تعلم كيف تواجهه عيوبك– د. مها فؤاد

الخطأ سلوك بشري، ولا أحد من البشر معصوم عنه، فلا بد للجميع أن يقع فيه سواء كانوا حكماء ام جهلاء، فمن يقع في هذا الخطأ ؛ عليه أن يصلح نفسه وذاته، وأن لا يعيد نفس الخطأ دائماً، فالإنسان قوي من راجع نفسه وسلوكياته وغيرها نحو الأفضل، ونحتاج الى مراجعة أنفسنا بين الفنية والأخرى ؛ لمعالجة الأخطاء وتفاديها في المرات القادمة .
ومن لم يشعر بخطأه دل على ضعف الإيمان، حيث أن الأخلاق السيئة لها ضرر كبير على الغير أشد من ضرر العقارب، وخير مثال لو نبهك شخصاً ما عن قرب حية بجانبك لشكرته على ذلك، فكيف لو أنه نبهك على عيب من عيوبك فلا بد لنا من أخده بنصيحة بعيدة عن البغض والكره . وأن لا نشتغل بالعداوة بدلا ً من اصلاح العيب والانتفاع بالنصائح .
تجنب استدعاء العيوب الموجودة بشخصيتك وعدم الحكم عليها بقسوة حتى لا تشغل حيزا كبير من تفكيرك وتتحول إلى عقبة أمامك للتعامل مع الآخرين. واحرص على استخدام لغة المحبة تجاه عيوبك الشخصية بدلاً من اصدار الأحكام على نفسك فقط قم بالوقوف أمام المرآة وردد ” أنا فخور بنفسى أنى خجول ” هذا يجعل الناس تحترم شجاعتك تجاه عيوبكز
لا تشغل بالك كثيراً بالبحث عن الكمال، لأن كل إنسان لديه عيوب بشخصيته لتجنب الوقوع فى ورطة الوصول إلى الشخصية الكاملة، واحرص على عدم المكابرة والعناد فى الاعتراف بالعيوب الموجودة فى شخصيتك حتى لا تتفاقم وتتحول إلى مشكلة حقيقية بحياتك.
كما علينا أن نبحث عن المزايا التي يحبها الآخرين فينا حتى نطورها وندعمها، والتحلي بالأخلاق الطيبة والجميلة . كما يجب علينا نحن عندما نكتشف عيباً في شخص ما أن نوصله للعيب بالمنظور الذي يراه، ووضع أنفسنا مكان المخطىء حتى نستطيع مساعدته بالطريقة الصحيحة، وأن يكتشف الخطأ بنفسه حتى يتوصل الى الحل بنفسه أيضاً . كما أنه يجب علينا أن نصلح ذاتنا قبل أن نصلح الآخرين، ولا نستخدم أسلوب اللوم لأن اللوم لا يأتي بنتائج ايجابية، وخير مثال سيدنا محمد صل الله عليه وسلم لم يكن يلوم أحد على عيوبه، قال أنس رضي الله عنه، أنه خدم رسول الله عشر سنوات، ما لامه قط على شيء، كما نستطيع نحن أن نرى أنفسنا، وما العيب الذي يؤذي الآخرين أو يؤذي أنفسنا، فمن خلال جلسة مع النفس ومراجعة الذات نتوصل إلى الحل السليم بما يرضي أنفسنا