرة أن تعامل الطفل الموهوب باتزان فلا يصبح موضوع سخرية لهم كما يجب ألا تنقص الأسرة من شأن موهبته أو تسيء استغلالها أو تهملها ، ومن جهة أخرى يجب على الأسرة ألا تبالغ في توجيه عبارات الإطراء والاستحسان الزائد عن الحد مما قد يؤدي إلى الغرور والشعور بالاستعلاء والتكبر .
خامسا على الأسرة أن تنظر إلى الطفل الموهوب نظرة شاملة فلا يتم التركيز على القدرات العقلية أو المواهب الابتكارية والإبداعية المتميزة فقط ، وكما على الأسرة أن تعرف بأن على الطفل الموهوب أن يمارس أساليب الحياة العادية الطبيعية مثل غيره ممن هم في فئته العمرية
وقد يحدث في الأسرة بعض الأساليب الخاطئة اتجاه الموهوب منها على سبيل المثال عندما ينبغ الطفل في فن من الفنون كالرسم أو الألعاب الرياضية تبدأ الأسرة تحيطه بسياج يمنعه من ممارسة النشاطات الطفولة العادية المناسبة لسنه ويبدأ في قضاء معظم وقته مع أناس أكبر منه سنا بكثير ليتولوا على تدريبه ومن هنا تضيع أحلي أيام الطفولة في ممارسة نشاطات الكبار والتشبه بهم في أزيائهم وسلوكهم وطرق معيشتهم وغيرها ، وهذا خطأ كبير تقع فيه كثيراً من الأسر التي لديها أبناء موهوبين .