بين الإدارة … والرخامة!!!
المدير هو الشخص المسؤول عن إنسيابية العمل وفق قواعد ونظم وأطر ومعايير محددة لتحقيق أهداف محددة في ظل توجهات المؤسسة العامة.
تعد الشخصية من أكثر المفاهيم غموضًا بين الباحثين نظرا لكثرة العوامل التي تدخل في تركيب الشخصية من وراثية وبيئية. ومع التسليم بهذا الغموض إلا أن كثيرا من الباحثين يرون أن الشخصية هي الخصائص التي تميز الفرد عن غيره من الأفراد الآخرين من النواحي الجسمية والنفسية والخارجية (البيئية والثقافية والاجتماعية). وتبعًا لهذا التعريف فإن شخصيات المديرين تختلف من مدير إلى آخر. ومن ثم تختلف سلوكياتهم من أقوال وأفعال وتعبيرات باختلاف تلك الشخصيات.
والجدير بالذكر أن صفة من الصفات أو أكثر تكون واضحة وجلية في سلوك المدير وتسيطر على بقية صفاته فننعته بها. فتجد منهم القوي والضعيف والمنبسط والمنطوي والمتسلط والديمقراطي والانفعالي والهادئ والجاد والمهمل وغير ذلك من الأنماط السلوكية المعروفة للمديرين.
ويعتبر السلوك الإداري للمديرين سلوكًا إنسانيًا إلا أنه محكوم أومتأثر بالأنظمة واللوائح التنظيمية. فالمدير عندما يمارس مهامه الوظيفية هو في الغالب يسلك سلوكياته المعتادة في الحياة العامة إلا أن هذه السلوكيات تظهر وقد طرأ عليها بعض التعديل والتغيير الذي تحدثه الأنظمة واللوائح على سلوكياته كمدير. وأبعد من ذلك نجد أن هذا المدير قد تغيرت بعض سلوكياته واختلفت عن سلوكياته عندما كان موظفا نتيجة لأسباب مختلفة من أبرزها الأنظمة واللوائح التنظيمية.
ولا شك أن المدير يترك بصماته واضحة ومؤثرة على سلوكيات الموظف خلال العملية الإدارية. فالموظف يتأثر بأسلوب المدير الإشرافي وطريقته باتخاذ القرارات. كما يتأثر أيضًا بمنهجه في التقويم والتحفيز. ومن ثم فإن المدير يؤدي دورًا كبيرًا في نمو الموظف الوظيفي أو تأخره في المنظمة التي يعمل بها تبعًا لشخصية المدير وصفاته السلوكية.
لأن المناصب قد تغيّر من الشخصيات، سواء بالسلب أو الإيجاب، تعرفي على أنواع شخصيات المدراء في العمل، وكيف يمكنك التعامل مع كل منهم؛ من أجل تحقيق الهدف الرئيسي من الوظيفة، وتفادي أي مشاكل أو معوقات، وهم:
– المدير العصبي: وهو أكثر أنواع المدراء شهرة؛ حيث إن ضغط العمل وكثرة المهام تقود الكثير من المدراء إلى الانفعال والعصبية، بالإضافة إلى غلبة الطبع الأساسي، وهذا النوع من المدراء من المهم تفادي الصدام معهم، والبعد عن الجدال، كما يمكن اختيار الأوقات المناسبة لفتح النقاشات وطرح المشكلات، كما أن فرض الاحترام يسهل التعامل معه، وعدم تصعيد الأمور هو حل لإنهاء الخلاف في حال تأزم الوضع.
– المدير المتسلط: وهو نوع من المدراء يصعب التعامل معه؛ حيث إنه متأثر بمنصبه، ويسعى لفرض سيطرته بكل الأشكال، وهنا يجب التعامل معه على أساس القوانين والمهام، وعدم إعطائه المجال للتحكم أو السيطرة؛ من خلال إبراز الشخصية القوية، والحضور الفعال، وحتى الخبرة الجيدة والثقة في النفس.
– المدير المنتقد: وهو مدير لا يثق في أحد، ولا يترك المجال أمام المرءوسين للمشاركة واتخاذ القرارات وحل المشكلات، وغالباً هو مدير دقيق في التعامل وملمّ بكل الجوانب، وللتعامل معه، لا بد من الحزم وإبداء الرأي بكل شجاعة، وتوضيح طرق المشاركة، والتحدث معه عن التفاصيل دائماً في أي الأمور، وإبراز المهارات والخبرات المكتسبة في تنفيذ المهام، وعدم التعامل مع انتقاده على أنه نوع من الإحباط أو تكسير العزائم؛ بل الثبات والثقة هما العنصران المهمان لتفادي انتقاده في مرات أخرى.
– المدير غير المبالي: وهو غالباً مدير فوضوي، متسيب، يترك جل المهام والأعمال على مرءوسيه؛ من أجل عدم تحمل المسؤولية، وبالتالي فإن الأخطاء والمشكلات تقع على عاتقهم أيضاً، وقد يرى كثيرون أن المدير غير المبالي يسهل التعامل معه، وبالرغم من ذلك؛ فإنه من الصعب التعامل معه؛ كونه لا يقدّر العمل؛ فلا للتنازل على الأساسيات وعن المستوى الوظيفي والعمل وإنجاز المهمات على أكمل وجه، ومن المهم عدم تحمّل أعباء إضافية إن لم تكن ضمن المهام الوظيفية المتفق عليها.