تأثير العامل الانساني على الكيفية التي توزع بها الاعمال
تنطلق أهميّة العمل من أنّه الحالة التي تُعبّر عن مدى جدوى الإنسان في الحياة، ففي العمل تحقيق للذّات في المقام الأول، وفي نفس الوقت نفع للوطن. كما أنّ أُسس المُجتمع ودعائمه لا تقوم بغير تكاتُف أفراده وعملهم، واليد التي لا تعمل لا تسطيع جلب قوت يومها والعيش في ظلّ عالم أصبح الحصول فيه على لقمة العيش ليس بالأمر السّهل.
أثر العمل على الفرد
يَهدف العمل إلى تحقيق الذّات وإدراك مَعنى الحياة، وذلك من خلال توظيف قدرات الفرد وإمكانيّاته في سبيل تحقيق أهدافه، باذلاً قُصارى جهده فيها. وبالرّغم ممّا يُصيبه من تعبٍ ومشقّةٍ، إلا أنّه يكون راضيّاً بما يرى من ثمار جهودهِ أمام عينيه، وبما يُخلّفه العمل من أثارٍ في شخصيّته، ومن هذه الآثار:
تطوير الشخصيّة وتحقيق الذّات عن طريق رؤية نتاج العمل على الواقع الملموس.
تكوين رؤية ومُخطّط واضح للمُستقبل. توفير مصدر دخلٍ لإعالة الأفراد والعائلات.
معرفة الذّات وإدراك القدرات والمواهب، والتعرّف على نقاط قوّة وضعف الفرد.
تهذيب الأخلاق، وتنمية المهارات الاجتماعيّة، وتعليم أدب الحوار والاستماع، والتّواضع مع النّاس. ترسيخ معنى العمل بروح الفريق؛ حيث يَحترم الإنسان الآخرين ويُبادلهم الاحترام.
أثر العمل على المجتمع
نتيجةً للعمل وأهميّته قامت العديد من الحضارات؛ فقامت الحضارة المصريّة على العمل الزراعيّ والمعماري، بالإضافة إلى براعتهم في المجال الكيميائيّ، كما اشتهر أيضاً الفينيقيّون بنشاطهم التجاريّ وصناعتهم للأسلحة، واهتمّ البابليّون باستخراج المعادن.[٦] و بذلك تتجلّى أهميّة العمل للمُجتمعات والدول من خلال ما يأتي:
زيادة دخل الفرد، وبالتّالي زيادة إيرادات الدّولة: وذلك لزيادة إقبال الأفراد على الأسواق الاقتصاديّة والخدمات التعليميّة والصحيّة، ممّا يُؤدّي إلى تنشيط الاقتصاد، وزيادة إيرادات الدّولة.
تقوية أواصر التّكاتف والتّكافل بين النّاس، ومُشاركة الخبرات والتّجارب لتحقيق الأهداف.
تسخير الموارد والإمكانات المُتاحة والمُحيطة لإنتاج ما هو مُفيد.
تقليل نسبة الجريمة النّاتجة عن عدم وجود استغلال صحيح للوقت؛ فتقلّ نسبة جرائم السّرقة والقتل والاغتصاب.
الحدّ من انتشار المُخدِّرات: تُعدّ البطالة وسطاً مُلائماً لانتشار المُخدِّرات نتيجةً للفراغ والتّهميش وسوء الأوضاع الاقتصاديّة.
تحقيق الأمن المُجتمعيّ ورفع المُستوى المعيشيّ.
زيادة الإنتاجيّة.
تحسين الاستثمار في المُجتمعات الفقيرة.
العمل هو رافدٌ للمُجتمعات بالكفاءات المُختلفة والتي يقوم كل فردٍ فيها بأداء عمله بكل مهنيةٍ واحترافٍ، فترتقي الأمم وتنهض بالعمل الدّؤوب المُستمرّ لتحقيق الأهداف وإنجاز التطلّعات.
تأثير العامل الانساني على الكيفية التي توزع بها الاعمال على الواحدات والاشخاص :
اما بالنسبة للفرض الثالث فيشير التطبيق العلمي الى انه كثيرا ما يتعذر تجميع الاعمال المتشابهة لتكون الوظائف بسبب تعذر إدماج هذه الاعمال مع بعضها وتأديتها في مكان واحد.
فإذا أفرضنا مثلا ان هناك اعمال للسكرتارية تتم في مكتب مدير العام وتحتاج الى اربع ساعات وان اعمال السكرتارية في مكتب المدير المالي تحتاج الى ثلاث ساعات ،فقد يتعذر بالرغم من ذلك ادماج هذه الاعمال لتكوين وظيفة واحدة مما نضطر معه إلى انشاء وظيفتين للسكرتارية احداهما بمكتب المدير العام .
والأخرى بمكتب المدير المالي لان طبيعة اعمال السكرتارية الموجودة في مكتب المدير تتطلب ان تتم في مكتبه.
وقد يصعب تجميع بعض الاعمال رغم تشابهها وتكاملها من ناحية الزمن اللازم لأداء هذه الاعمال اذ توقعنا ان يرفض العمال او الموظفون مثل هذا التجميع .
ويحدث هذا اذا شعر العامل او الموظف ان هذا التجميع قد يؤثر على مركزه أو لا يعطيه المكانة التي يطمع فيها ، فمهندس التصميم قد يقاوم ضم بعض الاعمال الى وظيفته بالرغم من ان اعمال التصميم لا تستغرق إلا جزءا من وقته اذا ما وجد ان اضافة هذه الاعمال سيجعل الآخرين ينظرون إلى وظيفته على انها وظيفة تنفيذ والتي ينظر اليها على انها اقل في المرتبة.