الحاجة أم الاختراع .. مفهوم طبقته شيخة أنور الماجد
قيل كثيرا إن «الحاجة أم الاختراع»، وهذا بالفعل ما انطبق على مخترعة «القلم الإلكتروني» للمكفوفين شيخة أنور الماجد، ولكن الاختلاف أن شيخة لم تكن تحتاج إلى هذا الاختراع، بل الذي كان يحتاج إليه هو ابن عمها الكفيف، حيث تأثرت كثيرا بمعاناته أثناء دراسته، وكيف كان يتعب من أجل أن يكتب، حيث كانت الطريقة التقليدية تتعبه كثيرا، وسببت له الرجفة والتهاب الأوتار، وهذا كله بسبب المسمار القديم الذي كان بحاجة للضغط على كافة أصابعه للكتابة بواسطته، فكان ابن عمها مصدرا لاختراعها قلما عاديا، يشعر من خلاله بأنه لا فرق بينه وبين الإنسان الطبيعي .
هى شيخة أنور الماجد صاحبه ال 28 سنة , والتى تعمل كمساعد مهندس كمبيوتر بوزارة العدل , أخذت على هذه الفكرة براءة اختراع عام 2008، وفي 2010 افتتح مركز صباح الأحمد، وتبنى العديد من المشاريع والاختراعات التي حصل أصحابها على براءة اختراع، وفي المركز يمر الاختراع بمراحل، لكن بما أن مشروع شيخة أخذ براءة اختراع فقد دخل فورا إلى مرحلة التطوير، وصار من الواجب عمل «بروتوتايب»، وتم عمل البروتوتايب في هولندا، وتم تجريبه على المكفوفين هناك، بعدها دخل في مرحلة إعادة جدوى، والآن هو في مرحلة التصنيع، وكانت ردة فعل المكفوفين في هولندا لا توصف، فلم يكونوا يتوقعون أن هذه الطريقة ستكون أسهل من الطريقة التقليدية.
حيث إن الاختراع عبارة عن دفتر ملاحظات يسهل على المكفوفين حمله في أي مكان يحتوي على لوحة الأحرف، والقلم للكتابة، وهذا الدفتر يسهل على المكفوفين كتابة مواعيدهم والأشياء التي عليهم عملها في كل مكان وأي وقت، بمجرد أن يأخذ الورقة ويثبتها ويبدأ باستخدام القلم، ومع أنه اختراع بسيط لكنه يساعد المكفوفين كثيرا.
تقول شيخة لا يوجد شيء يسمى التوقف، ولو كان هناك ما يسمى بالتوقف لكنت توقفت منذ 12 سنة، فقد كان مشواري طويلا جدا، ولكن الآن من لديه فكرة، فقط فكرة، يذهب لمركز صباح الأحمد وسوف يستغرق وقتا قصيرا جدا بالنسبة لي، وسوف يأخذ براءة اختراع، وخلال فترة بسيطة يحولها إلى «بروتوتايب»، فإذا خجلت فسوف تضيع فكرتك، وإذا يئست فلن تصل، فكلنا ولدنا ولم نكن نعلم شيئا ولولا سقوطنا لما تعلمنا الوقوف، ولولا أخطاؤنا لما تعلمنا الصحيح.
تم نشر هذا المحتوي علي جريدة عالم التنمية برعاية
أكاديمية “بناة المستقبل” الدولية
برئاسة أم المدربين العرب – الدكتورة “مها فؤاد” مطورة الفكر الإنساني
و” المنظمة الامريكية للبحث العلمي”
www.us-osr.org