البرنامج الارشادي للحد من ظاهرة التسرب الدراسي لتلاميذ المرحلة الابتدائية بمصر للباحث: عمرو الدسوقي مصطفى الشريف
مقدمة الباحث :-
يشهد عالم اليوم ثورة تكنولوجية هائلة في المعلومات و الاتصالات و الإلكترونيات و الحاسبات تزيد بها ومعها الفجوة بين الدول المتقدمة و الدول النامية اتساعا و عمقا ، فقد أصبح من يملك ناحية العلم و التكنولوجيا و المعلومات هو من له حق البقاء و قد اثبتت التجارب الدولية المعاصرة بما لايدع مجالا للشك غن بداية مجالا للشك ان بداية التقدم الحقيقية بل و الوحيدة هي التعليم ..
ولكل مرحلة من مراحل التعليم أهميتها , إلا أن مرحلة التعليم الابتدائي لها اهميتها الخاصة .. فهمي الدعامة التي ترتكز عليها باقي مراحل التعليم فإن أدت هذه المرحلة دورها على وجه سليم أمكن أن تحقق المراحل الاخرى اهدافها ، اذ تجد في الركيزة الاولى سندا قويا يمكن الاعتماد عليه , ذلك ان التعليم الابتدائي هو القاعدة الاساسية في سلم التعليم ’ و من ثم نجد ان جميع الدول المتحضرة تنظر الى هذه المرحلة كأساس ضروري لتربية كافة الناشئة بها وتزويدهم بقسط كاف من المعرفة التي تؤهلهم للتوافق مع مجتمعهم و التفاعل معه بحيث يصبح الفرد قادرا على الاسهام في بناء مجتمع ناهض و بمقدار سلامة هذه القاعدة في سلم التعليم ورسوخها يتدرج السلم قويا صاعدا .
وقد شهد الواقع التعليمي المصري في النصف الثاني من القرن العشرين تغيرا و تحولا في نوعية البرامج التعليمية المقدمة إلى التلاميذ و ذلك فيما يسمى بالتعليم الاساسي و الذي يمثل فكرا تربويا جديدا في مجال تنشئة التلاميذ منذ المراحل الاولى للتعليم و إعدادهم خلال عدد من السنوات للمواطنة الواعية المنتجة و تأهيلهم للتعامل مع العلم والمعرفة و استيعاب اليات التقدم و تفهم لغة العصر .
أهداف الدراسة :-
- التعرف على أسباب تسرب تلاميذ الحلقة الأولى من التعليم الأساسي من وجهة نظر التلاميذ
- التعرف على اسباب تسرب تلاميذ الحلقة الاولى من التعليم الاساسي من وجهة نظر اولياء الامور
- التعرف على اسباب تسرب تلاميذ الحلقة الاولى من التعليم الاساسي من وجهة نظر القائمين على العملية التعليمية بالمرحلة الابتدائية .
- التعرف على الاسباب و العوامل و الاثار المترتبة على هذه الظاهرة
- التعرف على علاج المشكلة
- التعرف على نتائج الدراسة
ملخص الدراسة :-
إن ظاهرة التسرب على الرغم من كونها افة اكاديمية تربوية فإنها في نهاية الامر لها اخطار و اضرار في كافة المجالات الحيوية في حياتنا و هذا سيؤدي الى ضعف مجتمعنا و تقويض دعائمه الاساسية و خاصة الدعامة الرئيسية الاساسية و هم الشباب الذين هم الثروة الحقيقية للامة فاذا كانوا جهلة سيشكلون خطرا كبيرا على الامة فتفشي ظاهرة الفساد والسرقة و القتل و الاستغلال و الدمار و الخراب و خاصة المتسربين منهم من المرحلة الابتدائية و ارتدادهم الى الامية والجهل و التي لايمكن علاجها على اي نطاق و انطلاقا من خطورة ظاهرة التسرب الدراسي لتلاميذ المرحلة الابتدائية انصب اهتمام الدراسة الحالية في الكشف عن العوامل و الاسباب التي تقف وراء احداث هذه الظاهرة ودور الخدمة الاجتماعية في مواجهة التسرب الدراسي و من ثم اقتراح بعض المقترحات و التي قد تساعد على مواجهة هذه الظاهرة و العمل على الحد منها .
النتائج :-
- إن التفكك الاسري وغياب الرعاية و الاهتمام من الابوين لابنائهم من اهم اسباب التسرب الدراسي
- ان صعوبة المناهج الدراسية وكثرة الامتحانات و عدم تنويع الانشطة يعد من اسباب التسرب الجوهرية
- انخفاض مستوى معيشة الاسر و ارتفاع نفقات التعليم يدعم فكرة التسرب لكسب الرزق لدي بعض الافراد
- انخفاض المستوى الثقافي لبعض اولياء الامور و الربط بين التعليم و الحصول على فرص العمل ربما يدفع بعضهم لتوجيه ابنائهم للعمل المهني مبكرا و من ثم التسرب الدراسي
- الرسوب المتكرر لبعض التلاميذ و عدم قدرة المعلمين على المواجهة الصحيحة و الحقيقية لهذه المشكلة و البحث عن اسبابها و علاجها و توجيه اصابع الاتهام دائما الى التلاميذ دون مراعاة لقدراتهم العقلية او الفروق الفردية القائمة بينهم
- ازدياد التوجهات السالبة من بعض الاسر لاهمية التعليم في تحسين مستوى الفرد و احداث الحراك الاجتماعي لبعض الاسر المصرية كما كان يحدث من قبل
- عدم الاهتمام الكافي بالانشطة المدرسية و شغل اوقات فراغ التلاميذ بأداء الاشياء التي يحبونها و تشجعهم على الاستمرار بالمدرسة والتغيب عنها .
التوصيات :-
- العمل على الغاء الفترات الدراسية والعودة الى نظام اليوم الكامل حتى تتتخذ الدراسة طابعا اكثر جدية مع الاهتمام بالتطبيق الفعلي وليس الشكلي لليوم الدراسي الكامل.
- تخفيض المصروفات المدرسية عن التلاميذ الذين يعانون من مشكلات اجتماعية و اقتصادية وتقديم العون للتلاميذ المحتاجين حتى يستطيعوا اتمام تعليمهم .
- العمل على توثيق الصلة بين المدرسة والمنزل مع ضرورة التنسيق الفعلي بين ادارة المدرسة و الاسرة للعمل لما فيه مصلحة التلاميذ
- توفير الرعاية الصحية والنفسية و الدينية للتلاميذ و ذلك بالاشتراك بين الاسرة والمدرسة
- العودة الى نظام التغذية لكل المدراس الابتدائية و خاصة التي توجد في القرى والمناطق الفقيرة ويمكن الاستعانة بالجهود الاهلية المحلية الى جانب ما تسهم به الوزارة في هذا الصدد
- العمل على وضع السياسات و الاجراءات الجادة للحد من كثافة الفصول الدراسية مع ضرورة فهم ان هذه المشكلة ترتبط بكافة المشكلات المرتبطة بالتعليم الاساسي ككل
- العمل على توفير و استخدام الوسائل التعليمية الحديثة و المتنوعة و ذلك حتى يتسنى للمعلم عرض المادة التعليمية بصورة جذابة و مشوقة .
- تنقية المناهج مما فيها من حشو و تكرار و جعلها اكثر مناسبة لقدرات التلاميذ الصغار .
- الاهتمام بالانشطة التربوية و الترفيهية و توجيه التلاميذ نحو ميولهم و استعدادتهم حتى تصبح المدرسة مكانا محببا لللتلاميذ
- تدريب المعلمين على كيفية التعامل مع التلاميذ الضعاف ومتدني التحصيل الدراسي
- تخصيص حصص يومية او اسبوعية لمساعدة التلاميذ على عمل الواجبات المدرسية و التغلب على مشكلة التأخر الدراسي لدي التلاميذ
- حث المعلمين على مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ و تكوين علاقات حسنة معهم و عدم استخدام العقاب البدني حتى لا يكره التلاميذ التعليم .
- ضرورة توفير اخصائيين اجتماعيين بالمدارس الابتدائية حتى يستطيعوا مساعدة التلاميذ الذين يعانون من بعض المشكلات
- تفعيل دور مجالس الامناء والاباء و المعلمين في القيام بأدوارهم المنوط القيام بها في حل مشكلات التلاميذ و الحد من غيابهم وتسربهم .
- عقد ندوات داخل المدرسة لتوعية التلاميذ و الاباء باهمية التعليم
- تنظيم لقاءات دورية للمعلمين والاباء و القيادات التعليمية و المحلية والعمل على توثيق الصلات بينهم لمناقشة مشكلات التلاميذ و ايجاد حلول عملية و فعالة لهذه المشكلات
- تيسير ظروف المعيشة الضرورية للمعلمين و القائمين على العملية التعليمية مما يساعد على استقرارهم و اهتمامهم بعملهم الامر الذي يجعل المدرسة موضع اهتمام و تقدير التلاميذ و اولياء الامور و من ثم انتظام الابناء في الحضور
- التشجعيع المادي و المعنوي للتلاميذ الذين لم يتغيبوا عن الدراسة خلال العام الدراسي و ذلك في حفل يحضره جميع تلاميذ المدرسة ليكون حافزا لهم على الانتظام في الدراسة و عدم التغيب عنها
- ان تخصص وسائل الاعلام بعض برامجها لتوعية اولياء الامور بواجبهم نحو متابعة الامور التعليمية و الدراسية لابنائهم مع التركيز على اهمية انتظامهم بالمدرسة
- العمل على وضع سياسات صارمة تجاه عمالة الاطفال في سن الالزام وتطبيقها بصورة جادة
الاهتمام بعقد الدورات التدريبية للاخصائيين الاجتماعيين و النفسيين لصقل مهاراتهم و قدراتهم للتعامل مع مشكلة التسرب الدراسي و معاونتهم لتشكيل فريق عمل داخل المدرسة للتصدي لهذه المشكلة .